الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرمز للمقدسات في رواية-قلادة فينوس-

رفيقة عثمان

2010 / 12 / 9
الادب والفن


الرمز للمقدسات في رواية"قلادة فينوس"
رواية بقلم: أماني الجنيدي
وزارة الثقافة الفلسطينيَّة، 2009
تعليق: رفيقة عثمان
العنوان: قلادة فينوس
فينوس: تعني" آلهة الحب والجمال لدى الرومان، بعد أن كانت رمزًا للحب، والجمال، والخصوبة، أصبحت زمزًا للقوَّة الخلاقة، واسمها في اليونانية الآلهة أفروديت. اعتقد الرومان أن الإلهة فينوس ولدت في البحر وجاءت إلى شواطئ قبرص في محارة". رسمها كثير من الفنانين، وهي تعجب بنفسها في المرآة، لوحة لساندريوتشيلي في (1485- 1486)م، تمثال فينوس المشهور موجود في متحف اللوفر في باريس. (ويكيبيديا).
اختارت الكاتبة عنوان قلادة فينوس، كان موفقًا، اقتداءً بجمال، وقوَّة فينوس، قلادة فينوس الجميلة، مصدر للقوة ومن يتقلدها تمنحه القوة، والجمال. (ربما ترمز الكاتبة إلى الأماكن المقدسة في مدينة القددس، مثل المسجد الأقصى الشريف).
الفكرة الرئيسَّة من الرواية:
نهجت الكاتبة نهج الأسلوب الرمزي الواقعي في عرض الرواية، وتهدف إلى الصورة المشوَّهة، والمنتهكة، والمُجزأة، التي أصبحت عليها مدينة القدس، مُعرَّضة للانتهاك يوميًّا، والامتلاك عنوة من الغاصبين، والماكرين؛ لأنها مدينة فائقة الجمال، تنتظر القدس العدالة، والإنصاف.
ستظل القدس باقية، وصامدة، بفضل أهلها الصامدين، وتبقى إرثًا من الأجداد للأحفاذ.


الأسلوب:
تعتبر الرواية واقعيَّة رمزيَّة، استخدمت الكاتبة الأسلوب الرمزي في سرد الأحداث الدراميَّة، واسترسلت في استعمال الخيال المُفرط، وبدرجة مُبالَغ فيها، لدرجة أنها لجأت إلى افتعال الأحداث الدراميَّة غير الواقعيَّة، والتي تستند إلى اللامعقول، والهواجس، والغيبيَّات، والأحلام، والأحداث التي تعتمد على الصدفة، والأحداث غير المنطقيَّة، كما عرضت عمليَّة الانتقام لقتل ريما، من قِبل الجدة، ومن ثم تقطيع جثتها، وطبخها عشاءً للذين تسبَّبوا في قتلها.
إنَّ هذه الصورة الدراميَّة، والتراجيديَّة، فيها تجاوز للمشاعر الانسانيَّة مُبالغ فيه، صورة مشبعة بأساليب الحقد، والعنف القاسي، والمُقشعِر للأبدان. ربما هذا العقاب، والانتقام الذي اختارته الكاتبة لمغتصبي القدس.
الأبطال الأساسيون في الرواية، هما بطلتان يدور الحوار السردي حولهما، الأولى هي ريما، والثانية ديما، والشخصيَّات الباقية تمثِّل شخصيات ثانوية تخدم تطوُّرالأحداث في الرواية.
البطلة ريما هي الفتاة الجميلة، والفاتنة، التي يتزاحم، ويتنافس على امتلاكها، وإغوائها عدد كبير من الطامعين، والمُغرضين. جسدت الكاتبة مدينة القدس، في شخصيَّة ريما التي تظهر غامضة المعالم، تحمل العديد من الأسرار العجيبة، والغريبة.
البطلة الثانية: ديما، صديقة ريما منذ الطفولة، والتي دفعها هاجسها نحو البحث عن العدالة، والمشاركة في الانتقام المخطَّط من قاتلي صديقتها ريما، تجسد ديما صورة ممتدة لصديقتها ريما، ربَّما ترمز الكاتبة إلى الأمل الذي تنشده لمدينة القدس، بأن هنالك استمراريَّة، وصمودا، طالما تحلَّى ساكنوها بالحفاظ على جمال القدس وقوتها.
الأبطال الثانويُّون: الأب: أبو ريما، تقلد دورًا هامشيَّا، وتخلّى عن دور الأبوَّة، والملكيَّة في سبيل إرضاء نزواته، ورغباته، المتحكمة بها زوجته، والمتسلطة في مصيره، ومصير ابنته.
زوجة الأب: تنحدر من أم يهوديَّة مهاجرة من دمشق، أرى بأن زوجة الأب تُجسد الفئة الطامعة، والطاغية التي تسعى، الى تحطيم كل ما ومن يقابلها في سبيل تحقيق مطامعها الجشعة، تُمثل شخصيَّة المستوطن، والمستعمر الذي يريد أن يستولي على الأملاك.
الجدة: ربما تُجسد الشخصية الأصليَّة التي حاولت الدفاع عن بيتها، والحفاظ عليه من أطماع الآخرين.

المكان:
دارت الأحداث في مدينة القدس، واستعرضت الكاتبة أسماء عديدة لأماكن حقيقيَّة في مدينة القدس، مثل: القدس، جبل الطور، الجثمانيَّة، المصرارة، بيت صفافا، جورة العناب، تلبييوت، حارة السعدية،باب الخليل، حارة السعديَّة،كنيسة القيامة، يافا،شارع صلاح الدين، سليمان القانوني، يافا، سور القدس، باب الاسباط، شارع يافا، باب العامود، المصرارة، مقبرة الرحمة، البلدة القديمة، شارع الزهراء، بيت الشرق، طريق الألام، حارة السلسلة، العمريَّة، حارة المغاربة، المقاصد، جبل الزيتون، مدرسة اليتيمات الداخلية، الصخرة المشرفة، بيت حنينا، حائط البراق، ماميلا، الهلال الأحمر، جبل الزيتون.
إن استخدام الأسماء الحقيقية لمواقعها، يضفي مصداقية للأحداث، وتوثيقًا هاما للأماكن داخل مدينة القدس.
اللغة:
استخدمت الكاتبة أماني الجنيدي، لغة سهلة وسلسة، غنيَّة جدًّا بالتعابير الجماليَّة البلاغيَّةالتي أضافت جمالا ورونقًا للرواية.

"ورقة مقدمة لندوة اليوم السابع"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-