الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهاكرز، كل واحد منهم روبن هود العصر

عارف علوان

2010 / 12 / 25
الطب , والعلوم


صدفة تعرفت على هاكر إنكليزي، وهو يعيش مع والدته، في بيت صغير وقديم، كان بمقدوره أن يكون صاحب ثروة، لكنه أخلاقي.
والهاكر يقتحم برامج الكومبيوتر والإنترنت، ولديه فضول قوي في كسر شفراتهما، ثم استخدامها للعبث وتخريب أسرارهما، وغالباً لمحاربة الجشع الذي يعمّ دول الغرب، ويصل درجات غير معقولة في الأرباح.
والهاكرز يطلق عليهم المتمردون الحديثون، يعملون كل على انفراد، وأحياناً يعرفون بعضهم ويعملون معاً عن بعد، ويقصدون البنوك والشركات وموظفيها الذين تبلغ رواتبهم أحياناً 4 مليون دولار في السنة، وتقف الحكومات الغربية عاجزة عن التدخل في عمليها، لأنها لا تريد مضايقتها، إلا أن نفس الحكومات عندما تعرضت البنوك الانهيار الاقتصادي قامت باقراضها أموالاً طائلة استحصلتها على شكل ضرائب إضافية على المواطنين الذي لا دخل لهم في الانهيار!
لكن الهاكرز قد يلتفون على شخص ما، ويستغلون براعتهم الإلكترونية للدفاع عنه، وقد حدث هذا مع جوليان أسانج، صاحب موقع ويكليكس، الذي طلبت المحكمة البريطانية دفع كفالة تعجيزية لإطلاق سراحه، وهي دفع مبلغ 250 ألف جنيه استرليني خلال يوم وليلة ، حيث لا تسمح آلات السحب في البنوك تقديم أكثر من 200-300 جنيه للفرد في الواحد، فجمعوا لهم مع نشطاء آخرين مبلغ الكفالة!
كذلك هاجم الهاكرز مواقع الحكومات والشركات التي رفضت التعامل مع جوليان أسانج مثل موقع Visa وPaypal وذلك لإرضاء الإدارة الأمريكية التي تسعى إلى شلّ نشاط أسانج وترحيله إلى واشنطن، حينئذ ظهر الهاكرز في صف واحد، وكمجموعة ضغط وتخريب ضد من يريدون الإيقاع بأسانج.
بعض الهاكر يترصد شركة مايكروسوفت وصاحبها بيل كيت، ويقتحم برامجه، أو يستنسخها قبل طرحها في الأسواق، وتصبح بمتناول الجميع بأسعار متدنية، وبيل كيت صاحب أضخم ثروة في العالم، وهو يمثل الجشع المنفلت من عقاله، رغم أنه صنع ثورة في العالم عندما اخترع الكومبيوتر الشخصي بعد أن سرق الفكرة من شركة "آبل"، إلا أنه بدءَ يُصنع برامج تتغير كل سنة أو سنتين فتغدو البرامج والتطبيقات القديمة غير متوافقة مع النسخ الجديدة التي تطلقها مايكروسوفت فتبيع منها بالمليارات للأفراد والشركات.
ويقال أن الأشخاص الذين تعاونوا مع بيل كيت في البداية حاولوا ثنيه، أو التقليل من جشعه، لكنه أصر عليه، فخرجوا منه وأصبحوا هاكرز يحاربون برامجه، لأنها لا تختلف كثيراً عن البرامج القديمة إلا في الشكل، مع وجود شفرة سرية تمنع توافقها مع البرامج التي سبقتها!
وآخر من خرج عن بيلت كيت كان جون وود، الذي أنشأ مؤسسة خيرية اسمها Room to Read رداً على مؤسسة بيل كيت الخيرية التي جمع فيها أكبر عدد من أصحاب المليارديرات ادعى أنها لمساعدة الفقراء، لكن الأموال لم تكن خاضعة للشفافية، ولم تعرف الجهات التي أنفقت عليها أو التي تصرف باسم الخير. أما جون وود فقد ذهب إلى آسيا وكومبوديا لينفق الأموال في توفير مكتبات يتعلم فيها الأطفال والكبار، ومن هناك أقام مؤسسته الخيرية!
يقول الهاكر الإنكليزي الذي تعرفت عليه صدفة أنا وزوجتي: إن البنوك والشركات تصعد أسعار الفوائد والأرباح بدون سبب وبصورة غير طبيعية، والحكومات ترضخ لسياساتها، فيدفع الثمن المواطن العادي، الذي لا يملك شيئاً حيال ذلك، وعليه أن يدفع ويدفع إلى أن تمتصه آلة الجشع، وتيبّس شرايين الحياة فيه، لذلك نكره هذه البنوك والشركات والحكومات التي تحميها، ونحاربها إلكترونياً.
باستثناء قلة من متوسطي العمر ممن درسوا آليات الكومبيوتر منذ نشأته الأولى، يعد الهاكرز بمئات الآلاف، أغلبهم عاطل عن العمل لأنهم يرفضون خدمة البنوك والشركات، ويسخرون من انصياع الحكومات لها، وهم بالإجمال يحبون الخير العام، مثل الهيبيز الذين ظهروا في ستينات القرن الماضي، ووقفوا ضد الحروب ونادوا بالحرية، وأثروا في الأجيال التالية.
وجوليان أسانج هاكر سابق، وجد ثغرة في النظام الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية وأراد كشف النفاق فيها، فاستنسخ آلاف الوثائق كان المفروض أن يطلع عليها الأمريكيون، ووزعها على صحف معروفة بجرأتها راحت تنشرها تباعاً.
الهاكرز يمثلون خطراً على مفهوم الجشع في الاقتصاد الحرّ، إذا اتحدوا يشكلون قوة مخيفة ضد الحكومات الغربية التي تحولت إلى أداة طيعة للبنوك والشركات، وضد الفقراء الذين يزداد عددهم في أوربا وأمريكا يوماً بعد يوم!
للمزيد انظر: http://www.arif-alwan.blogspot.com//








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر تستعد لإعادة إحياء نشاط صناعة الهواتف الذكية بعد توق


.. أبو عبيدة: فاتورة الدماء التي دفعها شعبنا لن يكون مقابلها سو




.. صور الأقمار الاصطناعية تظهر إقامة عشرات الخيام الجديدة في جن


.. باستخدام الذكاء الاصطناعي.. تقنية جديدة الحمض النووي قد تجنب




.. لماذا شدّد القضاء عقوبة مدوّن مغربي في قضية -إسكوبار الصحراء