الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل تشكيل عقيدة قتالية صحيحة للجيش العراقي

قاسم السيد

2011 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الجيوش في كل اصقاع العالم لها تسبيب واحد في مشروع تأسيسها الا وهو الدفاع عن الوطن حتى ان الوزارة المعنية بهذه المؤسسة العسكرية يطلق عليها اسم وزارة الدفاع . ولاادري ان كانت ذكرى 6 كانون الثاني وهي ذكرى تأسيس الجيش العراقي التي تحل هذه الأيام تعني شيئا للجيش الحالي ام لا لكون الجيش الجديد الذي شكل بعيد سقوط بغداد لم تكن دوافع تشكيلة هي ذات الدوافع التي تقف وراء تشكيل الجيش السابق .
بعيد ثورة 14 تموز عام 1958 كانت لهذه الذكرى وقع خاص ومميز لايقل اهمية وتميزا عن ذكرى ثورة تموز نفسها ان لم تكن تبزها لكون مفجر هذه الثورة هو الجيش نفسه ولكن بعد اختفاء قيادة تموز من مسرح الأحداث عقيب انقلاب 8 شباط الدموي تراجع الأهتمام بهذه الذكرى الى الحد الذي وصل بها ايام حكم صدام ان غدت هذه المناسبة فرصة لأستعراض عضلات هذه المؤسسة العسكرية امام المواطنين ودول الجوار في حين تراجعت شعبية الجيش في اوساط الشعب حين اصبح احدى الأجهزة القمعية التي تخدم النظام .
{ ابو خليل } تلك التسمية الشهيرة التي يطلقها الجمهور على الجندي العراقي واحدة من تسميات كثيرة محببة لدى الجمهور منها الجيش سور للوطن والجيش مدرسة الأبطال حيث كان للجيش حضورا كبيرا في الحياة الأجتماعية الى الدرجة التي اصبحت كثيرا من قياداته واصحاب الرتب الرفيعة فيه نجوم مجتمع يشار اليهم بالبنان كما حضر الجيش في كل مفصل من مفاصل الحياة وشع تأثيرا وتواجدا في كل ميادينها ففي الصحة عدت المؤسسات الطبية العسكرية كأفضل المؤسسات في هذا المجال حيث كان الأطباء العاملين في المستشفيات العسكرية من افضل الأطباء الأكفاء وفي الرياضة حين اصبح ابطال الرياضة في الجيش هم أنفسهم ابطال الوطن ولم يبقى مرفق من مرافق الحياة لم تؤثر فيه هذه المؤسسة وبحكم نظام الخدمة الألزامي الذي كان سائدا لم يبقى الا افراد قلائل بسبب ظروفهم الخاصة لم يتتلمذوا في هذه المؤسسة المدرسة كما لعب الجيش دورا في الحياة الأقتصادية اذ مد سوق العمل بعشرات بل مئات الاف الأيادي الماهرة التي تدربت في ورشه ومصانعه في مختلف الأختصاصات .
لقد الحق صدام العار والفضيحة بهذه المؤسسة وانزلها من عليائها التي كانت تشغلها واذل كبريائها ولم تعد كلمة الجيش العراقي تملك ذلك البريق الأخاذ بل بلغ التردي والتقهقر بسمعة هذا الجيش للدرجة التي اجبرت صدام ان يؤسس جيشه الخاص به الذي اطلق عليه اسم الحرس الجمهوري في رؤيا عبقرية من رؤاه التي جلبت للعراق وللعراقيين الكوارث والمأسي ظانا انه بعمله هذا سيبعث حياة بعد موات في هذا الجيش.
العقيدة العسكرية لحرس صدام تستند الى الولاء للقائد الضرورة حيث تراجع شعار الجيش سور للوطن ليحل محله شعار الله . القائد . الوطن كما عمد صدام الى تغيير ملفت في العلم العراقي الذي لم يكن الدين في يوم من الأيام يقف وراء مفهوم تشكيلة هذا العلم بالرغم من تغييره اكثر من مرة منذ تأسيس الدولة العراقية حين عمد الى كلمة الله اكبر ووضعها في وسطه حتى لايتم تنكيسها في الأستعراضات والأحتفالات لكونها تحمل اسم الجلالة اما في المواجهات العسكرية فلقد شبعت هذه الراية تنكيسا و تمريغا .
بعد سقوط بغداد في 9/4/2003 لأنها لم تجد من يدافع عنها لكون صدام قد فرغ احاسيس العراقيين اثناء فترة حكمه من أي شعور بالمواطنة حين زرع في تلك الأحاسيس عقيدة ان صدام وحده فقط صاحب العراق وان العراقيين مجرد مقيمين فيه والذين بدورهم لم يخيبوا امل قائدهم فيهم حيث عكسوا ذلك في اوسع سطو يقوم به شعب على مؤسسات وطنه مردفين لحظة سقوط الوطن وعاصمته بغداد بسقوط اخر.
في ظل هذه الأجواء تمت الدعوة لتشكيل جيش جديد وتردد الكثيرون في الأنتماء اليه فمنهم من يعتبر هذا الجيش صنيعة بيد الاحتلال ومنهم من منعته الفتاوى الدينية للأنتساب اليه غير ان هناك الكثير ممن التحق به ليس عن قناعة بمهمة وعقيدة هذا الجيش فالجيش الجديد بلا ملامح او هوية ولكن طمعا بالرواتب الضخمة التي تدفع لمنتسبيه .
وبحكم الظروف المعقدة التي صاحبت السنين الأولى لتشكيل هذا الجيش نتيجة تسونامي الأرهاب الذي ضرب العراق حيث اصبحت البلاد على شفا الحرب الأهلية فلقد حرمت هذه الظروف شرائح اجتماعية وقوميه ودينية ومذهبية كثيرة من الأنتساب الى هذه المؤسسة ولكي يكون هذا الجيش فعلا ابنا بارا للوطن والشعب وليس جيشا للمرتزقة ونهازي الفرص ولكي يتصل حاضره بتاريخه المشرف الذي سبق تولي حزب البعث للسلطة ارى من الضروري اعادة العمل بنظام الخدمة
الألزامية لكي يمر كل أفراد من شرائح هذا الشعب وطبقاته وقومياته واديانه ومذاهبه والذين هم في سن التحنيد بهذه المدرسة الوطنيه لكي نحيي نزعة المواطنة للفرد العراقي من خلال مزاملة المسلم للمسيحي والصابئي والأزيدي ومعايشة العربي للكردي والتركماني ومرافقة الشيعي للسني اثناء الحياة العسكرية وبنفس الوقت تتشكل تلقائيا العقيدة القتالية الوطنية لهذا الجيش من خلال انتساب كل مواطنين هذا الوطن لهذه المؤسسة الأم وبالتالي يكون جيشا للدفاع عن الوطن لاذراعا بيد القائد يضرب بها كيفما يشاء ووقت مايشاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مهما تكون
محمد صادق ( 2011 / 1 / 3 - 23:08 )
يجب ان تكون عقيدة الجيش العراقي الجديدة هو الدفاع عن انسانية الانسان فقط

اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في