الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العسكرتارية تعود مجددا مع نصب الجندي المجهول

فراس الغضبان الحمداني

2010 / 11 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


لقد أصيب العراق منذ الإلف الخامس للميلاد حيث كان عصر فجر السلالات وظهور الإمبراطوريات وحتى التاسع من نيسان عام 2003 بكارثة يختصر مفهومها بالعسكرتارية وتعنى تحويل كل موارد البلاد ومستقبل العباد للحروب الدامية التي لم تسجل نصرا ولم تبن مجتمعا أو ترفه وطننا ومواطننا .

إنما ونتيجة لسياسة الاحتراب أصيب العراق بكوارث لا حدود لها وأسهمت في تخلف البلاد وظلم العباد وقد ضرب العراق رقما قياسيا في عدد ضحايا الحروب من القتلى والمفقودين والأرامل وحرمان الناس من ابسط مستلزمات الحياة .

وحدث ذلك منذ عصر سرجون الاكدي وحتى لحظة نهاية صدام التكريتي والكارثة الأكبر إن العهد الجديد ما زال أسيرا لثقافة الحروب والدكتاتورية والعسكرتارية والنبش في الماضي والدليل على ذلك هو الإعلان عن إعادة نصب الجندي المجهول في مكانه القديم .

لقد حاول النحات رفعت الجادرجي ومن خلال أخيه نصير المتنفذ سياسيا إن يعيد البعض من مجده القديم على حساب وتطلعات العصر الديمقراطي الجديد ولان الأول مقاول معروف وتقتضي متطلبات حياته في لندن أموالا طائلة فلم يجد غير بعض المتنفذين في الحكومة العراقية إن يساندوا مشاريعه الخرافية وأولها كان اختيار نموذج للعلم العراقي الذي أثار ضجة كبيرة في الرأي العام لأنه كان أكثر شبها من العلم الإسرائيلي .

واليوم راح صاحبنا نصير ينبش في أوراقه القديمة وعثر على مخططاته السابقة وصوره المنسية التي توضح ملامح الجندي المجهول وسارع فورا إلى أمانة بغداد وهو يحلم بصفقة العمر من خلال إعادة هذا النصب إلى مكانه السابق والذي أزيح عنه عام 1963 .

ويحاول الجادرجي الآن إن يغازل حب الناس للزعيم الراحل عبدالكريم قاسم والرموز التي يتذكرها الشعب ولهذا ابتدع خطة جهنمية اقنع فيها أمين بغداد بأهمية إعادة هذا النصب في ساحة الفردوس مما سيثير الفرحة والسعادة لدى الناس الذين عاشوا تلك السنوات مع رمزهم وملهمهم الزعيم والإبقاء على ساحة الجندي المجهول القريبة من منصة الاستعراض الرئاسي التي كان يقف عليها صدام ملوحا بسلاحه وهو يستعرض الجيش .

لا ندري كيف اقتنع العيساوي بإعادة ملامح ثقافة قديمة لعصر جديد اختلفت فيه الأذواق والثقافات ورغبة الناس بتجاهل ونسيان كل الأنظمة السابقة وما صدر عنها من صفحات دموية من خلال حروب وانقلابات فهم اليوم ليس بحاجة للجندي المجهول وسواه من الرموز التي تذكرنا بالدماء بالسجون والمعتقلات .

الشعب يريد في ساحة الفردوس رمزا يوحي بالشفافية والإنسانية والتسامح والمحبة ورمزا للحياة الآمنة المستقرة ونبذ الطائفية ولم شمل الأمة العراقية الواحدة وليس رمزا يذكرنا بمآسي الحروب والمفقودين والمقابر الجماعية وختاما نقول للجادرجي نحن الآن بحاجة إن ننسى الماضي المؤلم ونبدأ في الحاضر الجديد .

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال بائس
علاء سالم ( 2010 / 11 / 24 - 10:11 )
سيد فراس
رفعت الجادرجي مهندس معماري متميز وله اعمال معماريه ونحتيه خالده في تاريخ العراق وبغداد بالذات وله اعمال ادبيه ودراسات عده منشوره ويعتبر نصب الجندي المجهول من ابرز اعماله لما يحتوي من بساطة الفكره وقوتها دون زخرفيات مبهره مجرد الشكل العالي المنحي الذي يرمز الى العلو والسمو والانحناء الى التضحيه والحمايه ثم ان كل دول العالم بها نصب للجندي المجهول فلماذا تريد ان تلغي اهم رموز الوطن انه كالعلم فهل من دوله بلا علم؟
وحضرتك هكذا وبجرة قلم تعتبره مجرد مقاول ينشد الربح والاموال مقالك من البدايه الى النهايه مهاتره ومزايده مكشوفه وسطحيه من مشاكل العراق الكبرى عدم الاهتمام بمبدعيه والمحاوله بالنيل منهم وتسقيطهم والمأساة تكون اكبر عندما تكون المحاولات من مثقفيه وكتابه؟؟؟ اذا جاز لنا قول ذلك ممن هم على نهجك؟ مشكلتك فقير معرفيا وتحاول المبارزه بالقلم وهذه مأساة اخرى


2 - نعم للجندي المجهول
كاظم الخفاجي ( 2010 / 11 / 24 - 16:48 )
من لا يثق بماضية لايبني مستقبله على نحو أفضل
السيد فراس الحمداني لعلك تعرف أن أحسن فترة مر بها العراق على قصرها وشهدت أنتعاقا للانسان العراق هي الفترة الممتدة من 14/تموز /1958 ولغاية 8 /شباط /1963 حيث شهدت العراق تقدما في كافة المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية وحصل الفقراء في ريف العراق على حقوقهم الاقتصادية التي كانت مسلوبة من قبل النظام الاقطاعي وتحرر العمال من سطوة الراسمالية الوطنية والاجنبية وتحررت الثروة والغيت الامتيازات للاراضي العراقية وهكذا بقية القطاعات الاخرى التي شملها خير الثورة وهكذا زينت العاصمة الحبية بغداد بالتحف الفنية مثل نصب الجندي المجهول ونصب الحرية وجدارية حديقة الامة وكلها ذات وطنية لم تمجد الفرد بذاتها وأنما مجدت تاريخ شعب عريق جذوره موغله في التاريخ ولكل مرحلة رموزها وشخوصها ومن أجمل الفترات هي فترة الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم ومن الوفاء لهذا العراقي الاصيل أن نحفظ كل ما يذكرنا بتاريخه المشرق , ان أرجو من الاخ فراس الحمداني الاعتذار عن هذه المقاله لانها تسيء الى قلمه الجميل


3 - كن انت التغيير التي تريد ان تراه من الاخرين
اسماعيل ميرشم ( 2010 / 11 / 25 - 07:34 )
فعلا المقالة فية الكثير من الموضوعية والايجابية ومع تقديرنا للزعماء المخلصون للشعب واللبلد المفروض بل المطلوب ان نزرع في شوارعنا ومدارسنا عبارات ورموز لتجارب وطنية او انسانية خالدة تحفز الجيل الجديد على التفكير بالمستقبل وتدفعه ليحلم ويعمل للاتيان بعالم اجمل وافضل لنفسه ولمن يعيش معه ولعشرات سنين قادمة لا ان يذكرنا بالماضي الماساوي البعيد او البعيد لانها موجودة في كل زاوية وفي جميع الازمنة
فتفكير الانسان هي مصدر كلامه وكلامه هي اساس اعماله واعمال الانسان هي خارطة مصيره وكلما كانت الرموز ايجابية ومستقبلية كانت مستقبل الشعب والوطن اكثر اشراقا
كما في العبارة اعلاه على سبيل المثال وهي عبارة عظيمة وانسانية لغاندي

اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن