الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد القبانجي

سعدون محسن ضمد

2010 / 12 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سألني أحد الأصدقاء على الفيس بوك عن رأيي بصديقي أحمد القبانجي رجل الدين العراقي المعروف والذي بات يثير صخباً ثقافياً/ دينيا هذه الأيام. السؤال كان محرجاً بالنسبة لي؛ فالفيس بوك مكان لتداول الأفكار بشكل يومي سريع، لذلك يجري طرحها على مساحاته بعفوية وهو ما جعلني أشعر بالحرج. ففي مساحة للتداول السريع، يُراد مني طرح رأي دقيق ومدروس، إذ الرأي بشخصية ثقافية يترصد بها الكثيرون يجب أن يكون رأياً مدروساً أو على الأقل متأنياً.
عموماً لم يكن هذا هو منشأ الحرج الوحيد بالنسبة لي، فالجانب المهم منه يتعلق باختلاف وجهات النظر بيني وبين القبانجي.. فهو يؤمن بأن الوحي مصدر من مصادر المعرفة، وأنا لا أفعل، هو يؤكد أن الأديان منزلة من الله للبشر، وأنا أعتقد بأن وعي البشر غير قادر على التواصل مع الله وتلقي شرائعه. القبانجي بصورة عامة يريد أن يعيد تأهيل الدين ليصبح أكثر انسجاماً مع الدولة المدنية، وأنا أعتقد بأن الأفضل للدين أن لا يعاد إنتاجه لأن كل عمليات إعادة الإنتاج والتأهيل أتت بردود فعل عكسية، والسبب أن نصَّه المقدس قادر دائماً على إفشال كل جهود الإصلاحيين. في نهاية المطاف أنا والقبانجي نختلف مع بعض فهو يسير على سكة (دينية) وأنا على أخرى (لا دينية). لكن اختلافي مع القبانجي بوجهات النظر هل يمكن أن يكون هو موضوع جوابي على سؤال يتعلق برأيي فيه؟
هذا ما سألته لنفسي وأنا أفكر بالجواب، لكن سرعان ما قلت: لا.. بالتأكيد لا؛ فمن جهة أنا وهذا الرجل ندافع خلف ساتر واحد ضد التطرف الديني نفسه، ونحاول أن نحمي الناس من تجهيل وتسطيح يحاول الكثير من دعاة (التدين) نشره بينهم لاستغلالهم.. ومن جهة أخرى أجد بأن القبانجي يخوض المعركة ضد التجهيليين بشجاعة كبيرة، نعم فهو فارس من نمط مختلف، نمط يمتلك من الشجاعة ومعرفة أصول النزال ما لا يعرفه غيره، ولذلك هو يقاتل بميدان الجماهير. نحن المثقفين الذين نقف معه خلف نفس الساتر لا نستطيع أن نوصل هذا الخطاب إلا لشريحة ضيقة من شرائح الجمهور، أما هو فيفعل العكس، يطرح الأفكار للجمهور بشكل مباشر ولا يعنيه آراء النخبة بهذه الأفكار، التي يأتي البعض منها ليشوش عليه مراميه. كما أنه، من جهة ثالثة، ينتقي أكثر تفاصيل الدين إثارة لسخط (العامة) ويطرحها على بساط التداول العام، الأمر الذي يؤكد شجاعته واختلافه.
كل هذه التفاصيل فكرت بها وأنا أقرأ وأعيد قراءة سؤال صديقي، وأكتب وأعيد كتابة الجواب، وفي نهاية المطاف ولما أخذ مني التعب مأخذه، قررت أن يكون جوابي مختصراً ومراوغاً ليناسب الطرح (الفيسبوكي)، وهكذا كتبت على الفيس بوك الجواب التالي:
(هذا الرجل لديه من الشجاعة ما يكفيه ليُعبِّر عما يؤمن به بشكل مباشر وصريح).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة الزمان، الخميس، 30-12-2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عاشت ايدك
سلام خالد ( 2010 / 12 / 31 - 12:15 )
اخي العزيز الاستاذ سعدون
جميلة وكعادتها مقالاتك وهنا انت اثرت نقطة مهمه وهي انني قد اختلف معك بالراي ولكني ادفع حياتي كي تقول رايك
هنا استاذي الغالي المهم هو اننا قد نختلف مع السيد القبانجي بطرحه 180درجه ولكننا نريد مجتمعا تعيش فيه جميع الافكار بحريه ولكن تبقى المشكله اننا والقبانجي نمثل اقليه ملحده بنظر الاغلبيه اللاطمه في مجتمعنا فان السيد القبانجي مهما ثبت من قدسيه للنصوص فانه مضطر بالقبول بالنظريه الاسلاميه كحزمة واحده لا تقبل التجزئه ومن يقول بالتجزئه فهو كافر ملحد مرتد واجب قتله ومهدور دمه سواء شئنا ذلك ام ابينا فهو محشور معنا وهذا ما اقوله له باستمرار


2 - أحمد القبانجي رجل الدين العراقي المعروف
سامر السامري ( 2010 / 12 / 31 - 12:15 )
ان أحمد القبانجي رجل الدين العراقي المعروف والذي بات يثير صخباً ثقافياً ينقذ المسلمين من حاضرهم المزري ومن فتاويهم التي تضحك الناس على الاسلام وتضر بالاسلام طبعآ. انا لااعلم ان يعيش هذا الرجل الشجاع وارجو له الموفقيه


3 - سلام خالد وسامر السامري
سعدون محسن ضمد ( 2011 / 1 / 1 - 13:55 )
شكرا لكما صديقي على هذه الاطلالة ونتفق بالتاكيد على ان القبانجي يمارس دورا تنويريا لافتا ومهما، وينوب عنا وعن الكثيرين غيرنا في طرح افكار تاخر طرحها كثيرا، ونتفق بالتاكيد على انه يعرض نفسه وهو يفعل ذلك للكثير من الخسائر... اتمنى له ولكما النجاح والتالق


4 - تعليق في ....الوقت الضائع
شمران الحيران ( 2011 / 1 / 1 - 19:29 )
الاخ العزيز سعدون محسن المحترم .....اظن ان منهجية هذا الرجل وان كانت متأخرة بعض الشيىء كفيلة بولادة مارتن لوثر عراقي من رحم حوزة النجف الاشرف كما اعتقد ان بذور هذا الطرح ومن اكثر من رجل دين سيكون له اثره ونموه لاسيما ان توفر له المناخ وخصوبة التربه وكلي امل ان يكون ذلك واقعا ليحفض الدين والدوله واتصور ان يحدث ذلك لان العراقيين(يحبون الدين الخفيف الخفيف ولو مجلب شعره)تحياتي مع مودتي


5 - الى الاخ سعدون
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 1 / 1 - 22:53 )
تحياتى
صدقنى يا سعدون .على الرغم من اختلافى العقائدى والجذرى مع كل من لا ينتمى الى الاسلام الا اننى احترم كل هؤلاء اذا اعلنوا ذلك صراحة .

اما ما يفعله السيد احمد القبانجى على اعتبار انه تنوير ورؤية جديدة .ومحاولة اصلاح وتقارب وجهات النظر مع العلمانين .ما هو الا التفاف وحياء او خوف من ان يعلن .الحاده او عدم ايمانه بالاسلام كفكر وشريعة صالحة لكل زمان ومكان اذا تم قرائتها بطريقة تأويلية واستنباطية صحيحة ودون ان ندعو الى الغاء الشرائع والتعديل على الله .ونسخ ايات وحذف اخرى .وتشويه للفكر العقائدى والدينى والنظرة الى الله والى محمد كنبى ورسول
لقد ابتعد السيد احمد القبانجى بفكره واسلوبه عن الدين تماما ..شكلا وموضوعا ..انه يقول انه احكم من الله واعدل منه عندما يطالب بالمساوة بين الرجل والمرأة فى الميراث مثلا .
فهل هذا ايمان ويقين ومعرفة بالله ؟؟
هذا مثال فقط ..
فكره ورؤياه مردود عليه بمنتهى اليسر والسهولة .
ولكن للاسف يبدو ان رجال الدين وعلماؤه .قد اصابهم اليأس والملل من الخوض فى مجادلة هؤلاء .من من يمسكون بمعاول لهدم اساسايات واصول الدين والعقيدة .باسم التنوير وتحت ستار التجديد للفكر
وشكرا


6 - الصديقي شمران وشاهر
سعدون محسن ضمد ( 2011 / 1 / 5 - 14:00 )
الاخ شمران تحية محبة.. تعليقاتك دائما تاتي بوقتها وشكرا لك دائما على المرور وابداء الملاحظات.. تقبل مودتي ودمت صديقا.

الأخ شاهر الشرقاوي، احترامك لرأي من يختلف معك جميل جدا واحييك عليه، لكن دعني أؤكد قضية، ان السيد احمد القبانجي لا يمارس ايا من عمليات الالتفاف، الرجل يقول ما يؤمن به ويؤمن بما يقوله، على الاقل هذا ما لمسته في حواراتي الخاصة معه. الرجل لا ينكر الدين تماما ويؤمن بالرسول والرسالة ويمكن لك ان تطلع على تفاصيل آرائه..
تقبل محبتي وشكرا على مرورك


7 - اشاعة قيم الحوار
كرار الرفاعي ( 2011 / 1 / 5 - 19:34 )
السيد احمد القبانجي صاحب فكر يستند فية الى مرتكزات مشروعة من النص والعقل والتريخ والحديث وغيرها وبأدوات معرفية واضحة .فلما هذ الحملة الشعواء التي قادتها المؤسسة الدينية وان كان استغرابي في غير محلة كون المؤسسة على طول التاريخ تحارب وتقمع وتقتل كل جديد .ليس بالضرورة اني اتفق مع كل ماجاء به القبنجي لكن كما يقال ان فلسفة عصر التنوير تلخصت بعبارة لللفيلسوف الالماني كانت (اجرأ على فعل ماتعتقد )فهذه اعتقاداته واراءه والاكثر قبولا هو ابن المؤسسة الدينية فلم يكن دخيل عليها كما كانو يوجهون من تهم الى شريعتي وبازركان فهو شأن طه حسين وخليل عبد الكريم وعبد الجبار الرفاعي وحسين مروة على اختلاف توجهاتهم . فلن يزاودهم احد في دينهم او شريعتهم .


8 - سؤال آخر
علي خلف الساعدي ( 2011 / 1 / 6 - 10:13 )
تحية طيبة
استاذنا العزيز انا صديق صديقك الذ سالك عن القبنجي
هل لي بسؤال؟
انا افترض انك قلت :تفضل
ماذ تقصد بقولك:

فهو يؤمن بأن الوحي مصدر من مصادر المعرفة، وأنا لا أفعل، هو يؤكد أن الأديان منزلة من الله للبشر، وأنا أعتقد بأن وعي البشر غير قادر على التواصل مع الله وتلقي شرائعه.



انا قرأت له ,هو يعتقد ان معاني القران من الله وان صياغة الفاضه من محمد وان محمد تلقاها من الله بلا واسطة فالانسان الكامل لا يمكن ان تكون بينه وبين الله واسطة

تقبل شكري


9 - سؤال آخر
علي خلف الساعدي ( 2011 / 1 / 6 - 10:13 )
تحية طيبة
استاذنا العزيز انا صديق صديقك الذ سالك عن القبنجي
هل لي بسؤال؟
انا افترض انك قلت :تفضل
ماذ تقصد بقولك:

فهو يؤمن بأن الوحي مصدر من مصادر المعرفة، وأنا لا أفعل، هو يؤكد أن الأديان منزلة من الله للبشر، وأنا أعتقد بأن وعي البشر غير قادر على التواصل مع الله وتلقي شرائعه.



انا قرأت له ,هو يعتقد ان معاني القران من الله وان صياغة الفاضه من محمد وان محمد تلقاها من الله بلا واسطة فالانسان الكامل لا يمكن ان تكون بينه وبين الله واسطة

تقبل شكري


10 - لم يقل بعد
طارق الربيعي ( 2011 / 3 / 30 - 17:03 )
الأستاذ سعدون المحترم ، إن السيد أحمد القبانجي لم يصبح معروفا حتى الآن على مستوى المجتمع العراقي بصورة عامة ، ولم تثير آراءه ذلك الصخب الثقافي والديني الذي تقوله ، إلا في حدود ضيقة ، ربما لم يحن الأوان بعد . ومع احترامي لرأيك ، أرى إن إعادة تأهيل الدين ليصبح أكثر انسجاما مع قيم الدولة المدنية ، هي أمنية كبيرة نتمنى أن نرى جزءا من معطياتها في الوقت الراهن ، نعم هذا الرجل شجاع وآراءه جريئة جدا ولكن اعتقد انه لا يقول كل ما يؤمن به . مع أصدق المودة


11 - قبول الدين المعتدل مرهون بانتشار اللادينية
أثير العاني ( 2011 / 6 / 7 - 03:46 )
اقتباس
-وأنا أعتقد بأن الأفضل للدين أن لا يعاد إنتاجه لأن كل عمليات إعادة الإنتاج والتأهيل أتت بردود فعل عكسية، والسبب أن نصَّه المقدس قادر دائماً على إفشال كل جهود الإصلاحيين. في نهاية المطاف أنا والقبانجي نختلف مع بعض فهو يسير على سكة (دينية) وأنا على أخرى (لا دينية)-

كلام جميل جدا، إعادة إنتاج الدين بصورة أفضل وأكثر اعتدالا لم تستطع الصمود أمام النص الديني رغم المحاولات العديدة في القرن العشرين، وبرأيي لا يمكن أن يكون للآراء الدينية الإصلاحية تأييدا بين الناس قابل للاستمرار إلا كحل وسط بين اللادينية والدين فيكون خيار من لديه بعض الشك في الدين لكنه لا يفضل أو يخاف من اللجوء إلى خيار تركه كليا، وهذا بدوره لن يتم إلا عند وضع الدين على السندان تحت مطرقة النقد


12 - مع القبانجي
جاسم محمد ( 2012 / 5 / 16 - 08:00 )
أعتقد أن القبانجي أتى بمعول لتكسير صنمية التاريخ وتماثيل القداسة وأن يصدع رجل بمثل هذا لا أظن أنه يطلب مصلحة شخصية أو ادعاء واهماً .
وأنا أزعم أنني لم أتشرب فكراً يجعلني أحب وأُحب (بضم الهمزة) منذ ثلاثين عاماً كما هو حالي بعد وقوعي على هذا الرجل الذي فكك كل ما استعصى من آلات التقليد الفولاذية داخلي وأدلق عليها زيوت الحب التي تضيء بالتناسب مع فطرتي الإنسانية والثقافة التي وصلت إليها البشرية الآن .
ولزعمي أنني مطلع جداً على فكر القبانجي ، ليسمح الأستاذ شاهر فيما ذهب إليه من أن القبانجي يدعي أنه أعدل من الله في المساواة بين الرجل والمرأة ، فهذه عبارات مجتزأة من خطاب كامل ولا يعول عليها ، بل أن القبانجي يصرح في أكثر من حوار ومحاضرة أن الإسلام حسناً فعل حين أعطى المرأة نصفاً لأنها كانت بالأساس صفراً ولا يستطيع الإسلام القفز على التقاليد ليساويها مع الرجل دفعة واحدة ولابد من التدرج في المساواة ، وعليه فإن ثقافة المرأة نصف الرجل تناسب تلك الحقبة الأولى ولا تتماشى مع هذه الفترة الزمنية التي نعيشها كون المرأة أصبحت موازية له في الإنسانية على جميع الأصعدة وما أقرته حقوق الإنسان لها .
تحية

اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح