الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة بلا جنوب ..وجنوب بلا خدمات !!!

احمد مكطوف الوادي

2010 / 12 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لنبدأ مباشرة بسؤال مهم وحساس وهو لماذا تم تهميش محافظات الجنوب في حكومة الشراكة الوطنية ؟
وقبلها في حكومة الوحدة الوطنية ؟
هل هو لدفعها نحو الأقلمة !
أم هي نفس سياسة التهميش والإقصاء الغائبة الحاضرة !
أهل الجنوب الذين وللأسف كثيرا ما يحبون التصفيق فقط ويكرهون القيادة ، أو ربما لا يسعون إليها ، أو إنهم يؤثرون المصلحة العامة على مصلحتهم المناطقية ، واقصد الاصلاء منهم لا الانتهازيين والمتملقين الذين دفنوا أخوانهم في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 من مرتزقة الطاغية ووزرائه وأعضاء جوقته الدموية.
أو حتى بعض الذين تسلقوا إلى المناصب بعد الاحتلال عبر العلاقات البريمرية والتحالفات التجارية والحزبية الفاسدة ، فالأمر سيان ، مع احترامنا لبعض الرموز الوطنية المعتبرة .
صحيح إن أهل الجنوب كثيرا ما يحبون الغريب ويحترمونه ، ويكرهون القريب الذي يشبه سحنتهم دائما فعندهم دائما مطربة الحي لا تطرب أبدا ومهما اجتهدت و قدمت كل إبداعاتها من ألوان الغناء الجميلة .
ربما لأن ابن جلدتهم يظلمهم أكثر من الغرباء ، وكما قلنا إن أكثر من يصل منهم إلى السلطة أو حتى الشهرة هو النموذج المستعد لخذلانهم ، والذي لا ينفع سوى نفسه بسبب نرجسيته وانتهازيته وتعاليه .
لم افهم سببا مقنعا لحد الآن يبعد فيه أهل الجنوب عن المناصب الأساسية والسيادية التي تملك القرار؟
هل هو بسبب جنوحهم نحو الهدوء النسبي ومحاولة الدفع بالعراق إلى الاستقرار وبالتالي أصبحت تلك المحافظات كبشا للفداء؟!
أم لأنهم ليسوا أهلا للثقة ؟!
أم لأن الثروة في مناطقهم ، والأحسن أن يظلوا لا يعلمون شيئا عنها ؟ !
أم هو خنوعهم أمام الأحزاب الجديدة وقياداتها؟
الأكيد إن تفرقهم سببا رئيسيا يحملهم مسؤولية التهميش ؟!
هل يعقل أن تذهب المليارات لجيوب الكثير من الذين ذبحونا من الصداميين ومدارسنا ما زالت طينا وقصبا ؟!
هل تلك هي عدالة العراق الجديد ؟!
السرطان يفترس أطفالنا وانتم تنظرون وتكتنزون الذهب والفضة ؟!
وتقيمون الحفلات الصاخبة في واشنطن وبيروت وغيرها؟
لماذا ؟ ونحن نموت في كل يوم من بقايا اليورانيوم المنضب ؟
لماذا هذا التجاهل؟
هل هو تناغم مع ما يردده الإعلام البعثي والمشعاني من سيطرة إيران على المدن الجنوبية وبالتالي فأن أهلها هم ليسوا سوى "أذناب" تحت سيطرة "الغول" الإيراني؟ ، خسئوا جميعا .
لماذا أبعدت محافظات الجنوب وملئت الحكومة بالكثير من البعثيين الذين سبق لهم أن مزقوا صدورنا بتحريضاتهم ومفخخاتهم وعبواتهم ؟
تلك الصدور التي تحمل الدروع لتدافع عن أقطاب الحكومة وتملأ محافظات العراق بالجيش والشرطة من ولد "الخايبة" ، تلك "الخايبة" التي قدمت وتقدم أولادها على مذابح الخلاص والاستقرار والوطنية وثوبها ما زال باليا مرقعا !!
صحيح إن الحالة المعاشية سببا في سوقها نحو ذلك ولكنها حسنة مفترضة أيضا ؟
إلى متى تبقى "شمهودة" تلطم فقط ولا تأكل شيئا ؟
هل يعقل أن تغيب محافظات يعتاش العراق على خيراتها عن مصدر القرار ؟
أي وصاية تلك وأي تغييب وأي تسفيه وأي تحقير ؟
هل تكفي بعض الكلمات الخجولة للتعبير عن الاستنكار من بعض نواب تلك المناطق ؟
هل هي عودة للاسطوانة المشروخة التي تقول إنها مناطق متخلفة وجاهلة و خالية من الكفاءات
وسأنقل هنا نصا للملك فيصل الأول ، وكأن التأريخ يعيد نفسه مع اختلاف المسميات والأشخاص:
(( العراق مملكة تحكمها حكومة "عربية سنية" مؤسسة على أنقاض الحكم العثماني ، هذه الحكومة تحكم قسم "كردي" أكثريته جاهلة ، بينهم أشخاص ذو مطامح شخصية يسوقونه للتخلص منها بدعوى إنها ليست من عنصرهم ، وأكثرية "شيعية جاهلة" منتسبة عنصريا إلى نفس الحكومة )) , ويقسم هذه الأكثرية :((الدينيون, وطلاب الوظائف بدون استحقاق )) ثم يضيف كذلك ما يقول (( إنني سمعته ولا أريد أن ابرره للأكثرية الجاهلة أن الضرائب والموت على"الشيعة" والمناصب "للسنة")) (1)
ما الذي اختلف اليوم ؟!
ربما إن الدينيين اخذوا استحقاقهم حسب توصيف فيصل إلا إن طلاب السلطة بدون استحقاق في زمن فيصل يطالبون بالمشاركة بالقرار والحكم اليوم و هم أهل استحقاق بل وأكثر من ذلك ، ويملكون من الخبرات والكفاءات التي تكفي لتشكيل عشرة حكومات ذات كفاءة عالية وعمل وطني منضبط ونزاهة وخدمات وأحسن من الكثير من الوزراء سواءً في الحكومة الماضية أو الحالية .
ربما ينطبق كلام فيصل مع مسار الأحداث تماما فلو كان الملك فيصل شيعيا لبقي حال الجنوب على ما هو عليه وليست العلة في الحاكم ومذهبه ..العلة يمكن وضعها بإطارين :
أ‌- إن هناك أزمة حكم في العراق وأزمة إدارة للحكم وثقافة للحكم ، وبالتالي هي أزمة ثقافية واجتماعية أكثر من كونها مذهبية أو عنصرية .
ب‌- الخلل في مناطق الجنوب نفسها والدليل انتعاش المنطقة الكردية التي يوصفها فيصل الأول بنفس وصف المنطقة الجنوبية ولكن الفرق واضح الآن .
الخلل فيكم انتم يا من صفقتم وتصفقون للحكام دائما !
انتبهوا لأجيالكم القادمة ..فلا يمكن للحقوق أن تعطى لكم وانتم تصفقون ؟
انتبهوا لمدنكم وتكاتفوا من اجل أعمارها ، لا تغرنكم شعارات الوطنية التي يضحكون عليكم بها ،لأنهم ببساطة لا يعرفون الوطنية!
لا يمكن لأحد أن يزايد على وطنيتكم من زمن احتلال العثمانيين إلى احتلال البريطانيين وحتى الاحتلال الأمريكي الذي وقفتم أمامه ببسالة ولم تستسلموا حتى احتلت العاصمة وسلمت مفاتيحها رغم فرحكم بسقوط الصنم ودكتاتوريته الفاسدة .
انتبهوا لمدنكم ولأجيالكم و لخيراتكم !
حتى الذي سيحصل على منصب من أولادكم سيولي فرارا نحو العاصمة وتبقون انتم في طي النسيان دائما !
ربما إن هناك الكثير من أبناؤكم الذين هاجروا إلى العاصمة أو عادوا من خارج العراق في الحكومة ومؤسساتها ولكنهم لن يفيدوكم بشيء سوى استعمال أولادكم كدروع بشرية لحمايتهم ..وانتم فرحون بتلك النعمة وذلك الفضل الأبوي !!!
حتى الذين يتعاون معهم أهل الجنوب ويقدمونهم على أنفسهم لم يبدر منهم أي شيء؟!
فبالأمس القريب ترشح ابن الكاظمية السيد بهاء الاعرجي والسيد حسن الشمري ابن الحلة عن محافظة ذي قار ليصبح الثاني وزيرا للعدل ، والأول عضوا مهما وقياديا ، لماذا سكتوا حين أبعدت ذي قار عن أي منصب وزاري؟!
حتى عندما تتظاهرون عن خدمة تريدونها كالكهرباء مثلا من اجل أن تعينكم على تحمل الصيف اللاهب والحر الشديد الناتج من النفط الذي يلهب أرضكم والذي ينهب 90 % من مردوداته في عمليات الفساد كما تقول هيئة النزاهة (2)
ويصفكم السيد رئيس الوزراء عندما تظاهرتم على نقص الكهرباء ... بمثيري الشغب .. !!!(3)
وتقتلكم الشرطة وتعتقلكم ...لأنكم تطلبون شيئا أسطوريا .(4)
لماذا جففت أهواركم حين كانت تأوي الثوار يا ترى ؟
ولماذا أعدمت رجالكم ؟
ولماذا حرمتم وعذبتم؟
ولماذا ولماذا ولماذا ؟
لتهميش وإهمال جديد؟!!!
فلو كنتم عفالقة لأخذتم حقكم كما هو حاصل في حكومة الشراكة الوطنية !!!


(1)
مذكرة بعث بها الملك فيصل الأول إلى كل من ياسين الهاشمي ، ناجي السويدي،نوري السعيد،جعفر العسكري،ناجي شوكت
من كتاب: أوراق ناجي شوكت (رسائل ووثائق) –تقديم وتحقيق الدكتور محمد أنيس و الدكتور محمد حسين الزبيدي –مطبعة جامعة بغداد 1977

(2) أقر مسؤول غرفة عمليات مكافحة الرشوة في هيئة النزاهة طارق عبد الرسول تقي خلال المؤتمر، بأن الفساد مازال مستشرياً في دوائر الدولة كافة، مبينا بالقول: إن أموالاً كثيرة تخصص لمشاريع الأعمار لكن 90 بالمائة منها تذهب سدى جراء الفساد، فيما لا يستغل سوى 10 بالمائة بشكل فعلي لانجاز المشاريع وبالتالي فان المواطن لا يلمس نتائج حقيقية للمشاريع.
جريدة الصباح http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=113345

(3)المركز الوطني للأعلام/مؤتمر صحفي لدولة رئيس الوزراء نوري كامل المالكي بتأريخ 22/6/2010
http://www.nmc.gov.iq/pnews/2010/7/4_3.htm

(4) اعتقال 38 شخصاً على خلفية تظاهرة في الناصرية السبت ، ومقتل شخصين وإصابة العشرات في البصرة بسبب مظاهرات الكهرباء/ وكالات



المدونة الشخصية http://ahmedalwady.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لايكفي
مازن البلداوي ( 2010 / 12 / 28 - 08:23 )
الأخ العزيز احمد الوادي

أخشى ان الفسحة هنا لاتكفي التعليق على ماطرحته
اشكرك جدا على هذا الطرح

تحياتي

اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا