الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاجتهاد في مقابل النص محاضرة المفكر الاسلامي السيد احمد القبانجي

آريين آمد

2010 / 12 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان يظهر مفكر اسلامي ليبرالي في وقت يسيطر فيه الاسلام السياسي في العراق امر يستدعي التوقف لمعرفة التوجهات التي ينادي بها المفكر السيد احمد القبانجي، وسط التجاذبات الكبيرة بين اطراف الاسلام السياسي التي تجعل الصورة اشد قتامة وضبابية في الوسط الشيعي بسبب كثرة الاجتهاد والتقليد وتعدد المدراس الفكرية، ولهذا السبب تكتسب محاضرة الاجتهاد في مقابل النص اهمية استثنائية خصوصا اذا تذكرنا بان المحاضر هو المفكر احمد القبانجي الذي يقدم الاسلام بمقاربة ليبرالية.
ان فسح المجال امام الفكر للتجوال والترحال في عالم المعرفة واستحضار كل شيء على طاولة البحث لمعرفة الحقيقة امر في غاية الاهمية لفك التشابك وازلة الغموض امام الانسان العراقي ليلتمس طريقه ويتقدم الى الامام بدون الخوف من تسلط علماء الدين وفتاويهم على غرار " الراد عليهم كالراد على الله" ، او فتاوى التكفير، او حتى "ولاية الفقيه" ... لدرجة باتت الفتاوى اليوم احد اهم ادوات التضليل والديماغوجية.
تعمد احمد القبانجي في بداية المحاضرة لشد انتباه الحاضرين حول اهمية الاجتهاد في مقابل النص بالقول بان النبي محمد هو اول من اجتهد، ثم الخلفاء الاربعة، ثم الائمة المعصومين، فالاجتهاد يعني تجميد النص واعطاء العقل مكانته وديناميكيته، فالدين متحرك، وان الجمود هو اهم اسباب تخلف المسلمين، اضافة الى كثرة الفتاوى الغير عقلانية. ليثبت المحاضر مبكرا جدا "ان الاجتهاد هو الاصل وليس النص". وهنا بالضبط قال جملته الكبيرة " ان اول من اجتهد وغير النص هو الله من خلال "الناسخ والمنسوخ" لان الحكم يتغير بتغير العلة، فتغير الظروف سيؤدي حتما الى تغير الاحكام لان العلة تتغير. فالمسيح غير شريعة الانبياء السابقون في القصاص " السن بالسن" بمبدأ " من ضربك على خدك الايمن فادر له خدك الايسر" ، واجتهاده الاخر بامتناعه عن رجم المراة الزانية بقوله " من كان منكم بلا خطيئة فليرميها بحجر".
اما النبي محمد فقد خالف عشرات المرات نصوصا قرانية واضحة مثل " يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم" الا ان النبي لم يجاهد المنافقين ولا مرة في حياته بل ربما اكرمهم في مناسبات عديدة، وهو كان على حق في هذا الاجتهاد بسبب مقتضيات المصلحة فلو انه قاتل الكفار والمنافقين لاصبح وحيدا وبدون مناصرين. وفي مورد آخر يخص الخمس يقول النص القراني "واعلموا ما غنتم من شيء فلله ورسوله خمسه" ، الا ان الذي حصل في معركة حنين ان المسلمين غنموا غنائم كثيرة لكن الرسول اعطى لقريش وبني امية كل الغنائم ولم يعطي لاي فقير لا شاة ولا بعير، بل انه اعطى ابو سفيان الف جمل، فتألم الانصار من ذلك وقالوا لقد وجد قومه ونسانا، فعالج الرسول الموقف قائلا لهم بحركة ذكية للغاية " الا ترضون ان تذهب الناس بالشاة والبعير وابقى انا معكم"؟...
اما في موضوع الدورة الشهرية فالنص القراني يقول " فاجتنبوا النساء في المحيض "، الا ان عائشة كانت تقول بان الرسول كان ياتيني وانا حائض.
من الامثلة الاخرى التي اوردها السيد القبانجي حادثة قتل الاسرى من قبل الرسول ليس بسبب القتل او الفساد في الارض كما جاء في النص القراني، ولكن بسبب هجائهم للرسول والهجاء ليس قتلا ولا يمثل فسادا في الارض.
في عهد ابو بكر حصلت الردة مع العلم لم ترد لا في القرآن ولا في عهد النبي اي كلمة حول الردة، لكن الخليفة حارب المرتدين. والاكثر من ذلك ما يخص الزكاة فقد امر ابو بكر بقتل كل من يمتنع عن دفع الزكاة في وقت كان دفع الزكاة في عهد الرسول اختياريا. وكان ذلك اجتهادا في مقابل النص، لا بل انه خالف النص عندما عفا عن خالد ابن الوليد الذي قتل عشيرة مالك ودخل على زوجته في نفس الليلة، ولما اشتكاه مالك الى الخليفة ابو بكر عفا عنه قائلا " انه سيف الله المسلول" والمصيبة ان الرسول عفا عن خالد بقولته الشهيرة" الهم اني ابرأ اليك من ما فعله خالد" بعد معركة احد. حتى الامام علي نراه لم ياخذ بثار عثمان، فهو دافع عنه وجلب له الماء عندما كان محاصرا من قبل الثوار الا انه لم يقتص له من قتلته وهو يعرفهم جيدا بسب المصلحة مخالفا النص ومفضلا مصلحة الجماعة.
اما عمر بن الخطاب فهو يعتبر رافع الراية في الاجتهاد حيث ابتدأ حكمه بالغاء رواتب المؤلفة قلوبهم بسبب قوة الاسلام في عصره فلم تعد هناك حاجة الى المؤلفة قلوبهم.
الخليفة عثمان لم يتقيد بالنص فقد اعطى خمس افريقيا لمروان بن الحكم الذي كان يوصف بالفسق من قبل الناس.
علماء الشيعة كانوا يقولون بنجاسة اهل الكتاب في حين نص القرآن " طعام الذين اوتوا الكتاب حلال لكم". هذا مع العلم ان النبي كان له جارية مسيحية، لا بل تزوج صفية التي بقيت على دينها مفضلة ان تكون جارية عند الرسول شرط البقاء على دينها. فتوى الامام الصادق بنجاسة اهل الكتاب ظلت الى ان افتى السيد محسن الحكيم بطهارتهم، ليؤكد لنا من جديد بان الحاجة يتجاوز النص فلا يمكن لنا ان نعيش في عالم اليوم " ونتجنس " من المسيحيين مثلا. الامام الصادق يقول "من بدل دينه فاقتلوه" الا ان القرآن ينص " لا اكراه في الدين" . اليوم لدينا اكثر من الفين رواية حول تحريف القرآن ، فالقران الصحيح هو لدى صاحب الزمان.
يفرض الخمس على الغنائم، الا ان الامام الصادق والامام الكاظم وسعوا الخمس ليشمل المكاسب. القرآن يوجب صلاة الجمعة، الا ان الشيعة بقوا لمدة الف عام لا يصلون الجمعة باجتهاد مخالف للنص وللتاريخ فالامام علي صلى الاف المرات خلف عمر بن الخطاب. السيد الخميني هو الذي احيا فريضة صلاة الجمعة. الامام علي حرم مسبة اهل الشام ، الا ان الشيعة اليوم يحرضون الناس على السب، لذلك فان 50% من قتل الشيعة ياتي بسبب ذلك والذنب يتحمله علماء الشيعة، علما بان السنة لا يسبون ائمة الشيعة فهم يحبون الائمة.
المتعة والتمتع بالنساء حيث يلاحظ بان جميع علماء الشيعة يجوزون التمتع بزانية بشرط ان يتم ذلك بعقد في مخالفة واضحة للنص القراني الذي حرم ذلك على المؤمنين.
الخلاصة
النص وان كان مقدسا الا انه يشكل حجر عثرة امام التقدم، حينما يمنع العقل من التحليق والتحليل النص يقول " من احيا ارضا فهي له" الا ان الواقع يثبت تاكل هذا النص (والاف غيره) لان بامكان اي شركة متخصصة ان تحيي آلاف الهكترات في اليوم الواحد بفضل المكننة الحديثة. لهذا فالنص الشرعي يجب ان يكون تابعا لمقتضيات الحاجة. السيد القبنجي يدعو الى الغاء كافة الاحكام الشرعية الخاصة بالمعاملات والحكومة، والاخذ بالقوانين المدنية التي تحترم حقوق الانسان ليبقى القرآن ككتاب هداية وكتاب مواعظ.
انني احيي هذا المفكر لجرأته وصراحته ووضوحه ومقاربته الليبرالية للاسلام في عالم بات شعاره العولمة ويشهد حربا عالمية على الارهاب عسى ان ننجح بتجميل صورة الاسلام من خلال تجميد النص امام الاجتهاد طبقا لتغير للظروف وتغير العلة دوما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتب المحترم تحياتى
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 12 / 5 - 17:20 )
فالاجتهاد يعني تجميد النص
********
اسمح لى ان ارد على كلام المفكر الاسلامى ذاته .لانك ناقل له .مع عظيم احترامى لك

الاجتهاد لا يعنى ابدا تجميد النص ولكن الاجتهاد يعنى فهم وتأويل النص اذا كان من الايات المتشابهة التى تحتمل التأويل والاستنباط حسب مقتضيات كل زمان وعصر


ان اول من اجتهد وغير النص هو الله من خلال -الناسخ والمنسوخ- لان الحكم يتغير بتغير العلة، فتغير الظروف سيؤدي حتما الى تغير الاحكام
**********
هل الله يجتهد؟؟؟؟!!!
العبارة فى حد ذاتها لا تليق بجلال الله وعظمته
الله سبحانه يقرر ويأمر وينهى لا راد لقضائه ولا ناقض لحكمه
الناسخ والمنسوخ اكبر دليل على ذلك .يعطى اوامر وقرارات حسب ظروف معينة ثم يعطى قرارات اخرى حسب ظروف اخرى متباينة ..ثم يترك لنا نحن الخيار لنختار اى نص نطبق حسب ما نحن فيه من الظروف التى تناسب كل نص

لما يكون عند صداع تأخذ دواء لعلاج الصداع
ولما يكون عندك مغص .تاخذ دواء لعلاج المغص

فالقران والنص الدينى ليس كشراب الحاج محمود ..يعالج بنفس الاية كل شئ ويحقق الوعود ..اين العقل والتمييز اذا؟؟؟
بل لكل اية حكمة ومعنى باطنى يمكن الاستفادة منه حتى لو منسوخة

يتبع



2 - تكملة
شاهر الشرقاوى ( 2010 / 12 / 5 - 17:36 )
اما النبي محمد فقد خالف عشرات المرات نصوصا قرانية واضحة
**********
طب بالذمة ده كلام ؟؟؟؟؟!!
هل محمد لم يجاهد الكفار ولا المنافقين؟؟؟؟
فعن من كانت سورة التوبة اذا؟
وضد من كانت غزوات النبى اذا؟


اما في موضوع الدورة الشهرية فالنص القراني يقول - فاجتنبوا النساء في المحيض -، الا ان عائشة كانت تقول بان الرسول كان ياتيني وانا حائض
****
الحقيقة يا جماعة هذا الجزء بالذات شككنى اساسا فى هوية الكاتب وكونه كما تقولون مفكر اسلامى
كان يأتيها بدون ايلاج ..بينها وبينه حائل .لانه يشرع .وليس لانه شهوانى ..اى انه يقول يا رجل يمكنك الاستمتاع بزوجتك الحائض وتقبلها وتلمسها حتى تقضى شهوتك ولكن دون ايلاج لان الايلاج فيه اذى لك ولها وهى فى هذه الحالة
وذلك حتى لا يعطى الرجل حجة او يعرضه لفتنة يتعرض لها قد تدفعه للزنا ولا يستطيع ان يصبر حتى تتطهر زوجته


بل تزوج صفية التي بقيت على دينها مفضلة ان تكون جارية عند الرسول شرط البقاء على دينها
****
ايه ده؟!!
الكاتب يقصد ريحانة وليست صفية ..صفية اسلمت وتزوجها رسول الله وحررها ..مهرها حريتها .وكانت صوامة قوامة وتوفت مسلمة مؤمنة اماللمؤمنين

كفاية كده
تحياتى ..
.


3 - لا تستعجل بالاحكام
آريين آمد ( 2010 / 12 / 5 - 18:05 )
ان نتحرر ولو قليلا افضل من نبقى عبيد للابد، كنت اتمنى ان اسمع رأيك بمجل المقاربة الفكرية لموضوع المحاضرة -الاجتهاد في مقابل النص- ولكنك اخترت ان تناقش جزئيات بسيطة مثل صفية بدل ريحانة او هل يعقل ان يجتهد الله مثلا رغم انني نبهت بان المحاضر كان يبغي شد انتباه الحضور لزبدة الموضوع فكان يذكر الرسول دون ذكر (ص) او الله بدون سبحانه وتعالى لانه كان يبغي التركيز على جوهر الموضوع وهو العقل والمصلحة امام النص فالمحاضرة لم تكن دينية بل نقدية تبغي التحرر من التقليد والاستفادة من العصر بكل ابداعاته.. تحياتي القلبية لك وشكرا لمرورك


4 - شرقاوي
يماني مؤمن بالحوار ( 2010 / 12 / 6 - 08:23 )
الاجتهاد في مقابل النص


هو اللت والعجن وتحويل هذا النص الى حجارة شطرنج وتظل الامة في هذا التخلف والجهل والاجرام والارهاب

قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم كيف ممكن ان تاولها مستر زرقاوي

القتل هو القتل والعذاب هو العذاب واللف والدوران هو اللف والدوران وفي الاخير سوف تعترفون بالحقيقة

اخر الافلام

.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ


.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف




.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah