الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق الى قندهار يبدأ بخطوة واحدة .... !! (2 )

آدم الحسن

2011 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ليس في العراق وحده وليس في هذا الزمن وحده نسمع بأشكال بشعة من لغة التهديد السياسي , لكن في عراق اليوم بدأنا نسمع أقسى انواع التهديد من جهات تجلس على مشارف السلطة , لنتصور حجم القمع والترهيب لو ان هؤلاء الظلاميين قد سيطروا بشكل كامل على مركز السلطة في العراق .... !!
لايمكننا تصور ان دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي لا يعلم ان رئيس مجلس محافظة بغداد وبعض من قيادات مجالس محافظات العراق الجنوبية قد وضعوا العملية السياسية على كف عفريت , هذا العفريت الذي بدأ انطلاقته بحجة وجود محلات غير مجازة لبيع الخمور فشن هجومه على المؤسسات الثقافية كمؤسسة المدى الثقافية وعلى الأدباء العراقيين واتحادهم الذي لم يتعافى بعد من الهجمة الصدامية التي تعرض لها طيلة الخمسة والثلاثين سنة من حكم البعث الفاشي حتى جائته هجمة هذا العفريت الذي يتخفى وراء شعارات اسلاموية سوداء .
نقول لدولة رئيس الوزراء , وكلنا استغراب حزين ,الا ترى يا دولة رئيس الوزراء الأساليب الخبيثة التي بدأ يتبعها المتأسلمون للدفع بالعراق الى الوراء البعيد , نحيط دولتكم علما بان هذه الأساليب تتم من خلال الشعارات المفتوحة التالية :
** تفعيل قوانين الحفاظ على القيم الدينية ... !!
هل من المعقول يا دولة رئيس الوزراء ان يبحث العراق الجديد عن قوانين فاشلة في ملفات قديمة سنها نظام صدام المقبور في حملته الأيمانية للأستعانة بها على تقليص مساحات الحريات الشخصية بحجة الحفاظ على القيم الدينية , الا يفتح هذا الشعار الباب بالكامل لكل الممارسات القمعية التي قد يمارسها حماة القيم الدينية المزعومين , ربما سيعتبرون حلق اللحى يتعارض مع قيمهم الدينية وبالتالي سنرى لحى رجال العراق الجديد وقد طالت وشابهت لحى رجال الدولة الطلبانية , او ربما سيكون الرقص في حفلات الزواج مخالفة لتعاليمهم الدينية الظلامية وقد تعتبر الموسيقى صوتا للشيطان الذي ينسي العباد عن ذكر الله ..... !!
الا تدرك يا دولة رئيس الوزراء ان قائمة الممنوعات التي تقف خلف هذا التفعيل لتلك القوانين البالية لها بداية وليس لها نهاية ...!!
** اتخاذ الأجراءات الرادعة لصيانة الآداب العامة ... !!
اسألك يا دولة رئيس الوزراء عن من سيحدد الأداب العامة الواجب صيانتها , بالطبع سيخضع كل شيئ لمزاج وتصورات منفلتة لطغمة ظلامية وبالتأكيد سيتعرض الخارج عن ارادة تلك الطغمة للردع السوداوي الظالم ... !! ... اين هي قوانين دولة القانون من كل هذا ... !!
** صيانة الهوية الأسلامية للعراق ... !!
كم هو مخيف هذا الشعار ...!! من هم الذين سيرسمون تلك الهوية ..!! هل هم حفنة من سكان الغرف المغلقة ... !! هل ستشبه الهوية المزعومة الهوية الأسلاموية لدولة ال سعود ... !! ام انها ستشبه الهوية الأسلاموية لدولة ولاية الفقيه في قم وطهران ... !! ام انها ستشبه هوية اخرى اكثر بشاعة ... !!
لابد لنا يا دولة رئيس الوزراء معرفة مصير الدولة المدنية التي دعيت اليها في الحملة الأنتخابية لقائمة دولة القانون الذي انتخبناها على اساس طروحاتك المتنورة تلك ... ام ان الموقف قد تغير بعد ان اخذت اصواتنا في انتخابات مجالس المحافظات والأنتخابات النيابية العامة ... من حقنا ان نعرف ... !!
** الوقوف ضد ثقافة الأختلاط وخصوصا في الجامعات العراقية ... !!
هذا الشعار الخطير قد استمع اليه العراقيون من وزير التعليم العالي الجديد بعد ان تلقى الأرشادات من احد رجال الدين , هل سيتم عزل طالبات الجامعة عن طلابها في صفوف الدراسة والمختبرات العلمية , وهل سيكون هنالك مسرح فيه الممثلين كلهم من الرجال كي لا يكون هنالك اختلاط , ماذا لو احتجنا الى شخصية نسائية في احدى المسرحيات هل سنلبس احد الرجال لباس نسائي ليتنكر ويؤدي دور امرأة ... ما هذه المهزلة ... !!
** محاربة الميوعة التي انتشرت في الوسط الثقافي والجامعي ... !!
حين استمعت لهذا الشعار او التوجيه الصادر من احد رجال الدين للسيد وزير التعليم العالي الجديد اصابني الذعر , فأي ابتسامة بريئة من فتاة جامعية ستكون في نظر المتأسلمين الذين سيهتدون بتلك التوجيهات عبارة عن ميوعة ... ولا احد يدري ما هي نوع العقوبة التي ستطبق على تلك الفتاة المبتسه ... !!
يا دولة رئيس الوزراء لقد كثرت الأنزلاقات التي تقود العراق الجديد نحو القندهره البغيضة ... من هذه الأنزلاقات هو ذلك الشعار الذي جاء على لسان وزير العدل الجديد حين امر موظفات وزارته بالتزام "الحشمة " ... !!
لا احد يعرف حدود الحشمة التي سترضي عقلية هذا الوزير , ربما سنحتاج الى ختم من ولي وفقيه قم وطهران لاثبات حشومية الحشمة ... !! الى اي هاوية سينزلق العراق ... !!
كل هذه الخطوات المتسارعة نحو القندهرة ومع ذلك ترى بعض المتأسلمين يرددون ليل نهار ان لا علاقة لهذه الخطوات بأنشاء دولة اسلاموية في العراق ... !! ما هذا الدجل ... !!
يا دولة رئيس الوزراء نحن نعرف وانت من العارفين بأن الدستور العراقي الجديد حمى في الكثير من بنوده الحريات الشخصية والتعددية الفكرية والثقافية و ثبت مبادئ حقوق الأنسان ... لكن قل لنا بكل صراحة ماذا سيكون مصير هذا الدستور اذا استمر الأنزلاق نحو القندهرة ... !!
ادعوك يا دولة رئيس الوزراء وبكل صراحة خصوصا وانت تقود ما تسميه بحكومة الشراكة الوطنية ان تتحرك بسرعة وثقة والا فسيأتي الدور عليك وستقول لهذا العفريت المتوحش الذي انطلق للقضاء على التجربة الديمقراطية الفتية في العراق حين سيأتي ليأكلك :
"لقد اكلتني ياعفريت يوم اكلت ذلك الثور الأبيض " حينها ستضيع يا دولة رئيس الوزراء وسيضيع معك العراق .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل هو اكتشاف
البراق احمد ( 2011 / 1 / 18 - 09:25 )
تحية للاستاذ آدم الحسن والسؤال هو هل اكتشفت الحقيقة الان بعد مقالاتك تلك في تمجيد حزب طائفي وقائده ابان الحملة الانتخابية ؟ الاحزاب الاسلاموية معروفة الاهداف وتجربتهم النموذج هي ولاية الفقيه ومع هذا نبارك لك معرفتك حقيقة هذه الاحزاب حتى وان جاءت متأخرة مع خالص التقدير

اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف