الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاض وثبة كانون المجيدة1948

زكى فرحان

2011 / 1 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية




كتب المؤرخون و السياسيون و الباحثون الاجتماعيون و الاحزاب السياسيه المعنيه بالتاريخ السياسي العراقي، و الشرطه السريه العراقيه (التحقيقات الجنائيه - الوثائق)وكتب عنها الباحث المؤرخ حنا بطاطو في موسوعته الموثقة، وكذلك زودت السفاره البريطانيه في بغداد الكثير من البرقيات و الرسائل و الكتب حكومتها في لندن عن سعة الانتفاضه، ونشرت المقالات و التحليلات في الصحف والمجلات ، ومجدتها القصائد السياسية، و كتبت المؤلفات الكثيره عن وثبه كانون الثاني المجيدة عام 1948 ،وكيف أسقط الشعب العراقي الثائر معاهدة 1930 الجائرة التي وقعها نوري السعيد رئيس الوزراء آنذاك، و المعتمد السامي البريطاني ( همفريس) في العراق في زمن الملك فيصل الاول، وقبل أنتهاء موعد تجديدها سارعت حكومة صالح جبر الى تجديدها وتوقيعها في ميناء (بورتسموث) البريطاني في 15كانون الثاني عام 1948 بين صالح جبر رئيس وزراء العراق حينذاك وبين (أرنست بيفن) وزير الخارجية البريطاني، معاهد جديدة وقعت أستبدالاً لمعاهدة 1930 المعقودة بين البلدين،حيث ان الانكليز أرادوا استبدالها و جعلها مرنه لتحقيق اغراض الاستعمار البريطاني بوجه آخر، اكثر استغلالاً و استبداداً، وأن أهم ما جاء في مضمون بنودها ، أولاً- أدخال العراق في عصبه الامم المتحدة عام 1932وأعطائه صفة الاستقلال المزيف مقابل التوقيع، ثانياً- سيطرة بريطانيا سيطرة كامله على توجيه سياسة العراق في الداخل و الخارج، ثالثاً- الهيمنه الكليه على اقتصاد العراق الوطني، الأستيراد و التصدير و خاصة النفط ، رابعاً- تواجد القوات البريطانيه العسكريه الدائم في الاراضي العراقيه، و بناء قواعد جويه في البصره( الشعيبه، و الحبانيه، سن الذبان)،خامساً- الزام العراق بمساعدة بريطانيا في اي حرب تخوضها،سادساً - الاشراف على الجيش العراقي في التسليح و التدريب، و غيرها من القيود التي جاءت في مواد المعاهده المهينة، لقد اثارت هذه المعاهدة استياءً شعبياً واسعاً و عاصفه قويه من الاحتجاجات و المظاهرات والاضرابات، التي قادتها طلائع الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي وشارك فيها افراد من حزب الاستقلال وحزب الاحرار و شارك فيها ايضاً المحامون والمعلمون وطلبة الكليات والعمال والكسبة، وقد طالب الحزب الشيوعي في جريدة (القاعدة) السرية التي كان يصدرها،الغاء هذه الامتيازات الجديدة التي حصل عليها الانكليز بالتواطئ مع حكومة نوري السعيد – صالح جبر،والغاء المعاهدة العراقية -- البريطانية الجائرة،و كتبت تقول،، ان الشعب العراقي بكل فئاته وشرائحه يريد ارجاع الادارات العراقية الى ايدي عراقية نزبهة بدلاً من الموظفين الانكليز، وفي مقدمة هذه الدوائر مديرية التموين العامة بشتى اقسامها، وكذلك احترامها الى استقلال العراق، والكف عن التدخل في شؤونه، أما الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاحرار وحزب الاستقلال طالبا بتعديل الاتفاقية،،،الخ وفي خضم هذا التحرك والاتجاه المعادي للأحلاف والاستعمار البريطاني في العراق والتدخل الاحنبي، ولشدة معاناة قطاعات واسعه من الشعب العراقي المحرومة والفقيرة يكتنفها الظلم المرض و الجوع والحرمان والعوز والبطالة والخور وصعوبة الحصول على رغيف الخبز والكساء والدواء، خرجت مظاهرات صاخبة في كل من الجف والحلة تحيي نضال الشعب المصري وتؤيد انتفاضته ضد الوجود البريطاني على اراضيه وتطالب بالجلاء والغاء المعاهدة 1936 المصرية – البريطانية، و قد سارت في شوارع بغداد و الموصل و البصره مظاهرات واسعه تهتف بسقوط الاستعمار و الغاء المعاهده البريطانيه – العراقيه، كما ساندت نضال الشعب المصري من اجل سيادته الوطنيه و الغاء المعاهده الجائره و الجلاء عن الاراضي المصريه، استشهد العديد من العمال و الطلبه المصريين برصاص الشرطه المصريه، فكان للوثبه المصريه صداها في نفوس العراقيين، مما حفز القوى الوطنيه العراقيه على تعبئة الجماهير، و حيت جريدة الحزب الشيوعي العراقي(القاعده) نضال الشعب المصري الشقيق، وساهمت في خلق راي عام واسع ضد معاهدة 1930 الاسترقاقيه، و ضد المحالفات العسكريه، و كانت جريدة الحزب تدعو الى كيفية الخروج من معاهدة 1930الجائره الاستعماريه التي كبلت الشعب العراقي بالحديد والنار؟ ، ونهبت ثرواته و سلبت حريته و استنقصت من كرامته و استباحت أراضيه، أذاً ينبغي اسقاطها بالنضال الجماهيري الدؤوب،، و قد تعالت الحمله الوطنية عندما شكل صالح جبر الوزاره عام 1947، و استقبلت الاحزاب الوطنيه( الحزب الوطني الديمقراطي و الشعب و الاتحاد الوطني و الاحرار و الاستقلال و الحزب الشيوعي ) و صحافتهما و زارة صالح جبر بالحذر و الريبه، واصدرت الاحزاب بيانا تطالب فيه حل المجلس النيابي المزيف الذي لم يباشر بعد بمهامه، و الذي فرض على الشعب قسراً، وكانت حكومه صالح جبر مصممه على ابدال المعاهد بمعاهده أسوء من الاولى، فعمدت الى البطش و التنكيل بالاحزاب الوطنيه ومنع صحفهم من الصدور،فأجرت محاكمات صوريه لقادة الحزب الشيوعي العراقي، و اصدرت احكام الاعدام على سكرتير عام الحزب وعضوي مكتبه السياسي( فهد ، سلمان داود سلمان،، وصارم ، محمد حسين الشبيبي،، و حازم ، محمد زكي بسيم) كما اجرت محاكمات الى ( كامل الجادرجي رئيس الحزب الديمقراطي، و عزيز شريف رئيس حزب الشعب، وعبد الفتاح ابراهيم رئيس حزب الاحرار) و بطشت بالاكراد العراقيين و نفذت احكام الاعدام باربعه من الضباط الوطنيين العراقيين الاكراد و هم( الرئيس الاول الركن عزت عبد العزيز، و الرئيس مصطفى خوشناو، والملازم خيرالله عبد الكريم، والملازم محمد القدسي) النين اعدموا في عام 1947،و في خضم هذا البطش و الارهاب و الاعدامات بقادة الاحزاب، وغلق الصحافه الوطنيه بدأت المحادثات السريه بين صالح جبر و الانكليز لتبديل المعاهده باشراف مباشر من الوصي عبد الاله ، دعا الوصي الى اجتماع حضره رؤساء الوزارء السابقون وشيوخ العشائر، وراحوا يتباروا الى الحديث عن حاجة العراق الى الانكليز، وانهم ذهبوا لحد القول بأنهم يقدمون حتى ( سطوح دورهم) لتكون مطارات للانكليز اذا اقتضت الحاجه( حمدي الباجه جي ، رئيس وزراء سابق) و قال(عبد المهدي المنتفك، وزير المعارف، والد عادل هو الآن نائب رئيس الجمهورية ) ان الاراضي العراقيه هى جميعها مطارات لبريطانيا، وقال( صادق البصام، وزير سابق) ان العراق هو يحتاج الانكليز لأنهم ضد الشيوعيه، واثنى الاقطاعي الشيخ ( محمد العريبي) على الانكليز،و هو نائب مزمن في مجلس النواب عن لواء العماره، ومن المؤيدين دائما بدون علم ومعرفه يرفع يده ( موافج) و قال ان الطائرات البريطانيه اذا لم تجد مكانا لها ( بويه خل تجي توجي عندي، او توكف على جرف الهور، و الزلم تحميها من كل شر) تصور عزيزى القارىء ضحالة رجال الدوله حينذاك، خدام الانكليز، و جهل هولاء الحكام الرجعيين المرتزقه ، و حقدهم المتأصل الخبيث على شعبهم المسكين وبيع بلادهم الى الاجنبي الغاصب، ولا تهزهم أناة الفلاحين الفقراء المسحوقين الجياع، ولا حسرات الاطفال العرات، ولا آهات و آلام المرضى، و كانت اهم القضايا التي تشغل بال الشعب آنذاك، هما الخبز و الحريه، لقد تفاقمت مسالة الخبز في المدن، وكانت طوابير الناس تختلط فيها الرجال بالنساء و الاطفال تتجمع امام افران الخبز في بغداد منذ الساعه الرابعه فجرا ، أنتظارا للحصول على بضعة ارغفه من الخبز الاسود، الذي تعافه النفس اذا برد، أذ كانت خلطه الطحين خلطه عجيبه غريبه، وأن الحنطه لا تؤلف منه سوى نسبه قليله، فكانت ازمة جوع حقيقيه عانى منها الشعب كثيرا،و بدون ريب ظل الناس يذكرونها من بعد طويلا ، وخاصة الفقراء منهم الذي يؤلف الخبز المكون الرئيسي في غذائهم اليومي،وكان صالح جبر رئيس وزراء العراق، قد سمح بتصدير الحنطه والشعير ارضاء لكبار الملاكين و الشيوخ الاقطاعيين، وكان لهذة الحاله و غيرها من الاثر المتنامي في انفجار سخط الشعب العراقي نحو الانتفاضه المرتقبه التي يتوخى الشعب من حدوثها تغيير حالة البلاد الاقتصاديه و السياسيه، وراحت الناس تردد بعض الاهازيج الساخره، متحدية حكومة صالح جبر وجلاوزته من الشرطه السريه المنتشره في عموم البلاد بأهازيج منها ( هذا الخبز يا صالح للأكل مو صالح---- لاهو حلو و هولامالح—لا هو مر ولا ناصح -- بس النوى بيه طافح ) و المقصود نوى التمر المخلوط مع قليل من الحنطه !!!،،،،( أول الغيث قطرة)،، يتبع

المصدر :

- قيس الياسري، الصحافه و الحركه الوطنيه ص 245

- عزيز سباهي، عقود من تاريخ الحزب الشيوعى العراقي، ص 331

زكي فرحان استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي