الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا ابناء الجزائر انتم الاعلون في الارضين

ازهر مهدي

2011 / 1 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


بعد تونس الخضراء انتفضت شريحة واسعة في الجزائر بلد المليون شهيد من اجل المطالبة بالحقوق الاساسية وتحسين المستوى الادمي للمعيشة في بلد غني بالموارد الطبيعية وعلى رأسها النفط مع ما حباه الله من جمال الطبيعة وكبر المساحة وهو نفس البلد الذي تآمر عليه الاسلاميون والعسكر قبل عقدين من الزمن عندما ارتكبوا ابشع المجزار والمذابح بحق الابرياء والعزل فلم يتحرك فيهم ضمير او يردعهم وازع من الانسانية في سباق جنوني وسط هتاف الملتحين وزمجرة أصحاب البزات وحملة الرتب العسكرية يدفعهم هوس التشجيع الخارجي والاستكانة الداخلية .
ما يسمى بـ (الاضطرابات ) مختلف في مضمونه عما شهدناه في تلك الفترة المظلمة فلم يتم رفع شعار سياسي او ايديولوجي او اصولي هذه المرة وارتفع صوت واحد وهو صوت المطالبة بالحق الانساني الاساسي بالعيش والكرامة وتأمين رغيف العيش لا اكثر لكن لن نعدم من يستغل هذه التحركات من اجل استثمارها لمنفعته الحزبية او الحركية الآنية وانا اراهن على ان الشعب الجزائري اكثر نضجا الان مقارنة بالفترة السابقة خلال تسعينيات القرن الماضي خصوصا بعد ما عايش مسلسل دموي مخيف انتقل الى بقية العالم ليبشر بولادة حقبة جديدة من الرعب والدمار في فترة تعيش الانسانية فيها ارقى مظاهر التقدم التقني والمعلوماتي على حد سواء.
كما في تونس فالوضع الجزائري هو الاخر تعرض للتعتيم ازاء ما يحدث ولا نعرف بالضبط ما يحدث هناك سوى تسريبات قليلة خصوصا وان وسائل الاعلام العالمية والعربية لا توفر لنا اي شيء واضح ومحدد عن تلك الاحداث والاكثر خزيا وعارا هو الصمت العربي ممثلا بالمثقفين والمحللين ناهيك عن السياسيين العرب الفاسدين ازاء ما يجري في ما يشبه التواطؤ او اللامبالاة كي تكتمل حلقة الموت الرهيب لأمم عربية مات فيها الحس انساني من الخليج الى المحيط منذ أمد بعيد.
اعتقد أن احداث تونس والجزائرو رغم التآمر الدولي والعرباني ضدهما لن تتوقفا بهذه السهولة وان نجحت الحكومتان التونسية والجزائرية في الالتفاف حولهما ( لا سمح الله ) لفترة فالمستقبل سيكشف ان اصوات البطون الجائعة اقوى من اكاذيب المطبلين وزيف مدعي الثقافة والدفاع عن الحقوق والاخلاق والدين من المشرق الى المغرب.
هناك سؤال يجب ان نطرحه الا وهو السبب او الدافع ازاء اللامبالاة الدولية ازاء هذه التطورات وان كان الصمت هو احد اساليب العربان فالثرثرة هي اهم وسائل الاعلام الغربي لكنه هو الاخر لم يلب الحد الادنى من المهنية في تناوله للاضطرابات التونسية والجزائرية ناهيك عن حالة الخرس السياسي الغربي الذي يبدو انه اصيب بالعدوى هو الاخر.
اعتقد ان علينا ان نرجع الى عامين الى الوراء عندما القى الرئيس الامريكي الذي ينتمي الى ابناء الشوارع ممن وصلوا الى البيت الابيض حاله حال الكثير من مرشحي الحزب الديمقراطي الامريكي خطابه الشهير والسيء الصيت والذي اقر فيه بالهزيمة الغربية في نشر الديمقراطية واعلن فيه للحكام العرب انهم احرار في سلخ وذبح رعاياهم بحجة احترام الخصوصية المحلية والدينية للمجتمعات العربية والاسلامية وصفق له الجميع فرحين من دون ان يعوا العواقب التالية لهذا الامر.
ان تراجع اوباما والغرب قد يعزى الى الدهشة من الرفض العربي على المستوى الشعبي لمشاريع مهمة مثل مشروع الشرق الاوسط الكبير ومشاريع التنمية ونشر الديمقراطية وحقوق الانسان بسبب ( فلسطنة ) القضايا العربية عموما وبسبب اخطاء او حتى كوارث شابت المشاريع الغربية نفسها عند تطبيقها لهذه الافكار وهي اخطاء تعزى بدورها الى التخبط الغربي في العالم العربي والعراق خصوصا بسبب ردود افعالها وممارساتها في مواجهة الارهاب نفسه ، اي ان الاسباب السليمة ادت الى نتائج غير سليمة بسبب الواقع الغير سليم هو الآخر وهي أخطاء اجادت الحكومات استثمارها لمصلحتها ونجحت الادبيات السلفية في استغلالها لتبرير الذبح والقتل المنهجيين فأنتكست معنويات الشعوب وهي تشاهد صور القتلى وتسمع فحيح الافاعي في التلفزة وخطب الجمعة على حد سواء.
وقد يكون الوضع الجزائري نفسه سببا في هذا الصمت الغربي والاوربي تحديدا فما حدث سابقا لا يزال يلقي بظلاله على اي تعامل مع القضايا المغاربية وان التخوف من وصول اشخاص مثل عباسي مدني وعلي بلحاج من المجرمين والقتلة الى السلطة يشكل كابوسا يدق ناقوس الخطر على الحدود الاوربية الجنوبية وهو تخوف اجاد الساسة المغاربيين استخدامه في ابتزاز اوربا العجوز والمتحضرة لتحقيق مآربهم
وكم مسكين انت يا شعب الجزائر وقد وقعت في براثن حاكم لا يرحم وملتحي ليس لديه قلب او ضمير.
ان الجزائر ليست هي بلد القتلة والارهابيين كما كنا نتصور قبل عقدين من الزمن وهي ليست بلد المتع واللهو والعبث أيضا فهي بلد الشعراء والمثقفين والمستنيرين الذين خفت صوتهم وسط دوي الرصاص والشعارات والمزايدات وان كان للصمت العام اي ميزة ايجابية فلا بد ان تتمثل في نضج التجربة الجزائرية كما التونسية من دون حرف للامر الواقع او محاولة جر الوقائع الى خارج سياقها الانساني والوطني.
اننا في الشرق مغرورون جدا عندما نتجاهل ما يحدث على الطرف الاخر في شمال القارة الافريقية وان شرارة صغيرة كفيلة بأن تستشري في جميع ارجاء الجسد العربي المتعب لعل العنقاء تولد من جديد لتعلن ولادة عهد يتسم بالشرف والكرامة ولو في حدودهما الدنيا فلا يمكن ان نستهين بقوة الجوع التي تهد الجبال وتنحت الصخور وقد صدق ابو ذررحمه الله عندما قال (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج الى الناس شاهرا سيفه ) وان مشادة في ازقة بوخارست ادت الى التفاف الشعب الروماني الذي كان جائعا هو الاخر وجرت الاطاحة بنظام تشاوتسيكو الرهيب والذي تبجح يومها ان نظامه لن يزول أبدا حتى لو زالت الشيوعية من كل العالم، فهل يسمع أولئك الجبابرة صراخ الجوعى والمعدمين وأن يتعظوا من تجربة تشاوتيسكو وغيره ؟؟؟!!!! ام انهم يظنون ان ما يجري على العالمين لا يجري على بلاد العرب المسكينة والمنحوسة منذ أبد الآبدين ؟؟
لا زلت اشعر بالاحباط ازاء امتي وما تعانيه يوميا بسبب الظلم والقهر من دون اكتراث ولعل حالنا يشبه ما قاله الحكيم غورجيف : انك تعيش في سجن من الصعب عليك ان تغادره او تهرب منه الكارثة الاكبر انك تعرضت الى تنويم مغناطيسي لا تشعر معه انك في سجن بالاساس فتقبلت الحياة فيه لانك لا تعرف غيره.
نحن العرب جميعا نعيش في حالة من النوم والتخدير تارة يقولون الوطنية وتارة اخرى يقولون الشان الداخلي وحينا يقولون الوضع الامني والاقتصادي وحينا آخر يقولون الدين والاعراف والمثل وبالنتيجة لم تعد هناك اوطان ولا امن ولا اقتصاد ولا دين ولا اعراف ، فهل هناك تخدير للعقل اكثر مما نعانيه الآن ؟!
كلي أمل الا يطول احباطي واشاهد تونس وجزائر ومغرب ومشرق ينعمون جميعا بالخير والسلام والديمقراطية فهل آن للحلم ان يتحقق وان نقول ان الخير قادم بزاف وبرشا ؟
http://alwah.net/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مهلا ايها الكاتب
الشهيد كسيلة ( 2011 / 1 / 11 - 21:36 )
المركزية الشرقية لا تجعل الكاتب مهما حاول ان يكون موضوعيا يرى الحد المقبول من الحقيقة ومن الشرق عندما تكتبون عنا سرعان ما تعودون الى عرض حالكم واوضاعكم لانكم اسرى تلك المركزيةالتي نظّر لها الفكر العفلقي الذي لا يزال يجتر مقولات الوطن العربي والكومنولث الاموي
نحن بلد امازيغي يحكمه نظام قومجي عربنا بالقوة وجاءنا بـ 50000 الف معلم من بلدان المشرق لتدمير نظامنا التعليمي الحداثي وما غمزت له في مقالك ببلاد المتع واللهو والعبث هو الانطباع الذي نشره اولئك المعلمون عن بلدنا وفي طليعتهم حيدر حيدر وروايته الشهيرة ولا نبالغ ان قلنا اننا وقعنا في قبضة استعمار جديد قديم بعد طردنا للمستعمر الفرنسي

وعلى مدى نصف قرن من التزييف والتصفية الثقافية للغتنا الامازيغية وتراثنا وتاريخنا ظهر جيل هجين اقدامه في الجزائر وذهنه شارد بين تاريخ الفتوحات المجيد الذي يستلهم منه فقهاء الفضائيات اجتهاداتهم الظلامية وحضارة العصر التي فقدوا التواصل معها لان التعليم دمر اللغات الحية، وفي كل مرة تقوم الثقافة الجديدة الهجينة بشحن هذا الجيل ليدمر ويخرب

فالمسالة اعمق مما تظنون والقصة لا علاقة لها لا برغيف ولا بزي

اخر الافلام

.. عبد الله الغانم .. كيف تحول حلم بسيط الى حقيقة؟


.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز




.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود


.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991




.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع