الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقل الثلاثة شراً

سعدون محسن ضمد

2011 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


كم مرة سمعنا سياسياً كبيراً يؤكد حصوله على وثائق تثبت تورط مسؤولين أو سياسيين (كبار) بدعم إرهابيين ضالعين بجرائم خطيرة؟ طيب، كم مرة تابع هذا السياسي (الكبير) ملف داعمي الإرهاب وأوصلهم إلى حبل المشنقة أو السجن؟
قبل أسابيع اتهم نائب عن التحالف الوطني "قيادات سياسية وأمنية عليا في بغداد بالتورط في عملية "تهريب" معتقلي القاعدة من مجمع القصور الرئاسية في محافظة البصرة" ومع أن الاتهامات كانت واضحة وصريحة، ومع أن الرجل تحدث بلغة الواثق من معلوماته، إلا أنه امتنع عن ذكر الأسماء. وهذا ما يثير الحفيظة بل ويدفع إلى الجنون!! لماذا يتفق سياسيونا في التعتيم على أسماء المتورطين (منهم) بحماية ودعم الإرهابيين؟
صحيح أن القضية ما تزال في طور التحقيق، وأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وأن الاتهامات لا يجوز ان تطلق جزافاً حفاظا على سمعة المسؤولين وحماية لأمنهم الشخصي. لكن المشكلة أننا ومنذ سنة 2003 وإلى الآن نسمع عن وثائق تدين سياسيين مهمين بجرائم فساد أو إرهاب ولا نسمع عن أي محاسبة أو معاقبة لهم!! وهنا يجب طرح السؤال التالي: أيهم أكثر شراً وخيانة وبعداً عن الإنسانية والوطنية والشرف: الإرهابي أم المسؤول الذي يدعمه، أم المسؤول الذي يغض النظر عن ملاحقة، هذين الطرفين، أمنياً وقضائياً؟
بعبارة أكثر صراحة ـ وفي سياق الصراع الطائفي ـ: يمكن لنا أن (نفهم) قيام الإرهابي (السني) بالتورط بجرائم تستهدف الشيعة، و(نفهم) تورط بعض المسؤولين السنة بدعمه، ومن جهة أخرى، يمكن لنا أن نفهم تورط الإرهابي (الشيعي) بجرائم تستهدف السنة، ودعم بعض المسؤولين الشيعة له، فهنا ثمة اشتراك بالدوافع أو بالمصالح بين الإرهابيين وبين داعميهم. لكن ما لا يمكن لنا أن نفهمه هو سكوت المسؤول الشيعي عن تورط المسؤولين السنة، والعكس صحيح!!
إذا كانت القضية متعلقة بالتوافقات السياسية فهذا يعني أننا إزاء نوع من الجرائم بالغ الوحشية والدونية واللاإنسانية، وتزداد وحشية هذه النوع عندما يقوم به المكلفون بحماية أمن البلد والمواطنين. وهنا يجب علينا أن نعود لسؤالنا السابق: أية الثلاثة أكثر شراً؟
أعتقد بأن الإرهابي، أقلهم شراً وأكثر منهم شرفاً وانسجاماً مع نفسه وقضيته التي يؤمن بها!! والسبب أنه يعمل لصالح قضية يؤمن بها، صحيح إن إيمانه زائف ولا يبرر جريمته أبداً. لكنه منسجم مع إيمانه. أما السياسي الداعم له فهو خائن لأنه مسؤول عن العملية السياسية وعن أمن البلد، لكنه يعمل خلافاً لمسؤولياته وتعهداته والأيمان التي قطعها لشعبه، إذن فهو غير منسجم مع تعهداته ودوره، بالتالي هو أكثر من الإرهابي شراً، لكنه أقل شراً من السياسي الذي يسكت عن ملاحقته، لأنه يعتقد ـ واهماً ومخطئاً بالتأكيد ـ بأنه يعمل لصالح طائفته لذلك هو يدعم الإرهابيين من طائفته . أما السياسي الساكت فهو يشترك مع الارهابي في جريمته، ومع السياسي الداعم في خيانته تعهداته، ويفوقهما في أنه لا يعمل وفقاً لمصالح طائفته أو مكونه الجماهيري!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جريمة التستر
احمد الجوراني ( 2011 / 2 / 11 - 13:12 )
سيدي العزيز لو كانت لدينا قوانين فاعله فيجب ان يحاسب كل منلديه معلومات يصرح عنها في وسائل الاعلام ويخفيها عن القضاء بتهمة التستر على المجرم اذ ان التستر عن المجرم ليس فقط باخفائه وانما باخفاء المعلومات التي تدينه


2 - احمد الجوراني
سعدون محسن ضمد ( 2011 / 2 / 14 - 11:06 )
فعلا صديقي، يفترض ان تكون هناك قوانين تحاسب على التصريحات المهمة أو المتعلقة بالارهاب على الأقل، فالذي يدعي امتلاكه لمعلومات تثبت تورط سياسيين بجرائم إرهاب ويصرح بهذا المضمون يجب أن يحاسب في حال لم يقدم هذه المعلومات، إما أن يقدم المعلومات أو يحاسب على تشهيره بالأبرياء..


3 - صفقات
محمد الفهد ( 2011 / 3 / 5 - 13:39 )
اخي العزيز
انها الصفقات التي افضت لاستلام دولة الاسلاميون كانوا فرسانها لاخجلا ولاوجلا
وحتى لونجح الاخرون بانقاذ بلدنا من براثن ايديهم انظر كم نحتاج من الرصاص يحتاجه مطبقوا القوانين لاطلاقها على روؤس من افسد الحياة بكل هذه القسوه بعد تحرير العراق

اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر