الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسقاط حسني مبارك وتقاطع المصالح ... تساؤلات في حاجة الى أجوبة

عاطف الكيلاني

2011 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لا يختلف مصريّان أو عربيان على أن نظام الرئيس حسني مبارك نظام مغرق بالفساد ... نظام باع نفسه ومصر والقضايا العربية الى أسياده الأمريكان والصهاينة بأبخس الأثمان ... نظام ، وجد فيه الفاسدون مرتعا خصبا للسلب والنهب والإثراء غير المشروع على حساب لقمة عيش المواطن المصري ... وكل هذا أدى الى ما نراه ومنذ حوالي الأسبوعين من مظاهرات واعتصامات في ميدان التحرير في قاهرة المعز والمدن المصرية الأخرى ... الملايين من المصريين نزلوا الى الشارع يهتفون بسقوط حسني مبارك والطغمة الحاكمة في مصر ... هتفوا للحرية والديمقراطية وضد الفساد والتوريث ... هتفوا لمصر...

ولم يكن جمهور هذه المظاهرات والإعتصامات من لون سياسيّ واحد ... فقد كان هناك إجماع قلّ نظيره من مختلف القوى السياسية ( من أقصى اليمين الى أقصى اليسار ) على شعارات هذه الثورة ... نزل الجميع الى ميدان التحرير في القاهرة والى شوارع وميادين عواصم المحافظات المصرية الأخرى ... ولكن ، وفي خضم هذه الأحداث الهائلة وما تنطوي عليه من منعطفات خطيرة ، سيكون لها تأثير مباشر وكبير على حاضر ومستقبل منطقتنا العربية وقضايا شعوبنا ، في ظل هذا كله ، تقفز الى الذهن ( تساؤلات ) تحتاج الى أجوبة ...

1 ) لنتفق ، أن هذا الحراك ( بالأساس ) ، كان حراكا شبابيا شعبيا بامتياز ... الكل يعلم أنه ابتدأ بدون تدخل مباشر للأحزاب والقوى السياسية التقليدية المصرية ... وبعد أن نجح شباب مصر في ( احتلال ) ميدان التحرير ، أفاقت الأحزاب المصرية من غيبوبتها والتحقت بركب الشباب المتحمسين وحاولت ( كما لم يعد خاف على أحد من المراقبين ) تجيير هذا العمل الثوري الشبابي لصالحها ... والتساؤل الأول هنا : أين كانت هذه الأحزاب والقوى خلال كل هذه السنوات ؟ ... ولماذا لم تستطع أن تقود عملا ثوريا كما فعل شباب مصر ؟

2 ) نستطيع أن نتفهّم ونفهم تقاطع مصالح القوى السياسية المصرية في الإتفاق على إسقاط نظام مبارك ، فهو نظام عادى الجميع وفتك بالجميع ... ولكننا نعلم أيضا أن البديل ( المختلف جدا ) عن حسني مبارك ليس جاهزا لدى هذه القوى والأحزاب ... فمن المعيب على هذه القوى أن تبيع نضالات الشباب المصري وتضحياته بثمن بخس ، كأن تقبل بالبرادعي ( وهو رجل أمريكا وصنيعة هنري كيسنجر ) ، أو عمر سليمان ( رجل حسني مبارك وصنيعة نظامه ) ... والتساؤل الثاني هنا : لماذا لا تسارع هذه القوى والأحزاب ( بالتفاهم والإتفاق مع ممثلي شباب ميدان التحرير ) بالإتفاق على شخصية وطنية مصرية ، كبديل جاهز لتولّي مسؤولية الحكم في مصر لفترة انتقالية ؟

3 ) وتساؤل ثالث يقفز الى الواجهة ليصفعنا ويصفع أحلامنا بالتغيير في مصر : أين الأصابع الأمريكية والصهيونية مما يجري ؟ وما موقفهما ؟ وهل يمكن لنا أن نصدّق أنهما متفرجان ( فقط ) على ما يجري لحليفهما المخلص ( بل الأكثر إخلاصا ) حسني مبارك؟ ... وهنا ، لا بد من الإشارة الى ما فجّرته إحدى الناشطات المصريات على (فيس بوك ) في برنامج ( 48 ساعة ) على قناة المحور ... إذ قالت الناشطة، التى رفضت ذكر اسمها، واستخدم المذيعان معها اسما مستعارا شيماء ، وتم تشويش ملامح وجهها ، أنها تلقت تدريبا ودعماً مالياً من منظمة فريدوم هاوس، وهى منظمة غير حكومية دولية مقرها العاصمة الأمريكية واشنطن تقوم بعمل أبحاث فى مجال الديموقراطية، مؤكدة أن من يقوم بالتدريب هم من اليهود الإسرائيليين وكانوا يركزون على كيفية استقطاب شباب الجامعات لقلة خبرته وسهولة التأثير عليه فى أقل فترة زمنية. ..

واستطردت: فى الدوحة فى قطر تلقينا دورة تدريبية مكثفة لمدة 4 أيام، وكان المدربون من جنسيات مختلفة، أبرزهم الإسرائيليون...والأخطر أنها قالت إن ما يحدث فى ميدان التحرير هو مخطط يهودى إسرائيلى يهدف لتدمير البلاد....

وتكلمت في الحلقة ذاتها عن مبالغ من المال تلقتها وتلقى مشاركوها مثلها وأكثر ...

وحول سؤال عن سبب الاعتراف فى هذا الوقت بالتحديد، بكت بحرقة وقالت إنها عندما رأت أن الرئيس مبارك، وهو بمثابة أب لها يهان بهذا الشكل، قررت على الفور الاعتراف والتبرؤ مما حدث بعد أن حصلت على كامل المكافآت، وساهمت فى تنظيم التظاهرات وتوزيع 2 مليون منشور من أموال المعونات. وأكدت أنها خافت مما قد تتلقاه من معاملة إذا ذهبت لجهات أمنية واعترفت بما فعلت لأن من يدخل قسم شرطة للإبلاغ عن أمر ما لا يسلم، فما بالكم بمن يبلغ عن قضية مثل هذه، على حد زعمها...

هذا هو بالضبط ما كنت أعنيه بتقاطع المصالح بين فئات وجهات سياسية مختلفة ومتباينة ، ليس بينها ما تجمع عليه سوى ( هدف وحيد ) ، وفي حالتنا هذه ... الهدف هو : إسقاط حسني مبارك( لأمريكا وإسرائيل ) ، تمهيدا لاستبداله بمن هو أقدر منه على خدمة مصالحهما ... و إسقاطه ونظامه ( للقوى السياسية الوطنية المصرية ) على تباينها وتباين مواقفها في ما بعد مرحلة حسني مبارك ونظامه المتهالك ...

المصريون في حاجة الى المزيد من الحذر من الأصابع الأمريكية الصهيونية في الشأن الداخلي المصري ... فتقاطع المصالح قد يودي بنضالات الشعب المصري وتضحياتهم الجسام ... وهذا ما لا يريده أيّ عربي قلبه على مصر وشعب مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك