الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق شدة ورد 2 اليهود

صباح حسن عبد الامير

2011 / 1 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تعتبر الطائفة اليهودية في العراق من أقدم الطوائف على الإطلاق حيث يرجع وجودهم إلى عهد الدولة الأشورية الأخيرة(971-612ق.م ) مع مراحل السبي الثلاث :-
1- سبي سامريا ( 721 ق.م )حيث أسرهم الملك الأشوري بخلات بلاصر الثاني (745- 727 ) ق.م ثم تبعه الملك الأشوري سرجون الثاني( 772- 705 ) ق.م عندما سبوا أكثر من 27 ألف يهودي تم توزيعهم في المناطق الجبلية من شمال العراق .
2- سبي يهواخن ( 597 ق.م ) حيث سبى الملك نبو خذ نصر أكثر من 10 ألاف يهودي من أورشليم إلى بابل
3- سبي زرداقيا ( 586 ق.م ) و سبي فيها 50 ألف يهودي و دمر فيها أورشليم و معبد سليمان

تميز البابليون عن الأشوريين بحسن معاملة اليهود و السماح لهم بممارسة طقوسهم الدينية سرعان ما تأقلم اليهود مع حياة الترف في بابل و نصحهم نبيهم أرميا أن يستقروا في وطنهم الجديد وأن يتزوجوا و ينجبوا و يبنوا و يزرعوا و يدعو لسلام المدينة لان سلامها سلامهم فاحتلوا المراكز المرموقة و زودوا أنفسهم بالتراث البابلي والذي أصبح أساس التراث اليهودي , وهناك كتبوا الكثير من أجزاء العهد القديم و التلمود البابلي الذي تأثروا فيه بشريعة حمو رابي التي أصبحت مبادئها أساس الشريعة الموسوية ( و نمى الشعور أن بلاد الرافدين هي موطنهم حتى نمت الطائفة طبقات من رجال العلم و التوراة قاموا بشرح الكثير من نقاط و قضايا المشنات – الشريعة الشفوية – حتى تجمعت من جيل الى جيل مكون ما يسمى بالتلمود البابلي ) .
وفي القرن السادس (ق.م ) و أثر سيطرة الفرس على بابل و منحهم حق العودة و الرجوع ألا أنهم أثروا البقاء في موطنهم الجديد ( بابل ) .
أستبشر اليهود بالفتح الإسلامي للعراق في القرن السابع الميلادي و عاشوا في فترة من الازدهار و الأمان في ظل حكم الخلفاء الراشدين و يذكرنا التاريخ بأن رسول الإمام علي إلى الخوارج كان يهوديا , وفي زمن الخليفة عمر بن الخطاب قام بإخراج اليهود من الجزيرة بعد تعويضهم عن ممتلكاتهم و أراضيهم و كانت هذه الموجة من اليهود عبارة عن قبائل عربية متهودة , كانت فترة الخلافة العباسية زهوا ليهود بغداد أرتقوا ا فيه أعلى المناصب في الدولة و جمعوا ثروات طائلة في المجتمع العراقي المتسامح و مارسوا أغلب المهن و برعوا في التجارة و الاقتصاد و المال .
وخلال الدولة العثمانية عاش اليهود باستقرار , سن لطائفة اليهود نظام ( الحاخامباشية ) ورثته الدولة العراقية في ظل دستور مماثل في نصه مع بعض الزيادة ثم ألغي هذا بمرسوم الطوائف رقم 74 لعام 1930 و ظل هذا المرسوم نافذا حتى ألغي بالقانون 77 لعام 1931 و ألحق به نظام يفسر أحكامه رقم 31 لعام 1931
,و خلاصته أنه يجعل من الطائفة اليهودية شخصية مستقلة و يفردها بامتيازات قانونية و مالية بوجه خاص و هذه الشخصية تتألف من ثلاث مجالس و محكمة و رئاسة و لكل منها اختصاصه و هي مجلس جسماني و مجلس روحاني و مجلس عمومي و رئيس الحاخميين و المحكمة , وفيما عدا ذلك كانت تتمتع الطائفة اليهودية العراقيين بجميع مزايا القوانين العراقية .
يقول الأديب مير البصري ( حين دعا السير أرنو لد ويلسون وكيل الحاكم الملكي بالعراق وجهاء اليهود ليبشرهم بوعد بلفور ، رأهم واجمين و قالوا له ان فلسطين مركز روحي لنا لكن هذه البلاد التي عشنا في ربوعها الآلاف السنين و عملنا بها و تمتعنا بخيراتها فأذا رأيتم أن تساعدوا هذه البلاد و تحيوا اقتصادياتها و تسندوا تجارتها و ماليتها فأننا نشارك في الرخاء العام ........
ظاهرة الفرهود 1941
جاء في تقرير اللجنة التحقيقية انه في يوم عيد النبي يشوع أن جماعة من اليهود كانوا قد وصلوا جسر الخر فشاهدهم جماعة من الجنود فاعتدوا عليهم بالضرب و السكاكين فقتل واحد و جرح آخرين فكانت هذه الحادثة شرارة ما عرف بالفر هود الذي اشترك فيه الجنود و الشرطة كانت نتائجه نهب محلات اليهود وقتل 160 مسلما و يهوديا غير أن رئيس الطائفة عد القتلى بأكثر من ذلك و أن خسائر اليهود كانت أكثر من 273 ألف دينار و نهبت 911 دار و حمل تقرير لجنة التحقيق الضباط القوميون و مفتي فلسطين المسؤولية المباشرة في الحوادث ، و اصدر الكثير من العلماء فتاوى تمنع الفر هود مثل السيد محسن الحكيم و السيد محمد الصدر و الشيخ نجم الدين الواعظ .
وفي العام 1945 أسس اليهود الشيوعيين و بدعم و توجيه من الحزب الشيوعي العراقي منظمة باسم ( عصبة مكافحة الصهيونية ) أجيزت من قبل الدولة و شاركت في الحياة السياسية في العراق و انظم كثير من اليهود اليهاو أصدرت الكثير من البيانات في فضح الحركة الصهيونية و في 1950 ألغت الحكومة العصبة اثر صدور بيان ضد وعد بلفور جاء فيه ( تريد الصهيونية حل المشكلة اليهودية بإفناء الشعب العربي الفلسطيني و تريد أكثر من ذلك أن تغزو البلاد العربية ) .
وبعد الفرهود تجاوز اليهود العراقيين الحادث رغم الفزع الذي ضل يساورهم و هم في دورهم و محلاتهم عزاهم في ذلك مواطنيهم المسلمين اللذين سعوا إلى حمايتهم و حماية أموالهم لكن سذاجة الشعارات السياسية جعلت اليهود يواجهون إجراءات و ممارسات قضت بمنع توظيفهم و دخول أبنائهم للمدارس و مطاردة شبابهم و اختفائهم القسري ثم توجت هذه الإجراءات بإسقاط الجنسية العراقية و الهجرة القسرية الكبيرة ( 1950-1951)يقول الكاتب حاييم كوهين ( النشاط الصهيوني في العراق ) حسب إحصائيات قسم الهجرة إلى إسرائيل خلال العامين (1950-1951) نحو 121541يهوديا من مواليد العراق و عموم من هاجروا بين العامين (1949-1951) من اليهود 124180يهودي و هم يشكلون الغالبية العظمى من يهود العراق . و يؤكد الكتاب ان هذه الهجرة تمت بتنسيق المخابرات الإسرائيلية و الحكومة العراقية في عملية أطلق عليها 0 عزرا و نحميا ) .
وبعد هجرتهم إلى إسرائيل بقيت علاقتهم متعلقة بتراث وادي الرافدين ففي مطلع الخمسينيات انشأاليهود العراقيين في اسرائيل (اور يهود ) و هي عبارة عن ثلاث مخيمات من يهود العراق هي ( كفار عانه و خيريةأ و خيريةب) وسميت اور يهود دلالة على تمسك هؤلاء الأقوام بحضارة العراق و اشتملت هذه المخيمات على أكواخ من الخشب و القماش ، و بمرور الزمن أصبحت بلدة اور يهودا مدينة يهودية تحتفظ بعادات وتقاليد و لغة المجتمع العراقي وتقع هذه المدينة في منتصف الطريق بين مطار بن غور يون وتل ابيب و ظل معظم سكان هذه البلدة من يهود العراق اللذين حافظوا على تراثهم العظيم من عادات و تقاليد و لغة واكلات شعبية و كل ما كانوا يمارسونه في بلاد مابين النهرين .

وفي البلدة مركز تراث يهود العراق و فيه خلاصة تاريخ يهود العراق .

تجارتهم
في عام 1936 كانت هناك 20 عائلة يهودية يعملون رجالها كوكلاء لاستيراد الشاي من بين 44 عائلة تسيطر على هذه التجارة بينما كانت هناك 6عوائل مسيحية و 18 عائلة مسلمة أما في تجارة المنسوجات كان هناك 111تاجرا يهوديا مقابل 37 تاجرا مسلما في هذا الوقت خلال الفترة 1909 - 1911 أصبحت بريطانيا العظمى و الهند تجهزان ثلاثة أرباع قيمة مستوردات العراق السنوية من الشاي وفي عام 1908 صار معظم فعاليات التجارة المحلية في يد اليهود كما كانت أعمال الصيرفة في يدهم ففي مطلع 1918 منحت السلطات البريطانية احتكار بيع الخمور المحلية في مدينة البصرة لتاجر يهودي مقابل عشرين ألف روبية شهريا .يقدر الاقتصادي العراقي محمد حسن سلمان في كتابه التطور الاقتصادي في العراق عدد اليهود العراقيين بنحو 135 ألف يهودي و قدر أن المجتمع التجاري اليهودي في الأعوام 1878-1879 كان يسيطر بالفعل على جميع إشكال الاستيراد مع انكلتره بينما كان التجار المسيحيون يتاجرون مع فرنسا ، ومن بين أهم المؤسسات التجارية اليهودية في بغداد مؤسسة شاؤول حيوليم حسقيل و مؤسسة صباح سلمان ساسون و شركاه و مؤسسة عبودي جزري أخوان اما التاجر المسلم الوحيد في هذا الوقت (محمد سعيد الشابندر ) و استنادا إلى تقرير وكيل القنصل البريطاني في البصرة1887 فقد أصبحت تجارة الاستيراد في أيد محلية فارسية و يهودية .
نشاطهم

أول وزير لمالية العراق ساسون حسقيل و له الفضل في فرض ضريبة على كل برميل نفط أربع بنسات ذهبية .
واليهود العراقيين حنين كبير الى العراق يتحدث الأستاذ د. رشيد الخيون عنهم فيكتب ( لم يغب يهود العراق عن المشهد الثقافي في ديوان الكوفة و قد تجددت و شيدت عبر تلك اللقاءات أواصر بين هؤلاء و عراقهم ، بين هؤلاء و أركان الثقافة التي اضطروا على ترك ساحاتها ولم يستغنوا عن التواصل معها و كان في مقدمة المحتفين الأديب و الشاعر مير البصري – ت2006 – شعرنا عبر قصائد و ذكريات بحنينه إلى بغداد ، وكان يوم تأبينه و استذكاره يوما حافلا من أيام الديوان حضروا يهود عراقيين تشتتوا في طرقات و محلات لندن مثلما تشتتنا نحن بعدهم بفعلة قومية سمجة ، هناك تواصل عراقي مع هؤلاء المسكونين ببغداد و مدنهم العراقية ، الأديب سامي ميخائيل تحدث فيه عن ندوة استذكار عن تظاهرة ضد ضرب بغداد 1991 قال – وجدتهم يضربون الجسر الذي أودعت تحته طفولتي – الأكاديمي و الباحث في علم الاجتماع سامي زبيدة أحاديث عن الدولة القومية و يهود العراق و عن طبقات المجتمع العراقي ، القاص سمير نقاش – ت2004- دور اليهود في الثقافة العراقية و استفاض الأكاديمي ساسون سوميخ في ذكريات الرشيد و محمد مهدي ألجواهري و حاضر شمعون بلاص عن تجربته في الكتابة و محاولاته البائسة في البقاء على الكتابة بالحرف العربي فحسب).
وفي ديترويت بأمريكا أقيم مشروع متحف بابل لسكان العراق الأصليين الكلدان و يهود العراق باسم أور كلدان و فيه عدة قاعات احدها عن يهود بابل – تاريخ اثاري و معلوماتي ثم قاعة لفلكلور البلدات الكلدانية و بلدات يهود العراق – مثواثا- وفي الأخير قاعة تضم ارشيف مصور من خلال الوثائق
التاريخية و المعروضات الاثارية و تحتوي على نماذج من أعمال أصلية لابز الفنانين التشكيلين الكلدان و اليهود العراقيين تم اقتنائها من مؤسسة ميسوبوناميا للفنون و التاريخ .
واشتهر اليهود العراقيين بالفن و الغناء و ساهموا فيه و حافظوا على تراثه و منهم الفنان الملحن صالح الكويتي و له بصمات على الغناء العراقي هو و أخوه داود الكويتي و بعض أغانيهما ما زالت تتردد حتى اليوم مثل أغنية -0 على جسر المسيب – و المغنيه المشهورة سليمة مراد و يذكر أن معظم الحان أغاني عزيز علي لملحن يهودي عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يبحث تمويلا إضافيا لإسرائيل| #أميركا_اليوم


.. كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: لدينا القدرة على




.. الخارجية الأمريكية: التزامنا بالدفاع عن إسرائيل قوي والدفاع


.. مؤتمر دولي بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس لزيادة الم




.. سر علاقة ترمب وجونسون