الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم جميل

هادي عباس حسين

2011 / 1 / 17
الادب والفن


قصة قصيرة(يوم جميل)
أنها السماء الصافية عمت في يومي الجميل ورائحة القداح تفوح بإرجاء المكان,الرياح شبه معدومة ,وكل شيء ساكن والهدوء أصبح العنوان الثابت,وصوتي يردد أغنية احبك لناظم الغزالي ,معها تهاودت كل أحلامي الوردية,اللحظات تمر بسرعة والدموع تنهمر من العيون والصوت صادحا من مذياعي الصغير الذي اتخذ جلسته على المنضدة الوحيدة الموجودة في الركن الأيسر من الغرفة التي لم تتحرك ستائر شبابيكها لحد ألان,فالريح تأتي بهدوء ولم تحرك ساكنا,بقى على الموعد الذي أعطيته لأخر متحدث معي ليلة أمس,وعلي أن اهياء ملابسي واعدل من هندامي الذي سأرتبه بدقة وعناية,وحتى تلك الشعيرات البيضاء يجب التخلص منهن بأي طريقة ,لم انهي واجباتي اليومية من تنظيف المكان وتذكر من يغرد لي عند الصباح بلبلي الجميل الذي اطرب لآلامه ومعاناته,فقد أمضى سنوات يشاركني وحدتي ويؤنسني في وحشتي,وان أمليء خزان الماء الذي بات ليلته فارغا وحرمت من الاغتسال في يوم الخميس الفائت,أنا دقيق جدا في تدبير شؤوني الحياتية التي بقيت فيها أعاني من الوحدة والغربة بعد أن ودعت كل أفراد عائلتي جراء سقوط صاروخ على البيت بغيابي,صورهم تحولت من الجدار الى غرفتي بالتحديد حتى لن أفارقهم,فاذرف الدموع التي عندي,وان اجعل روحي متطوعة كي تتحمل المصائب,ولم انسي قطتي التي هي من بقايا الإرث الذي تسلمته من أهلي,كتركة اعتز بها ولن اتماهل عن الاعتناء بها,فافتح لها باب ثلاجتي الرصاصية اللون والصغيرة الحجم واتركها تأكل ما طاب لها,أنا عاشقا لصوتها ولصوت البلبل الحزين الذي يغرد ألحانا متنوعة,وكلما شعرت بابتعادهما
عني أحسست بالضجر والملل,فلأكثر من مرة أجد القطة تجلس أمام قفص البلبل وتنظر اليه بتودد وحسن نية للعلاقة الصميميه بينهما,أنها من روائع الدنيا لحظات اجتماعهما بصورة منفردة,كل هذه الوظائف أديتها بشكل جيد,وقد نزلت من سيارة الأجرة,إمام مكان اللقاء المتفق عليه,اتجهت صوبه مسرعا ودخان سكارتي يتعالى ما أن جلست على الكرسي وشعرت ان جوعا ينهش بطني وعطشا ايبس شفتي ,اقترب لي شخصا وقال لي بلغة جيدة
_شاي,بارد.كاكو...
تتبعت حاسة الشم التي عندي ,فقلت له
_نفر مشكل..
ابتسم في بادئ أمره لكنه اخذ ينادي بصوت عالي
_عطوان...عطوان...نفر مشكل..
كأنه لم يصدق عطوان الرجل القصير القامة والنحيف الشكل أراه بعد لحظات دافعا بقوة الصحون على الطاولة قائلا
_نفر مشكل...
كان البخار ينبعث من الصحن الذي استقر ما اشتهته نفسي ..الكباب والتكه..أكلته بنهم وبعد الانتهاء جاء كاس الشاي مع كلمات الفخر والاعتزاز
_كاس الشاي المهيل....
تفاصيل اليوم الجميل كانت حلوة وصور ساعات الانتظار لم تكن مملة ,ومقدار الحفاوة والتقدير التي لمسته من كل العاملين في هذه الكازينو والمطعم المشترك بعثت في نفسي الارتياح ,نظرت بساعتي برهة وقلت
_الساعة الحادية عشر ولم تأتي...انه ظرف طارئ..
قبل أن أكمل كلامي رن جرس الموبايل,قلت متسرعا
_من ..سردار...لماذا تأخرت..؟
_لم استطيع الحضور
_كيف ولماذا...؟
لان ابنتي نقلت للمستشفى...أظنها الزائدة الدودية...
قفلت الخط,وعلى وجهي ابتسامة عريضة..بالرغم عدم حضوره لكني شعرت ببداية يوم جميل.....................

هادي عباس حسين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق