الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة وطنية لدولة وطنية ديمقراطية علمانية

محمد زكريا السقال

2011 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


قدحت الشرارة ، في تونس كان الفتح ، وفي مصر يتوج النصر ، وهكذا كسر جدار السياسة للأنظمة العفنة الكريهة ، وستكر كرة الثلج لتأخذ بطريقها وحل الظلم والفساد والعبث بمقدرات الشعوب وكرامتهم ، كان الأبداع التونسي المصري ، ولد شرعي ممهور بسواعد الرجال والنساء الذين نزلوا الشارع ممشمرين عن سواعدهم لبناء وطن جديد ، وطن تخفق أبوابه لرياح الحرية والسيادة والعدالة والقانون ، هكذا كان الصراخ والهتاف ، لا للطغاة ولا للذل ولا للهوان . كثير كان موسيقي وحار ذاك الشعار ،، ابن علي يا جبان شعب تونس لايهان ،، جميل هذا الكلام ومليئ بالكرامة ، يجب أن لا تهان الشعوب ، ورأسها يجب أن لا ينحني إلا للقانون والحق والعدالة هذا ما تريده شعوب المنطقة العربية تقرير مصيرها ووضع يدها على ثرواتها وتنمية اقتصادها بما يعود على الشعب رفاهية وعمل وانتاج ، لا أيديولوجيا ، ولا حزب قائد ولا قائد تاريخي ، ولا عودة للثقافة السائدة ، ثقافة الأنظمة القائمة على السرقات والنهب واضطهاد المواطنين ، والتعامل معهم كقطيع فاقد للأهلية والقدرة ، أرقام للتسبيح بحمد القائد اللص .
تأكيد ثقافة الشعوب والدولة العلمانية الديمقراطية كانت هي الدواء الشافي لكل الأنقسامات والخلافات ، الدولة التي تفتح ذراعيها لكل من يريد المساهمة في البناء والتنمية وسيادة الكرامة .
الدولة هي الحل ، الدولة التي تحمي الصراع الحضاري والراقي على المستقبل ببرامج تتنافس على الأجمل والأكثر رفاهية ، ناهيك عن معالجة كل المشاكل والمسائل وطنية وثقافية واقتصادية واجتماعية .
الشارع في تونس ومصر كان نسيجا جميلا ، وشفاف لا نشاز فيه الكل كان ممسكا ببوصلة التغيير وبناء دولة الجميع ، بمؤسساتها ودوائرها وقوانينها ودستورها ، العزف كان مذهلا ويفوق كل السيمفونيات الراقية ، تراص جميل للجميع اسلامين ومسحيين وقوميين ويسارين وشباب ونساء وكبار السن والأطفال ، كانوا مذهلين ورائعين .
لذا هل يمكن أن يكون ذلك في الأقطار الأخرى ، لا نعتقد أن الثورات قابلة للنسخ والتقليد ، أن نتعلم نعم ، أن نستوعب ونستلهم ممكن ، لذا فأن نقاشا وحوارا ولقاءت حول الذي حصل وكيف ومن ولماذا ، كلها أسئلة مشروعة ومطلوبة ، لايمكن صياغة برامج في الهواء ، ولايمكن اطلاق مبادرات غير مدروسة وبعيدة عن الواقع ، ولا حديث طرشان بقضايا الثورة ومصير الشعوب ، كما أن لا أحزاب تركب ظهر الجماهير بقدر ما تعبر الأحزاب عن الجماهير وتشكل أداتها وناظم طريقها وسلاح تحررها .
أن أهمية أي حزب بهذه المرحلة هو الحزب الذي يحدد الهدف المشترك ويهيأ المناخ لحشد الكل بهذا الهدف بعيدا عن المصالح الضيقة ، والنزعات المرضية ، ان تجسيد وحدة وطنية قائمة على ادراك المعنى النبيل والأخلاقي والثوري بنفس الوقت ، لبناء وطن ، وطن يمنح الحرية والكرامة ويفتح ذراعيه لكل مواطنيه مساويا لهم بالحقوق والواجبات ، هي المهمة المركزية لشعوب المنطقة ، وطن يهيأ لنا المناخ والفضاء للتفكير واستعمال العقل وتفعيله ، سوف يضع اللبنة الأساسية لآنجاز كل المسائل العالقة والمستعصية التي زرعها الأستبداد ولوثنا بها الطغاة .
وطن مشرق وجميل والكل قادر على ممارسة حريته المحمية بالقانون والدستور ، الذي لا يفرق بين الأسلامي والمسيحي وكل الطوائف ولا بين القوى قومية كانت أم علمانية أو يسارية .
لذا على كل القوى والنخب والشرائح الأجتماعية في الأقطار المجاورة لتونس ومصر والأقطار العربية ان تستدرك اهمية وحدتها الوطنية وتبادر من اجل وضع وطنها كحاضنة للجميع وتضع همومها ومخاوفها ومصالحها على طاولة الحوار بشفافية ودون تحفظات ، ونقد ممارستها وسلوكيتها ، والأعتراف بالشريك بهذا الوطن كشريك ومواطن بكامل الحقوق والواجبات والعمل على إنضاج ععقد أجتماعي يؤطر هذه الهموم ويشرع دستورا ضامنا لحق الجميع بعتبارهم اصحاب وطن بحدود وتاريخ وثقافة ، ومواطنون منتجون فاعلون في بنائه .
لا يمكن لنا التقدم دون الأقرار المسبق بحق الجميع بوطنهم ومشاركتهم في بنائه ومساره ، وعليه فمن حقهم رسم مستقبله ،، للوطن ،، وضمان سيادتهم وحريتهم فيه كمواطنين ، هذا الأقرار الذي إذا قدر له أن يشكل توافقا وهدفا مشتركا للجميع فسنكون على أبواب الحرية والكرامة ، وسننجز كل قضايانا الوطنية والأقتصادية والأجتماعية .

محمد زكريا السقال / الفجيرة
10 / 2 /2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر