الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسكات اصوات المثقفين بداية لتراجع الحريات في العراق

يوسف علوان

2010 / 12 / 19
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


القوى التقدمية مدعوة الى العمل وبشكل سريع لإيقاف المحاولات التي يسعى من خلالها البعض لتفريغ البلد من طاقاته المثقفة والواعية وذلك بالضغط على هذه الفئة المثقفة من خلال التضييق على حرياتها .. وما المحاولة الأخيرة حول تشكيل اتحاد بديل للأدباء من قبل مسؤولين بعيدين عن الثقافة مع بعض أشباه الأدباء الذين يمارسون الارتزاق من خلال الثقافة والذين ليس لهم من هم سوى مصالحهم الشخصية وامتيازاتهم التي وعدوهم بها.. ان هذه الخطوة إذا ما أقدمت عليها القوى المناهضة للثقافة والحرية فلن تكون الأولى، لتحويل العراق الى بلد تحكمه الإرادة الخارجية التي تتدخل في شؤونه منذ 2003 وتتحمل كل عمليات القتل والتصفيات للشخصيات المثقفة والمتعلمة والأكاديمية. وهي محاولة بدأت بالتأثير على مسار المؤسسات الثقافية المستقلة واحتوائها من خلال تولي بعض الشخصيات التي تنفذ ما يرتأيه هؤلاء البعض الذي يريد إن يسير الثقافة والإعلام حسب منظوره الضيق للثقافة.. وكلنا يتذكر الصراع الذي دار بين بعض القوى السياسية ومحاولة استخدام القوة في تغيير سكرتير تحرير لجريدة يفترض إن تكون مستقلة عن الحكومة والسياسيين، لكي تمارس الرقابة الحرة وتصحيح مسار الحكومة فيما لو كان هناك تجاوز على مصالح الشعب. إن محاولة اسكات الصحافة والرأي الحر هو هم كل القوى السياسية في كل البلدان لما يمثله الرأي الآخر من كابوس لهؤلاء السياسيين الذين يتمنون ويعملون لأخلاء البلد من هؤلاء المثقفين الذين يقفون ويفضحون كل الأجندة الغريبة على العراق.

ان "قضم" الحريات التي بدأ ت بها بعض مجالس المحافظات وبالأخص مجلس محافظة بغداد ما هو إلا البداية لإعادة البلد الى نظام الديكتاتورية والتسلط والتعتيم الذي رفضه هذا الشعب بكل قواه التقدمية.. سوف لن تتوقف هذه المحاولات من قبل هذه القوى التي لا تريد للشعب الحرية والديمقراطية، لكي تبقي - التي صعدت في غفلة بسبب الوضع الحالي الذي يعيشه العراق- المحاصصة التي يعتبرها اكثر السياسيين غنائم حرب يجب توزيعها فيما بينهم، وهذا هو سبب اختلافهم فيما بينهم، فهم ليس لهم من هم سوى زيادة مكاسبهم الشخصية..
ان إفراغ المؤسسات الثقافية والهيئات المستقلة من المثقفين المؤمنين بالديمقراطية والحريات والإتيان بأشباه المثقفين الذين يملكون القدرة والاستعداد لمسايرة التيار الرجعي الذي يسعى لإعادة عقارب الساعة الى الوراء والالتفاف على ما اكتسبته الجماهير المثقفة من حريات ووسائل إعلام لإيصال صوتها لأبناء الشعب وكشف كل المخالفات والسرقات التي يقوم بها البعض مستغلين الفوضى التي تعم دوائر الدولة بسبب المحاصصة التي شملت كل دوائر الدولة من اعلى المناصب الى أصغرها. لذلك بات المهم لهذه القوى التي اغتنت على حساب جوع أبناء الشعب وشقائهم ومعاناتهم ان تسكت أصوات المثقفين والصحفيين والتقدميين
واستبدالهم بشخصيات تشاركهم عملية النهب والسرقة وتسكت على فضائحهم..
لتخلوا الساحة لهذه القوى لممارسة نشاطاتها المدمرة لهذا البلد الجريح.. وكل يوم يمر تكشف لنا وسائل الإعلام حجم الفساد المستشري في هذا البلد.. ومدى الكارثة التي ستحل بسبب عدم معالجة هذه الظاهرة الخطيرة. وكانت هيئة النزاهة قد كشفت إن عدد المتهمين بقضايا الفساد للأشهر التسعة من هذا العام فقط بلغ (6031) متهما بينهم (250) متهما بدرجة مدير عام فما فوق ومن ضمنهم أربعة بدرجة وزير.
يوسف علوان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا