الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قراءة لواقع الحرية
محمد سعيد الصگار
2011 / 2 / 10الادب والفن
تسارع الأحداث العامة ومتابعتها يؤجل الأحداث الخاصة، وقد يلغيها، وإن كانت في سياق الأحداث العامة. وكثافة هذه الأحداث العامة تجعل المتابع المعني بها يلهث وراءها، ويحاول أن يكون له رأي فيها، تحليلا للأحداث وتثمينا لما يعتقده جديرا منها بالتثمين.
وتكون سرعة الإستجابة للأحداث وإبداء الرأي فيها، والموقف منها دليلا على وعي الكاتب والتزامه وثقافته وعنايته بما يجري ومتابعته له؛ وتحسب لرصيد مسؤوليته الثقافية والمهنية والإنسانية. ويكون لعامل الوقت هنا ثمن قد يضيع حق الكاتب، ويسلب حريته، ويخلخل ثقته بالموقع الذي اختاره، ويربك علاقته بقرائه.
وليس من اليسير على منافذ النشر أن تستوعب كثافة ما يرد إليها، ونشر ما يتفق مع توجهاتها وستراتيجة النشر فيها، ولذلك يتساهل الكاتب أحيانا في غض النظر عن سلامة النية في التصرف بما كتب. ولكن الكاتب ذا التجربة الطويلة والإلتزام الأدبي يجد غضاضة في تجاوز قناعاته، وحريته في إبداء رأيه حين تتدخل وسيلة النشر في إقحام رأيها في ما كتب، على مبدأ (الحريات أولا)، وتنقله إلى خانة (الحريات ثانيا) !
ونحن إذ نستشهد في شأننا الصغير، بالمبدأ العظيم (الحريات أولا)، فلأن الحرية لا تقاس بحجم الموضوع، ولا تتجزأ. فالحرية حرية مطلقة، نريدها أن تظل (أولا).
وقد صار من المألوف أن (تتفضل !) علينا بعض المواقع بنشر بعض الكتابات لساعة أو بعض الساعة، ثم تحذفها وتحذف التعليقات عليها، فتثلم العلاقة بين الكاتب وقرائه؛ ولا اعتراض على تطبيق ستراتيجية الموقع على ما يرد إليه، فهو مشكور على أية حال، وعلى الكاتب أن يراجع موقفه منها وفق ما يراه.
على أن بعض المواقع ذات الصيت والحضور الباذخ، والإحترام الذي لا شك فيه، ينحو في بعض الأحيان إلى تجاوز ستراتيجيته المحترمة، ويضع الكاتب موضع الشك في جدوى ما يكتب، لثقته الفائضة عن الحاجة بكون هذا الموقع لا يأتيه الغلط لا من بين يديه ولا من خلفه.
ولكن الشك لا يلبث أن يمتد إلى سلامة رأي الموقع والتزامه بستراتيجيته المرسومة؛ أهو فعلا حيث هو، وحيث ما يدعيه من حرية وأمانة واحترام الرأي؟ أم أن عوامل الصداقة والعلاقات الخاصة هي السياق المعمول به.
لا عهد لنا مع بعض المواقع، ولا اتفاق، إنما هي أريحية من جانبنا، بلا ثمن، ولذلك فلا عتب ولا مراجعة، ولها ما ترى، ولنا أن نتذكر قول شاعرنا قبل 1400 سنة:
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
أقول هذا لأن موقعا نشر لي مقالا لمدة لا تتجاوز الساعة وحذفه مع التعليقات عليه، وقد رددت ذلك إلى جهلي بالتعامل مع شروط النشر فيه، ولم يدلني الموقع على وجه الخطأ لأتجنبه، وقد عذرته على ذلك لأنه ليس من المعقول أن يصحح أغلاط الجهلاء من أمثالي.
على أن الموقع المرموق الذائع الصيت الذي ألفت الكتابة فيه، ألغى مبادرتي في الكتابة عما يجري في ميدان التحرير في القاهرة، وانتقدت فيه موقف أحد المثقفين (التنويريين) الذين ارتضوا أن يمسحوا تاريخهم الثقافي لقاء راتب وزير؛ وأحسب أنني كنت أول من تصدى لهذا الموضوع شب3 اط، فبراير 2011، إذ لم تظهر الموضوعات المماثلة إلا في اليوم التالي.
أنا كاتب شديد العناية في اختيار القنوات التي أكتب فيها؛ ولدي اثنتان منها، الأولى عرضت مقالي لبعض الساعة، والثانية حذفته جملة دون اعتذار أو مراجعة؛ حتى على سبيل الصداقة !
ظل (الحريات أولا)
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - أستاذي العزيز محمد سعيد الصكار المحترم
ليندا كبرييل
(
2011 / 2 / 10 - 01:16
)
أنتم البادئون ونحن اللاحقون ، أنتم ترسون حجر البناء ونحن نبني من بعدكم . أنا من الذين لفتّ نظرهم إلى ( التنويري ) الذي استوزِر في حكومة هشة ، وعلقت عند حضرتك ، وساءني أن أقرأ نقداً ، ثم دفاعاً عن السيد عصفور في مقالات أخرى فاستحثني رأيهم أن أشد عزمي بقوة استلهمتها منك لأقف في صفك مصفقة مؤيدة لرأيك المتزن ومنتقدة الوضع المخزي ، ونشرت مقالي قبل يومين بعنوان رسالة إلى الدكتور جابر عصفور المحترم . أستاذ : إن تجاهل مقالاتك يؤكد أن الجهل فيهم نرجوك ألا تتأثر حتى من عدم الاعتذار فالثقافة قبل أن تكون معلومات مخزنة في المخ هي سلوك قبل أي شيء آخر . لك محبتي وما أكثر محبيك يا أستاذنا العزيز . .
2 - إستقال جابر عصفور
أحمد السيد علي
(
2011 / 2 / 10 - 07:46
)
الاستاذ الصكار
لقد إستقال الدكتور جابر عصفور في أقل من إسبوعين من إستيزاره لاسباب صحية كما معلن...لكن السبب الحقيقي واضح للعيان ، فهو أحد رموز الثقافة في مصر وشيخ النقاد ودورهم الاهم هناك في ساحة التحرير... محبتي
3 - تحياتي أستاذ محمد سعيد الصكار
ليندا كبرييل
(
2011 / 2 / 12 - 02:50
)
يسعدني يا أستاذنا الكريم أن أسجل تهنئتي القلبية لكل من ساهم بحرف في سبيل تنويرنا ، ولولا كتاباتكم أيتها الكوكبة اللامعة لما كان لشبابنا البطل أن يفعل المعجزة , تهاني القلبية , أن امتد عمرك المبارك لترى أبناءك كيف استطاعوا أن يقولوا لا . أنتظر انطباعاتك وألف مبروك وعقبال بلادنا , المحبة ليندا
4 - مع شديد إحترامي للعربنجية كمهنة شريفة
الحكيم البابلي
(
2011 / 2 / 12 - 17:00
)
أستاذي العزيز محمد سعيد الصكار
أفهم تذمرك وغضبك ومدى الإحباط الذي يصيب أي إنسان واعي يفهم ويحترم حريات الناس وحقوقهم وطيبتهم
وتذكر سيدي العزيز بأن رُقي أي دولة ممكن قياسه برقي الإعلام فيها ومدى خضوعه للحق والعدالة وفهم وإحترام حريات الناس وأبسطها حرية التعبير
ورغم إن بعضنا يتصور بأنه وصل لمرحلة راقية ممكيجة وجميلة ، فبرأيي الشخصي ان الكثيرين لا يزالون يعيشون بسلوكيات ومنطق وقناعات ولاية بطيخ
الصحافة والإعلام العربيان لهم سيئات لا تقل عن سيئات الحكام العرب والعربنجية الذين يتحكمون بنا ، ولكن .... الشعب الجاهل والمطبل دائماً هم الحجاب الذي يختفي خلفه كل أعوج ومدعي ولابس قناع ووصولي
تحياتي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح