الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الشعب التونسي

كاظم الخفاجي

2011 / 1 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أبتداءا أقف اجلالا واكبارا لكل شهداء الحرية في تونس الخضراء , واود أيراد بعض الملاحظات الاولية عن هذه الثورة من خلال المتابعة اليومية لمجريات الاحداث على الساحة التونسية فقد أوصلتني تلك المتابعة الى الحقائق التالية والتي لم نشهد مثلها في أي ساحة سياسية في خلال الخمسين سنه الماضية .
1- أنضباط أفراد الشعب التونسي الثائر والمتحضر في المحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي التونسي .
2- وحدة الشعارات المرفوعة من قبل الثائرين وتنحصر اساسا بتوفير الحريات والعدالة الاجتماعية وتوفير فرص العمل لطاليبيه .
3- تخلف القوى والنخب السياسية عن قيادة هذه الجموع الثائرة .
4- عدم تشتيت وحدة الخطاب الجماهيري بأتجاهات مختلفة سواء كان هذا الخطاب دينيا أو يساريا أنما كانت الجماهير موحدة حول هدف محدد هو الحريات الديمقراطية وتوفير فرص العمل وهذا بالتالي اعطى لهذه الجماهير الزخم المتواصل طيلة أيام الثورة التي مازالت متواصلة الى نهايتها المظفرة.
5- التصاعد التدريجي للمطاليب الجماهيرية وفقا لنسق مدروس بعناية فطرية من المطالبات الاجتماعية الى المطالبة السياسية وذلك بتنازل رئيس الدولة عن السلطة ثم المناداة برحيل كل رموز السلطة عن المشهد السياسي التونسي وقد رفضت الجماهير الشعبية للاصلاحات الترقيعية عبر تكوين حكومة ( الوحدة الوطنية )والتي ينطبق عليها المثل الشائع في العراق ( الحصان نفس الحصان بس الجلال تغير ) +
6- حرص الثائرين وأفراد الشعب الاخرين على حماية الاموال العامة والخاصة والمؤسسات العامة بأعتبارها ملكا عاما لكافة مواطنى الدولة التونسية .
7- روح المواطنة الصادقة التي تحلى بها أفراد الجيش الوطني التونسي وعدم مساهمته في حماية الحاكم وأنما أصطف الى جانب المواطنين في الوطن والمواطن على حد سواء
مما سهل كثيرا من مهمة الثائرين وبالتالي تجنيب الشعب التونسي الكريم الكثير من الدماء.
8- عدم ظهور تيارات أقصائية بين الجماهير الثائرة أو لدى النخب السياسية الملتحقة لاحقا بالثورة حتى ضد أفراد واعضاء الحزب الحاكم سابقا وأنما أبعاده حاليا عن مواقعة في السلطة لغرض قطع الصلة بالماضي القريب .مما يعطى أشارة واضحة جلية عن الروح الحضارية التي أمتاز بها الثائرين وروح التسامح والتسامي على الجراح
مما تقدم نرى أن هذه الثورة الشعبية هي فريدة في ولادتها وسلوكياتها وهي نتيجة لتراكم كبت الحريات الديمقراطية والغبن الاجتماعي الفاحش وتراكم للوعي السياسي في الذاكرة الجمعية لمواطني تونس رجالا ونساءا منذ الحقبة الاستعمارية وماتلاها من فترة ماسمي بالحكم الوطني , وبهذه المناسبة نذكر الثائرين ونقول لهم حذاري حذاري من الثورة المضادة وسرقة الثورة من قبل تجار الشعارات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على