الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كباريهات الحكم السياسي

مصطفي النجار

2011 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


أعتقد أن الكراسي السياسية تحولت إلي كباريهات شبيهة لمثيلاتها في شارع الهرم الشهير بمحافظة الجيزة المليئة بالعاهرات واللوطيين، فهذه الكراسي الراقصة تهتز بفعل الأغنية الشعبية التي تقول "أنا عيني منك وروحي فيك.. وروحي فيك.. وبحبك وهموت عليك.. هموت عليك.. متسبنيش محتالك ليل ونهار محتاجلك"، وهذا منطق عالم السياسة عذراً عالم الراقصين سواء كانوا رجالاً أو نساءاً فالكل واحد ولا فرق بين سيد وسونيا.

لكن يجب أن يتذكر كل سياسي أنه لا فرق بينه كثير وبين تلك "الفتاحة" التي تبسط الزبائن فهز الوسط في الكباريه مطابق لنفاق الحاكم لشعبه كذلك هو الحال مع العاهرة أو كما نحب أن نطلق عليها "فتاحه" فهي تبسط الزبائن في حين أنها تشعر بألم ومرارة لأنها أكثر شخص على يقين من كذب إدعائها، ويجب أن يتذكر أيضاً أن "الدنيا زي المرجيحة يوم تحت.. يوم فوق.. فيها خلق عايشة ومرتاحه وفيها ناس مش فوق" والمعني طبعا واضح.

قد يستغرب البعض بعلاقة الانتخابات بغرف النوم الحمراء!!.. لا تتعجب كثيراً فالانتخابات يستخدمون فيها حبراً فسفورياً حتي يثبت المنتخب أنه رشح فلان أو علان، أما في غرف نوم العارهات أو صالات الكباريهات فاللون الأحمر له دلالة فاضحة، وأنا أري أن كلا اللونين فاضحاً ساطعان.

تختلف المفردات والفعل فاضح، فالخمور ومذهبات العقل بكل أنواعها داخل الكباريهات تطابق تماماً التقارير الوزارية والقرارات الرئاسية ومشروعات القوانين التي تعتق في الأدراج قبل ان تصدر بعد نحو مائة أو مائتي سنة كالقانون الذي يكفل حرية بناء وترميم دور العبادة في مصر.

اللعبة السياسية لم تعد لعبة والقائد فيها لم يعد زعيماً كما انه لم يعد يلقب بـ"الكابتن" بل سيتحول إلى لفظ راقص ويشترط أن يهتز أمام الجماهير ويبرز بعض التضاريس في خداعه ليؤثر على الناس و"يحنوا عليه" فيقول لهم "حرام عليكم ظلمتوني وانا وسطي هدني من التقسيم"، وبالتأكيد سيظهر بجوار الراقص مجموعة من الطبالين والصجاتية والمزيكاتيه وكمان اللى بيلموا النقطة لزوم مصاريف الليلة.. ما يحزنني أن مستقبل الدول أصبح كليلة الفرح الشعبي او حتي الافرنجي، مجرد زينة ورقص وفرحة مصطنعة وفي النهاية يذهب كلاً من الراقصة وفرقتها والمعازيم حتي العرايس على بيوتهم، وتظل الليلة حكاية ترويها الأيام على ألسنة ترقص وتهتز تلقائياً.

وفي النهاية يأتي المعازيم والفرقة ليغنوا في صالة الكبارية أمام كاميرات التليفزيونات وأقلام الصحافة : "البت.. البت.. حراميه.. وشقيه.. مفتريه".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص