الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


راجعين ياهوى راجعين

درويش محمى

2011 / 2 / 2
حقوق الانسان


يا الله, لا اصدق اننا سنعود ادراجنا,"اقرصيني" قلت لرفيقة دربي في الغربة, اقرصيني بحق السماء, أحلم هذا أم حقيقة?, فهاهي تونس تعود لأبنائها, وهاهي مصر تكاد ان تفعل المثل, ولابد ان سورية ستلحق بهما, سنعود قريباً يا عزيزتي, سنعود في الربيع, وفي الصيف سنبقى, وفي الخريف والشتاء سنبقى, ولن نغادر البلد الى الابد.
يا الله, لا أصدق انني وللمرة الأولى سأزور قبر أبي, سأجلس بقربه ابكيه بصمت وأهمس في اذنه بصوت خافت كل الاخبار الطيبة, ثم سأبحث عن احبائي, وأعود طفلاً, أمرح وألعب في ساحات مسقط رأسي, حافياً سأمشي واركض اتحسس التراب الدافئ الحنون.
سأذهب الى حلب الشهباء, أجوب أسواقها وحاراتها, التلل والمدينة وسوق الجمعة الشعبي, طريق الباب والشيخ مقصود والصاخور والسريان الجديدة والقديمة, وبعد ذلك سأقوم بزيارة للأخ أبو أنس علي صدر الدين البيانوني, أشرب معه فنجان قهوة, ونتحدث عن الغربة وذكرياتها, ثم سأذهب الى حمص, وهناك أشرب كأس من النبيذ المعتق عند صديقي العزيز "....." صاحب النظارات السميكة الذي لم التقيه بعد الا على ال¯ "ام اس ان".
سأذهب الى دمشق الفيحاء, وسأتوجه على الفور الى منزل المحامي الوطني الشجاع هيثم المالح, اهنئه واهنئ نفسي على عودتنا السالمة لبيوتنا, وعندما يحل المساء سأدعو جهاد نجل السيد عبد الحليم خدام للعشاء في ارقى مطاعم دمشق, فالرجل لم يقصر معي وانا في باريس, ومن لايحبذ ذلك فهذا شأنه وليذهب الى القضاء, في اليوم التالي, سأذهب الى كل من صحيفتي "تشرين" و"الثورة," أبحث عن عمل, وبالتأكيد سأحصل على عمل, فانا املك كل المؤهلات لاكتب عموداً اسبوعياً, وربما عمود يومي يسمى "الياسمين", حينها لا احتاج إلى العمل المضني الذي امارسه اليوم في غربتي, ولن اكون بحاجة لاكتب في صحيفة السياسة الكويتية بعد الان, ولا الصباح العراقية ولا الزمان اللندنية ولا حتى المستقبل اللبنانية, اما جريدة البعث السورية, فلن اعمل فيها, ليس لانني ابغض اسم البعث, لا ابداً, بل لان صحيفة البعث ستصبح في خبر كان في سورية المستقبل.
سأذهب الى جبلة في الساحل السوري, لابحث عن ذلك الشاب اليافع الذي لم التقيه منذ اكثر من عقدين ونيف, لنتذكر معاً تلك اللحظات المرعبة في ممرات وازقة جامعة حلب, حين كنا نوزع سراً المناشير والبيانات التي تصدرها منظمة العمل الشيوعي, والتي كانت تدعو لاسقاط الطاغية.
سأذهب الى كل شبر في سورية, سأكتشفها من جديد, حتى الصحراء السورية لن اتركها من دون اثر, ثم سأعود الى حلب مرة اخرى, وعلى وجه السرعة سأتوجه الى ساحة كلية الاداب , هناك توجد شجرة ياسمين, سأجلس تحت ظلها وانتظر, فربما تأتي تلك الفتاة الجميلة الفاتنة التي عرفتها ايام زمان, فالياسمين يحقق المعجزات هذه الايام.
الله, كم هو رائع السفر من دون هوية شخصية ولا "باسبور "ومن دون مخابرات على الطرقات, وكم هو رائع صوت فيروز وهي تقول " راجعين يا هوى راجعين...منودع زمان منروح زمان".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الافضل ان تحلم
مجدى حلمي عزيز ( 2011 / 2 / 3 - 10:25 )
سيدي العزيز
الافضل ان تكون هناك وتحلم وتتخيل
اصارحك الحقيقة
لن تجد الامور كما كانت كل شئ تغير كما تغير التاس
لن تجد الا الصدمة والياس والانهيار
في الغربة نبني الاحلام ونغذي الخيال
نظن الامور كما تركناها
لاتسترسل ياصديقي في احلام اليقظة وكن واقعيا

اخر الافلام

.. غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


.. اعتقال مؤيدين لفلسطين في جامعة ييل




.. الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟ • فرانس 24


.. وكالة الأونروا.. ضغوط إسرائيلية وغربية تهدد مصيرها




.. آلاف المهاجرين في بريطانيا يخشون الترحيل إلى رواندا