الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا بديل إلا الاخوان المسلمين

زهير قوطرش

2011 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



أصبحت هذه المقولة حقيقة ومسلَّمة مادية تعيش في وعي شعوبنا العربية .وأقصد الشعوب العربية التي قُدرَ لها أن تعيش في ظل أنظمة شمولية استبدادية .
ومما يثير الدهشة أن القوى السياسية المعنية بالتغير الديمقراطي في تلك الدول والتي من المفروض أن تقوم بفعل التغير أصيبت بمرض ازدواجية الموقف والنفاق ,هي تعلن عن ضرورة التغير في برامجها ودعايتها السياسية,ولكنها بالمقابل تعتمد مبدأ (حالياً لا يوجد البديل) .فقدت قدرتها على التأثير ,وأصبحت لعبة في يد النظام الشمولي الديكتاتوري ,وتذرعت بأسباب واهية أمام أنصارها ,لتكون في النهاية التابع المطيع الذي فقد مصداقيته وحتى كرامته.

المواطن في هذه الدول وضَع أمام خيارين لا ثالث لهما من قبل الدعاية الرسمية المفبركة من قبل الأنظمة الشمولية,إما أن يقبل بهذه الأنظمة على ما هي عليه من استبداد وفساد, أو أن يكون البديل هو الإسلام السياسي المتمثل بحركة الأخوان المسلمين أو التيارات الإسلامية المتشددة .
ونجاح الإسلام السياسي كما يشاع معناه تعطيل الديمقراطية (وكأن هناك ديمقراطية ما شاء الله) طالما تمكن الإسلام السياسي من الحكم,لأن الحركات الإسلامية تعتمد مبدأ الحاكمية الإلهية في الحكم, حيث لا يمكنها انطلاقاً من تراثها الإيديولوجي الوهابي تناوب السلطة مع العلمانيين وغيرهم ممن لا يوافق تصوراتهم وفكرهم, أحادي التوجه. وستعمل قدر الإمكان هذه الأحزاب الإسلامية على إعادة عقارب الزمن الى الوراء(طالبان).


هذه المقولة تم أعداها وطبخها وتسويقها في مطابخ دوائر الإعلام المخابراتية للأنظمة الشمولية ,التي تفبرك للمواطن مثل هذه المقولات و النكت السياسية وغيرها من الدعايات الإعلامية وخاصة منها التي تنتقد بعض المسئولين من الدرجة الثانية أو الثالثة للتنفيس عن الاحتقان الذي تعاني منه هذه الشعوب, وإجبارها على القناعة بقبول الأمر الواقع. لقد نسيت هذه الأنظمة , وحتى الشعوب المغلوب على أمرها مع كل أسف حقيقة هامة ,وهي أن هذه الدول يحكمها أهل العلم والمعرفة.هذه الدول يدير شؤونها عدد كبير من الموظفين الأخصائيين في شتى المجالات هؤلاء ليس لهم علاقة لا بالأحزاب الحاكمة ولا بالحزبية أصلاً , نسي هؤلاء أن من ينتج القيمة المادية هم العمال والفلاحين والحرفيين الذين لا هم لهم سوى إعالة أنفسهم وأهليهم.نسيت الشعوب أن الحكام المستبدين هم كالسرطان ,يحكمون بواسطة الأجهزة الأمنية التي تحمي مصالحهم الطفيلية المتمثلة بسرقة قوت شعوبهم والتغول فيها .هم أجبن مما يُتصور ,لأنهم لو كانوا يمثلون شعوبهم بحق وحقيقة, من خلال صناديق الاقتراع بشكل نزيه, ,لما كانوا بهذا العهر والجبن والخوف على كراسيهم المصنوعة من الصمغ العربي الأصيل.

بعد ثورة تونس ومصر سقطت ورقة التوت.

لا بديل إلا الإخوان ,مقولة فيها استخفاف بشعوب هذه الأنظمة,فيها استخفاف بإمكانيات الشعوب. نسي هؤلاء الحكام أن كل حاكم ,وكل حكم له نهاية .فهل تنتهي الشعوب بنهايتهم.الشعوب مهما كانت ....هي حية ومتطورة وقادرة على حكم نفسها بنفسها لأن البديل موجود في شباب هذه الشعوب,الذي أصبح يعي أدوات عصره , , .كم من الحكام المستبدين انقلبت عليهم شعوبهم بفعل داخلي أو مساعدة خارجية واثبتوا أنهم لديهم القدرة على اختيار ممثليهم بشكل حر وديمقراطي,
لا يوجد بديل في الوقت الراهن, وهذا الوقت الراهن في نظر الحكام له صفة الديمومة الأبدية.
.كفاكم يا حكام الاستبداد خداع شعوبكم .كفاكم اعتبار أنفسكم خالدين . الخلود في الدنيا للشعوب وقواها المخلصة فقط..
, الآن جاءت ثورة تونس وثورة مصر ,ثورة الشباب الذين تعاملوا مع أدوات العصر ,الشباب الذين قالوا ,للأنظمة ,نحن البديل ,نحن الذين لا نراهن على أشخاص ولا على أحزاب تعفنت ,نراهن على الحرية ,والديمقراطية ,نراهن على قيام مجتمع مدني حضاري يتسع للجميع ,نحن الذين سنحرر الدين من السياسة ,ونعيد صفائه الروحي ,ليمثل القيم العليا.نحن الذي ستراهن علينا كل الشعوب العربية التي ضاقت ذرعاً بقوانين الطوارئ ,وضاقت ذرعاً بالتفقير والقهر والفساد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك




.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر