الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاجة الى تأسيس منظمة بديلة للأمم المتحدة

قاسم السيد

2011 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية




عندما جاءت الأنباء بخبر اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939 كان ذلك الخبر بمثابة اعلان وفاة المنظمة الدولية السابقة والتي كانت تسمى عصبة الأمم حيث كان مقرها جنيف عندما تم تأسيسها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وحين وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها تم تشكيل منظمة بديله لها بأسم منظمة الأمم المتحدة نتيجة الحاجة العالمية للسلم والتنمية وتنظيم العلاقات الدولية وفق أسس ومعايير فرضتها نتائج الحرب وبرغم ان كلمات مثل العدل والمساواة قد وردت كثيرا في البيان التأسيسي للمنظمة البديلة الا ان تضمين هذه المفاهيم في نصوص تسبيب التأسيس لم تكن تعني الكثير فالمفاهيم التي سادت قبل الحرب لم تتغير كثيرا بعدها وبالتالي هي مجرد صياغة تسويقية وليس اشتراطا للتأسيس .
فرض المنتصرون في الحرب شروطهم لتأسيس المنظمة الجديدة وكتبوا ميثاقها وفق الأستحقاقات السياسية التي جاءت بها نتائج الحرب وكان اول هذه النتائج هو اختيارمحل التأسيس حينما تم نقل مقر المنظمة الجديدة الى نيويورك في الولايات المتحدة بدلا من جنيف مقر عصبة الأمم المتحدة المنحلة برغم ان سويسرا البلد المضيف لتلك المنظمة لم يخل بحياديته المعروفه خلال الحرب العالمية الثانية لكنها الحرب ونتائجها اذ كان لقرار تبديل المقر له دلالته وهو ان ادارة العالم انتقلت الى خارج القارة العجوز وأن زمن تألق الولايات المتحدة قد بدأ حيث اخذت منذ ذلك الحين تلعب دورا قياديا على الصعيد العالمي كذلك لعبت صيغة توزيع صلاحيات هيئات هذه المنظمة دورا مهما في حصر القرار الدولي بالخمسة الكبار الذين يطلق عليهم الأعضاء الدائميين لمجلس الأمن حيث تصل صلاحية أي عضو فيه لدرجة تعطيل أي قرار دولي من خلال حق النقض الذي يتمتع به هذا العضو والولايات المتحدة احد هولاء الخمسة بل وأهم عضو في مجلس الأمن .
نتائج الحرب العالمية الثانية خلقت نوعا من التوازن الدولي من خلال صعود قطبين متناظرين في الأمكانيات والقدرات هما كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بالرغم من ان هذا التوازن كان قلقا لدرجة حرجة حيث تم اطلاق تسمية الحرب الباردة على تلك الفترة لكون الصراع بين القطبين كان عقائديا وليس مسلحا وان كان وكلاء الفريقين قد خاضا بعض النزاعات المسلحة في مناطق عديدة في العالم الا ان الأمر لم يتطور للحد الذي يواجه القطبين بعضهما وجها لوجه والذي لو كان قد حدث لأدى الى نهاية الحياة برمتها على الأرض نتيجة القدرات التدميرية للأسلحة النووية التي يملكانها حيث خلق ذلك حالة من الردع المتبادل والتي بسببها تفادى الطرفين الدخول في نزاع مسلح مباشر .
استطاع الأتحاد السوفياتي والمعسكر الأشتراكي عموما ان يوفر مساحة مناسبة لحماية استقلال كثير من الدول حديثة الظهور والنشوء على المسرح الدولي وإن نأت تلك الدول بنفسها ولو ظاهريا عن الأنتماء لأي من القطبين الكبيرين حيث أطرت حياديتها من خلال مايسمى بحركة عدم الأنحياز وبالرغم من ان دعم حركات التحرر كان في جله يأتي من المعسكر الأشتراكي لكن ذلك لم يخل بحيادية تلك الدول .
اضافة لذلك ساهم المعسكر الأشتراكي وخصوصا الأتحاد السوفياتي الذي كان يتمتع بمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي احد اهم مؤسسات منظمة الأمم المتحدة في ان يلعب دورا فعالا في كثير من القرارات الدولية التي تمس حياة كثير من الأمم بالرغم من ان كثير من القضايا الدولية لم تحظى بحلول منصفة وعادلة كالقضية الفلسطينية .
بعد انهيار الأتحاد السوفياتي والمعسكر الأشتراكي عموما اصبح الأنفراد الأمريكي في ساحة القرار السياسي الدولي حاسما ومهيمنا رغم وجود بعض الدول التي قد تتقاطع في بعض المصالح والأهتمامات مع الولايات المتحدة كالصين لكن الصين ليس لها ذلك النزوع للهيمنة ولاتلك الرؤيا الأيدولوجيه بحيث تدخل في صراع استراتيجي مع الولايات المتحدة رغم التنافس الأقتصادي الشرس على الأسواق لهذا استطاعت الولايات المتحدة ان تهيمن بشكل مريح على القرار الدولي من خلال سيطرتها شبه المطلقة على مجلس الأمن الذي استطاعت من خلاله استصدار كثير من القرارات التي تسببت في حروب مدمرة في كل من يوغسلافيا والعراق وافغانستان كما تسبب انفرادها في قيادة الركب الدولي بعقم كثير من الحلول على مختلف الصعد واخطر واهم ملف اخفقت الولايات المتحدة في معالجته هو ملف الأرهاب الدولي والذي كانت هي جزءا من مشكلته وذلك عن طريقين اولهما ــ كونها ساهمت في ايجاد الكثير من المنظمات الأرهابية بسبب حاجتها اليها اثناء حربها الباردة مع الأتحاد السوفياتي وهي منظمات في جلها ذات صبغة اسلامية سلفيه خصوصا تلك الفترة التي تورطت فيها القوات السوفياتيه في النزاع الأفغاني وثانيهما ــ المحاباة الأمريكية لأسرائيل في المحافل الدولية والتي حالت دون ايجاد حلول منصفة لقضية الشعب الفلسطيني وتأمين حاجته الى دولته الخاصة به حيث بلغ الأمر بالفلسطينين الى الحد الذي تنازلت فيه اغلب قياداته السياسية و قبلت حدود ماقبل 5 حزيران عام 1967 أي تجاوز كل الأنتهاكات الأسرائيلية للتقسيم الذي اعلنته الأمم المتحدة في عام 1948 وهو الأمر الذي اعتبره الكثير تفريطا تاريخيا بحقوق الشعب الفلسطيني غير ان هذا التفريط لم يقابل من قبل كل الحكومات الأسرائيلية المدعومة بقوة من الولايات المتحدة الا بالأزدراء والتجاهل وحيل بين الشعب الفلسطيني وايجاد حل عادل ومنصف لقضيته المأساوية التي لانظير لها في التاريخ البشري مما انعكس سلبا على الوضع السياسي والأجتماعي والأقتصادي للمنطقة العربية وادى الى إعاقة جهود التنمية وخلق وضعا سياسيا قلقا لايوحي بإنفراج قريب لعدم وجود الراعي الدولي الذي يتميز بالإنصاف والحيادية القادر على دعم حل عادل لهذه القضية بل العكس ان الموقف الأمريكي الداعم والمساند لأسرائيل حتى في مواجهاتها المسلحة مع العرب كان سببا رئيسيا وراء تكوين الأيدولوجيا الأرهابية التي تبنتها المنظمات السلفية حيث وجدت في الموقف الأمريكي الداعم لأسرائيل بلا حدود خير تبرير لتسويق فكرها الأرهابي حيث عمل الموقف الأمريكي بشكل مباشر او غير مباشر على جعل هذا الفكر يقدم نفسه على اساس انه الطرف الوحيد القادر على استخلاص حقوق الأمة بعد ان ضيعت الولايات المتحدة الفرصة امام قوى الأعتدال في المنطقة على انجاز حل عادل للقضية الفلسطينية .
لقد عملت النزعة الأنانية والجنوح نحو الهيمنة لدى مختلف الأدارات الأمريكية ان جعل الولايات المتحدة تعمل على فرض رأيها على كل دول العالم بإعتبارها الطرف الأقوى وهذا السلوك الذي دمغ السياسة الأمريكية عمل على تقويض كل الجهود الجادة لبناء سلم عالمي رصين مبني على الأحترام المتبادل بين الدول والشعوب بل حدث العكس من ذلك حين غدت الولايات المتحدة اكبر المساهمين في توتير السلم والأمن العالميين من خلال كثير من تصرفاتها العدائية في مختلف انحاء العالم كالحرب الكورية والفيتنامية وعملياتها العسكرية في كثيرمن دول امريكا اللاتينية وغزوها لكل من العراق وافغانستان ووقوفها وراء كثير من النزاعات العالمية كالحرب الأهلية اليوغسلافية التي ادت الى تشظي هذه الدولة وانقسامها وهاهي الآن تعمل بقوة وتقف بحماس وراء تقسيم السودان.
كما عملت الولايات المتحدة على إفشال كل الجهود في نزع السلاح النووي الذي يعد من اعظم المخاطر التي تهدد الحياة على هذا الكوكب برمتها حيث ساهمت بطريقة واخرى للحيلولة دون إنجازأي اتفاق دولي لنزع هذا السلاح لأحساس اداراتها المتعاقبة ان ذلك يجردها من اهم اوراق الضغط التي تمتلكها مما حمل اطرافا دوليه عديدة للسعي لأمتلاك هذا السلاح وهذا بدوره سيزيد المخاطر التي تهدد السلم العالمي برمته .
كذلك ادت السياسة الأمريكية المجانبة لمصالح بقية الشعوب الى الحيلولة دون قيام اتفاق بخصوص البيئة وخفض الأنبعاثات الضارة لكثير من الغازات التي ادت الى الحاق الأضرار بالمناخ والذي أدى الى تدهور بيئي شمل كثير من مناطق العالم ولقد اصابت الأعتراضات الأمريكية بإعتبارها اكثر البلدان تلويثا للبيئة الجهود الدولية بالخيبة وأدت تسويفاتها الى عدم الوصول الى ارضية مشتركة تنتج معاهدة رصينة تحفظ الحياة مما الحقته بها الشراهة التي اتسمت بها الكارتلات المالية العالمية والتي تحتل الرساميل الأمريكية مركز الصدارة فيها .
لقد سجلت حادثة تلويث خليج المكسيك النفطيه بإعتبارها اكبر كارثة بيئية لتكون حجة دامغة ضد كل النشاطات الأقتصادية للكارتلات الأمريكية والتي كانت المتسبب الرئيسي في هذه الكارثة لتعكس تلك النظرة الأنانية القاصرة والتي لاهدف لها سوى الحصول على اكبر قدر من الأرباح دون ان تحقق القدر الأدنى من الأمان بسبب عدم توفر المعدات اللازمه للتنقيب البحري الآمن والتي تناسب الأعماق السحيقة الذي يتصف بها خليج المكسيك مما ادى الى التسبب بهذه المأساة البيئية ولم تتمكن السلطات الأمريكية من معالجة الأمر بل عمدت بعد جهد جهيد الى اغـلاق البئر المتسبب بالكارثة اما مخلفاتها فلا تزال قائمة وهي تحتاج لعقــود لإزالتها .
كذلك ادت الشراهة الأمريكية هذه ان قامت بسرقة العالم برمته اكثر من مرة من خلال هيمنة عملتها الدولار في اغلب التعاملات المالية العالمية مابين اكراه وإغراء المتعاملين بهذه العملة التي تستند الى غطاء ذهبي رصين مما جعل العالم يقبل على التعامل بها في مجمل المبادلات التجارية كما عمل هذا الغطاء الذهبي للدولار وقوة الأقتصاد الأمريكي ان حمل أغلب دول العالم عن التخلي عن احتياطياتها الذهبية الضخمة واستبدالها بالدولار والذي ما أن استقر التعامل به على المستوى العالمي حتى قامت الولايات المتحدة بتجريده من هذا الغطاء لتستولي على هذه الأحتياطات الضخمة للذهب ثم عمدت في خطوة اخرى للحيلولة دون ارتفاع سعر الدولار ان عمدت الى تعويم سعره في السوق العالمي مما يعني سرقة احتياطيات دول العالم مرة اخرى .
كذلك ادت السياسات الأقتصادية الأمريكية المرتبكة الى دخول العالم في اسوء كارثة اقتصادية في العصر الحديث تسببت في تأكل كثير من الصناديق السيادية لكثير من دول العالم حينما قامت بتصدير الأزمة الأتمانية لقروض الأسكان لديها وتحميل تبعاتها الى جميع دول العالم وهذا هو ديدنها في سلب قدرات الأخرين الأقتصادية بشكل يكاد يكون دوري مصدرة ازماتها للعالم بين الحين والأخر الذي تورطت اقتصادياته بارتباطها بالاقتصاد الأمريكي وعملته الدولار .
لقد عملت القبضة الأمريكية التي تمسك بقوة على كثير من مراكز القرار الدولي وقدرتها على الضغط السياسي والأقتصادي على الأجهاز على كل المبادرات الجادة الهادفة الى انتاج طاقة صديقة للبيئة لكون مثل هذا الأنجاز يجرد الولايات المتحدة من عنصر مهم من عناصر الضغط الكثيرة التي تمتلكها والمتمثلة بهيمنة شركاتها على اغلب مصادر الطاقة خصوصا البترول المنتشرة في كافة انحاء العالم والذي وفر لها الأمكانيات الكفيلة بالتحكم في السياسة العالمية وفق مصالحها .
لقد باتت أنانية الولايات المتحدة وعدم أخلاقيتها ان حملها للتصدي لكل الفرص الحقيقية للتطور الحضاري والعلمي في العالم بسبب خشيتها على مصالحها مما أدى وسيؤدي الى الحاق الضرر الفادح للبشرية جمعاء ولقد لمسنا موقفها هذا من خلال تصرفها تجاه الملف النووي الأيراني والذي يسوقه الأعلام الغربي على انه مشروع يهدف الى انتاج السلاح النووي رغم كل التطمينات التي تقدمت بها السلطات الأيرانية الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تطلع بدور مشارك في هذا الملف لكن ذلك لم يشفع لأيران التي تخضع الآن لعقوبات اقتصادية نتيجة الهيمنة الأمريكية على المنظمة الدولية ان هذه العقوبات وغيرها من اليات الحصار الذي تتعرض له ايران ليس بسبب فيما اذا كان برنامجها النووي ذا طبيعة عسكريه او اذا كان حقا للأغراض السلمية وانما تحملت ايران تلك التبعات نتيجة موقفها المؤيد للقضية الفلسطينية وعدائها السافر لأسرائيل التي لم يتحدث أي مسؤول دولي أو امريكي ولو من باب الأشارة الى ترسانتها النووية بسبب الحماية الأمريكية المطلقة .
ان هذه السياسة التي تكيل بمكيالين تجاه مشاريع الطاقة النووية لكثير من دول العالم فهي تتغاضى عن المخاطرالتي يمكن ان تستهدف السلاح النووي للدول التي تسير في ركابها كباكستان الذي يشكل سلاحها النووي خطرا على العالم برمته بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها لطول يد القاعدة وحليفتها طالبان في هذا البلد واللذان لم يخفيا تطلعهما للحصول على هذا السلاح او على الأقل الحصول على تكنلوجيا تصنيعه في حين يتم التضيق على الدول التي تعدها الولايات المتحده مارقة حتى لو كانت نشاطاتها تتم بعلم ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة النووية .
لقد بدأت في كثير من مناطق العالم نهضة علمية تستحق الألتفات اليها لكنها لاتجد فرصتها على صعيد التطبيق والأنتشار بسبب الطوق الأمريكي الذي تضربه الولايات المتحدة لخنق أي فرصة امام اي فتوحات علمية قد تسبب زحزحة هيمنتها العالمية حتى لو كان في هذه الأكتشافات العلمية فيها حاجة ماسة للأنسانية حيث وصل الأمر ان حالت الولايات المتحدة دون انتاج ادويه رخيصة لعلاج الأيدز خوفا على ارباح شركاتها التي تحتكر انتاج مثل هذه العقاقير بل تضيق الأدارات الأمريكية المتعاقبة حتى على بعض البحوث داخل الولايات المتحدة نفسها وقضية البحوث الخاصة بالخلايا الجذعية تعد فضيحة بحق لكن لم تسلط عليها الأضواء وهذا بحد ذاته يثبت زيف حرية الأعلام التي تتبجح بها امريكا ولو ان الأمر حدث في دولة اخرى لكانت وسائل الأعلام الأمريكيه اقامت العالم ولم تقعده اما لو كانت الولايات المتحدة هي التي تتبنى هذا الموقف فلا بأس عليها وهذا الشيء نفسه تفعله على كثير من الفرص امام الهند في السوق العالمية للأكترونيات نتيجة الأمكانيات العلمية المرموقة لهذا البلد في هذا المجال خصوصا في البرمجيات واجهزة الحاسوب المحمول الرخيصة الثمن .
كذلك تعمل الولايات المتحدة على فرض سباق تسلح على كثير من مناطق العالم سواء بإفتعال نزاعات اقليمية او تسويق تهديدات لأجبار كثير من دول العالم على الأتجاه الى التسلح وهو بشكل او بأخر سيصب في مصلحة صناعات السلاح الأمريكية نتيجة هيمنتها على اسواق السلاح العالمية والتي تعد منتجاتها الأغلى في العالم والتي لايمكن الحصول عليها الا بشروط تكبل كثير من الدول التي تتزود بهذا السلاح بكثير من القيود التي تصل الى الحد المساس بسيادتها الوطنية رغم ان هذه الدول بالأساس تدور ضمن الفلك الأمريكي.
لقد اثبتت الولايات المتحدة انها غير اهل لقيادة المسيرة الدولية وهي لاتعدو اكثر من دولة مهيمنة فأغلب دول العالم تعاني من هذه الهيمنة حتى الدول الحليفة لها تعاني من ذلك ولايخلو المشهد العالمي في كل انحاء المعمورة من تنغيص امريكي بشكل او اخر.
وعلى الرغم من الأمكانات المادية الهائلة التي تمتلكها الولايات المتحدة حيث يعتبر اقتصادها الأقتصاد الأول في العالم بحكم هيمنت كارتلاتها المالية العملاقة على اغلب الأسواق العالمية مما جعلها تتحكم بمعظم الموارد المالية العالمية مما مكنها من ربط كل الأقتصاديات العالمية بأقتصادها وبرغم هذه الأمكانيات المالية لم تمتد اليد الأمريكية بالمساعدة لأحد من دون ان يكون هناك هدفا من وراء هذه المساعدة بحيث ان دول جارة لها كهايتي التي تعرضت لأسوء الكوارث الطبيعية نتيجة الزلازل الأخيرة التي ضربتها تركتها الجاره العظمى تئن تحت وطأة هذه الكارثة المدمرة حتى لم تمد لها يد المساعدة ولو على مستوى توفير لقاح الكوليرا الذي حصد اكثر من ثلاث الاف انسان بل ان ضحايا هذه الزلازل اصبحوا حيوانات مختبرية للبحوث الأمريكية المختلفة والتي تتقاطع مع كل الثوابت الأخلاقية ومنتهكة لحقوق الأنسان التي طالما عزفت عليها ماكنة الأعلام الأمريكي في استهادفها للخصوم السياسين في العديد من بلدان العالم بينما يتم اغماض الطرف عن العديد عن الانتهاكات الخطيرة لنفس حقوق الأنسان التي نصبت الولايات المتحدة نفسها راعية لها على الصعيد العالمي عندما يأتي هذا الأنتهاك من الدول الصديقة والحليفة حيث ان الموقف الأمريكي المتاجر والغير المتسم بالمصداقية الحق ضررا فادحا بقضية حقوق الأنسان هذه وافقدها النصرة والحماس والتأييد من كثير من دول العالم بسبب مزايدات الولايات المتحدة المنافقة لأستغلال هذه القضية.
ان الولايات المتحدة بتصديها للصدارة العالمية على مدى اكثر من ستين عاما قد اثبتت انها لاتصلح لأن تكون راعيا امميا يقود المسيرة العالمية بكفاءة وأمانة وبالتالي يبعث برسائل اطمئنان على ان مصير الحياة على هذا الكوكب في ظل هذا الراعي لاخوف عليها .
لقد بائت بالخذلان كل المحاولات لأدخال بعض الأصلاحات على منظمة الأمم المتحدة كتوسيع دائرة العضوية الدائمة لمجلس الأمن لكي يصبح عدد اعضاءه عشرة بدلا من خمسه غير ان الفيتو الأمريكي وقف بالمرصاد للحيلولة دون ذلك ولطالما عطل هذا الفيتو كثير من مشاريع القرارات التي بذل عليها المجتمع الدولي جهدا مرموقا في محاولة لحل كثير من المشاكل العالمية كذلك حالت امريكا دون جعل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات طبيعة الزاميه حيث لم تعد هذه الجمعية سوى قاعة لألقاء الخطب الرنانة ليس إلا .
ان مسيرة اكثر من خمسة وستين عاما هي عمر منظمة الأمم المتحدة والتي بقيت طيلة مدة تأسيسها خاضعة بشكل كامل للقرار السياسي الأمريكي لايمكن ان تكون منظمة تحظى باحترام وتقدير العالم لكون الراعي الأمريكي اثبت طيلة هذه المدة انه ليس اهلا للأضطلاع بقيادة مسيرة البشرية نحو اهدافها في المساواة والتنمية والسلام كما ان هذه الهيمنة الأمريكية على المنظمة الدولية لايمكن للعالم ان يقبل استمرارها فيما لو ادعى انه يحترم نفسه ويصح على دوله ان تسمى دولا ذات سيادة ..
لقد اضحت الحاجة جد ماسة بالنظر بجدية اكثر لتشكيل منظمة دولية بديلة لمنظمة الأمم المتحدة يصبح اعضائها متساوون في الحقوق والواجبات حتى تتيح قيادة عالمية جماعية لهذه المنظمة الجديدة وحتى لاتصبح المصلحة الوطنية مطية لتبرير هيمنة أي عملاق دولي قادم على هذه المنظمة المقترح انشائها ليحدد توجهاتها وفقا لمصالحه الوطنية الخاصة على حساب بقية الشركاء كما تفعل الولايات المتحدة الان داخل منظمة الأمم المتحدة.
العالم يحتاج لمنظمة تنظر بعين المساواة لكل بقاع العالم ودوله وشعوبه وتحرص على نشر التنمية والتقدم في كل ركن من اركانه وتحرص على حل المشكلات العالمية في الأقتصاد والبيئة والصحة وقضايا السلم العالمي التي عجزت عن حلها هيئة الأمم المتحدة بهيكليتها الحالية نتيجة انحرافها تماما عن ميثاقها المعلن والتي لم تعد تحتل ذلك المركز المرموق الذي تحظى فيه بالأحترام والهيبة بل انها اضحت لاتعدو ان تكون مجرد الحديقة الخلفية لأدارة العلاقات العامه الأمريكية او مايسمى على الصعيد العالمي وزارة الخارجية الأمريكية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة