الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاجتماع السياسي العراقي

علي شايع

2010 / 11 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سألت أصدقاء يهتمون بعلم الاجتماع السياسي، عن مدى فاعليته في ساحتنا الاجتماعية، وما أحصاه من بحوث تهتم بواقع السياسة وتأثيراتها على المجتمع فتاريخية هذا العلم، تؤكد ظهوره وبشكل فاعل عقب الحرب العالمية الثانية علاجاً للهوّة الكبيرة بين علم السياسة وعلم الاجتماع، إذ برزت ظواهر جديدة في علم السياسة بدت بحاجة إلى مناقشة لمعرفتها والبحث فيها ضمن أطر علم الاجتماع ولكن برؤية أشدّ جدّة وأكثر حداثة. إذن ووفق هذا التعريف سنكون نحن الأولى به بعد ركام حروبنا المفزع، وهول ما أربك الواقع الاجتماعي كحاضن أساسي للوقائع والفعاليات السياسية، وكقاعدة سند للحدث السياسي، تسجّل على إحداثياته تأثيرات تلك الوقائع، وفعلها في البنى الاجتماعية للبلد.
ربما يختلف مختصّو علم الاجتماع السیاسي في تحديد المفهوم الواحد لهذا العلم، خاصة حين نعلم إن مفهومين يتضادان لحيازة مضامين هذا السبيل المعرفي؛ الأول، باعتبار هذا العلم علم للدولة ومجتمعها السياسي في زمن معين، والمتغيرات التي صاحبت شكل الدولة من الداخل. وهي أبعد من شكل الحكم، بل هي ما يفسّر التغيرات الكبرى في شكل الدولة، ابتداءً من انهيارات نظم العبودية على سبيل المثال، ووصولاً إلى ظهور الدولة القومية، وما تركته من أزمات وخلافات بشأن السلطة، وحدود شرعية أفراد معينين في حكم آخرين، الأمر الذي أنتج إشكالاً مريراً- حسب نظر الباحثين المعنيين- بين الحاكم والمحكوم. وهو ما يضعنا في ساحة المفهوم الثاني المتصارع على معنى علم الاجتماع السیاسي ومضمونه الدال، والذي يعتبر هذا العلم، علم دراسة القوة، أو الحكم والسلطة، فشرعنة القوة تمنح السلطة مكاناً في أقاصي الامتياز، بين آمر ومأمور، وبين طامع مرسّخ لهذا الامتياز في الكسب المادي والمعنوي، وبين صانع له، منتبذٍ في الغالب، تدور عليه دوائر السياسيين، وتلعب به مخططاتهم، وهو في أفضل الأحوال مهرول خلف مغانمه بين صناديق الاقتراع، لعلّ هناك من يحقق له رغباته في دورة حكمه، وزمان إمساكه بزمام السلطة الحاكمة.
معالجات الاجتماع السياسي كعلم، تتسع لتناقش وتفحص ظواهر سياسية هي من القدم بما يوازي وجود الإنسان ذاته، ودوامته في صراعات هذا الوجود. تلكم الظواهر لم تكن ليعاينها علم بالتحليل من قبل، أو ليفسرها بتجرد تاريخي ووعي جديد، حتى نميّز وفق ما ينتج من تحليلات - بالضرورة- بين حدث وآخر، وبين مصطلح ورديفه، فمعنى كلمة الأمة، أو الشعب، أو السكان، سيتخذ دلالات حسب فحوى سياسية مختلفة.
ترى وفق ما مرّ من قراءة عاجلة لمعنى هذا العلم الهام، هل ثمة من يفسّر لنا ما مرّ بنا، ويضع لنا مناهج تحليلية لسلسلة الرعب والفتك بحياة الإنسان العراقي ومقدراته، لأننا نحتاج التفسير مادام “في كل يومٍ للحوادث بطشة..فينا وأمر للمنون مطاعُ “..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر