الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مضاجعُ الصيفينْ

حميد أبو عيسى

2011 / 2 / 8
الادب والفن


لمضاجعِ الصيفينِ حلمٌ أخضرُ العينينِ جيّاشُ الحنينِ
لمضاجعِ الصيفـيـنِ في بلدي رنينٌ نابضُ الصدغـينِ ،
مذعـورٌ، كأنه فارسٌ قـَبِلَ المذلـَّةَ نادماً وبلا شـروطْ !
لمضاجعِ الصيفينِ تُروى قِصَّةٌ حُـبلى بأسرارِالقـنوطْ
ثكلى بما زُرقـتْ أجنَّتنا مراراً، قـبلَ أن ْيُجـلى الخـطرْ
ومضاجعُ الصيـفـيـنِ باقـية ٌ تعـجُّ بخـيلِ أيتامِ الـتـتـرْ!
قدعادَ هتلرْ، ومن جديدٍ تغـرَسُ السكّـينُ في عين ِالقمرْ
ومضاجعُ الصيـفـيـنِ حائرة ٌ فلا تنوي البقاءَ ولا السـفرْ!
تتلو،كعادتها،مزاميراًحزينة َللسماءْ،تجترُّآلاما ًبقوّةٍ واقتدارْ
وتمدُّ ضارعة ً يداً كي لا يعـودَ، بلا غـد ٍ، فـيها الـرجاءْ
هذي مضاجعُنا وحشرجةُ الردى بعضٌ لما فينا وباءْ

لمضاجعِ
الـصـيـفـيـنِ
ديــــنٌ كــافـــرٌ
هَـمَـجـيٌّ كـالأدبـاءِ
في زمنِ التحكمِ والبغاءِ..!

ويبايعُ الزمنُ الـتحـكـُّمَ والبغـاءْ ،
عـلناً ويمشـي فـوق أكـتافِ الـقـطـيـعْ
أَنـّـا وُلـدنـا تائـهـيـنَ فـي زمـاهـيـرِالشـــتاءْ
قـدراً ملـيـئـاً بالأســى ، رثَّ الـمـنابـتِ والـدمـوع ْ
ويناقشُ المتعذبُ المخصيُّ شهوتَه بلا خجلٍ ولا حرَجٍ يقولْ
وما يضـرُّ صغـارَنا لـو أنّهم فـقـدوا الـرجـولة َوالشـهامة َ والوفـاءْ؟!


هلْ يأكلُ الحجرُ البليدُ أحشاءَه أمْ ينتحرْ قمرُ الزمانْ
وتنتهي أُكذوبةُ الحلم ِالجميلْ ؟ ما بالكم يا ربقة َالأمل ِالمباعْ ؟!
ما بالُ أيامِ الصبا تقسو عـليكمْ دونَ وعيٍ أو عـزاءْ !

هذا زمانُ الذعرِ
والصمتِ الوديعِ ،
زمنُ الدعارةِ والمهارةِ
في التسترِ والمديحِ ،
زمنُ التوحُّدِ في القطيعِ
ومضاجعُ الصيفينِ تعلمُ أنَّ مأواها أُضيعَ بلا رجوعِ
هذا زمانُ التسلّـطِ والحديدِ
زمنُ العبادةِ والخنوعِ

هلاّ رأيتم كيف تلتهمُ المعاقلُ بعضَها ؟!
هذي مبادئُ عصرنا يا أيّها النفرُ الرعاعْ
- الشعبُ قردٌ والجموعُ قذارة ٌ
والقوةُ- الإعصارُ قادرة ٌعلى قلع ِالجذورِ
والقوَّة - العنقاءُ قادرة ٌعلى خطفِ البنينِ
وهكذا يختتمُ المخصيُّ خطبتـَـهُ
تماما ًمثلما رغـبَ"الحـفـيدُ"* ومضاجعُ الصيفين لاهـبةُ الجبين ِ
تتظاهرُ الإخلاصَ"للرمزِ"الرهيبِ واللهُ وحده يعلمُ الخبرَ اليقينْ !
بغداد في 4 – 14 – 1985


* إشارة إلى الجزّار صدام الذي لـُقِّبَ بالحفيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع