الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة حماه في شباطها التاسع والعشرين...جاء زمن العدالة

نصر حسن

2011 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


مأساة حماه في شباطها التاسع والعشرين
جاء زمن العدالة

تمر مأساة حماه في شباطها التاسع والعشرين وسورية في زمن جديد , زمن استطال طويلا وتراكم معه عذاب كبير وظلم ليس له حدود من قبل نظام لاعقل له ولاقلب ولاضمير , ماوسع يكرر نفسه ويستنسخ صور الجلاد بشتى أشكال التمويه والتضليل والتعامي عن معالجة ماساة مدينة تمددت إلى شكل ماساة وطنية إنسانية عاشتها وتعيشها سورية بصمت ظنه الطغاة نسيانا أو تعايشا مع الظلم والظلام !.
في شباط عام 1982 ارتكب النظام في سورية حريمته النكراء بحق المدنيين في مدينة حماه ونفذ رعاع وحثالة النظام حملة إبادة جماعية للأطفال والنساء والشيوخ والعزل وهدم المدينة الخالدة فوق رؤوس أهلها ,ومارس أبشع واحط اشكال الجريمة وصورها ومثل بالمدنيين قتلا جماعيا في قارعة الطرقات واقبية التعذيب ,ما شكل عارا على النظام لن يمحيه سوى العدالة ومحاسبة المجرمين الخارجين عن القانون والعرف البشري والإنساني ,ففي اقل من شهر هدمت المدينة ونهبت وحرقت وقتل الناس وشردوا وفقدوا في غياهب السحون ,في واحدة ,, من معارك التحرير,, التس تشكل وسام عار أبدي للطغاة والمجرمين اللذين رسموا ونفذوا وشاركوا في الجريمة الوطنية والإنسانية النكراء .
تسعة وعشرون عاما مضت على الجرائم التي ارتكبها ,,أشاوس التحرير,, والنظام ماض في غيه وظلمه واستهتاره بحق أساسي هو حق الحياة وواجب اساسي شرعي ودستوري هو التحقيق في الجرائم ومحاسبة مرتكبيها ورفع الظلم عن المظلومين ورد الاعتبار الوطني والإنساني للأحياء والأموات ممن شهدوا الماساة وعاصروها واكتوا بنارها .
تسعة وعشرون عاما والجرح ينزف بصمت ومخلفات الجرائم الإنسانية والاجتماعية والوطنية تتزايد بحكم الاهمال والحصار والثأر من المدينة الخالدة التي كانت وماتزال مدرسة للبطولة والثوار والوطينة.
لكن شباط المأساة يمر على حماه اليوم بشكل آخر ونسمات أخرى هبت من تونس الخضراء, حولهتا شرارة شهيد الثورة محمد بوعزيزي إلى عاصفة تكنس الطغاة والجلادين ,مالبست أن انتقلت سريعا إلى مصر العربية لتطوي صفحة الطغاة والفاسدين , عواصف ثورة كرامة وحقوق بدأت تهب على الفيحاء وعلى سورية
إنها مرحلة الحرية ومحاسبة الطغاة الذين أهانوا الشعب واشاعوا الجريمة والفساد وكسروا إرادة الشعب وحولوا سورية إلى مواخير من افشل والفساد والغوغائية واهمين أن الزمن توقف على عتبات قصورهم وجنازير معتقلاتهم وأقبية سجونهم ,وواهيمن أكثر بأن هذا الشعب وبحكم ممارساتهم اللاإنسانية لعشرات السنين قد تحول إلى عبدا لهم والوطن إلى مزرعة يتوارثونها بالتسلسل.
إنه فعل الطغاة الجبان والغبي على مرالتاريخ , لم يفهمه بعضهم أبدا , وفهمه بعضهم متأخرا , ويبدو أن طغاة الحكم في سورية على يقين أنهم خارج الحساب والعقاب وحركة التاريخ!, هو التفكير الفردي الشمولي الديكتاتوري نفسه, بصوره الكثيرة الآثمة , لكن الصورة اليوم في العالم العربي وفي سورية تحديدا هي ذات ملامح جديدة وإطار جديد, لقد هبت رياح التغيير الشعبي الحر المبني على إرادة الشعب ,إرادة الحياة الحرة الكريمة بعد أن طفح الكيل بالظلم والظالمين, إنه استحقاق الحياة وتطورها وقدسية الحق الإنساني في كل التشريعات والدساتير, إنها صرخة المظلوم في وجه الظالم ,صرخة الحرية في وجه الجلاد, صرخة العدالة في وجه المجرمين و صرخة العصر في وجه المتخلفين وطنيا وإنسانيا.
ظن زين العابدين بن علي أنه خالدا في تونس الخضراء , وظن حسني مبارك فرعونا جديد في ارض الكنانة , وظن بشار أسد أن الشعب السوري عبدا وسورية مزرعة وجاء لكل واحد منهم الجواب الشعبي الذي يستحقه ويليق بمقامه!, هرب الأول ذليلا مهانا بلعنة الشعب , ويكابر الثاني في غيبوبة غير مصدقا صوت الملايين في مصر يطالبون بالحرية والكرامة..ولازال بشار أسد يراوغ بين أولوية الأمن والاصلاح الكاذب المخادع ! إنه غباء الطغاة والظالمين على مر التاريخ .

إنها نهاية الطغاة في حركة التاريخ التي هي أقوى من حصونهم وقلاعهم ومخابراتهم وأجهزتهم التي تنهار كلها بأسرع مما يتصور الطغاة في لحظة حاسمة قررفيها الشعب أن يكسر حاجز خوفه من جبروت الجلادين ويملك إرادته الحرة وإصراره على تغيير واقعه وإرجاع حقه وكرامته الذين عبث بهم الطغاة بكل وقاحة وفجور ولاإنسانية ,إنها لحظات فاصلة في تاريخ سورية والعالم العربي , لازال الطغاة المتخلفون عقليا ووطنيا وإنسانيا يكابرون هاربين من استحقاقها الكبير اليوم. تحية إلى كل شهداء حماه وشهداء سورية الأحرار ,وتحية إلى كل رموز الحرية على امتداد الوطن الجريح من سجونه ومعتقلاته ومدنه وقراه وسهوله وجباله, تحية إلى شباب سورية القلب النابض بالحياة على مر التاريخ, تحية لكل رموز الحرية في سورية اليوم وهم يدقون أبواب التغيير الوطني الشعبي الديمقراطي الذي لاحياد عنه,
لقد حان وقت الحساب فكيف سيواجه الطغاة في سورية مصيرهم الأسود المحتوم؟
الشهور أو الأيام القادمة ستجيب أمام عجز الطغاة المدمن عن الإجابة في لحظة السؤال العسير!.

د.نصرحسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة