الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس مع -إله-

رولا سرحان

2010 / 12 / 20
الادب والفن


قال لها:
سقراط علّم تلاميذه أن الآلهة عندما تغضب
من بشرٍ تُسلّطُ عليه نفسه لتنتقم منهُ لها.

وقال لها:
هلاّ انتقمت من نفسك لي الآن.
الآلهةُ ساجدةٌ بين يديك،
وخشوعها عليك
رهانٌ لن تخسري بعده رهان.

أوّل دروسِ الحكمةِ والعقل
يبزغُ فجرٌ في منتصفِ الغفلةِ
ويكون هو...
آخِر كلِّ ما لهُ آخرٌ
والأوّل قبل كلّ أوّلٍ اعتَقَدَتَ
يوماً أنه كان أوّلاً

يتغيّر مشهدُ المكان
لا الشمسُ بذاتِ التمرّد
ولا الأبوابُ موصدةٌ على رحلةِ الغضبِ
لا الأرضُ تلفُظُ المتدثّرين بها
ولا السماءُ تحجب صوتَ المناجين لها

إسقاطٌ لفنون المنطق
فلكل شيءٍ منطقُهُ الخاص به
لا يستوي عند جادة الصواب الضيّق
للبشر العاديين

ضروب الفن والجنون.. فتشّ عنها!

فلترقُص على أرضٍ مهتزّةٍ تثبُت تحت قدميك
اقتنع بأن الريشةَ تطيرُ وحدها دون العصفور ...
تطيرُ معها
واعلم أن الأفق بلا امتدادٍ إلا بما تتخيله في رأسك،
والعبرةُ بما تختِمُ عليهِ قلبكَ.

كن عالياً في المكان،
انفخَ الروحَ في الزمان،
رمَّمَ تسلْسُلَ الجسد ليليقَ بك وحدك،
وانحني لنفسك مصفقاً لها ولإنجازها لحظة الانبعاث.

وفي نهاية الدرس قال:
دثريني، دثريني بعناقِكِ الحارْ
وانسي موعدنا الليلة مع الوحي
فقد استأذن منا
وأنا الآن حي
عندما سقطُت مضرجاً بك
كان آخر درسي في ملحمةٍ وملهاةْ
فاسبقيني إلى الأرضِ
وافرشي لي سُبل الحياةْ
فأنا مذ علّمتُك
لم أعد إله!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 12 / 22 - 07:57 )
أختي الكاتبة المحترمة ، تحية لك وشكراً على هذا المنطق الخاص فلكل شئ منطقة الخاص . ما اجمل تعبيراتك شكراً لك

اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما