الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطر الانتظار

هادي عباس حسين

2011 / 2 / 9
الادب والفن


شقصة قصيرة(مطر الانتظار)
قلبي يخفق وحرارة سارية في داخلي بالرغم من برودة الجو,والسماء تلبدت بالغيوم بينما هبت رياح خفيفة حركت باب غرفتي الخشبي ,وقد تعلقت به قطرات مطر بسيطة,تركت أثارها عليه منذ ليلة أمس ,فقد التصقت به بفعل الريح التي عصفت بالمكان في الساعات الأخيرة من الظلام,حتى نومتي أعلنت عن مروري بأحلام بعجل وبصورها العشوائية التي مازلت اجمعها وانهي الشتات التي تخللها ألا أني أجد صعوبة بالغة في تحديدها,لأكثر من مرة استيقظت مرعوبا وفي داخلي رهبة قوية جاهلا سبب كل هذا الذي عشته من الم وحسرة وامني أن أرى عودة ولدي الوحيد من خارج البلاد الذي فارقني لمدة طويلة فرؤيتي له آخر مرة مضى عليها سنوات,انهين مساء الأمس ومقدمة اليوم ولن يصل بل لن أراه حتى هذه الدقيقة,كنت ارتقب قدومه واحذق في كل الوجوه المارة في الشارع لكني لن احد ضالتي,لم اشعر بالوقت بتاتا إلى أن خلا الطريق من البشر وبقيت لوجدي ويئست من حضوره ولن ائبه إلى لسعات البرد التي لسعت جسمي,وحرارة جسدي لاحظتها لما حدقت بالمرآة المحطمة بعض الأطراف لكني وجدت لون وجهي مال بالى الاحمرار من خلال وجنتي التي باتت الملامح تفضحني ,وأنا غارق مابين المطر المستمر والانتظار الذي عايش بين ثناياه,تخيلت دخوله من باب البيت المفتوح اغلب الأوقات ,أتصوره مثل كل مرة يترك حقيبة سفره عند البداية ويهرول تجاهي مسرعا ويعانقني ,وقلبي تزداد ضرباته وبعجل حركت قدمي باتجاه صور الخيال التي تولدت في راسي وأنا أضمه بقوة قائلا له
_لقد طال الانتظار .؟ماسبب التأخير..؟
فان كل شيء اليوم باق وثابت لم يتحرك ,الكرسي في موقعه في الزاوية البعيدة من المكان وتحت ضوء المصباح الضعيف,والطاولة الحديدية المتصدية فوقها قدح الشاي والكأس المملوء بالماء الذي أخذت تمر الريح عليه ببساطة تاركة عليه بعضا من الأتربة,عدم مجيئه طلقة صوبت لقلبي المتعب وإحساسي المرهف,لذا بقيت حائرا كيف أغلق أذني ولن ادع صوت نباح الكلب يتسرب لمسامعي ,لعله يعطيني بلاغا بان أحدا ما قد حضر,وقد يكن ولدي,صدى صوته فظيعا واعتبرته مصدرا للهلع في وسط النهار لم احتمله مع العلم انه حارسي الشخصي والذي يعرفني من تغيرات وجهي,روحي توعز بإيذان بأنني سأنفجر بعد لحظة آو لحظات بالكثير ,وعيني تتابع النظر لغرفتي التي لم اهتم بها هذا اليوم بالضبط,أنها مملؤة بالأوساخ المتجمعة عند الباب ,وعمت بين إرجائها فوضى لايمكن وصفها,أن المكان بدئ وكأنه مهجورا ,حتى ستائر الشباك لم اغسلها كما كنت مقررا ذلك ولا اعرف سببا لكل هذا,العجز سيطر علي كليا فحتى الصحون تراكمت منتظرة دورها بالغسيل فكل شيء جاهز حتى المياه الساخنة متوفرة ولكني أحس بلا المبالاة خيمت بروحي,وانشغال فكري بأمر قلقتي جدا هوعدم رؤية صورة ابني يطل علي,الوقت بأكمله انعدم عندي فلا أريد معرفة كم الساعة ألان..؟فالشتاء البارد لم يمنعني بانتظاره تحت زخات المطر ,تاركا كوب الحليب بمحله وقدح الشاي البارد مع قطعة الخبز اليابسة والتي فقدت لذتها وطعمها المتميز والذي اعشقه جدا واتطيبها حينما تنزل لأول مرة في معدتي وتقطعها أسناني المتناخرة ,كل ماحولي يرغمني على الانتظار وتصديق العقل بان المجهول آت لاريب فيه,لكن متى لااعلم..وكيف لاادري ,ونظراتي لن تفارق الصورة التي أخذت حيزا كبيرا من الحائط,باق شاهرا سيفي في وجه الوقت البطيء محطما إياه بالانتظار في يوم ممطر حزين...

هادي عباس حسين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في