الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تعادي تيارات العروبة و الاسلام السياسي علمانية الحركة الامازيغية؟

المهدي مالك

2010 / 11 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا تعادي تيارات العروبة و الاسلام السياسي علمانية الحركة الامازيغية؟
مقدمة
لعلي تجاهلت نوعا ما هذه المواضيع الفكرية لفترة قصيرة لاشتغالي المتواصل في موضوع فن الروايس لكن من الملاحظ في هذه المدة الاخيرة تزايد الهجمات على الحركة الامازيغية بشكل كبير من طرف تيارات العروبة و الاسلام السياسي بسبب اتجاهها العلماني الرامي اولا و اخيرا الى وضع حدا لظاهرة الاستغلال عن طريق الدين الاسلامي و وقف المد السلفي و المسؤول على العديد من مشاكلنا و عرقلة تقدم ملفاتنا المجتمعية كالملف الامازيغي و ملف المراة و تحديث المجتمع المغربي ككل الخ من هذه الملفات الداخلة ضمن الاصلاح الشمولي التي عرفته بلادنا منذ تولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم.
ان الحركة الامازيغية هي امتداد طبيعي للمقاومة و المجتمع الامازيغي المعروف بقيمه الاسلامية المغربية حيث ان التاريخ يتذكر ان الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي كاول اطار امازيغي في مغرب اواخر الستينات كان ينعت باوصاف قدحية مثل احفاد الاستعمار و دعاة احياء الظهير البربري و دعاة الصهيونية الخ من هذه الاوصاف الايديولوجية فقط لان هذه الجمعية بدات مسارها تدافع عن شرعية الثقافة الامازيغية و أنقادها من سياسة التعريب الشامل باستغلال الاسلام بشكل ايديولوجي حيث انذاك كانت الامازيغية تساوي التنصير و العمالة للاجانب في فكر جل النخب المغربية بمعنى ان الامازيغية لا علاقة لها بالاسلام نهائيا و بالوطنية كذلك بينما العروبة هي المدافع الوحيد عن اسلام المغاربة الى جانب السلفية الدينية و الهادفة الى محاربة الجاهلية و الالحاد كما يقول اصحاب اكذوبة الظهير البربري.
اذن الحركة الامازيغية وجدت نفسها مجبرة لتغيير الواقع الاحادي الذي كان سائدا في دلك الزمان بخطاب معاصر يرفع شعار التعدد الثقافي و الحداثة الفكرية و رد الاعتبار للهوية و الثقافة الامازيغيتان من جانبها النضالي و الحقوقي بينما كانت السلطة تنفي وجود اية قضية امازيغية في مغرب اوائل الثمانينات من القرن الماضي مستعملة سلاح الاستغلال عن طريق الدين الاسلامي و لغة القران الكريم المقدسة و الوحدة الوطنية و ترويج بعض الاقويل حول اصل الامازيغيين يرجع الى اليمن انذاك .
و بالاضافة الى دور بعض الفقهاء السلفيين و المتواجدين في مناطق المغرب عموما و سوس خصوصا و هذا الدور كان و مازال مستمر الى حد اليوم بهدف تكفير الامازيغية كعادات و تقاليد و اعراف الخ.
و خلاصة القول ان امازيغي المغرب عانوا الكثير من الاستغلال الديني في عهد الراحل الحسن الثاني حتى في مشاريعهم الدينية كترجمة معاني القران الكريم الى اللغة الامازيغية كمشروع لم يرى النور الا في سنة 2004 .
و بعد خطاب اجدير التاريخي اختارت الحركة الامازيغية الاتجاه العلماني لاسباب كثيرة اولا ان العلمانية هي اصيلة في مجتمعنا الامازيغي منذ قرون طويلة من الزمان من خلال اعتماد العرف الامازيغي كقانون بشري يراعي المقاصد الخمس للشريعة الاسلامية كما أكده جل العلماء قديما و حديثا و من بينهم الاستاذ امحمد العثماني رحمه الله و الذي كتب بحثه المعروف الواح جزولة و التشريع الاسلامي و طبعته وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية سنة 2004 ..
ثانيا احداث 16 ماي الارهابية في الدار البيضاء و تم استغلالها من طرف الحركة الامازيغية بشكل ايجابي لاثارة الانتباه الى ان هوية المغرب الاسلامية في خطر منذ زمن بعيد بحكم نشر الفكر السلفي الدخيل من المشرق في صفوف اجيال من المغاربة حتى تحول هذا الضيف الى التطرف البعيد عن تقاليد مجتمعنا و تحول الى قتل الابرياء من المغاربة المسلمين و اليهود.
و لدى طالبت الحركة الامازيغية انذاك بالعلمانية المحلية كحل لمواجهة الافكار الرجعية .
غير ان تيارات العروبة و الاسلام السياسي شعرت بالخطر الذي تشكله الحركة الامازيغية و خطها العلماني المغربي على مصالحها القومية فاخذت هذه التيارات منذ احداث 16 ماي تهاجم الحركة الامازيغية و تصفها بالالحاد و التنصير و العمالة للصهيونية الخ من هذا الكلام السخيف الذي اكل عليه الدهر و شرب بالنسبة لي بحكم ان الجميع اصبح يعرف تاريخ الحركة الامازيغية و خدماتها الجليلة من اجل الاسلام مثل ترجمة معاني القران الكريم الى لغة الاغلبية من المغاربة بهدف فهم كلام الله بشكل دقيق و السؤال الكبير هو أليس هذا العمل العظيم دليلا جوهريا على ان الحركة الامازيغية ليست ضد الدين الاسلامي و انما هي ضد استغلاله سياسيا لفرض تعريب الحياة العامة و تشجيع مذهب الجمود الفكري إغلاق باب الاجتهاد الديني عوض فتحه الذي يدعو اليه الاستاذ عصيد و المرحوم الاستاذ محمد اركون و المرحوم الاستاذ محمد عابد الجابري بالرغم من موقفه السلبي تجاه المسالة الامازيغية .
و لعل الهجمات الاخيرة على الحركة الامازيغية من طرف تلك التيارات الرجعية جاءت في سياق متميز بسقوط الصورة الجميلة للمشرق العربي في اذهان المغاربة منذ زمن طويل خصوصا بعد الاساءات الموجهة الى المغربيات في عز شهر رمضان الاخير و اغلاق مكتب قناة الجزيرة بالرباط بسبب معاداتها الصريحة للمغرب و مصالحه العليا و في مقدمتها قضية الصحراء المغربية.
اذن هذه الهجمات الاخيرة على الحركة الامازيغية هي محاولة لتغطية الحقائق و جعل هذه الحركة مسؤولة عن فشل قضايا بعيدة عنا جغرافيا و تاريخيا..
المهدي مالك










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البديل
محمد البدري ( 2010 / 11 / 10 - 21:40 )
لان العروبة والاسلام لم يحققا اي تقدم ولم يحميا الحقوق الطبيعية للفرد ولانهما مارسا كال انواع القمع بابشع مما مارسه الاستعمار القديم فان من حق البشر البحث عن جذورهم تخلصا من العروبة والاسلام تحررا من الهيمنة التي اعتقدوا يوما انها سبيلا للتحرر. فالجزائر تبنت العروبة وبالتالي الاسلام املا في التخلص من الاستعمار الفرنسين فهل حققت لها العروبة او الاسلام شيئا؟ انه سؤال نجد اجابته في الحركة الامازيغية الان. نفس الامر في العراق وفي اليمن وفي مصر فكل هوية اعمق من العروبة ومن الاسلام هي حق طبيعي للبشر اصحابها. تحياتي وشكرا لمقالك


2 - مشكلتكم عويصة
بشار بشار ( 2010 / 11 / 11 - 11:46 )
الاسلام والعروبة عموما اعداء لكم لا تستطيع فصل الاثنين عن بعض !! ارجو ان تحلوا مشكلتكم بالتخلص اولا من الاسلام وقدسيته


3 - علماني مغاربي
محمد بودواهي ( 2010 / 11 / 11 - 15:35 )
لهؤلاء السفهاء نقول
أمازيغ الأطلس والريف وسوس والجنوب الشرقي هم الذين حرروا المغرب من الاستعمار الفرنسي بفضل التضحيات الجسام التي قدموها ومقاومتهم الشرسة التي اعترف بها المستعمر نفسه في الوقت الذي كان فيه الخونة العروبيين والإسلامويين تحت الحماية الاستعمارية و يدرسون أبناءهم في الجامعات الباريسية
إن الذي يمكن نعته بجميع أوصاف الخيانة والانتهازية والتواطؤ مع المستعمر هو حزب الاستقلال العروبي الشوفيني الذي أدار ظهره للمقاومة وجيش التحرير ولمصلحة الشعب ودخل في مساومات مخزية مع الاحتلال في معاهدة إيكس ليبان السيئة الذكر من أجل الحصول على السلطة في إطار استقلال شكلي تبقى فيه تبعية المغرب لفرنسا سياسيا واقتصاديا أمرا مضمونا
فالحركة الأمازيغية الحالية التي يتكالبون عليها ليست إلا استمرارا لجيش التحرير البطولي هذا والمقاومة المغربية الشريفة ، تلك لذلك نرى حكام اليوم يرفضون الاعتراف بها كحركة سياسية لما تشكله من خطر على ما يسمونه ثوابث الأمة وعلى نظامهم السياسي الشمولي التيوقراطي
لكن التاريخ يتحرك وحافل بالعطاء