الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات على موضوع الخلافة الإسلامية

محمد عبد الفتاح السرورى

2011 / 1 / 12
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية



تعقيب على مقال الدكتور محمد عمارة
منذ فترة ليست بالقصيرة آليت على نفسى عهدا وأخذت على نفسى ميثاقا غليظا أن أخرج تمام من نسق تفكيرى ونظرتى للأمور كل ما يمت الى ما يمكن ان اسميه بمبدأ (لوم العدو) وأن أنتبه وألتفت الى تلك العوامل التى تساعد الخصم على إحراز تلك النجاحات تلو الأخرى فى كل ما يمت الى شئوننا وليس هذا معناه أننى أنكر نظرية المؤامرة أو أفترض المصادفة القدرية أو التكوين الطبيعى للأحداث بل على العكس فأنا واحد من الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة - ولا أخجل من الإعتراف بذلك ولو سخر الساخرين- ولى على صفحات هذه الجريدة الموقرة مقالا يشي بذلك ولكن غايه ما أبتغيه ومبلغ مرامى فى هذا المقام هو أننى أحاول دوما الإلتفات الى تلك العوامل التى تجعل هذه المؤامرة ناجحة على الدوام دون جهد يذكر من هؤلاء المتآمرين ومن خلال متابعتى للشأن العام - مثل كثير غير - بدا يتضح لى أن أول عوامل نجاح أى مؤامرة هى وجود بنية ذهنية عامة تساعد على تفعيل خيوط تلك المؤامرة حتى تؤتى أكلها بأقل جهد يذكر وبأيدى أبنائها قبل أيدى اعدائها وهنا يقفز الى سياق الكلام سؤال يطرح نفسه عنوة ما هى العوامل المؤسسة لتلك الذهنية العاملة وكيف يمكن تكوينها ؟ وجاءت مقال الدكتور محمد عمارة فى مستهل العام الجديد مجيبة ولو على جزء من هذا التساؤل
ولنمر فى عجالة على ما طرحة العالم الجليل الدكتور محمد عمارة فى مقالة سالف الذكر فلقد أجمل الدكتور محمد عمارة مقالة فى فكرة ان بسقوط الخلافة الأسلامية - الى وصفها بالرمز- سقطت معها تلك الرابطة الوشيجة التى تربط المسلمين بعضهم البعض وأن بسقوط الخلافة الإسلامية خسرت الامة الإسلامية الكثير ولا زالت تخسر بسبب هذا السقوط على يد كمال أتاتورك .... وهنا لنا مع العالم الجليل وقفة جزء منها ينتمى لحقائق التاريخ تلك الحقائق التى لا تقبل الجدل وجزء آخر مع حقائق الواقع والتى قد تكون محل جدال .... أما ما يخص حقائق التاريخ التى لا ينكرها ناكر أن الخلافة الإسلامية فى كثير من الأحيان لم توحد المسلمين بل مزقتهم وزرعت بينهم الفرقة والبغضاء وصارت وسيله لإعلاء شأن النزعات المذهبية والعرقية بل إنه جاء على المسلمين يوما وقد صارت لهم خلافتان إحداهما عباسية فى العراق وأخرى أمويه فى الاندلس وان الخلافة الإسلامية لم تدافع عن بلاد الإسلام ضد التتر بل سقط الكثير من الممالك الإسلامية فى عهود الخلافة ومع تقادم الزمان ومرور الايام على الرغم من توارى النزعات المذهبية رغم كل ذلك لم تمنع الخلافة العثمانية الكثير من الدول الأوربية من إحتلال البلاد الإسلامية فلقد تم إحتلال مصر والشام والساحل الإفريقى -المغرب وتونس والجزائر - والسودان أيضا فى عهد الخلافة الإسلامية وظلت هذه الدول محتله نيفا من الزمن دون يحرك الخليفة ولا الخلافة ساكنا لتحرير البلاد الإسلامية المحتلة وتطهيرها من دنس المحتل فرغم وجود الخلافة الجامعة لتلك البلاد تحت إمرتها إلا أنها سقطت فريسة للمحتل الغاصب ولم يحدث ذلك فى غفلة من الزمن ولا فى فترة وجيزة بل حدث على مدار عقود طويلة من إحتلال فرنسى الى إحتلال إنجليزى وإيطالى
وهذا معناه انه تاريخيا وجود الخلافة لم يمنع إستباحة أراضى وأوطان المسلمين لمن يريد فى اى وقت شاء وعلى إختلاف الأعراق من مغول همجيين الى أوروبيين متعصبين ومستغلين .... هذا تاريخيا
أما واقعيا وحديثا نقول ........ أن التجارب السياسية والإقتصادية قد إثبتت وعلى مدار العقود السالفة أن الدولة الناجحة هى تلك الدولة القائمة على فكرة المصلحة المشتركة والتى تجمع سكانها والمتجنسين بجنسيتها تحت سقف واحد من الحقوق والواجبات وأن الإختلافات العرقية والثقافية الموجوده بين أصحاب نفس الدين تقف حائلا دون أن يتواصلوا ويتشاركو سياسيا و أنه من الممكن ان تجمع الأندونيسى مع الموريتانى بجانب المصرى فقط فى الصلاة ولكن من غير الممكن أن يجتمعوا فى غيرها إلا إذا إتفقوا فى النسق والنسق هنا قد لايكون الدين احد مكوناته وأن الفكرة الجامعة التى من الممكن أن تجمع أى مجموعة من الناس هى قناعتهم المشتركة بوجود مصلحة مشتركة يتم ترجمة هذه المصلحة الى أسلوب عمل ممنهج بأسلوب علمى سليم
المسلمون لايحتاجون الى عودة الخلافة الإسلامية بل إن المطالبة بعودتها تمثل احد اشكال التغييب العقلى الذى يخدم مصالح العدو ويصب مباشرة فى صالح بناء بنيه ذهنية منبتة الصله عن الواقع ومتجاوزة لحقائق التاريخ ...... المسلمون يحتاجون الى التواصل مع الحياة بكل مفراداتها الحديثة يحتاجون لخطاب يتحدث الى المستقبل لا يتحدث عن الماضى الذى لن يعود وكيف يعود كيف يمكن إعادة نفس الظروف والملابسات وكيف يمكن صياغة نفس الاعداء؟ المفارقة أن هذا الماضى التليد الذى كثيرا ما يتحدث عنه رجال الدين بكل فخر وإعتزاز ملئ بالحوب الداخلية الإسلامية- الإسلامية ويموج بالكراهية المذهبية أوليس هو من أفرزها لنا الى اليوم ولكم لمن نقول ومع من نتحدث !! أن أسوأ ما يمثل الخطاب الدينى الآن هى تلك النبرة العاطفية التى تجد صدى عظيما عند العامة الذى يسعدهم الحديث عن الأمجاد السالفة فى عصر الإنهزامية الكاملة
السؤال ... وهو موجه للمطالبين بعوده الخلافة الإسلامية ما هى صورة أو شكل وبنيه هذه الخلافة وهل ستكون خلافة سنية أم شيعية ؟ أم ان الغلبة ستكون لمن غلب وحتى ولو غلب هل سيستسلم المغلوب أم أنه سيسعى للإنتصار وتدور نفس عجلة التاريخ من صراعات وإقتتال داخلى
والسؤال الآن للدكتور محمد عمارة شخصيا ماذا لو عادت الخلافة الإسلامية على يد الشيعة أليسوا مسلمين ترى هل سيسعدك عودتها يا أستاذنا الجليل أم أنك سوف ترفع عليها لواء العصيان وتدعو للخروج عن طاعة الخليفة المفترض؟
سؤال فهل من إجابة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - علينا بذريعة جديدة
عدلي جندي ( 2011 / 1 / 12 - 17:12 )
...... المسلمون يحتاجون الى التواصل مع الحياة بكل مفراداتها الحديثة يحتاجون لخطاب يتحدث الى المستقبل لا يتحدث عن الماضى الذى لن يعود وكيف يعود كيف يمكن إعادة نفس الظروف والملابسات وكيف...؟؟؟؟؟ لأخي الكاتب أحييك علي هذا الطرح العقلاني ولكن للأسف الساحة المصرية تغلبت عليها ثقافات العشوائيات وللأسف أيضا رأس السمكة قد فسد


2 - تحية وتقدير
محمد البدري ( 2011 / 1 / 13 - 08:44 )
شكرا للاستاذ السروري علي كشفه عورة نظام الخلافة الذي لم يحمي احد بل كان عونا لكل قاطع طريق او مغامر لاعادة الغزو مرات ومرات. فهل المؤامرة هي فكرة اسلامية في مصدرها واصولها؟

اخر الافلام

.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.