الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزلزال السياسي ونهاية الاصنام

زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)

2011 / 1 / 31
السياسة والعلاقات الدولية



إن ما حدث في العالم العربي ما هو الا زلزال سياسي جاءت متاخرة رغم وقوع اغلبية الانظمة العربية على خط الزالزل منذ عشرات السنوات ، الانظمة التي قامت على شرعية الثورة التي لا تستند على اي اسس دستورية ام مفاهيم ديمقراطية وحقوق الانسان،الانظمة التي قامت على عنصرين هما التخويف والتجويع، الانظمة التي حولت الاوطان الى سجون واعدمت فيها الكلمة واعتقل تحت جبروتها الرأي ، الانظمة التي اخلفت اجيال من الضياع والجهل والاستهلاك التي دمرت قدرات الفئات الشبابية في سواد كوابيس البطالة والمخدارت وما الى ذلك من الكوابيس التي اغلق بها كل النوافذ نحو الحرية والمشاركة السياسية.
اننا اليوم نعيش حالة من الدمينو في الوطن العربي، الدمينو تلك النظرية التي استخدمت من قبل الساسة الامريكان في جنوب شرق اسيا ايام حرب فيتنام الشهيرة، اليوم بعد مرور عقود على تلك النظرية وإهمالها في العلاقات الدولية عادت لتسيطر على المشهد السياسي الشرق الاوسطي بنمط جديد واثار مختلفة. ولكن السؤال التي قد يبادر الى الذهن هو لماذا حدثت التغييرات بهذه السرعة وعلى هذا النمط من التعبير العنيف عن المطالب والحريات العامة.
لمعرفة الرد على تلك التساؤل لابد لنا من معرفة طبيعة الانظمة العربية التي تدير المنطقة العربية، ومدى كلاسيكية تلك الانظمة وعدم صلاحيتها في إدارة المجتمعات الانسانية في القرن الجديد، قرن العولمة وشباب الفيزبووك.
إن الانظمة العربية سيطرت على مقاليد الحكم من خلال ثورات دموية حيث تخلص بعض النخب العسكرية من اقرانها بطرق وحشية ودموية وزرعت في نفوس الشعوب عقدة الترهيب والخوف من السلطة، والظهور بموقف المحررين والمنقذين لتجربة السلطة الوطنية بعد الاحتلال، ولكن لم تغن شعاراتهم عن الحق شيئا فلم تتمكن تلك الانظمة رغم شعاراتها الاشتراكية من تحقيق العدالة الاجتماعية والفجوة الطبقية بل على العكس من ذلك ازددت الهوة بين الطبقات الاجتماعية وظهور ما يمكن ان نسميه العبودية المعاصرة.
ونظرا لعامل التشابه والتقليد في الانظمة العربية لذا سوف تكون التحليل القائم على نظرية الدمينو من انسب التحليلات السياسية للزالزل السياسي التي ضربت عروش الطغاة وحطم آمالهم في البقاء الابدي على كراسي الحكم. هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى تتشابة سيكولوجية الافراد في المنطقة العربية فالترهيب والقمع انتجت الكثير من الامراض النفسية بين الناس واصبح الحاكم الصنم الشخص الذي لا يقهره إلا الموت وان التخلص من الطغيان عن طريق القوى الداخلية ما هو إلا حلم في سماء اللاواقعية، ولكن كما قال الشابي اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر، قد تزهق ارواح و تهدر دماء زكية لكن في سبيل التخلص من الاصنام سوف تاتي بثمار ياكل منها الاجيال القادمة التي تستحق الحياة.
إن الزلزال السياسي اقوى بكثير مما تتوقعه الانظمة وإن الاجهزة المناخية الخاصة بهم سوف لا يقدرون على قياسها. إن عصر الطوارى وشرعية الثورة قد ولت وان الشارع بات الرقم الصعب في تغير الموازين السياسية.

*كاتب ومحلل سياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة