الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسحوق الظلام

عائشة جرو

2011 / 1 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلنا يتذكر كيف خرج علينا في لأعوام الأخيرة بعض الشباب المتأسلمين، في صورة قنابل موقوتة، تزهق أرواح الأبرياء، و تقتل فقراء مسلمين أيضالاحول لهم ولا قوة غير بعض القوة للبحث عن القوت اليومي إن وجد.بل وامتدت أحزمتهم إلى أبرياء من غير المسلمين داخل بلاد الإسلام وخارجها بحجة الكفر ،والإلحاد، والعلمانية، والتغريب، والاختلاف المنبوذ، من طرفهم ممتثلين في ذلك إلى تعاليم وتعليمات من شيوخهم العافين عن اللحى المخضبة بالحناء والمسك الغارقة شواربهم بين افخاد نسائهم المثنى والثلاث والرباع ،وما ملكت أيمانهم وجواريهم.رافعين في كل مرة فتاوى شاذة ،ما انزل الله بها من سلطان، من "رضاع الكبير" "ومفاخذة الرضيع"
"وزواج المضياف والمطياف والمصياف والمسيار والمتعة..."التي لا يستمتع بها
غيرهم في فنادق "اللٌوكس" في بلاد "الغرب الكافر الملحد الاباحي!!!؟؟؟".أو من خطباء وفقهاء السلاطين المليارديرين المختبئين في كنف دوحة شيوخ البتر ودولار المتصهينين وبين أدغال أفغانستان وفي منتجعات دبي وابوظبي تغدق عليهم الفضائيات المتأسلمة والأمراء والملوك عملاء إسرائيل.

يؤمر هؤلاء الشباب المساكين المحرومين من أدنى حقوق العيش الكريم، بالانتحار وبما أنهم لايستطعون الباءة في الدنيا فعليهم الجهاد ليفوزوا "بالحور العين" و"الغلمان" في الآخرة حيث وعد الجنة المستحيلة عن أحلامهم الدانية قطوفها من أيدي شيوخهم نجوم الفضائيات، التي تدفع لهم بسخاء،ولا تغيير في الواقع المزري الذي ترزح تحته ملايين الكادحين/الكادحات من الخليج الى المحيط.بل عودة حثيثة ومتسارعة إلى مناخ القرون الوسطى.

الآن وبعدما انطلقت شرارة الثورة الشعبية المجيدة في كل من تونس ومصر بدافع الجوع والفقر والقمع وكنتيجة لانعدام الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواةوالكرامة والديمقراطية وبعدما بلغ السيل الزبى وطفح الكيل بالشعوب فتدفقت سيلا جارفا ،عاصفة مشتعلة التهمت الطغاة: صرخ الجائع والمعطل والذي/التي يستطيع الباءة ولكنه/ها ممنوع من الزواج ممنوع{ة} من الحرية من التعبير. يحاول البعض اليوم أن يركب الموجة ويسرق الثورة وينسب إليه مجد الأحرار، يسرق أحلام الشباب البسيطة. فهذا "القرداوي" الشيخ الملياردير المتزوج مرتين -وهوالشيءالذي لايستطيعه شباب "الأمة" الرازح تحت عتبات الفقر- يعنون برنامجه على الجزيرة بجهاد الظلم؟ أثناء انهيار نظام الدكتاتور البائد بنعلي بيد أننا لم نره ينبس ببنت شفة حين احتراق "الأرواح البوعزيزية " الفقيرة . ولم نر سحنتة "المنعمة" طيلة اندلاع الثورات في مدن وقرى تونس، حتى حسم الشعب الأمر وفرالطاغية هاربا يجر ذيول الذلة والمهانة . يطل علينا الشيخ الملياردير " بجهاد الظلم " وهو الذي انكفأ عن انتقاد إحتضان قطر للدولة الصهيونية واستنبات سفاراتها كالفطر بعدة دول عربية،وشأنه في ذلك شان الفاسدين المكدسين للأموال لم نسمع انه شارك في تمويل مشاريع تخفف من معاناة الشباب من أبناء الفقراء. وبعدما أخذ النظام المافيوي الفاسد بمصر ينهار بفعل الدماء الزكية لشهداء الثورةوصمودالشباب وبشجاعة باهرة في وجه فلول الجهاز القمعي أطل مرة أخرى من نفس الدوحة ليدعي انه مع المظاهرة ومع الامتثال لرجال الأمن.

على نهج القرداوي المنعم سار المحاسب السابق و الداعية المليونير حاليا عمرو خالد الذي اندس كلص في آخر لحظة وسط المتظاهرين منتهزا فرصة تصوير فضائية الجزيرة في إخراج مبيت وتواطيءمفضوح... بينما خرس طيلة أيام الثورة الشعبية التونسية. وكلنايعلم كيف كان طيلة الوقت يجرع هؤلاء مقادير مركزة من مخدرات ومسكنات السلف الصالح . هذا الشيخ "المودرن" حليق الذقن والذي يرتدي آخر صيحات الموضة الغربية الفاخرة "السنييه" والبدلات ذات الماركات العالمية، لا يجد منها شباب "الأمة" الفقراء سوى الأوهام ،من بركاته "لا نفعنا الله بها" أندية – بدعة - "صناع الحياة" مدعياان الدولة لا تستطيع حل مشاكل الفقر والبطالة وأنها لاتتحمل مسؤولية المهمشين والأمية والجهل والتفقير وانعدام العدالة الاجتماعية والمساواة بل على هؤلاء القيام بهذا الدور الجسيم بشكل فردي دون أن يثوروا على حكامهم قصد تغير الأوضاع المزرية. اليوم يتسلل هذا المنافق المتملق الزئبقي لثوان فقط من اجل اخذ الصور والاستعراض لغرض لا يعلمه إلا يعقوب، وسط الغاضبين ،وما عهدناه ثائرا بل مخبرا مسكنا ومهلوسا هاذيا بالأدعية ، فغداة حرب غزة صرح بزعيقه المعهودأن المظاهرات لن تساعد الفلسطينيين في شيء، ويبقى الدعاء وحده كفيل بحل جميع مشاكل المجتمع مستغلا في ذلك مواهبه التمثيلية. لكن مسحوق الظلام لن يقدر بعد اليوم على إخفاء بشاعة وجه الأنظمة ورداءة زمنها المتهاوي تباعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خفافيش الظلام الناعقون.
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 2 / 1 - 06:41 )
لقد اصبت كبد لحقيقة ايها الفاضلة. ان هذا المعتوه وامثاله ما هم الا خفافيش الظلام وانهم الداء الوبيل الذي ابتلت به امة الاسلام ويا ليت شعري اي امة هي التي تسمح لنفسها ان تصدق مثل هذا الداعية وهي تعرف جيدا انه يضحك عليها لابتزازها باسم السلف الصالخ ولا نعرف من هم السلف الصالح المقضودين في محاضراته.ان مثل هؤلاء يبررون الاعمال الاجرامية والفساد وينسبونه الى القضاء والقدر وما على المسم الا الخنوع والاسنكانة والتسليم لاولي الامر المزيفين كـ أل مرخان.كم سمعناهم يرددون - ان الدعاء سلاح المؤمن- وياليتهم يدلوننا على من استجاب الله دعائه من المؤمنين ونحن نرى الصهاينة يقضمون ارض فلسطين والدعوات تنهال عليهم في كل يوم من المسلمين. انه تدجين للعقول.فاذا كان الدعاء وحده كاف لتحرير الشعوب فلماذا خاض المسلمون والرسول بين ظهرانيهم الحروب في صدر الاسلام ولماذا هزموا في موقعة احد؟؟.عندما احتل المسلمون العراق ومصر وفارس هل كان احتلاهم بالدعاء ام بقوة السيف؟؟.ان العتب كل العتب على العقول المدجنة الذين يرون السراب ويحسبونه ماء ولكن:
ومهما تكن عند امرء من خليقة *** وان خالها تخفى على الناس تعلم
عاش شعب مصر .

اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص