الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستثناء المغربي حقيقة... ولكن

أحمد سالم أعمر حداد
(Ameur Hadad Ahmed Salem)

2011 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


أحداث العالم وحدها صاحبة السلطان،ولا سلطان أبدا للنظريات والتحاليل المتخصصة في العلوم السياسية كغيرها من العلوم الاجتماعية، اللهم ذلك السحر المتمثل في الاستئناس الأدبي ، والتناظر الفكري التنافسي لأغراض أيديولوجية أو دينية أو عرقية، وفي أحايين كثيرة لأغراض فوضوية إرهابية، عندما يقوم البعض بعجن الفكر والثوابت العلميةـ لخبز فطيرته الخاصة،وتقديمها على أساس أنها الأشهى والأطيب. متناسيا عن جهل، أو عمد، أن للكون سننا يسير بها ،وان الشعوب مهما أبكمت وأخرست بالقوة العمياء،لابد ان تلد من أرحامها، مواليدا بأصوات مدوية واضحة وهادفة.

هذا قول الفصل وزبده الفوضى العارمة التي بدأت شرارتها المنبعثة من جسد البوعزيزي بتونس ، ووصلت بتقنيات الاستنساخ والتمثل العربي إلى محاولات إحراق جسدية على الطريقة البوعزيزية،إلى مصر والجزائر وموريتانيا، وارتقت إلى نفس الفوضى التونسية مع تحسينات فرعونية بمصر حسنى مبارك، التي لا يزال يمسك عليها،إمساك الرضيع النهم على ثدي أمه غير الحلوب، حتى بعد أن خرجت مصر عن بكرة أبيها وخرج معها الجيران والأحباب والعرب والعجم يطالبونه بالرحيل وفورا،في إعادة مقيتة لما قام به صدام العراق الذي لم يرضى لنفسه الخروج من العراق، سوى إلى القبر مشنوقا ذليلا،بعد أن أباد العباد وأحرق العراق و تبخرت حضارتها بالفرن الأمريكي الإمبراطوري الخطير.
الفرن الأمريكي أو السياسة الخارجية الأمريكية كانت لي معه وقفة على صفحات القدس العربي يوم08/04/2005 ،في مقالة تحت عنوان " عندما احترقت الطبخة الأمريكية "، في تنبيه إلى خطورة وحتميات فشل السيناريو الذي أراده بوش" أبو الفشوش الإمبراطوري" سلف باراك اوباما للعراق. هو نفس الفرن الذي يتسبب الآن في ارتقاء الأنفلونزا التي يعاني منها النظام السياسي العربي التي نبهت إليها في مقال على موقع الحوار المتمدن يوم 08/01/2006 ، وهو المرض العضال الذي انتقل إلى الدول العربية بسبب الرعشة الرهابية ومشاعر الخوف العميقة التي أصابت حكام الدول العربية ، بعد احتلال العراق والإطاحة بتمثال الخلود السياسي وأمثولة الحكم المفرد العربية بالعراق ، منذ سقوط بغداد و بسبب تداعياته .وأصيبت به كل الدول العربية بتلاوينها السياسية ومؤشراتها الاقتصادية المختلف .

فمنذ عشرات السنين كاد علماء السياسية الدارسين للنظام السياسي العربي يجمعون على تدريس فرضيات نمطية مفادها، أن التغيير بالدول العربية لا يمكن أن يخرج عن حالات ثلاث، إما تغيير خارجي مملى من القوى الغربية، أي من الخارج، أو بسبب مهام عزرائيل عندما وهو يقوم بقبض أرواح من حانت ساعته من الرؤساء والحكام العرب،وفي أحسن الأحوال انقلاب عسكري مدعوم بدوره من الخارج. وهي فرضيات أثبتتها انقلابات موريتانيا المتتالية، وانتقال السلطة بالمملكة العربية السعودية،بعد موت الملك فهد رحمه الله إلى أخيه الملك عبد الله. بينما يظل التغيير من داخل المؤسسات أمرا مستحيلا بالنظام السياسي العربي.
كما أثبتت مختلف حالات التغيير بالبلاد العربية، خطورة نظام الحزب الواحد، على استقرار النظام السياسي،لأنه يدفع إلى الاحتقان الاجتماعي وجمود السياسات و المزيد من الظلم وتكريس واقع شخصنة النظام السياسي،وتأبيد الحكم المفرد، الذي احرق العراق، وتونس،ويحرق الآن مصر والبقية تأتي.

لكن ما هو الوضع بالنسبة للمملكة المغربية ؟

اعتقد أن النظام السياسي المغربي حالة فريدة خارج كل معطيات الفوضى السياسية التي يعرفها النظام السياسي العربي، وهو نموذج تنمية وديمقراطية يستحق الإشادة والمتابعة للأسباب التالية :

1- استناد النظام السياسي المغربي إلى معطى الملكية الذي يستمد شرعيته ليس من الأدبيات السياسية، بل من الشريعة الإسلامية والبيعة التي يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، قرنا بعد قرن، وهي ملكية محط إجماع وطني، ومبعث استقرار، وأثبتت قدرتها على الاستمرار،وهزمت محاولات متعددة ضد التغيير بالانقلاب العسكري ، في محاولات كثيرة ضد نظام المغفور له الملك الحسن الثاني.

2- نجاح نظام جلالة الملك محمد السادس، منذ توليه العرش سنة 1999، في محو أخطاء السياسات الرسمية للدولة، المصطلح عليها بسنوات الرصاص، بعد جبر ضرر و تعويض ضحايا الاختطافات و الاعتقالات ت التعسفية وسجناء الرأي السياسي، نتيجة عمل هيئة الإنصاف و المصالحة.

3- استباق مخاطر التفكك العرقي والثقافي، بالاستجابة إلى مطالب الامازيغ ، وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية،والاستجابة لمطالبهم بإدراج المنهج الامازيغي ضمن مقررات التعليم، وبرامج الإعلام الرسمي.

4- كما قام الملك بتأسيس مجلس ملكي استشاري للشؤون الصحراوية، يبحث مشاكل أقاليم جهة الصحراء، على ضوء إطلاق مبادرتي الجهوية الموسعة والحكم الذاتي، كحل واقعي ونهائي لمشكل الصحراء، بما يبعث على جديه الاستراتيجيات الملكية الرامية إلى حفظ السلام الداخلي و المغاربي.

5- استقرار جلالة الملك محمد السادس، بقلوب الشعب المغربي،واستمداد قوته من فئاته المعوزة والمحتاجة، بتركيزه على العمل الميداني الشخصي،على الأوراش الاقتصادية والاجتماعية، مثل إطلاق مشاريع السكن الاقتصادي، وحيازته لقب ملك الشعب، وبذلك يكون نظام الملك محمد السادس، أسس لطفرة بالنظام السياسي العربي حيث لا يستند الحاكم إلى قوة الحزب الواحد.

ولكن

1- لا ينبغي للدولة التحجج بضعف الأحزاب الموجودة على الساحة المغربية والمضي بسرعة كبيرة في مشروع فؤاد عالي الهمة كاتب الدولة السابق في الداخلية، المعروف بحزب صديق الملك المسمى بالأصالة والمعاصرة، حتى لا تتكرر تجربة الحزب الواحد التونسية أو المصرية بالمغرب، كلما تقوى الحزب وامتد انتشاره المكوكي. خاصة مع شكوك تقول بأن هذا الحزب المرتقب سيحظى بدعم الدولة خلال الانتخابات القادمة، وهو ما سيشوه مصداقية العمل السياسي والحزبي بالمغرب. ومن الأفضل تركيز الحزب على العمل الاجتماعي والمدني إلى حين حيازته المصداقية والتجربة الميدانية، ويدخل غمار المنافسة السياسية استحقاقا وبشكل ديمقراطي.

2- ضرورة انخراط الحكومة الجدي في الاستراتيجيات الملكية التي عبر عنها جلالة الملك محمد السادس في مختلف خطبه و إيجاد حلول واقعية وجريئة وعاجلة لمشاكل السكن الاجتماعي والبطالة وإدماج الشباب، بدل التسويات الجزئية على أساس الو لاءات الحزبية أو القبلية.

3- الحد من حالات النفوذ السياسي على أساس عائلي أو جهوي أو قبلي.

4- الإسراع في إعمال اوراش الجهوية الموسعة والحكم الذاتي ، وتفعيل الحلول السوسيو- اقتصادية بجهة الصحراء وباقي جهات المملكة ، حتى لا تتكرر كارثة مخيم اكديم ازيك ، بمناطق أخرى من المملكة المغربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحلول يجب ان تكون شاملة
محمد الكناوي ( 2011 / 2 / 2 - 10:18 )
استباقا للأحداث أعلنت الحكومة المغربية أنها ستقوم بتوظيف كل العاطلين أعضاء المجموعات المعطلة، وهذا يذكرنا بخطوة قامت بها وزارة التربية الوطنية منذ أكثر من ثلاث سنوات، عندما أعلنت عن مباراة للتوظيف، ومن بين شروط المشاركة أن يكون المرشح مسجلا في لائحة إحدى المجموعات المعطلة، ليصبح الوقوف أمام البرلمان وممارسة لعبة القط والفأر ما بين قوى الأمن والمعطلين، جزء من التكوين في المغرب. أقول هذا فقط لأقول للحكومة بأنه هناك الآلاف من المعطلين لا يملكون الوسائل المادية والمعنوية للنزوح إلى الرباط والوقوف أمام البرلمان، وهؤلاء لهم الحق كذلك في التوظيف والعمل


2 - الديموقراطية،الحرية،العدالة الاجتماعية
حازم السريتي ( 2011 / 2 / 2 - 12:52 )
طريق اليموقرطية والحرية والكرامة معروف ومن يدافع عن الاستثناأت انما هو يفعل لمصلحة ما،فما مصلحتك انت حينما تدافع عن نظام قروسطي
ليس هناك اشتثناء ولا تحاول التحايل والخداع.ان مصدر السلطة الوحيد هو الشعب وبالاقتراع وما دون ذلك هراء،لا دخل للسماء او الله والدين في مسائل تدبير شأننا العام الارضي ومن يحاول استغلال الدين لشرعنة سلطة دنيوية فهو يلعب على جهل الناس وخداعهم ويستبد بمشيئتهم


3 - لا ادري ما سبب منع تعليقي من النشر
ح العلوي ( 2011 / 2 / 2 - 16:42 )
لا ادري ما سبب منع تعليقي من النشر


4 - هل سيقوم البعثيون بنشر هذاالتعليق؟
ح العلوي ( 2011 / 2 / 2 - 17:20 )
اعتقد أن النظام السياسي المغربي نظام عنصري, فاشي وديكتاتوري يستحق الاطاحة به للأسباب التالية :
1. النظام يمارس العنصرية على الامازيغ ويمنع الاباء من تسمية ابنائهم باسماء امازيغية, ويرفض ترسيم الامازيغية
2. الرشوة متفشية في كل انحاء البلاد
3. الفقراء في المغرب لايستطيعون حتى شراء الطماطم, بينما الملك يسكن في افخر القصور.

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير