الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل الذي احتج عن طريق اضرام النار في جسده يمثل الغالبية العظمى من الشعب التونسي

حميد تقوائي

2011 / 1 / 30
مقابلات و حوارات


مقابلة نحو الاشتراكية مع حميد تقوائي ليدر الحزب الشيوعي العمالي الايراني
حول ثورة جماهير تونس


نحو الاشتراكية: بدأت الأحداث في تونس مع رجل أحرق نفسه احتجاجا على البطالة، والإذلال ، وعدم قدرته على كسب عيشه. كيف تصف المظاهرات الضخمة التي أدت إلى هروب بن علي؟

حميد تقوائي: الرجل الذي احتج عن طريق اضرام النار في جسده يمثل الغالبية العظمى من الشعب التونسي. غالبية الناس يواجهون البطالة والفقر ، وتدني الأجور وارتفاع الأسعار ، وتظهر الانتفاضة الحالية أن الناس لا يمكن أن يتحملوا الاوضاع الراهنة اكثر من ذلك. وفي جانب اخر فان جماهير تونس كان يظطهدون من قبل نظام وحشي وفاسد لمدة 23 عاما. عندما اكتشفت الجماهير قبل بضعة أسابيع ارقام ثروة عائلة زين العابدين بن علي بمليارات الدولارات على موقع ويكيليكس، كانت تلك القشة الأخيرة. الأغلبية من التونسيين مثل شعب إيران، أو أي دولة أخرى في ظل دكتاتورية وحشية، كانوا يكرهون الحكومة والنظام القائم لفترة طويلة ولكن اندلاع الثورة يتم بظل ظروف سياسية معينة. في حالة تونس ، فان الفقر الذي لا يطاق وعلى النقيض من الثروة التي لا يمكن تصورها للديكتاتور وعصابته قد أتاحت مثل تلك الظروف. نجحت الثورة في إسقاط بن علي لكن ما ذلك الا بداية. نجا الدكتاتور ولكن الديكتاتورية لا تزال موجودة. ينبغي للثورة ، ويبدو أنها تقوم بذلك ، المضي قدما إلى الاطاحة بالنظام بأكمله.

نحو الاشتراكية: الثورة في إيران التي اندلعت منذ حوالي سنة ونصف والتي ما تزال تعبر عن نفسها في مختلف المناسبات هي ذات طبيعة مماثلة : اندلاع ثورة الملايين من الناس، الشباب والنساء والمثقفين والعمال والعاطلين عن العمل.. وغيرهم. بعد ان اعلنت نتائج "الانتخابات". هل ترى تشابها بين الأحداث التي وقعت في ايران وتلك في تونس؟

حميد تقوائي: ظل الناس في ايران يواجهون دكتاتورية وحشية لأكثر من ثلاثة عقود. في ايران كما في تونس يواجه الناس الفقر والبطالة وفساد الحكومة وجميع السلطات، والافتقار إلى الحرية السياسية والحريات المدنية ، الاضطهاد والاعتقال والتعذيب والاعدام لاعضاء لأحزاب المعارضة والنشطاء السياسيين وحتى الأفراد الذين لا يتفقون بالكامل مع المرشد الأعلى ، وما إلى ذلك. وكانت انتفاضة 2009 احتجاجات حاشدة ضد هذه الظروف. أعتقد أن الثورة الحالية في تونس بقدر ما يتعلق الامر بالأهداف المباشرة ومطالب الناس ، مشابهة جدا لانتفاضة 2009 في ايران. في كلا البلدين تحتج الجماهير ضد النظام الفاسد والوحشي وتكافح من أجل المساواة والحرية والرفاه والحياة الكريمة

أعتقد أن الأحداث الحالية في تونس سيكون لها تأثير شديد الاهمية على الوضع السياسي في ايران. بامكانك رؤية شعارات مثل "بعد بن علي ، سيأتي دور سيد علي" (في اشارة الى سيد علي خامنئي المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران) على العديد من المواقع والمجاميع الإيرانية على الانترنت.

نحو الاشتراكية: الآن وقد نجا بن علي ولكن النظام لا يزال هناك. ماذا تقول لشعب تونس؟. هل انتهى الامر؟ إن لم يكن كذلك فكيف سيستمروا ؟


حميد تقوائي: بالطبع الامر لم ينته، والجماهير في الشوارع تعرف ذلك. ذلك احد الاسباب التي جعلت لا احد يقبل بالحكومة المؤقتة وغنوشي، والذي هو نفسه احد مخلفات عصابة بن علي، ويواجه استقالة وزرائه بين يوم وآخر. كما سبق أن أشرت فان الدكتاتورية والنظام، لا تزال في مكانها. الطبقة الحاكمة والقوى الرجعية، بما في ذلك القوى الغربية وجميع الحكومات في العالم العربي، تحاول إجهاض الثورة وادخار وحفظ مكان جهاز الدولة الحالي بقدر ما يمكنهم فعل ذلك. انها حالة كلاسيكية من رد فعل القوى المضادة للثورة. الثورة بامكانها، ويجب ان تستمر، حتى الاطاحة بكامل النظام.

نحو الاشتراكية: ماذا في رأيك المطالب الأساسية للشعب لأي حكومة يمكن أن تحل محل السابقة. لماذا مطالب معينة تكتسب اهمية خاصة بالنسبة للجماهير لكي تدافع عنها في هذه المرحلة؟

حميد تقوائي: الهدف الأول والعاجل لأي ثورة يكمن في التخلص من الدولة والنظام السياسي القديم. وينبغي لجميع السلطات والافراد ممن شاركوا في دكتاتورية بن علي ان يقدموا للمحاكمة. انهم مجرمون وليس لهم أي شرعية ليكونوا جزءا من حكومة جديدة او المشاركة في الانتخابات وهلمجرا. ان الثورة ضدهم، وفقط من خلال إلقاء القبض على هؤلاء المجرمين وتقديمهم الى المحاكمة ، يمكن المضي قدماً. وينبغي أيضا إلغاء جميع القوانين الرجعية والمؤسسات. ينبغي إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين. مطالب ملحة أخرى للجماهير هي الحرية المدنية والسياسية ، وحرية ابداء الرأي، الصحافة ، الإضراب والتجمع والتظاهر، وإلغاء عقوبة الإعدام ، وإلغاء القوانين التمييزية ضد المرأة بشكل خاص. كما ذكرت من قبل فان واحدة من الأسباب الرئيسية للثورة هو الفقر والبطالة. لذا فان توفير عمل لائق والتأمين ضد البطالة للجميع ممن هم على استعداد للعمل هي المهمة العاجلة للحكومة التي تريد ان تساعد الجماهير. هذه هي مطالب الحد الأدنى والاساسية للجماهير وينبغي أن تكون مقبولة من قبل أي حكومة ، وكذلك من قبل أي حزب سياسي في المعارضة. هذه هي المعايير التي يجب على الجماهير ان تستخدمها لتفرق بين القوى الثورية والرجعية في الوضع السياسي الراهن في تونس.

نحو الاشتراكية: هل تتوقع للإسلاميين الوصول إلى السلطة كبديل. ماهي أفكارك في هذا الصدد؟. ماذا نقول للناس الذين يرون الاسلاميين وهم يعبأون القوى في هذا الفراغ ويطلقون دعوات لاقامة صلاة الجمعة بشكل جماعي في شوارع تونس؟ هل يكفي أن تكون حزب معارض أو طرف تم قمعه من قبل النظام القديم لكي تنتخب كقوة او حزب "ديمقراطي" ؟ لماذا؟

حميد تقوائي: لا أعتقد أن للإسلاميين فرصة كبيرة للوصول إلى السلطة بسبب مزاياهم. تونس ليست لبنان أو غزة والإسلاميين ليس لديهم الكثير من التأثير الاجتماعي هناك. تونس مجتمع علماني وحديث وشعبه وثورته حتى الآن لم تظهر أي نية للتحرك في اتجاه الإسلاموية. أعتقد أن السبيل الوحيد للجماعات الإسلامية في الظهور كبديل للسلطة السياسية في تونس هو عن طريق الحصول على دعم الدول الغربية، وليس من المحتمل جدا حدوث ذلك الا اذا عجزت القوى الغربية بالطبع عن ايجاد بديل اخر. ومع ذلك، ونظرا الى الوضع العام للإسلام السياسي في المنطقة ووجود حزب محظور اسلامي معارض في تونس يجب ان نأخذ تهديد الحركة الاسلامية على محمل الجد. في الإجابة على الجزء الثاني من سؤالك أود أن أشير إلى أن وجود الحزب في المعارضة للدكتاتورية لا يجعل من ذلك الحزب بالضرورة ديمقراطيا او تقدميا. كان الخميني في ايران معارضا لنظام الشاه، وكان شخصية رجعية جدا. واذا كان الشعب الايراني قد اكتشف بصعوبة وطريق صعبة الطبيعة الحقيقية للإسلام السياسي، فليس على التونسيين ان يمروا بذلك هم ايضا. ان تجربة الجمهورية الإسلامية في إيران وحركة طالبان في أفغانستان والجماعات الاسلامية في العراق يدل على أن الإسلام السياسي في كل مكان وفي موقف المعارضة هو قوة رجعية وعائقا رئيسيا أمام الجماهير، وبخاصة النساء ، لتحقيق الحرية والمساواة. يجب على الناس في تونس ان يكونوا على بينة من خطر الجماعات الإسلامية، والا يقبلوا أي تدخل من الدين او قوانين الشريعة في الحكومة، او في النظام التعليمي، او في منظومة القانون والقضاء.

نحو الاشتراكية: الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي يدعم الثورة في تونس. ما هو الدور الذي تعتقد أن بامكان هذا الحزب أن يقوم به في هذه الثورة على الرغم من بعده آلاف الأميال ؟ كيف يمكن للشيوعية العمالية ان تكون نشطة ومؤثرة ؟

حميد تقوائي: أعتقد أن حزبكم يمكن أن يلعب دورا هاما للغاية. واحدة من فوائد دكتاتوريين مثل بن علي للطبقة الحاكمة هو قمعه للشيوعيين والأحزاب الثورية والنشطاء الذين ، عندما تظهر الثورة ، بامكانهم قيادة الجماهير نحو الحرية. لذا فمن واجب جميع الشيوعيين والنشطاء الثوريين في جميع أنحاء العالم ان يساهموا بأي شكل ممكن لهم لدعم ، الارشاد للطريق، وضع وصياغة الأهداف والمطالب من انتفاضة الشعب ضد الحكومات القائمة في أي جزء من العالم. وفي حالة الثورة الحالية في تونس فان دور حزبكم بامكانه ان يكون فعالا جدا. انتم تتحدثون نفس اللغة، لديكم خبرة تصل إلى مواجهة كل أنواع القوى الرجعية في العراق ، وقبل كل شيء انتم تمثلون الشيوعية العمالية، وهي قوة راديكالية ونشطة في إيران والعراق وكل أنحاء العالم لانتقاد ومحاربة النظام العالمي الجديد - أي رأسمالية ما بعد الحرب الباردة والإسلام السياسي في نفس الوقت. كل هذه العوامل تعطي حزبكم مكانة فريدة في مساعدة الجماهير والجماعات والحركات اليسارية والراديكالية في تونس.

نحو الاشتراكية: : شكرا جزيلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال