الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اذا الشعب يوما اراد الحياة

ازهر مهدي

2011 / 1 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


اود ان اتوجه بالاشادة بالشعب التونسي العظيم الذي يجابه واحدة من اعتى الديكتاتورية عربية بزعامة المدعو زين العابدين بن علي واندد ايضا بالمواقف الخجولة للساسة والمثقفين والاعلاميين العرب في تناولهم لهم لهذا الحدث الهام جدا.
لقد بين الشعب التونسي الذي ( ان اراد الحياة يوما فلا بد ان يستجيب القدر ) ان ما من دكتاتورية قادرة على ثنيه عن المطالبة بحقوقه السياسية والاقتصادية وان جميع اصحاب الكراسي ليسوا الا دمى تقف عاجزة امام هدير الامم الكريمة.
الملفت للنظر ان قيام هذا الشعب المبارك ياتي في غياب الحركات الاصولية الاسلاموية من جهة وضعف الخطاب التقليدي لوعاظ السلاطين وهي ظاهرة مهمة يجب تتبعها ففي الوقت الذي عملت فيه الحكومات التونسية المتعاقبة على تهميش هذا الخطاب ( اقصد خطاب وعاظ السلاطين ) لم تنتبه الى انها قد رفعت من قدرة الشعب على اتخاذ قراراته بنفسه وهو ما يثبت ايضا ان الدول التي فيها كم اكبر من المشايخ هي الدول التي يعاني فيها ابناؤها من التسلط بسبب عمليات التخدير الانساني على يد هؤلاء الوعاظ الذين برروا ويبررون لولي الامر جميع جرائمه ولم لا يقوموا بتثبيط همم الناس عن المطالبة بحقوقهم ما دام الهدف التاريخي للسلطات ورجال الدين معا الاتحاد بوجه الشعوب؟؟؟!!!!
بالنسبة للحركات الاصولية المتطرفة والتي اختارت كسر هذا الحلف قد سقطت في بحور الدماء وتيارات العنف ولم تنجح في العيش خارج هذا التحالف وقد شهدت تونس بعضا من هذه التوجهات لكن لم يكتب لها النجاح كما يبدو – بسبب تعامل حكومة بن علي القاسي ايضا - لكن ما استوقفني هو تصريح الغنوشي الذي طالب فيه جميع القوى التونسية التعاضد بوجه الحكومة وتدخل الغنوشي هذا قد يدل على افلاس اجتماعي وسياسي للحركات الاصولية فمن تصدى لتزعم هذه المظاهرات ينتمون للقوى النقابية والاجتماعية المستقلة وهو ما يدعم قدرة الامم العربية على المواجهة بعيدا عن الزعامات الرجعية والاصولية.
قليلة هي الاشارات المهتمة بما يجري في تونس فبأستثناء الاخبار التي نشاهدها ونسمعها لم تقم المؤسسات الاعلامية العربية كالجزيرة مثلا بحملات اثارة او استنفار كالتي عودتنا عليها في العراق ولبنان وفلسطين وغيرها عندما تقوم بمسرحيات اعلامية باستضافة محلل غير مستقل من هنا واشارة لغوية شريرة من هناك لكن يسجل لهذه القناة انها لا تزال تنقل المشهد اليومي في تونس ربما من باب حفظ ماء الوجه لاظهار نفسها بمظهر المتابع للاحداث.
اتمنى على الدكتاتور التونسي ان يجد في قلبه ذرة من الانسانية تكفيه لانقاذ بلده ونفسه ايضا لعله يضع صفحة بيضاء لاسمه في كتاب التاريخ.
ان لحظة من مراجعة الذات ليست استثناءا في تاريخ الدكتاتوريات فلا يزال الناس يحمدون لشاه ايران تجنيبه لمواطنيه بحرا من الدماء عندما رفض ان يقمع المظاهرات التي اندلعت ضده واختار الانتقال الى ارض مصر التي توفي فيها بعد فترة وجيزة.
يمكن للرئيس التونسي ايضا ان يتلافى الوضع وان يعلن تغييرات دستورية اساسية ويسلم السلطة الى جهة حكومية مستقلة كمرحلة انتقالية تمهيدا لتبني نظام سياسي جديد ، فهل سيكون بن علي شجاعا لاتخاذ خطوة كهذه ؟؟!!!
السؤال الاهم هل سيصبح الشعب التونسي مثالا للشعوب العربية لنيل الحرية والديمقراطية في العهد الحديث ؟؟؟؟؟وهو الذي انجب شاعرا كالشابي الهم حركات التحرر العربية للوقوف بوجه الاستعمار الاجنبي عندما قال :
اذا الشعب يوما اراد الحياة ****** فلا بد ان يستجيب القدر

ملاحظة :- سمعت من احد السادة الاكراد ان هذا البيت قد أثر في الحركات الكردية ايضا وكانوا يرددونه بالعربية شعارا لهم

ازهر مهدي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي