الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشرين عام إنكضت ... وشذكّرك بينه !

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2010 / 12 / 31
الادب والفن



قرأت قبل أيام في العدد 11484 من صحيفة الراي الكويتية والصادر بتاريخ 10/12/2010 خبرا بعنوان سعدون جابر : أعتذر للشعب الكويتي عن إساءتي له تحت ضغط نظام صدام ، وقد جاء في حديثه للصحيفة : ( ..... وذلك لما بدر مني أيام النظام السابق حيث أجبرت على غناء أغنية تسيء للكويت وللخليج وفعلت ذلك حفاظا على حياتي وبعد مرور 20 سنة على الغزو أتقدم باعتذاري للشعب الكويتي وانأ أقر بخطئي فقد أجبرت على ذلك ) ، ومهما كان الرأي في مواقف الدولة الكويتية من بعض القضايا العالقة مع العراق ، فلاشك إن الشعب الكويتي يستحق الاعتذار ممن اساء له ، لأنه هو الآخر كان من ضحايا سياسة صدام التي طبل لها سعدون وجوقة طويلة عريضة من المغنين والشعراء والكتّاب ، عراقيين وعرب . وقد كان رد غالبية القراء بتعليقات لاذعة وساخرة وذكروه بأغنيته ... عشرين عام إنكظت وشذكّرك بينه ... وابو حسين علي يكرار علي ... ياسيف الاسلام سيفك أمانه ... بيدين صدام سيف بمكانه .
لقد أعادني الخبر إلى مقال سبق ونشرته بعنوان (اعتذروا ليرحمكم الله والتاريخ) ، طلبت فيه ممن كان في موقف سعدون ، أن يعتذر للشعب العراقي وللثقافة العراقية ولضحايا الحروب والعدوان . ومع إن سعدون لا يزال مغرما بمنهج وشعار - الطريق للقدس يمر من عبادان- فيقفز فوق جراح شعبه ، الذي أساء له بأكثر مما أساء للأخوة الكويتيين ، ويذهب ليقدم إعتذار منقوص ، عن إساءته للشعب الكويتي ! لأنه لو كان صادقا فإن عليه أن يغير النهج ، وليس بالإعلان عن عمل مشترك مع آخرين عرف عنهم أنهم إشتركوا معه في خدمة سياسة وثقافة الطاغية ، وهم طالب القره غولي والمغرم بصدام ، ولي النعم ، عبد الرزاق عبد الواحد !
وعلى كل حال فقد قام سعدون بمبادرة وخطوة .... فهل يتبعه آخرون ؟ برغم إدراكنا إن ما يعيق هذه المبادرة هو الموقف المائع والهش والمتخندق في الساحة الثقافية إزاء هؤلاء الملوثون بترويج الطغيان ، فنرى من يهاجم فلان الشاعر أو السياسي وكأنه وحده الذي إرتكب هذا الإثم وباع نفسه وفنه وشعره وقلمه للشيطان على حساب آلام الناس وخراب البلد ومسخ العقل والإنسان ، ويسكت ويبرر لعلاّن لأنه شاعر مثله أو من عشيرته وخندقه السياسي .
ويمكن أن يقول البعض فلنسامح ، وهي دعوة نتفق معها ونؤيدها ، ولكن هل من العدل والصواب أن يكون هذا الموقف مطلوب من الضحايا ، أي باتجاه واحد ؟ ألا يجدر توجيه نفس الدعوة لمن باع نفسه للشيطان ، أن ينقذ شرفه ويستعيد انسانيته ويعتذر للناس وللثقافة !؟
وأخيرا فقد إدعى شاعر أم المعارك (رعد بندر) أن السلطة لم تجبر أحد على الكتابة ، وسخر من هؤلاء ، الذين طبلوا وزمروا للنظام البائد ويدّعون اليوم إنهم كانوا مجبرين - نفس الشيء قاله كاظم الساهر - ولم نسمع ممن يملك الجرأة وصدق الإدعاء فيرد على تلك السخرية ، التي يبدو إن صاحبها يعرف عن ماذا تحدث ! وليس هذا فقط ، بل إننا لم نسمع ولم نقرأ لأي من (الملوَثين) ولو بضع كلمات عن اساليب الإكراه والإجبار ، وما كان يجري في مهرجانات المربد ومهرجانات القائد الشعرية والفنية ، ومنهم من لا يزال يصول ويجول وهو الملوث بمدح الطاغية حين وقف بحضرته ، وقال له : سيدي الرئيس القائد سأقرأ مقطعا للأكرم منا جميعا ، ثم أنشد :
ْصدام وحالت الدنية من الوحام ...... وحالت وإكتفت ما غيرك تجيب

رابط خبر إعتذار سعدون جابر
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=242933&date=10122010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا