الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الأخوة الأقباط والمسيحيين العرب.

زهير قوطرش

2011 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في البداية ,لا بد أن أعبر عن مدى حزني الكبير , كلما يتم تنفيذ عمل جبان مجرم بحق الأخوة المسيحيين في أية بقعة من بقاع العالم على يد أخوة لهم من المسلمين,وخاصة في بلداننا العربية والإسلامية. لأنني اشعر أن جزءاً منا قد قتل ,هذا الجزء هو الجزء الأساسي لتكويننا الوطني والإنساني.
أشعر أن من يقومون به ,يقدمون خدمات مجانية وبدون ثمن ,للذين يدفعون بالخطاب الديني للتوتر ,إن كانوا من الخارج ,او من الداخل مع كل أسف ,من أجل تحقيق مصالح سياسية أنانية ضيقة.أو مصالح عولمية معروفة.
هؤلاء يضحون بالوطن ,لخدمة أعداء الوطن .
بالطبع ,كل مسلم شريف ,وكل مسلم يعرف الله حق المعرفة ,لن يرضى عن هذه الأفعال ,التي تجري على أيدي مسلمين بحق أخوانهم في الدين أو في التوحيد أو في ألإنسانية.
أخوتي الأقباط أتوجه بكلامي أليكم وإلى كل مسيحي عربي.لأقول لكم أن عزتكم من عزتنا .لا تجعلوا خطاب المسلمين الممثل في قياداتهم السياسية والدينية المتطرفة ,سبباً لعدم تعقلكم وفهمكم للظروف الموضوعية التي يمر بها المسلمون.
المسلمون ,وكأن التاريخ يعيد بهم نفسه ,إن ما جرى عليكم من ظلم في القرون الوسطى على يد الكنيسة ورجال الدين ,ودفعتم ثمناً باهظاً حتى وصلتم إلى ما أنتم عليه اليوم من ثقافة وموضوعية وتطور.يمر به أخوانكم الذين يدينون بديانة الإسلام من أتباع محمد (ص)ولو بأشكال أخرى مختلفة حسب الظروف الحالية.
لا تتعاملوا مع الحدث حتى ولو كان قاسياً بردود الأفعال ,عليكم أن تأخذوا بيد المسلمين ,من خلال ثقافتكم الوطنية ,لتعيدوا عليهم مآثر التعايش الذي ضمنا في عهود مختلفة من مسيرة تاريخنا المشترك ,
عليكم يا أخوتي أن تشرحوا للمسلمين مفهوم المواطنة ,ومفهوم الدولة الحديثة ,التي ألغت وإلى الأبد مفاهيم أهل الذمة والجزية ...صدقوني هم بغالبيتهم يرددون كالببغاوات ,لهذه المفاهيم التي أعاد إنتاجها رجال الدين والمؤسسات الدينية النائمة والتي تجاوزها التاريخ.
قولوا لهم أن ذمة المسيحي والمسلم اليوم في ظل الدولة الحديثة ,هي بيد الدولة ,التي تعطي الذمة ,دولة المواطنة تعطي الذمة للجميع بدون استثناء.دولة المواطنة التي تؤمن الحرية الدينية للجميع بدون استثناء.
تعالوا لنبني دولة المواطنة.

ذكروا المسلمين وتذكروا,ما كتبه المبعوث البريطاني في أوائل القرن التاسع عشر إلى حكومته قائلاً (الأقباط قريبين من المسلمين ,والمسلمين قريبين من الأقباط ,الأقباط يبنون مساجد المسلمين ,والمسلمين يبنون كنائس الأقباط)... لهذا لا يمكننا أن نفرق بينهم!!!!!!ذكروهم وتذكروا بأنه في الأزهر ,كان هناك رواق للأقباط يدرسون فيه الحكمة والتاريخ ,ذكروهم وتذكروا (العتر) الشخصية القبطية المعروفة الذي كان يحافظ على حضور دروس المفتي الأمام محمد عبده رحمهم الله معاً.
ذكروهم وتذكروا صلاح الدين الذي حرر المسيحيين قبل المسلمين من ظلم الصليبين,
ذكروا أخوانكم الجهلة من المسلمين ,بأن أي تمزيق للوحدة الوطنية في مصر ,هو بداية النهاية للمسيحيين والمسلمين في المنطقة التي ستطحن بعد تمزيق وحدة الشعب المصري ,كل مكونات الأمة على مساحة الوطن العربي.
أتوجه برجائي إلى جماعة الأمة القبطية ,فكروا بنتائج ما تسعون إلى تحقيقه من سراب , وما تعلنونه في أدبياتكم من مقالات متطرفة تصب الزيت على النار ,إنكم لا تختلفون عن أخوانكم الذين شكلوا جماعة الأمة الإسلامية المتطرفة في توجهاتهم ....شعاراتكم ,لا تقل تطرفاً عن شعارات الإسلام السياسي المتطرف ....صدقوني إن عزتكم من عزة المسلمين ,وعزة المسلمين من عزتكم ...

بدل التقاذف بالاتهامات
تعالوا إلى كلمة سواء لبناء ما هدم من ثقة بيننا ....أحموا الوحدة الوطنية التي هي الأساس لوحد المسلمين والمسيحيين الوطنية على مساحة الوطن.وإلا سندفع الثمن الغالي من أرواحنا وأموالنا ومستقبل أجيالنا .لينتصر بعد ذلك أعدائنا من الداخل والخارج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاقباط والعرب المسيحيين يرفضون اي تدخل خارجي
علي سهيل ( 2011 / 1 / 9 - 22:49 )
تحياتي واحترامي
الاقباط والعرب المسيحين انتمائهم واخلاصهم لوطنهم، دافعوا عن وطنهم وقدموا التضحيات ضد اي تدخل او استعمار فرنجي صليبي وانجليزي وفرنسي ومقابر شهدائهم على مر التاريخ التي تمتد على طول وعرض الوطن شاهدة على تضحياتهم بارواحهم من اجل نصرة ورفعة وتقدم وطنهم في جميع المجالات، لقد حاربوا مع اخوتهم العرب المسلمين في القادسية وذات الجسرين وحطين مع صلاح الدين ضد الغزو الافرنجي الصليبي وقدموا التضحيات والشهداء من اجل تحرير فلسطين والقدس والاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الذي تشتد إليه الرحال، وايضا لتحرير بلاد الشام والمغرب العربي والعراق يدا بيد مع اخوتهم في الوطن.
المشكلة ليست عندهم بل في الخطاب الديني الاسلامي الموجه ضدهم، وتكفيرهم وانتقاص من ابسط حقوقهم وتهديدهم والتحريض المستمر من قبل المتطرفين الذين يدعون الاسلام دينا ولا يوجد رادع قوي ضد من يرتكب الجرائم بحقهم، لتهجيرهم كما في العراق والدول الاخرى الذي ادى إلى تناقص عددهم.
فالوحدة الوطنية ونسيج المحبة والتعاون والتعاضد الاجتماعي متأصل منذ القدم ويحتاج فقط للمنتمين والمخلصين للوطن لتصدي لمن يريد اشعال هذه الفتن.


2 - تعليق
سيمون خوري ( 2011 / 1 / 10 - 04:01 )
الأخ زهير المحترم ، تحية لك وشكراً لك على هذا الموقف العقلاني وهذه الدعوة الصادقة لحقوق المواطنة .


3 - آخر الدواء ... الكي
الحكيم البابلي ( 2011 / 1 / 10 - 07:02 )
الأخ الكاتب زهير
شكراً جزيلاً على المقال والمشاعر الطيبة تجاه أخوتك في الوطن من مسيحيي البلدان العربية ولكن .... المسألة لا تنصلح بالكلمات والنيات الطيبة والأحزان المشتركة وبضعة نوايا حسنة تتناثر بخجل في سماء العروبة والإسلام
المسألة أكبر وأعمق وأخطر وأحَد ناباً ومخلباً مما نتصور
المسألة لها جذور تأريخية في ثوابت النصوص الإسلامية الحمالة الأوجه ، ويعتمد إنفجارها أو سكونها على الحاكم ورجل الدين المشعوذ ، وممكن إستعمالها بكل الصور
لِذا لن يكون هناك حلاً شافياً ، وحتى لو كان الغد سيحمل لنا بعض الحلول الشاحبة كَمُسَكِن أو مورفين ، فستكون وقتية لا يستطيع ضمانها الإسلام نفسه ، المُقامر على وجوده المستقبلي وهو يرى وجوده على كف عفريت ، فصدق بأن العنف هو ورقة رابحة قد تعطيه جرعة حياة ، وما درى بأنه إنما يُعجل في نهايته التي تحتمها العلوم والمعارف والحضارة التي تقدم لنا دائماً البديل المُقنع لخرافة الأديان
لِذا لن يوقفه عن جنونه شيئ الأن ، إلى أن تأتي الساعة المناسبة ، واليوم المناسب ، بعد أن يكون العالم المتحضر قد فقد كل أمل في شفاء الرجل المريض الذي ربما يبحث عن طلقة الرحمة
تحياتي


4 - الأخ علي سهيل
زهير قوطرش ( 2011 / 1 / 10 - 09:11 )
اتفق معك بكل ما تفضلت به من تحليل لواقع العلاقة بين الأخوة في الوطن من مسيحين ومسلمين وغيرهم .
نحن بحاجة إلى ثقافة جديدة ,ثقافة تنمي عند المواطن حس الانتماء للوطن قبل الدين والمذهب والطائفة ,ثقافة يشعر معها المواطن أن هذا البلد بلدي وبلد أخي مهما كانت قوميته وعقيدته طلما أنه يقاسمني العيش على أرضه.
لهذا أهيب بالأخوة المسيحين العرب ,أن يساعدوا أخوانهم الأكثرية من المسلمين على تخليص عقولهم من جمود تراثي وعقلية متحجرة من خلال تفهمهم للواقع الذي نعيشه ,أهيب بكل المتنورين العلمانين,بدل كيل الاتهامات المتبادلة .. التي لا تؤدي إلا إلى الفرقة . والفتنة الطائفية. العمل على المشترك الذي يوحد الجميع ...ولا أعتقد أن هناك مشتركاً أكبر من وحدة الوطن.


5 - الأخ سيمون
زهير قوطرش ( 2011 / 1 / 10 - 09:16 )
أشكر مرورك الكريم ...واتفق معك بأنه لا حل ,إلا بتدعيم ثقافة المواطنة المبنية أيضاً على المصالح ...مصلحة المسلم ,مصلحة المسيحي وغيرهم ,لا يمكن تحقيقها في مساحة الوطن الواحد إلا بالسلم الاجتماعي والعيش المشترك.


6 - الأخ الحكيم البابلي
زهير قوطرش ( 2011 / 1 / 10 - 09:25 )
أشكر مرورك الكريم ...أخي علينا أن لا نتشأم ,حتى في العصور الوسطى ,كانت النصوص الدينية بتأويلاتها المصلحية عامل تخلف وعامل استبداد ,قاست منه البشرية الويلات ..وأنت أعلم مني يا أخي أنه دائماً في رحم المعاناة تتولد الحلول ...وكما انتصر التنوير في أوربا بمساعدة ذاتية من قبل مفكريين أحرار ,استطاعوا تغير العالم ,...أيضاً في عالمنا الذي سيطرت على عقول الغالبية خرافات تراثية كانت في يوم من الأيام حلولاً لظروف معرفية انتهت ومضت ...الآن لابد من ايجاد المشترك من الفكر العقلاني بين جميع أطياف المجتمع ,الذي سيؤسس إلى ثقافة المواطنة.
أخي الأرهاب الإسلامي هو وليد عقم فكري مع تدخل خارجي ....المسلمون مليار ونصف مع السلم الاجتماعي والعيش المشترك لأنه في ذلك تحقيق لمصلحتهم ..لهذا علينا البناء على هذه القاعدة ...وسوف ننجح إن شاء الله.


7 - المسؤولية والمساعدة تقع على الاكثرية المسلمة
علي سهيل ( 2011 / 1 / 10 - 11:39 )
تحياتي وحترامي هذا قولك -لهذا أهيب بالأخوة المسيحين العرب ,أن يساعدوا أخوانهم الأكثرية من المسلمين على تخليص عقولهم من جمود تراثي وعقلية متحجرة من خلال تفهمهم للواقع الذي نعيشه-
الاقباط والعرب المسيحين ساعدوا ولم يبخلوا بشيئ لوطنهم ولاخوتهم في الوطن وخصوصا في اوائل القرن العشرين وحتى الآن لان الظروف ساعدتهم على الدراسة والتعلم والانفتاح على العالم، فكانوا الريادين في الانتماء والاخلاص والعطاء للوطن وبناء الوحدة الوطنية وهم دوما كانوا عنصرا ايجابيا في التآخي والتسامح والمحبة وكظم الغيظ.
والآن مطلوب من اخوتهم المسلمين رد الجميل لهم ومساعدتهم لتحمل حياة البقاء في اوطانهم، والتصدي للخطاب المتطرف ففي العراق لم يبقى منهم سو القليل وتم من خلال الخطاب الاسلامي المتطرف وتكفيرهم ليل نهار وقتلهم وهم في عقر دارهم مسالمين ووصل الامر إلى ذبح اطفالهم والسطو وسرقة اراضيهم واملاكهم وتهجيرهم من ديارهم، ولم يحاسب الجناة بل تم التغاضي عن الجناة، وايضا في مصر الاقباط لم يبخلوا بدمائهم لتحرير الوطن العربي وفلسطين والقدس والمسجد الاقصى ومقابر شهدائهم تمتد على ارض فلسطين والقدس والاقصى


8 - الأخ علي سهيل
زهير قوطرش ( 2011 / 1 / 10 - 11:59 )
أخي صدقني إن من اكتوى ويكتوي بنار التطرف ومؤمراة الحكومات العربية وأقصد بعضها التي تعاونت مع الإرهاب ,هم المسلمون ...كم سقط منهم من ضحايا ,كم هجر منهم هرباً من إرهاب التكفيرين.
المسؤولية مشتركة بتعاوننا ,نستطيع التصدي ,نستطيع القول للإرهاب ,لا أمل لك ..فنحن نريد العيش وهذه هي بلادنا .
إن من ينكر وطنية الأخوة المسيحين العرب الذين هم الأصل في هذه الديار ما هو إلا مخبول العقل.
أما حساب الجناة ...حسابهم وحساب من يقف ورائهم من أنظمة دكتاتورية ,قريب قريب


9 - شكرا لك من ايطاليا الى سلوفاكيا
بشارة خليل قـ ( 2011 / 1 / 10 - 16:48 )
من اخيك في الهجرة والعروبة والايمان.ما كتبت ينم عن نفس نبيلة تحيي الامال في الخروج من نفق الرجعية

اخر الافلام

.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن