الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها الغرب.. لماذا تخاف المسلمين؟

سامي ابراهيم

2010 / 12 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد سلسلة عمليات تفجيرية قامت بها جماعات إسلامية مسلحة في كل من أميركا وأوروبا، وجه الغرب اهتمامه للعالم الإسلامي (منبع هذه الجماعات) بعد أن كان العالم الإسلامي غير مرئيٍّ بالنسبة لأمريكا وأوروبا، وغيرَ داخلٍ في موازيين القوى العالمية العسكرية والسياسية والاقتصادية، وظهر مصطلح إسلاموفوبيا (رُهاب الإسلام) وازدادت مخاوف الغرب من أعداد المسلمين المتزايدة في بلدانه، وتبارى المحللون السياسيون في وضع توقعاتهم وتحليلاتهم لمستقبل وديموغرافية بلدانهم في ظل تعاليم دينية مقدسة تدعو للتزايد والجهاد ضد كل ما هو غير مسلم. بعض التوقعات تقول عن ألمانيا مثلا التي فيها يعيش فيها الآن أكثر من خمسة وثمانين مليون نسمة بأنها ستتحول إلى بلد إسلامي في غضون عشرين أو أربعين سنة قادمة؟! وهنا تتولد بعض التساؤلات:
• هل مخاوف الغرب دقيقة من الجاليات الإسلامية الموجودة في بلدانه أم أنه مبالغ فيها لحسابات لسنا في صددها الآن؟
• هل الجالية الإسلامية هي جالية موحدة وتشكل كتلة واحدة؟
• هل يبقى عقل المسلم يعمل بنفس المنظومة الفكرية التي كان يعمل بها عقله أثناء وجوده في بلده الأم؟
• هل المسلم المولود في الغرب سيحمل نفس المنظومة الفكرية وسيعمل عقله بنفس طريقة عمل والده؟
• هل الشرق الإسلامي سيبقى في نهجه كمصنع لخلق جماعات مسلحة دائمة تقوم بعمليات تفجيرية مستمرة؟
أسئلة أحاول الإجابة عليها في هذا المقال.
التقدم التكنولوجي السريع المرعب الذي تشهده الحضارة البشرية يسير بها في متوالية هندسية من التطور نحو آفاق لا يمكن تخيل حدوده، البشر منذ آلاف السنين وحتى النصف الأول من القرن العشرين ركبوا الحصان والعربة كوسيلة نقل وحيدة بينما خلال بضع عشرات من السنوات تطورت وسائل النقل واختصرت آلاف الأميال وآلاف الساعات من السفر بشبكة آمنة من الطرق البرية والجوية تربط المدن بعضها ببعض، وقس على ذلك التطور الحاصل في مختلف المجالات الطبية والعلمية والتقنية والفنية، فآلاف السنين من حياة البشر في كفة وخمسين سنة فقط ماضية في كفة أخرى كانت كفيلة لأن نرى هذا التطور التكنولوجي الهائل.
في القرون الماضية لم يكن الفارق الحضاري كبيرا بين الغرب والشرق، فكلا المجتمعين كانت تحكمهما عقلية دينية أو سلطة مقدسة ديكتاتورية، والفروق كانت طفيفة، لكن النقلات النوعية في السنوات الأخيرة غيرت المفاهيم وقلبت الموازيين، والآن ما وصل إليه الغرب الآن من تكنولوجيا جعلهم يفرضون على البشر في جميع أنحاء العالم نمط حياة موحد، يفرضون على الإنسان ما هو أنيق ومناسب ليلبسه وما هو مفيد ولذيذ ليأكله ويشربه وأي لغة عالمية يجب أن يتكلم بها ويتقنها كوسيلة تواصل وحيدة في جميع دول العالم.
عقلية الإنسان المسلم في المجتمع الغربي لا تبقى نفسها في المجتمع الشرقي فالمجتمع الغربي تأثيره أكبر على الفرد وقدرته على صهر أفراده في بوتقة واحدة هي أكبر من قدرة المجتمع الشرقي على صهر ودمج أفراده، لماذا؟ لأن بنية قوانين المجتمع الشرقي قائمة في أساسها على التعاليم الدينية والخلفيات المذهبية التي ترفض اندماج الآخر وتفضّل أبناء المذهب الديني، وتكون قوانينها لتكريس سلطة أبناء المذهب الديني وبالتالي تبقى بقية الاثنيات والمذاهب خارج التشكيل فتحافظ بذلك على خصائصها الأساسية اللغوية والثقافية والعرقية وبالتأكيد المذهبية الدينية.
بينما نرى بالمقابل قوانين المجتمع الغربي قوانين علمانية لا تكرس سلطة مذهب معين ولا تفرضها على بقية المذاهب ولا تفضل جماعة على أخرى (الكل متساوي) فتندمج الأعراق وتنصهر لتشكل نسيجا متجانسا نسبيا في المرحلة الأولى لوجود الجيل الأول من المهاجرين ثم تزيد نسبة التجانس مع ولادة الجيل الثاني وهكذا جيل بعد جيل، حتى تبلغ درجة التجانس أو البنية البللورية الشبكية للمجتمع أعظم درجة للتجانس، بينما عامل الزمن في المجتمع الشرقي لا تأثير له لأن أبناء المذهب يتوالدون جيل بعد جيل ولكنهم يبقون في محيطهم المذهبي الضيق حيث لا اندماج ولا صهر.
عالم الاجتماع كورت ليفين يقول "إذا كنا نحاول أن نرفع مستوى التسامح الديني في طائفة فإننا نستطيع أن نزيد القوى الفعالة التي تجعل الناس أكثر تسامحا بالالتجاء إلى شعورهم بالعدالة وإيمانهم بالديمقراطية."
إذا فكرة العدالة أو المساواة (الكل متساوي) المطبقة في المجتمع الغربي هي الأساس في إزالة حالة التعصب الديني أو خلق حالة الـ(لانتماء) إلى الجماعة معينة.
لذلك نرى العضوية في المجتمع الغربي معناها التشبع بقيم المجتمع الغربي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فضلا عن ذلك فإن ازديادا التحرر والقوانين الديمقراطية هو ازدياد بتناسب طردي مع الوعي بالمسائل السياسية.
المجتمع الغربي يصهر أفراده بدراسة الاتجاهات الأصلية وإضعافها بالارتباطات الماضية التي حملها الأفراد من مجتمعاتهم المختلفة. المجتمع الغربي يدرس العمر السيكولوجي للفرد وغرض الفرد ودوره في محيط المجتمع الجديد والعلاقة بين القيم القديمة وأهداف الجماعة الحالية. فأي تعارض بين القيم القديمة للفرد (القيم الإسلامية مثلا) وأهداف المجتمع الغربي تقابل باستهجان شديد ومحاربة نفسية وقانونية (تهديد بالتهجير وسحب الإقامة).
فرويد يقول: "قد نجد أنه من الصعب معارضة الأحكام القائمة فعلا التي تمنع انصهار الجماعة الرافضة للانصهار ولكن يمكن تعديلها بمحاولة إدخال أحكام من مصادر أقوى وتعديل حكم الجماعة يكون أكثر فاعلية إذا تم في الاتجاه المرغوب فيه."
قد يبدي الإنسان الجديد مقاومة في انصهاره في المجتمع الغربي لكن ضربات المدفع تتوالى عليه يوما بعد يوم لتكسّر وتحطم روابط الانتماء إلى المورث الديني القديم، تماما كما تتوالى ضربات المدفع على جدران سور محصن، لينهار في النهاية ويسمح للعوامل الجديدة في التغلغل إلى البنية العقلية للإنسان فينصهر الإنسان عندها ويكتسب خصائصه الجديدة.
كولن ويلسن يقول:"جميعا يمتلك شخصية مستقلة به ولكن ما لانعرفه أن هذه الشخصية تتصرف تقريبا بشكل كامل مقلدة الآخرين ومقتدية بهم.. الكثير يعتقد أن شخصيتنا ملكنا لكن كل شيء نقوله أو نفعله أو نفكر فيه مستعار من الآخرين.. شخصيتك وقدراتك ترجع كليا إلى المحيطين بك"
بالنسبة لتزايد عدد المسلمين في الغرب فإن المسلم الغربي (المولود في الغرب) لا يعود نفس الإنسان الذي يعيش في أحد الأحياء الفقيرة في القاهرة أو الخرطوم أو الرباط، المسلم لن ينجب كما ينجب لو كان في مجتمعه الأصلي لأنه كلما زاد مستوى التقدم التكنولوجي زاد مستوى الترفيه وزاد مستوى الوعي وبالتأكيد قلت نسبة الإنجاب، لأن التناسب بين الوعي والإنجاب هو تناسب عكسي، فنرى المجتمعات الأكثر تخلفا وأشدها فقرا وظلما تملك أعلى نسبة ولادات، (أعلى نسبة إنجاب في العالم حسب تقرير اليونسيف هي غزة).
......................
مع كل هذا قد يبدو الجيل الحالي من المسلمين ذو مقاومة كبيرة لمقومات الانصهار والاندماج في المجتمع الغربي لعوامل عدة منها رواسب الطفولة والارتباط العائلي ولكن لننظر قليلا إلى المستقبل القريب:
الطفل في مدرسة غربية يتعلم أربع لغات ويقضي كامل يومه في نشاطات علمية وفنية ورياضية، يعود للبيت لا وقت لديه إلا لطعام العشاء والنوم (شأنه شأن والده الذي يعود من العمل منهك القوى) فكيف ستجد التعاليم الدينية طريقها إليه؟!
إذاً الجيل القادم خريج المدارس الغربية الذي يقضي كامل يومه بعيدا عن أي تأثيرات دينية هذا الجيل الذي يغذى على مدار الساعة القيم الغربية ونمط الحياة الغربية، سوف يكون كل البعد عن الله والهذيانات الدينية والأوهام لدينية ولن يكون للدين أي تأثير لأن الفرد ببساطة بعيد عنها.
الأب لوحده لن يستطيع التأثير على عقل أطفاله بل يحتاج الإنسان إلى مؤسسات مهمتها أن تغذي الإنسان بفكرة معينة تستحوذ وتسيطر على عقله.
لنحلل المشكلة التي أحدثها قانون خلع الحجاب في فرنسا:
الجيل الحالي من المسلمين يرفض خلع الحجاب وقد تضطر الحكومة الفرنسية إلى استعمال القوة لمنعه أو منع غيره من الرموز الدينية وقد يرى المسلم نفسه مكرها على تنفيذ قوانين لايقتنع بها ويشعر أنها تضطهده، لكن الجيل القادم من أولاده سيرفض كل شكل من أشكال الاستعباد الديني أو الرموز الدينية أي أن الجيل القادم سيأتي مغايرا لما قاتل آبائه من اجله، الجيل القادم لا تنتقل له المعاناة بالعدوى، لن يعير لما ناضل أبويه أي اهتمام بل على العكس سيتعصب للفكرة التي لقن بها من الجهة صاحبة التأثير الأكبر (المجتمع الغربي) على أنها هي الصحيحة. فهم يعلموه كيف يفكر، الأب المسكين ليس لديه تقنيات الإقناع.
مثال آخر يوضح فكرتي:
الذين اعتنقوا الإسلام من الجيل الأول (في المجتمعات ذات الأصول المسيحية أو الغير إسلامية)كانوا مرغمين أو خائفين ومجبرين على اعتناقه، أي أنهم في باطنهم يدينون بغير ديانة، ولا يؤمنون بالإسلام، أي بالظاهر هم مسلمون، لكن الجيل الذي تلاه خرج مسلما صافيا متعصبا للفكرة التي تلقاها من صاحب التأثير الأكبر (المجتمع الشرقي)، فالجيل الذي تلا الجيل الأول لم يعر انتباها لمعاناة أو كره أهله الدفينة للديانة الجديدة أو المعاناة التي عانوها، لأن المعاناة كما قلنا لا تنتقل بالعدوى. الجيل الأول سيرضخ خوفا وكذبا ولكن الجيل القادم سيؤمن بها ويقاتل من أجلها.
وهذا ما يفعله المجتمع الغربي الآن، فهو يهتم بالجيل التالي يشكل كبير لا يقارن بمقدار اهتمامه بالجيل الأول من المهاجرين.
وهنا يستحضرني مثال المجتمع الإماراتي، فقبل عشرين عاما كانت دولة الإمارات عبارة عن إمارات متفرقة ضعيفة يعيش أهلها الخيام ويعيشون حياة البدو الكلاسيكية الرعي والتنقل وسط صحراء قاسية لا ترحم، بدأوا نهضتهم العمرانية والاقتصادية باستيراد العقول الغربية من مهندسين وخبراء ليحولوا تلك البلد الصغيرة إلى مركز اقتصادي عظيم يعتبر من أهم المراكز التجارية في الشرق الأوسط، ونجح أصحاب القرار فيها في سحب السياح من جزر الكناري والباهاما وإهرامات الجيزة إلى مدينة مثل دبي قابعة في وسط صحراء ميتة قاسية قاحلة! والآن يقومون بتأهيل جيل يعتمد على كفاءات لم تكن موجودة في الجيل السابق، إذا مستوى الوعي زاد ونمط الحياة أختلف وتطور كثيرا بالنسبة للإنسان الإماراتي، الإماراتي الآن لا يعيش في خيمة ولا تعنيه حياة الابل والشعر التي عاشها آبائه بشيء، ومعاناة آبائه لن تنتقل له، فتخيل أي كارثة ستحل به وأي جحيم سيعيش لو قطعت عنه التكييف أو الانترنيت لمدة خمس ساعات في اليوم؟! لقد خلق لنفسه فردوس تكنولوجي لن يستطيع ولن يقبل التخلي عنه وسيقاتل من أجل. إذاً الابن ليس الوالد. الجيل الحالي يفكر بالسيارة التي سيشتريها العام القادم، وليس في المكان الذي يحوي الكلأ والماء لمواشيه، على الرغم من وجوده في مجتمع عربي إسلامي فما بالك في مجتمع غربي لا تربطه بالعالم الإسلامي والتعاليم الإسلامية أي رابط.
......................
والسؤال الآن: ما الذي يربط المغربي أو الإيراني الموجود في ميونخ أو مونتريال أو لاس فيغاس بالإسلام؟! لا شيء.
قد يؤمن بوجود إله أو وجود نبي؟ لكن ما تأثير النص الديني عليه؟
ناهيك عن أن الطفل في المجتمع الغربي لا يتعلم اللغة العربية ولاشك أن تأثير التعاليم الإسلامية على غير الناطقين بالعربية هو تأثير ضعيف وتأثير مختلف كليا عن أولئك الذين يتقنوها. ولنذهب لأبعد من ذلك الجيل الثالث والجيل الرابع بعد مئة عام من الآن يعيشها في الحياة الغربية!
شاب ولد في سيدني أو مانشستر من أبوين مسلمين ما الذي يربطه بمسلمي الصومال؟! الصومال أو السودان أو موريتانيا أو باكستان أو أفغانستان أليست كلها متشابهة عليه، فشاب يعيش في بروكسل أو ليفربول لديه سرعة تحميل الانترنيت تفوق الواحد ميغا سيتصفح (في أوقات فراغه وراحته) مواقع تحوي آيات وتعاليم وأحاديث دينية وأحداث تاريخية بصبغة دينية حدثت في الصحراء العربية قبل ألف وخمسمائة عام، أم انه سيتصفح المواقع الترفيهية ويحمل عدد لكبير من مقاطع فيديو من موقع اليوتيوب مثلا، سيفكر في قضاء عطلته السنوية برحلة مباركة لأداء مناسك العمرة والحج أم أنه سيفكر في قضاء عطلته في باريس أو فيينا أو رحلة تزلج في جبال الألب السويسرية!.
يحضر الفيلم يتخلله مقاطعة من هاتفه النقال من أحبابه وأصحابه، يذكرونه بموعد المخيم وموعد المباراة، هذا إذا أخذنا الشاب في أوقات فراغه، أما العمل والوظيفة التي تستنزف طاقة الإنسان وتنهك قواه فلا يوجد غير إله واحد أحد هو العمل وكسب المال.
...............................
المسلمون في الغرب ليسوا كتلة واحدة أو جالية موحدة شأنهم شأن أي عدد من الأفراد لا تربط بينهم أي روابط ثقافية أو أسرية. فالمسلم البوسني يختلف اختلاف جذري عن المسلم السوداني ولا علاقة للمسلم العراقي بالمسلم القادم من تشاد أو نيجيريا لا من قريب ولا من بعيد.
الجاليات الإسلامية هي جاليات مختلفة المذاهب، واختلاف المذهب العقائدي هو اختلاف ديني كامل، فعندما نقول مسلم فإننا نقصد السنة والشيعا والدروز واليزيدين والمندائيين والاسماعيليين والمرشدين والشراكس.. ولكل من هذه المذاهب مرجعيات دينية مختلفة ويتفرع من كل من هؤلاء فرق ومذاهب تختلف كثيرا فيما بينها تصل درجة الخلاف إلى درجة التحريم واعتبار الآخر غير مسلم.
وبالتالي تنوع المذاهب وخلافها في الغرب يؤدي إلى اضمحلال حدود وخصائص المذهب الديني، وبالتالي يفقد المسلم ارتباطه بمذهبه الذي يستمد منه بشكل رئيسي تعاليم دينه وتقل سلطة النص الديني على عقله.
............................
هل ستبقى المجتمعات الإسلامية مصنعا للجماعات المسلحة:
برأي سيتوقف خط إنتاج الجماعات المسلحة بعد فترة ليست بالطويلة، وهذه المرحلة التي تمر علينا الآن هي مرحلة مؤقتة وستنقضي.
الشعوب في الشرق الإسلامي ونتيجة التقدم والتطور التكنولوجي المتدفق إليها كنهر عظيم من الغرب والشرق الأقصى يغرقها بمنجزاته وإبداعاته وترفيهه ستتوصل إلى نتيجة حتمية وهي أن اختيارها لأن تخلق مجتمعات دينية للعيش فيها هو اختيار خاطئ لا يجلب إلا الحرب الأهلية والدمار والكره والتمزق والفقر والمذهبية. والمجتمعات الدينية خير مثال لحالة الحرب الأهلية والتمزق (إسرائيل، العراق، لبنان، باكستان، أفغانستان، اليمن، السودان....)
الشعوب في الشرق الإسلامي ستستوعب أن الحضارة التي تخلق الحياة المرفهة هي متعارضة تماما مع وجود المجتمعات الدينية، لأن التعاليم الدينية تفشل في خلق مجتمع ديمقراطي متجانس يعيش فيه الجميع بسلام.
جميع التجارب الدينية فشلت، الدين أخذ وقتا كبيرا في طرح أفكاره ومشاريعه، ولو نجحت مشاريعه خلال هذه المئات من الأعوام لكان نجح منذ زمن بعيد.
ستتوصل الشعوب في الشرق بالنهاية إلى أن الدين لم ينجح في جعل الحياة أسهل أو أفضل، بقت المخاوف من الموت والمجهول، ظل الشك موجودا بوجود حياة أخرى، فكثيرا من المتدينين يقولون، صحيح أن الأفكار الدينية والنصوص الدينية هي ضعيفة المنطق والإثبات لكن ماذا لو كان هناك حياة أخرى فعلا؟! لنؤمن إذاً فنحن لن نخسر شيئا! وهذه بداية على أن المطلق الديني يفقد سلطته وسطوته شيئا فشيئا. المطلق الديني يخسر مطلقه شيئا فشيئا.
مع استمرار وتزايد أعداد النقاد للتعاليم الدينية ستنهار القيم الدينية الهشة كما ينهار السور العظيم ويهزم أمام ضربات مدفع يطور قذائفه باستمرار ليزيدها دقة وقوة وتفجيرا.
حتى في المجتمعات العربية فالتيار العلماني أخذ يتنامى بقوى وينافس التيار المتطرف اليميني. وجود التيار المعتدل الإسلامي الذي يرفض القتل وإقصاء الآخر عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية هو بداية جيدة ومبشرة يستطيع التواصل مع الآخر بدرجة حرية أكبر ومريحة أكثر، ووجود هذا التيار المعتدل الذي ينسب آيات قتل الآخر وتكفيره لظروف تاريخية انقضت ولا مكان لها الآن في الحياة الحديثة هو مبشر جديد لتحجيم النصوص الدينية وإلباسها ثوبها التاريخي الذي يناسبها.
عمري ستة وعشرون عاما أرى المستقبل مشرقا ولا أراه قاتما، جيل آبائي لم يكن يجرأ على المناقشة في ماهية الأديان والتشكيك فيه ونقد تعاليمه ونصوصه الإلهية، ولكن جيلي يستطيع وبحرية كبيرة وبمخاوف أقل لا تقارن بالمخاوف والمخاطر التي كانت موجودة ليس في القرن الماضي بل في العشرين سنة الماضية. لن أحدد وقتا قريبا لنصر التيار العلماني لكنه آتي بإذن العقل، إنها مسألة وقت ليس أكثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مساء الخير لجميع الطيبين
حازم الحر ( 2010 / 12 / 9 - 17:24 )
الاخ سامي والاخوة القراء
كيف يمكن ان يقرأ المواطن الغربي انه يجب على المسلم ان يقاتل الكفار لينشر الاسلام ويقتلهم ان رفضوا الدخول فيه بأوامر ربانية وتأكيد محمدي والكفار هنا هم غير المسلمين اللذين يعيش ملايين المسلمين في بلادهم وياخذ اكثرهم معاشات الضمان الاجتماعي من دافعي الضرائب الشرفاء ويحتال الكثيرين منهم على الدولة بطرق رخيصة وحقيرة كأن يطلق زوجته في اروراق الرسمية لتاخذ معاش مطلقة من الدولة لها ولاولادها ويعيش هو معها كصديق والكل يكره الدولة والغرب ويدعي انهم كفار ويجب قتالهم . كم انا سعيد بلادينيتي وحبي لجميع الشرفاء ويسعد مساكم


2 - التغيير
عباس فاضل ( 2010 / 12 / 9 - 17:33 )
السيد الكاتب , حسنا تحلل الموضوع باسلوب اجتماعي, ولكن اذكرك يا سيدي ان هجمات 11 سبتمبر قام بها بضعة اشخاص استطاعوا ان يهزوا المكتمع الاميركي , ولذلك لا حاجة ان يكون المسلمون اغلبية في المجتمع الغربي لكي يشكلوا خطرا. قد يكون كلامك صحيحا بالنسبة للغالبية العظمى من المسلمين , ولكنني اوأكد لك ان البعض من الجيل الثاني والثالث وحتى الرابع يسلكون سلوكا عدائيا , لخوفهم من الذوبان في المجتمع الغربي , انت تنسى شيئين مهمين : النص التحريضي والاموال السعودية والايرانية التي تسمم العقول . احترامي


3 - النسر الحر حازم
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 9 - 18:16 )
تحياتي ايها النسر الحر حازم. بالتأكيد سيتواجد مثل هؤلاء الذين تكلمت عنهم في مداخلتك في موضوع الحصول على الضمان الاجتماعي بهذه الطرق الملتوية، ومثل هؤلاء موجودين في كل شريحة، وتأكد أنهم مكشوفون بالنسبة للحكومات الغربية، لكن ما يركز عليه الغرب هو تربية اطفالهم بما يوافق قيم المجتمع الغربي، الجيل القادم سيكون ابن الغرب ولن يكون مستنسخا عن والديه، لن يكذب ولن يراوغ، لن تصل إليه الآيات التي تدعو إلى قتل الكفار بالطريقة التي وصلت لأبائه، سيكون مندمجا ومنصهرا بشكل كامل بالمجتمع الغربي. قد يكون الجيل الحالي ميؤس منه أخي حازم ويشكل طبقة العبيد في المجتمع الغربي الذي يشغل قطاع الخدمات فقط لكن اولاده ليسوا ملكا للآباء بل للمجتمع. دمت بخير


4 - الاسلام السرطاني لن ولم نتغير
mazin 199 ( 2010 / 12 / 9 - 18:39 )
الاسلام السرطاني لن ولم نتغير حتئ لو امنا او ابونا غير مسلم القواعد صلبة والتكاثر السرطاني في الجسم هو هلاك الحياة لا احد يعرفنا الا من أفعالنا وكلامنا نحن امة الظلام من الصعب العيش في النور واقعنا مر و مقرف نحن كوابيس في الحلم ونريد ان نحكم العالم بغباء رجاءً رفقناً بعقول الغرب ...تحياتي للكاتب


5 - تحياتي استاذ عباس
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 9 - 18:47 )
تحياتي استاذ عباس. انت تفترض ان البعض من الجيل الثاني أو الثالث أو.... سوف يخاف الذوبان لذلك سيسلك سلوك عدائي، لكن الحقيقة استاذ عباس أن الجيل الثاني وما يليه لن يعرف الخوف من الذوبان لأنه سيكون منصهرا بشكل كامل ومنتمي بشكل كامل للمجتمع الغربي الذي أصبح مجتمعه الوحيد، وانتمائه بالتأكيد لن يكون لمجتمع والديه الأصلي المشبعين والمحقونين تعاليمه وقيمه.
ثم أستاذ عباس ماذا تشكل الأموال السعودية والإيرانية امام النهر التكنلوجي الغربي المصحوب بالثقافة الغربية (الانترنيت والفضائيات والأدوات الإلكترونية و.....) الأموال التي تحدثت عنها أخي ليست بحجم ذرة تراب أمام الإعصار الغربي بإمكانياته المالية التي ليس لها حدود. استاذ عباس لن احدثك عن ميزانيات الدول العربية بل سأكتفي بالقول أن ميزانية نادي بايرن ميونخ أكبر من ميزانية اربع دول خليجية بما فيها السعودية بديونها وأزماتها التي يبدو لن تنتهي. دمت بخير استاذ عباس


6 - تحياتي اخي مازن
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 9 - 19:19 )
نظرتي أكثر تفاؤلية للمستقبل أخي مازن. حركة الشعوب تتغير باستمرار، على مر الأزمان كانت الشعوب تبدل دياناتها باستمرار،
في ضوء هذا التطور التكنولوجي ستصبح الديانات في المستقبل القريب مجرد إرث تاريخي وستفقد النصوص الدينية سطوتها. اما المستقبل البعيد ومن خلال إلقاء نظرة على مصير الأديان فإن التعامل معها سيكون كجزأ من دراسة الميثولوجيا (علم الأساطير). وصلنا للمرحلة الأخيرة من عصر الأديان. سننتقل بعد فترة لمرحلة اللادين. دمت بخير مازن، لا تتشائم


7 - لم تُوفق
ناهد سلام ( 2010 / 12 / 9 - 19:43 )
احييك استاذ سامي لكن دعني اختلف معك ،
نظرتك تفاؤليه للمستقبل لكنها لا تبدو لي واقعية ، رغم ان الماسي لا تورث الا ان التقوقع يورث ، مسلم الجيل الاول يعمد الى عزل ابنائه فهناك مدراس خاصة للمسلمين ، وهناك اجتماعات وندوات تخص هذا الدين او ذاك ورغم ان تأثير دور التربية الاسرية آخذ بالتضاؤل الا انه موجود واحد العناصر الداعمة لتوارث الدين ، على الدوام مع ظهور اي حركات علمانية او تحررية هناك حركات وايدولوجيات مضادة.

ومن ناحية اخرى ، استعصى علي فهم الحرب الاهلية وما يحصل في اسرائيل كمثال عليها ، الا ان كنت تقصد الخلاف بين حركتي حماس وفتح كحرب اهليه لكنهما ليستا اسرائيل ، اما اسرائيل فقد استغلت نص ديني حول ارض الميعاد وهيكل سليمان لبناء دولة سياسية .
تحياتي لك
سلام


8 - هناك إشكالية الإغتراب والتشرنق عزيزى سامى
سامى لبيب ( 2010 / 12 / 9 - 20:21 )
تحياتى عزيزى سامى
تحليل رائع ويرسم بدقة حال الإسلام فى الغرب
أنا معك تماما فى أن المنظومة الغربية الحضارية قادرة على إستيعاب الكل إذا أرادت ولم تتعامل مع الإسلام فوبيا كمشروع بديل لعدو تمرر من تحته أهداف واجندات

ولكن توجد رؤية لى تحتاج أن تتفحصها وتحللها .
أنا أرى أن ثمة حالة إغتراب للإنسان العربى مسلما أو مسيحيا فى المجتمع الغربى وتظهر بصورة جلية فى المجتمع الأمريكى عن الأوربى .
فحيث يتواجد مجتمع له آلياته السريعة ونمط حضارته المتدفق والصادم ورأسمالية قوية لا تترفق يجد المرء العربى أنه امام مجتمع لا يرحم فى تسارعه ليلهث وراءه ولا يحقق الكثير ولا يجد عون ومدد فيبحث عن تجمع يحتويه تحت ظلال تجمع طائفى أوعرقى ليجد تواجده وأمانه فيه وهذا ما نلاحظه من تصاعد الفئات الطائفية والعرقية والإثنية فى المجتمع الامريكى مثلا
المشكلة بالنسبة للإسلام أنه لا يستطيع الإنسجام بسهولة كما يحمل فى تراثه رفض ونفور من الآخر ونظرة دونية أيضا بإعتباره الكافر فيكون تشرنقه أكثر حدة .وإنسجامه صعب التحقيق

أعتقد أن الغرب مطالب بأن يقدم الكثير ويبدأ بتفعيل حضارته فى العالم الإسلامى أولا فسيختصر مسافات طويلة


9 - الكاتبة الفاضلة ناهد
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 9 - 21:23 )
تحياتي لك ايتها الكاتبة الفاضلة ناهد.التقوقع هو دافع الانتماء وهو من أهم الدوافع التي تجعل المتدين متمسكا بعقيدته،مقالي السابق استرسلت في شرح هذا الدافع بشكل موسع.برأي إن الطفل يقضي معظم يومه خارج المنزل في نشاطات مدرسية علمية ورياضية يعود في نهاية اليوم قد يرى والده المنهك وقد لا يراه،فلن ترى التعاليم الدينية طريقها إليه وبالتالي حاجته للتقوقع منفية من جهة أخرى الأب لوحده لايستطيع امتلاك عقل اولاده المولودين في الغرب بل عملية السيطرة وبرمجة العقل تحتاج لمؤسسات بإمكانيات ضخمة تضمن زرع فكرة محددة في عقل الإنسان ليسهل توجيهه.ايضا:الجيل القادم لن يتعلم اللغة العربية وبذلك يخف تأثير التعاليم الإسلامية بشكل كبير وبذلك يخسر النص الديني سطوته على عقل المتلقي.بكل الأحوال انا اعرض وجهة نظري.لاتوجد دولة لها حدود معترف بها اسمها فلسطين بل يوجد اسرائيل تحوي شكلا معينا من أشكال الإقتتال الديني ضمن بلد واحد لم ينجح في ارساء دعائم الأمن والسلام سواء بين فتح وحماس او الفلسطينين والإسرائليين فبقيت منطقة لاتعرف السلام.لك مني أجل تحية ايتها الكاتبة الفاضلة ناهد


10 - خوف الغرب من الاسلام كالخوف من تناول السم...
حكيم العارف ( 2010 / 12 / 9 - 22:05 )
الاسلام يقتل .. لاتوجد مدينه دخلها الاسلام الابعد حرب اهليه قضت على الاخضر واليابس

الاسلام يخنق ... خنق الحضاره ونشر التخلف وتجهيل المجتمع.

الاسلام يحبس ... حبس الحريات وقتل المرتد وارهاب غير المسلم

وكل هذه السموم مؤيده بتشريعات اسلاميه - قرانيه - مباركه بنبى الاسلام والهه الذى يحسد الناس على سلامهم..


11 - العظيم اللبيب
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 9 - 23:04 )
تحية لك استاذي اللبيب سامي. ما تفضلت به صحيح ودقيق فالشرقي سيشعر حتما بالإغتراب وبالفعل هناك صدمة حضارية يتعرض لها الشرقي في الغرب تتمثل في نمط الحياة المتسارع، ذكرت في مداخلتك المجتمع الأمريكي كمثال على الإنتماء الطائفي العرقي، برأي المجتمع الأمريكي قائم في أساسه على تجمع للحضارات البشرية وهو حالة فريدة للتنوع الفسيفسائي البشري وهو خلاصة لثقافات الشعوب اجمع،انجازات المجتمع الأمريكي ايها اللبيب لايمكن لعقل أن يتصور حدودها وعلى الرغم من احتوائه على تجمعات عرقية واثنية محتفظة بخصائصها إلا أن الجميع يتساوى تحت لواء العلم الأمريكي وهذا سر قوته وتماسكه وكونه القوة العظمى الوحيدة التي تتحكم في العالم،المسلمون مثلهم مثل أي أقلية متساوون بالحقوق والواجبات وفي النهاية فإن الديمقراطية المطلقة والمساواة الكاملة في امريكا هي التي تحطم باستمرار عوامل الترابط التي تقوم عليها طائفة معينة.بكل الأحوال جميع الطوائف الدينية لديها النظرة المتعالية لأنها تعتبر نفسها الصفوة المختارة من قبل الله. يتبع


12 - اللبيب ٢
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 9 - 23:06 )
قد يبدو المسلمون اكثر مقاومة لعوامل الصهر لكن مقوامتهم ستنهار لامحالة مع توالي ضربات التقدم التكنولوجي وعامل الزمن كفيل بتهديم غشاء التشرنق وأنا سابقى اراهن على الجيل الثاني، فكرتك الأخيرة في المداخلة فكرة هامة وتنبه لها الغرب فهو يعمل عليها فالانترنيت والبث الفضائي الذي يدخل المنازل في البلدان الشرقية وتعلم الأنكليزية وعلوم الكومبيوتر ولبس الجينز وأكل الهمبرغر وحمل الهاتف النقال وفرض نظام ساعات العمل بالطريقة الغربية وفرض نظام التعليم الحديث وكل تفصيل دقيق من تفاصيل حياتنا هو تفعيل للحياة الغربية في البلدان الإسلامية وهو اختصار حقيقي للمسافات بين الشرق والغرب. دمت بخير ايها المفكر اللبيب القاك بخير


13 - تحية ايها الحكيم العارف
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 9 - 23:51 )
تحية لك ايها الحكيم العارف.المصيبة أن المسيحي الشرقي هو دائما من يدفع ثمن تصفية الحسابات بين الغرب والمسلمين،انظر أخي وجود الآشوريين السريان الكلدان في العراق دام لأكثر من سبعة آلاف سنة ولكن سبعة اعوام منصرمة مع مجيء الغزو الامريكي كانت كفيلة لاجتثاث السكان الأصليين من جذورهم. عشرات المجازر بحق شعبنا في العراق والأمريكي لم يحرك ساكنا! لم يكلف نفسه عناء الدفاع عن المسيحيين بل ساهم في سحقهم وتهجيرهم، في مجزرة سيدة النجاة الأخيرة اكتفت القوات الأمريكية بفرقها المدربة وترسانتها العظيمة بتصوير العملية فقط؟!ياللسخرية! نعم ارتكب المسلمون المجازر بحق شعبنا باعتمادهم تعاليم ونصوص مقدسة، ولكن لماذا لا نذكر بالمقابل مجازر الغرب الذي اعتبر نفسه مسيحيا بحق المسيحيين الشرقيين؟ اليس من العدل ايضا ان نعتبر ارتكابهم المجازر كان استنادا على نصوص يزخر بها الكتاب المقدس؟الم تخضعنا العقلية البروتستانتية الإنجيلية لإله عبراني لايعرف غير القتل طريقا لإحلال عدالته الإلهية.اعود واقول المسيحي الشرقي وحده من اصبح وقودا لنار مستعرة بين الغرب والشرق،لا أحد بريء.دمت بخير


14 - علماني مغاربي
محمد بودواهي ( 2010 / 12 / 10 - 00:16 )
الاستاذ سامي الرائع دوما
أنا معك على طول في ما سطرته يدك من حقائق تبدو لي دامغة (وصلنا للمرحلة الأخيرة من عصر الأديان ، سننتقل بعد فترة لمرحلة اللادين )
عقل الإنسان واكتشافاته العلمية قادرة على دحض الدين وترهاته المتقادمة
أنا على يقين أن السيرورة المجتمعية في الغرب ستكون على هذا النحو ، والزمن كفيل بتأكيد ذلك
تحياتي لك الأخ سلمي ولكل العقلانيين المتنورين


15 - الحبيب محمد بودواهي
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 10 - 01:30 )
الف اهلا بك ايها الصديق الحبيب محمد بودواهي، نعم صديقي سينتصر العقل في النهاية، وستنهار القيم الدينية الهشة وستكشف عن قناعها الحقيقي. الأفكار الدينية ايها الحبيب بوداهي تمر الآن في مرحلة احتضار، قد تبدو اعنف واشرس ولكنها لاتعدو كونها ردة فعل طبيعية لكائن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
الغالبية العظمى من البشر باتت تدرك ضعف المنطق الديني وهذايانات افكاره لكنها فقط لا تجرأ على أن تجاهر بذلك. التقدم العلمي يزداد مع تقادم الزمن، والوعي يصاحب حالة التطور، الوعي في المرحلة الحالية كافي ومبشر لمستقبل واعد حيث لا انتماء إلا للعقل. شكرا ايها الحبيب بوداهي فبوجود اناس نيرين وداعمين وساندين مثلك نستطيع بناء مجتمعاتنا التي نحلم بها انا وانت وغيرنا من التنويرين. دمت بألف خير.


16 - انت لم تقراء الكتاب المقدس...
حكيم العارف ( 2010 / 12 / 10 - 02:23 )
لأن المسيحيه بالكتاب المقدس ليست التى تقف خلف جيوش الروم وغيرهم بل السيد المسيح يقول - من اخذ بالسيف بالسيف يؤخذ-
وعندما قطع احد التلاميذ اذن احد الجنود ... قام السيد المسيح بمعجزه وأرجاعها ... وقد لقب برئيس السلام ... فكيف تقول ان المسيحيه تدعو للعنف ....

اما انك تلصق صفة العنف بالمسيحيه لان جنود استخدموا اشارة الصليب فى الحرب كعلامة فهذا ليس حكما على المسيحيه بل على الجنود وقائدهم ... اما الاسلام فانت تعرف المشكله الكبرى فى .. حرض المؤمنين على القتال ... وقاتلوا يعذبهم الله بأيديكم... وغيرهامن التراجيديا السوداء لكل من هو غير مسلم


17 - تحياتي عزيزي سامي ابراهيم
ليندا كبرييل ( 2010 / 12 / 10 - 08:42 )
أنا أظن أن المشكلة ليست اسلام فوبيا وإنما غرب فوبيا , , المسلم جاء من بيئة لا تعرف شيئاً عن الأسس القائمة عليها بلاد الغرب , لذا تراهم يعيشون ضمن دوائر خاصة بعيدة عن التفاعل مع المجتمع لا شك أن الغرب مبالغ بعض الشيء في تقديره للمسألة , لكننا هكذا عهدنا الغرب عندما يواجه مشكلة فإنه يحيطها بكامل اهتمامه ويعطيها بعداً إضافياً ليتمكن من السيطرة على كافة النتائج المباشرة المرئية وغير المنظورة أيضاً ، وصحيح أن المسلم سيتأقلم مع المجتمع على المدى البعيد , لكن بتقديري أن النتائج الحالية الناجمة عن نشوء مجتمع داخل مجتمع ، ستنعكس سلباً على علاقة الأوروبي بالمسلم . لست متفائلة كثيراً فرفض الآخر أساس الثقافة التي يحملها المسلم أينما حل , المشكلة في العقل , الذي تنخره تعاليم إقصائية , كذلك في الجينات التي يحتاج الانسان لعدة أجيال ليتحرر منها . أخيراً , أتمنى لربيع عمرك مستقبلاً مشرقاً ضاحكاً كصاحبه و .. فوش بشلومو عزيزنا


18 - تحياتي استاذ حكيم
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 10 - 08:44 )
بالطبع قرأت الكتاب المقدس، راجع مقالاتي السابقة.
اخي حكيم العهد القديم أليس زاخرا بآيات القتل والعنف والجنس؟! العهد القديم اليس الجزأ الأول من الكتاب المقدس؟ يعني لو استشهدت لك بآيات من العهد القديم هل سترفضها وتقول بأنها مجرد عهد قديم وأنا لا أؤمن به؟!
أخي حكيم: المسيحي الشرقي وحده فقط المسالم ويدير خده للآخر. وأعود وأقول لك أنه وحده من يدفع ثمن حساباب بين المسلمين والغرب. وحده المسيحي الشرقي من يقتل ويشرد ويعذب ويضطهد. دمت بخير حكيم.


19 - صدام حسين ...كان غطاء واقي ودواء شافي للمرضى
أشـورية أفـرام ( 2010 / 12 / 10 - 10:57 )
أخي عباس فاضل باركك القدير من سماه + وأضيف على كلأمك من مناظري الذي عايشته في عراقنا الحبيب ألم يكن الرئيس صدام حسين قد وضع النص التحريضي والوهابية السعودية والأيرانية معها في قمقم وأغلق عليها بأحكام ...ولكن الخيانة من الداخل من بعض العرب والكرد وبمعاونة الخارج أخرجت كل الأوساخ والقاذورات المخزونة لسنوات طويلة للملىء وأول ألمتضررين والمتسممين كان الأنسان ألمسيحي أن كان أشوريا او كلدانيا وسريانيا وارمنيا, وكذلك غيرهم من القوميات الأخرى غير المسيحية كالصابئة واليزيدية وألذين وأن كانوا محسوبين أقلية في العدد لكنهم مختارين وكانوا النور والملح لبلدنا ...وكانوا كالذهب ألصافي النقي متلألألين أيام الرئيس صدام حسين ألذين يضعونه في يومنا الحاضر في مصف الدكتاتورية ووضعوا رقبته تحت المقصلة ...لكنه كان العلماني الأول والمحب لكل الأديان ولم يمارس ضغوطات من ناحية العقيدة ويضع دين يرتفع على الأخر الكل في السراء والضراء سواسية والذي يقول غير ذلك لكاذب ومدلس والمصلحة الخاصة تضعه لقول الباطل لأ غير.


20 - كاتبتنا المشرقة ليندا
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 10 - 13:21 )
يا ألف شلومو وبشينو بكاتبتنا السريانية المشرقة مياقرتو ليندا.
وجهة نظرك رائعة بالفعل فإن فوبيا الغرب أعظم من فوبيا الإسلام، هناك هالة محاطة بحضارتهم لتخيف بعض المسلمين ليتقوقعوا كما ذكرت الكاتبة ناهد ويتجمعوا في دوائر كما تفضلت. لكنه برأي تجمع مؤقت لأناس مهاجرين مشبعين بفكرة الإنحلال الأخلاقي للمجتمع الغربي. صحيح أن الجيل المهاجر لايعرف القيم الغربية ونمط حياته لكن الجيل القادم سيخرج غربيا مشبعا بتعاليم علمانية غربية ولن تجد التعاليم الإقصائية طريقها إلى عقل الأبناء. العقل المنخور سيموت بعد فترة دون قدرته على نقل عدوى النخر للأبناء. سيعمل عقل الجيل القادم تماما كما يريده الغرب أن يعمل، لأنه سيخرج من قوالب جاهزة معدة مسبقا بدقة وبتطور هائل، قدرات الآباء العقلية الضعيفة لن تقدر أن تفعل شيئا حيال الأبناء. فوش بشينو كاتبتنا المشرقة مياقرتو ليندا، وتودي ساكي لتشجيعك. انتظر ابداعاتك


21 - النقية آشورية
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 10 - 13:42 )
تحية لك أيتها الآنسة النقية آشورية افرام يا ابنة شعبي الصامد في وجه هذا الكم الهائل والسيل الجارف من الجرائم والإبادات التي تعرض لها شعبنا. اوافقك تماما بأن حال المسيحين كان بألف خير أيام صدام وهذا رأي جاهرت به مرارا في تعليقات كثيرة. ولكن حروبه الغبية العبثية وانجرافه بشدة حسب رغبة الغرب للقيام بها والخيانة التي تعرض لها من الغرب وليس من الداخل اسباب اساسية وضعت حبل المشنقة حول رقبته، وهي التي أدخلت العراق في دوامة العنف الذي يهرق لحد الآن آلاف الأرواح ويسفك الدماء وجعل العراق المنطقة الأكثر جحيما وخوفا وقهرا وظلما. لأخطاء صدام الكارثية الدور الأكبر لما وصل له العراق. دمت بخير ايتها الوردة النقية آشورية أفرام وتفائلي بالمستقبل. لم نعد نملك غير التفاؤل. القاك بخير


22 - إنها سكرات الموت
سرسبيندار السندي ( 2010 / 12 / 10 - 15:11 )
تحياتي يا عزيزي سامي ودعني أقول بالنسبة لما يجري من أحداث في مجتمعاتنا بالنسبة للإسلام هى أخر سكرات الموت ... ولكن حتى ينقل هذا المريض الخرف إلى المقبرة يستمر المستفدين منه اللطم عليه والبكاء والعويل ويستمر في إستنزاف خيرات أهله ومحبيه وأصحابه وسيجرهم إلا ألإفلاس والهلاك والدمار وإن لم يكن كلهم فأكثر من نصفهم وغدا عند جهينة الخبر ألأكيــــد ... سلام


23 - أنا معك
شامل عبد العزيز ( 2010 / 12 / 10 - 16:03 )
تحياتي أخي سامي ولك العمر المديد . انا معك فيما تقوله بالنسبة للأجيال القادمة والتي تعيش في الغرب وسوف تكون العملية أسهل بعد عدة سنوات بينما سنلاقي صعوبة في مجتمعاتنا ولكن أيضاً سوف تتبدد هذه الصعوبة والزمن كفيل بذلك وكما جاء في مقالك قبل عدة سنوات واجيال الأباء لم يكن احد يستطيع ان يقول رأيه كما هو الحال ولكن جيل الأبناء تبدل وهكذا لايوجد شيء يبقى على حاله حركة الحياة واستمرارها كفيلان بالتغيير ولو بعد حين
بوركت جهودك اخي سامي


24 - تحياتي استاذ السندي
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 10 - 16:22 )
تحياتي لك استاذ السندي. بالفعل هي سكرات وحشرجات الموت ولكنه لن يستطيع أن يجر معه إلى قبره إلا أشخاص من أمثاله وعلى شاكلته ذوات عقول منازعة حكمت على‎ ‎نفسها بالتقوقع والموت. لا ياسيدي لن يجر معه أكثر من النصف، لن يجر معه إلا العقول المحنطة ونسبتها ربع الربع. سوف تمل هذه الشعوب الدماء وحياة الحرب وأصوات التفجير ومناظر النساء تولول فقدان احبتهن. سأبقى أراهن على المستقبل بأنه سيحمل الحب بشكل أكبر لأنه يحمل التقدم والتطور الذي يصاحبه الوعي.
دمت بخير استاذ السندي


25 - المنير شامل
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 10 - 16:50 )
تحية لك أيها الكاتب المنير شامل. بالفعل لاتوجد حالة تستمر للأبد، فلو أخذنا حركة الأديان في الشرق مثلا لرأينا أن الشعوب بدلت اديانها باستمرار، في البداية ديانتهم كانت بآلهة متعددة من الطبيعة فعبدو الشمس والقمر والبحر والنهر والعواصف ثم صنعوا تماثيل ومعابد لإله الخير وإله الشر وإله الحرب.... ثم جاءت المسيحية فاعتنقوها وتحولت البلدان إلى بأكملها إلى المسيحية ثم اتى الإسلام فقلبت الأمور واعتنقت البلاد بأكملها الديانة الإسلامية.
إذا المستقبل يحمل دائما وأبدا التغيير. استمر في كتاباتك أيها المنير شامل القاك بخير


26 - نبوئة ستتحقق و لكن؟
ميس اومازيــغ ( 2010 / 12 / 10 - 17:53 )
الأخ سامي العزيز تقبل تحياتي وبعد/حقا سوف ينتهي الأمر وفق ما خلصت اليه لكن يا استاذ ما يزال امام حكماء البلدان المتواجد بها المسلمون بذل مزيد من الجهد و ذلك بالأعتماد على مجموعات متخصصة في العقيدة المحمدية لأظهار الأيات الداعية لمواجه غير المسلم و فظح عدم مسايرتها لما وصل اليه تطور الفكر البشري ثم تبيان انها لا تعدو ان تكون سوى نتاج فكر بشري في مرحلة تاريخية معينة لا علاقة لها بالسماء على ان يتم هذا الفظح عن طريق وسائل الأعلام المرئية و المسموعة و يفتح المجال للمسلين للمشاركة في المناقشات حتى يتم فظحهم هم بدورهم.كما يجب و الكل في اعتقادي الحد من انتشار المدارس الأسلامية الخاصة ,الحد من الزيادة في بناء المساجد و منع الأذان اعتمادا على ما توفره التكنولوجيا الحديثة من وسائل تحديد اوقات الصلات. بصفة عامة يتعين حصار كل الرموز التي ترمز الى هذا الدين اعتبارا يا استاذ ان الداء هو في جوف الدين الأسلامي وليس كما يقال في المسلمين ان الداء في المنبع و ليس في الشارب يا استاذ.


27 - الكاتب والصديق ميس
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 10 - 19:18 )
تحية لك أيها الكاتب التنويري والصديق العزيز ميس اومازيغ. اعذرني لأنه لم اتنبه لمقالاتك التي تبدو دسمة ومغرية، لكن فرحتي كونك كاتب تنويري هي فرحة عظيمة.
بالنسبة لمداخلتك فإن النقاط التي ذكرتها قد تبدو صعبة التحقيق ولكنها برأي غير مستحيلة. وتطلب زمنا اعظم ووقتا أكبر. لكن مع استمرار كتاب ونقاد تنويريين أمثالك سيخرج جيل في البلدان الشرقية بنسبة وعي أكبر من الذي سبقه يخلق أرضية لمجتمع علماني يقدس العقل ويحترم الإنسان بشكل أكبر. دمت بألف خير أيها الكاتب التنويري ولنا عودة.


28 - التغيير حتمي
جاك زعتر ( 2010 / 12 / 11 - 21:57 )
ان التغيير في العقل المتدين و المنظومة الفكرية الدينية تتغير مع الزمن و هذا أمر حتمي لا يستطيع النص الديني وقف هذا التغيير مهما طبل و زمر و مهما جمع حوله من العقول المغلقة
1- مثلما قلت فإن الزخم الحضاري و التطور التكنولوجي الغزير لا يسمح للعقل المتوسط التدين بالتراجع نحو الدين بل بالاتجاه الآخر (العلماني)
2- ان العقل المتدين بشكل كامل و متزمت سيبقى وحيداً لا يستطيع أن يجذب اليه أي شخص حيث أن براهينه واهية و حتى أسلوبه فيه من السخافة القدر الكافي الذي يجعل أي انسان متوسط ينفر من موضوع التدين حتى لو كان مدعوماً بمؤسسات
3- علمنا التاريخ ان لكل دولة أو منظومة مرحلة نشأة ثم ازدهار ثم سقوط و أنا لا استشهد بالتاريخ كدليل بل كمثال حيث أننا نلمس نمو التيار العلماني في الشرق و انا نفسي لم أكن أستطيع التكلم بموضوع العلمانية قبل ثلاث سنوات كما أتكلم الآن و قد ازداد تقبل الشباب لهذه الفكرة

ان الدين ينتحر و سيجبره العلم على ذلك

شكراً لك أيها الكاتب الرائع


29 - تحية لك جاك
سامي ابراهيم ( 2010 / 12 / 12 - 09:59 )
تحية لك ايها الصديق العزيز جاك. أعجب كثيرا بطريقة مداخلتك لما تحمله من ترتيب بالأفكار والتوجه مباشرة نحو الهدف الذي تبغيه.
بالنسبة للنقطة الأولى بالفعل إن الإنسان المعتدل بتدينه يميل للجانب العلماني أكثر وتراه تستهويه الأفكار العلمانية ويتجاوب معها عقله لأنه سمح لمنظومته الفكرية بتمرير هذه الأفكار، وتراه في أحيان كثيرة يسخف الكثير من القصص والأحداث الدينية. بالنسبة للنقطة الثانية فهي دقيقة جدا وذكية فالبفعل العقل المتحجر للمتدين المتطرف سبب النفور منه بالنسبة للوسط الذي يعيش حتى داخل جماعته ترى انفصال العديد من اعضائها بسبب حالة النفور التي تعتريهم من قوانينها ونفاقها. النقطة الأخيرة جاك هي مانراهن عليه، التاريخ دليل ومثال على زوال الدين والزمن كفيل بموت الدين وانهياره. دمت بخير جاك


30 - نتيجة حتمية لكن
كمال أوغلي ( 2010 / 12 / 19 - 23:46 )
إندثار الأديان نتيجة حتمية لكن ليس قبل أن نتخلص من النظم الأستبدادية أولاً لأنها المستفيد الوحيد من التخلف الديني, العفلانية والنقد الموضوعي هما الحل لجميع معضلاتنا
دمت متألقا
محبتي

اخر الافلام

.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ


.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف




.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah