الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
احياء يوم الشهيد في بلعين
ريما كتانة نزال
2011 / 1 / 9القضية الفلسطينية
لبست بلعين في ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني الثوب الفلسطيني المطرز، واكتسب وجهها ملامح المرأة الفلسطينية في المسيرة الأسبوعية. فقد دعا إليها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والأطر والجمعيات النسائية وبمشاركة المتضامنين الدوليين وفي مقدمتهم المناضلة الأممية لويزا مورغانتيني للمشاركة بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد "جواهر أبو رحمة" على يد الاحتلال الإسرائيلي.
يكتسب إحياء يوم الشهيد لونا خاصا في بلعين، حيث تكتسب قضية الشهيد أهمية خاصة لدى شعب فقد مئات الألوف من أبنائه في نضاله ضد الاحتلال، ونظرا لعددهم الكبير قياسا مع عدد الشعب الفلسطيني والفترة الزمنية. أعداد الشهداء مرشحة للتزايد بفعل القضية الوطنية وتعقيدها وطول مدتها وكذلك بسبب خطط الاحتلال العدوانية. ولدى استعراض أعداد الشهداء فلن يقتصر العرض على المرور على شهداء الانتفاضة الأخيرة الذين بلغ عددهم في العقد الأخير أكثر من سبعة آلاف وأربعمائة شهيدا، بل لا بد من المرور على الشهداء الذين سقطوا على يد الانتداب البريطاني والمحطات النضالية المختلفة في الحروب والهبات والانتفاضات. وللدلالة على كثرة أعداد الشهداء لا بد من مقارنة أعدادهم بأعداد شهداء الشعوب الأخرى التي ناضلت ضد الاستعمار أو في الحروب، فقد تكتسب المقارنة مع شهداء الجزائر، بلد المليون شهيد، التي سقط فيها أكثر من مليون ونصف شهيد خلال أكثر ما يزيد عن مائة وثلاثين عاما من الكفاح ضد الاحتلال الفرنسي من أجل نيل الاستقلال مثالا وبرهانا للدلالة على ما أرمي إليه..
أسوق ذلك للدلالة على أهمية الدور الذي لعبه الشهداء في القضية الفلسطينية، فالشهداء هم من فجر الثورات والانتفاضات، ولا داعي للتذكير بدور شهداء البراق الثلاث في عام 1929، أو بدور شهداء غزة الذين كانوا الشرارة التي أطلقت الانتفاضة الأولى، وبدور شهداء المسجد الأقصى في 29-9 2000 الذي أدى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية. وعلى الرغم من ذلك، فقطاع الشهداء مظلومون ومظلومون ومظلومون.. وهم كذلك، لأنه لم يتم انجاز واستكمال توثيق وتأريخ أسماءهم وسيرهم الذاتية كشهداء، ولأن هناك من لا زال يعتبر بأن همومهم تقتصر على الحقوق المادية، وبأن هناك من لا زال يمارس التمييز بين شهداء الخارج والداخل إزاء حقوقهم المادية، ولأنهم مغيبون عن المناهج الدراسية وبما يضيء الوعي الجمعي بين الأجيال، ولأنهم موقنون بأنه قد تراجع الاهتمام المجتمعي بقضيتهم، وبأن المسئولين لا يستحضرون أسماءهم إلا لغايات خطابية أو في المناسبات، ولأن ليس لهم متحف أو مزار أو صرح شاهق بحجم تضحياتهم وعلو منزلتهم، وهم مظلومون كثيرا لأن قانونهم الخاص لم يصدر بعد ..
في يوم الشهيد، لا بد من الإفراج عن "قانون اسر الشهداء" الذي تمت قراءته في المجلس التشريعي الأول، فأسر الشهداء لا زالت تنتظر قانونها الذي ينظم حقوقها بعدالة، والقانون المطلوب هو الذي يعكس شهداء القضية الفلسطينية في جميع ساحات النضال بمن فيهم شهداء النضال الفلسطيني من عرب وأجانب... والقانون المنشود لدى أسر الشهداء يُفترض به أن يوحد المعايير التي تتناول حقوقهم، وأن يلحظ البعدين المادي والقيمي معا؛ ويتوجه الى معالجة وتجسيد الأبعاد النضالية والإنسانية، وهو القانون الذي يجسد الوفاء للشهداء ويلبي مصالحهم المادية والمعنوية..
من الممكن لقانون حقوق أسر الشهداء أن يفعل الكثير لهذا القطاع الهام من شعبنا، لكن المعالجة الأوفى لما يتصل بحقوق اسر الشهداء لا يمكن عزلها عن متطلبات إقرار الضمان الاجتماعي الشامل، ليس كضرورة مجتمعية فحسب، بل وأيضا كضرورة موضوعية ونضالية للإسهام في تعزيز مقومات الصمود الوطني في مواجهة الاحتلال وإجراءاته، وبهدف حمايته من مخاطر الانكشاف الاجتماعي. فحق العمل ومتطلبات الحياة الكريمة والرعاية الصحية والاجتماعية وغيرها باتت كجزء عضوي من حقوق المواطنة، فالمواطنة مصطلح لا يقتصر على الهوية والجنسية، بل يكتسب ترسيمها ومأسستها من خلال إقرار مشروع الضمان الاجتماعي أولوية فعلية لحماية المواطن، دون استبعاد خيار التدرجية في إقراره وتطبيقه.
في يوم الشهيد، نرفع صوتنا عاليا بالهتاف للشهداء وخلودهم، ولنرفعه مدويا في وجه الاحتلال وقطعان مستوطنيه الذين يمارسون يوميا القتل بدم بارد والإعدام خارج القانون، ولنرفعه من اجل الشهداء في وجه كل من يعيق وحدتنا الوطنية ويضع الحواجز بيننا، وفي وجه العالم المتحضر الساكت عن ممارسات الاحتلال.. وعن ثقافته العنصرية المتأصلة في الوقت الذي يتشدق بحقوق الإنسان، لأن صمته يساعد في ارتكاب المزيد من الجرائم وفي تمريرها ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البيت الأبيض: نعتقد أن الخطة التي تنوي إسرائيل تنفيذها في رف
.. سقوط 8 قتلى بصفوف حزب الله وحركة أمل جراء غارتين إسرائيليتين
.. تطوير نحل روبوتي يزيد من نسل النحل ويمنع انقراضه • فرانس 24
.. الإعلام الإسرائيلي: الجيش يستعد لإجلاء المدنيين من رفح تمهيد
.. غواص مخضرم يكشف مخاطر البحث بمنطقة انهيار جسر بالتيمور وسبب