الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن، و هُم!

نواف خلف السنجاري

2010 / 11 / 27
الادب والفن


* من وحي محمد الماغوط

الدنيويون، الجشعون، الطغاة، السلطويون، الانتهازيون، الكذابون، المراؤون...
دعهم يتلذذون بحملهم (السياط).. هم يملكون (السوط)، ونحن نملك الجروح والندب.. هم يملكون القصور، والفيلات، والمسابح، والحدائق، ونحن نملك الأكواخ الدافئة.. الشيء الوحيد الذي يملكونه - وهو يمت حسب اعتقادهم- إلى الثقافة بشيء هي الدفاتر!! هم يملكون الدفاتر( إنها رزم من الدولارات يطلقون عليها دفاتر).. ونحن نملك (دفاتر حقيقية) تحمل في طياتها آلامنا وآمالنا وصدقنا المجسّم.. هم يملكون الخطابات الرنّانة، والوعود الكاذبة، ويستطيعون تغيير مصائرنا بجرة قلم! ولكننا نملك الكلمات الشفافة التي يملأ صداها الكون، نسطرها بأقلامنا (الرخيصة)! التي لا يستطيعون شراءها بكل ما يملكونه من كنوز..
دعهم يتشدقون بمناصبهم وكراسيهم (الفارغة) منهم - حتى وهم يملئونها بمؤخراتهم- .. هم يستحوذون على المناصب بنفاقهم، ويطلقون على أنفسهم (الشطار) والأذكياء والأقوياء.. هم يملكون القوة والسلاح، ونحن نملك الشعر، والفن، والحكمة.. هم يملكون الجواري والعاهرات والراقصات، ولهم اللذة والشبق والشهوة البهيمية، ونحن نملك الحب الخالص النقي الذي يحولنا إلى أشباه الآلهة..
هم يشربون أغلى الخمور، يسكرون ويثرثرون ويعربدون ويترنحون، يحملون كؤوسهم الذهبية بأصابع تملؤها الخواتم، ويلوحون بها في وجوهنا.. هم يملكون القوارير والخمور والعسل، ونحن نملك الوحي وقوة الخيال ونشوة الفرح..
هم يملكون الطائرات واليخوت والسيارات الفارهة، ونحن نملك الريح، والبحر، والطرقات.. هم يملكون جوازات سفر و جنسيات مختلفة، وأرصدة في البنوك العالمية، ونحن نملك ما في جيوبنا، وما انتزعناه بعرق جبيننا وعملنا المخلص..
هم يملكون المستشفيات، ونحن نملك المرض..
هم يملكون المدارس والجامعات، ونحن نملك العلم والنور..
هم الزَِِبَد، ونحن الرمل والساحل..
ترى من سيبقى؟ ومن سيزول؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض


.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا




.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه