الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشنقة لمبارك في بغداد

سعدون محسن ضمد

2011 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


إلى ساعة كتابة هذا المقال وحسني مبارك لم يزل ممسكاً بخناق السلطة ومن خلالها بخناق المصريين. ما يجعلني في حيرة من أمري، فما الذي يبتعد بشيخ، مسن وذو تجربة كبيرة بالحياة، عن الحكمة والتصرف السليم؟ كيف لم يتعظ بمصير صدام أو مصير بن علي، كيف يُصرُّ على التمسك بالسلطة بهذا الشكل السخيف؟
قبل أسبوع كان يمكن للمنتفضين أن يقبلوا من مبارك تغييراً جذرياً بالحكومة، وقبل نصف أسبوع كان يمكن له أن ينجوا من عقابهم بترؤسه حكومة انتقالية ودعوته إلى انتخابات سريعة لا يكون مرشحاً فيها، وقبل يومين كان يمكن له أن يضمن لجوءا مشرفاً بإحدى الدول مع بعض الامتيازات، واليوم يمكن له يهرب بجلده، لكنني أحسب أن عناده سيمنعه من سماع أي نصيحة إلى أن يقف به وجهاً لوجه أمام الجماهير الغاضبة.
أنا حقاً لا أفهم سر عناد مبارك وأمثاله؟ لم أفهم من قبل الكيفية التي تصرف وفقها صدام؟ صدام الذي رفض كل عروض الإنقاذ بعناد محيّر، وفي تلك الأيام الجميع أدرك حجم الفخ الذي وقع فيه باستثنائه هو، وكمن يعيش بعالم آخر بقي يرفض الخيارات إلى أن وقف مبهوتاً عند أكثرها إذلالاً وضعة. هناك شيء في الحكم لا نعيه نحن البعيدون عن كرسيه، شيء يغلق الوعي ويحجب الصورة ويشوه سلم الخيارات، شيء يجعلك لا ترى ولا تسمع ومن ثم لا تعي إلا ما يوحيه إليك (شيطان) الكرسي من خيارات الالتصاق بوسائده. وهذا ما يفسر الفقر والإذلال الذي يعيشه المصريون، فرئيسهم لم يخطط لرخائهم يوماً كما خطط لاحتكار السلطة، وهو ذات الأمر الذي خطط له صدام ولم يزل يخطط له الأسد وصالح والقذافي وغيرهم. ما يدفعني إلى الخوف من تكرار نفس السيناريو في العراق (الديمقراطي).. ففي أفقنا، ومن بعيد، تلوح رايات نعرفها جيداً وخبرنا كثيراً سوادها والشؤم الذي تنثره حوافر خيولها.
في العراق الديمقراطي تجد الماسكين بخناق السلطة اليوم لا يخططون لرفاهنا قدر تخطيطهم للاستبداد. راقب سعي دولة القانون لربط الهيئات الرقابية المستقلة بالحكومة وستدرك حجم الفخ الذي تريد أن تحكمه حول نفسها وحولنا.. وعلى الرغم من معارضة بقية قوى التحالف الوطني لهذا الموضوع فضلاً عن بقية القوى السياسية، وعلى الرغم من كثرة الانتقادات والتحذيرات والمخاوف التي تثار هنا وهناك، إلا أن دولة القانون ترفض الإصغاء بل وتهدد بزلزلة العملية السياسية برمتها. الأمر الذي يؤكد ما ذكرته قبل قليل، فهي تسوس العراق بنفس عقلية مبارك وأمثاله، هي الآن لا ترى ولا تسمع إلا من وحي (شيطان) التمسك بالكرسي، لذلك هي لا تعي خطورة المصير الذي تذهب إليه سريعاً، والفخ المحكم الذي توقعنا به.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملائكة الشعوب
مازن البلداوي ( 2011 / 2 / 3 - 11:39 )
الأخ العزيز سعدون
قد لايكون السبب الذي يجعل الحاكم هو سماعه لشيطان الكرسي،بل قد يكون بؤس ملائكة الشعب هي التي تجعل كلام الشيطان مسموعا ليس الا
ومايجري في العراق هو التفاف من ناحية عيني عينك، ومن كنّا نعول عليه بان يكون منصفا قد انحاز الآن الى الصف الأخر،وهو وكأنه لايسمع الأهات الشعبية، لاندري ماذا سيحل بالناس وقبل الأنتخابات القادمة،الا اني لااستطيع ان اتصور ان الشعوب خانعة الى هذا الحد ومخدرة بمخدرات عدة ومن انواع مختلفة تتلون بلون الذي يعطيها المخدر.
تحياتي


2 - انهم يخافون الثورة
علي الجاف ( 2011 / 2 / 4 - 05:50 )
لقد اصبت الكثير من الحقيقة استاذ سعدون، الغريب ان عناوين الديمقراطية ترفع دوماً برغم غياب واضح لأدواتها ولشكلها الطبيعي، الحكومة العراقية الان بدأت بالخوف من عدوى الثورة، وتسونامي الغضب الجماهيري من جراء نقص الخدمات والتضييق على الحريات تدريجياً...الكل يتهم دولة القانون بالتسلط ومحاولة الانفراد بالسلطة ولهذا سيكون الاحتجاج كافياً حتى الان ولنرى كم من الرسالة فهمت الحكومة الى الان...


3 - التفاف
احمد الجوراني ( 2011 / 2 / 4 - 16:01 )
لقد اصبحت دولة القانون تلتف على القانون والغريب في الامر ان نواب دولة القانون عند استضافة رؤساء الهيئات المستقله في مجلس النواب يحاولون تكميم افواه النواب المطابين باعادة النظر بقرار المحكمه الاتحاديه بحجة ان قرارها ملزم فاين هي الديمقراطيه وكيف الحال عند التعامل مع الشعب اذا كانت هذه هي الطريقه في التعامل مع نواب الشعب


4 - شكرا اصدقائي
سعدون محسن ( 2011 / 2 / 5 - 12:39 )
مازن البلداوي، علي الجاف، احمدالجوراني.. شكرا لكم على الاهتمام والتعليق.. لكن يا اصدقائي لا دولة القانون ولا غيرها من الكيانات السياسية تعي خطورة عملية الالتفاف على القانون ولا خطورة هتك استقلال الهيئات الرقابية، دولة القانون اليوم بالحكومة، لكنها لا تعرف المآل الذي ستؤل إله الأمور بعد اربع او ثمان سنوات، هذا يعني بانها لا تعرف معني أن عدم استقلال مفوضية الانتخابات سيضرها غدا ان كان ينفعها اليوم..
شكرا مرة اخرى ودمتم بمحبة


5 - سر التمسك
سلمان النقاش ( 2011 / 2 / 7 - 16:18 )
اسمح لي سعدون ان اختلف معك هذه المرة فالذي زلزل كرسي مبارك ليس طغيانه واستبداده فقط فهذا ممكن ان يحفظه الى تاريخ بعيد في المستقبل،ولو لا التدخل العسكري المباشر ما كان لصدام ان يتزحزح ولو شبر عن كرسيه لانه ببساطة كان يمنع وباصرار تمكن العراقيين من المعرفة والفن ووسائل الاتصال الحديثة فهو قد ضمن وبشكل مؤكد انصياع الناس لارادته بعد ما قتل مع سبق الاصرار والترصد ارادتهم ..اما مبارك فان الامر معه يختلف كثيرا فالمجتمع المصري كان يتحرك بمعزل عن ارادته كان ينتفخ بامكانيات المعرفة والادب والفن والعلوم الاخرى وكانت الطاقات الطامحة لدى الشعب المصري تتعكز على هذا الخزين وان استغلت من حفنة رجال اعمال شديدو التوق للنجاحات والمجد حتى تمكنت من السلطة وصيرتها اداة بيدها لكن هؤلاء لم يتخلو تماما عن السوق المصري وامكانياته الثقافية وطاقاته البشرية حتى اتسعت مساحة اللعب لدى الطبقة الوسطى وتمكنت من الانتشار واخذت تطلعاتها تدنو شيئا فشيئا من شرنقة السلطة بعد ان بدأ قيح الفساد يعفن جدار هذه الشرنقة فالمصري بات يدرك تماما انه مستلب وان لا اغلال في معصميه انما سربال دبق يتحرج به في جحيم معرفته بكرامته الناق


6 - الموت الخالد...
حسين خلف حمزة ( 2011 / 2 / 8 - 13:12 )
الاستاذ سعدون ,رغم سعادتي التي لم اتذوق مثلها حتى في لحظة سقوط اركان النظام السابق , فرح غامر يجعلني مع كل خبر اسمعه او لقطات اشاهدها في التلفاز للغضب العارم الذي يسيل كالطوفان في ارجاء مدن مصر وقبلها تونس والان في كثير من الدول العربية والتي جعلت حكوماتها تعيش قلق السقوط وفقدان مميزات كرسي السلطة والنفوذ ودولة المال ,واعتقد بان اكثرهم بداء ينسى كلمة السر التي تفتح مغارة علي بابا.. فلذا تراهم بداؤ يتملقون شعوبهم ويتوسلوهم ان يعطوهم الفرصة للاصلاح والتغير . وكم تمنيت ان ارى شعبنا يعصف بغضبه العارم ليلفح وجوه المفسدين المرتشين ويرغم تلك الوجوه ان تطلب الصفح والمسامحة منهم على كل لحظة اريقت فيها دماء الابرياء وماء وجوهم لاجل لقمة العيش .كم اتمنى ان اعيش لحظة الوقوف بين حشود الابطال في ثورة لايقودها معمم او علماني او يساري بل فقط ثورة عفوية ارى في ملامحها كل العناوين الاخرى جنبا- الى جنب . همهم (هي , وهو . وانا . وانت,وهم.وهن . ونحن) اكثير علي ان اعيش تلك اللحظات وان اتغنى بذلك المجد وان اموت خالدا-... فمتى ؟؟؟ ..


7 - امنية من ليس بشيئ!!!
حسين خلف حمزة ( 2011 / 2 / 8 - 14:56 )
اتعبتني سنوات عمري المحترقة بنار الشوق الى لحظة الحرية وبلد يتنفس ابنائه عذب نسائمها,ويتوقف اولادي من النظر الى يدي حينما ادخل غرفتي وشقتي وضيعتي وقصري وجناحي المركون في زويا قطاعات المدينة المحرومة لعلهم يرون اثار عمل على ملامح وجهي او اكياس بقالة تفرح قلوبهم المعلقة باسبابي قبل اسباب السماء,اتعبتني حكايات الارامل ويتامها تفوح منهم رائحة سؤال الذل للقريب والبعيد , اتعبتني قصص شيوخ لم يحفظ الفقر لهم هيبة ولايكرم لهم شيبة وهم يدورون في شوارع مدن البكاء والخواء(بخور , علاليك, ابر خياطة)اتعبني صراخ مريضة صراخ اوجاعها اهون على اهلها من ثمن دوائها,اتعبتني ترانيم الادعية في صباحات ومسائات امهاتنا بالرزق تارةوبالسلامة من مكاره الانفجارات والخطف والقتل , تارة اخرة ,,اتعبني في بلدي كل شيئ مع انني لست بشيئ . اني انتظر اليوم الذي استطيع فيه ان اتشكل شيئا- غيري ,وان ارى شعبا- له ثقل الاشياء ويحسب له حساب الاشياء..اتمنى واعرف بأن نيل المطالب ليس بالتمني.....

اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت