الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعصار25يناير..عين على المستقبل

علي لطيف الدراجي

2011 / 2 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تلاشت الهيمنة وتقهقر وحش التسلط وذوت الأصفاد وتحطمت امال الساعين الى الخلود على عرش الرئاسة بعد ان تسلقت اليها تطلعات المظلومين وتشبثت بأطرافها انامل جيل من الشباب قصم السكوت بعزمه وكبريائه واراد ان يعتلي هامة التاريخ فوجد نفسه يكتب التاريخ من جديد.
عقود طويلة مرت كسحاب الشتاء على شعب مصر وهو صابر على جراحاته التي لم تندمل وقانعاً بشتات احلامه وهو يلوذ نحو الأمل وعينه ترنو الى غدٍ ولكن اي غد هذا،جيل تلا جيل يصرخ تحت ركام الوعود والأنتظار ويأمل ان يفعل شيئاً واذا به عاجز عن الكلام وليس عن التغيير،فالعقود الثلاثة من عمر حكم الرئيس مبارك كانت رحلة مع اللامنطق واللامعقول لشعب يقارع الصعاب والهموم ويستيقظ على حكايات وارقام وضعت مصر في مهب الريح واكبت حضارة الفراعنة على وجهها وباتت ارض الكنانة على موعد مع صرخة تخرج من ضمائر الصامتين.
وما حدث في مصر هو نسخة طبق الأصل لما يحدث في جميع بلدان العالم العربي التي تشاطر مصر الألام والصعوبات،اذ ان هناك عامل مشترك يبدو قد اتفقت عليه هذه الأنظمة قبيل وضع يدها على هذه البلدان وهو تفتيت ارادة الشعوب ومصادرة تفكيرها واملها وتقويض حريتها وسعيها وحقها في العيش على ارضها وسلب مواردها ليسيروا ابناء الوطن عراة وحفاة فوق كنوز منَّ الله بها على عباده فسرقها الفاسدون وباتت حكراً للأستبداد والعبودية،اما اصحاب الحق فعليهم ان ينظروا وينتظروا فُتات هذه الموارد وهو عطف ومكرمة من لدن اصحاب السيادة والفخامة والسمو لأنهم ارادوا وكانوا بلا منافس فوق الجميع.
ولكن بعد اعصار 25 يناير ووثبة الحرية المؤودة في مصر لم يعد لهؤلاء الطواغيت ومن يحيطهم ثمة وقت للتفكير في كبح جماح الشباب وعنفوانه ومطلبه في تغيير الوجوه قبل الواقع وتغيير صفحات التاريخ التي تشوهت بسلوك هؤلاء ويقيناً اذا تغير التاريخ فليس هناك حدود للجغرافية،فالأعصار سوف يمر على الجميع ويكتسح بريحه العاتية قلاعهم التي شيدوها فوق فوق اشلاء المظلومين حيث كرسوا سنوات حكمهم لتطبيق مفردات ظلمهم وجورهم فخلقوا مناخاً من الخوف والحيف وكابوساً اسدل على الشعوب ستار الأنسانية.
لقد هبت من مصر رياح التغيير ومن تونس نهض زمن الأستئصال ونحن سوف ننتظر انهيار العروش والكراسي المرصعة باللؤلؤ والياقوت ونترقب سقوط اصنام اخرى ويسحب من تحتها السجاد الأحمر لتعلن بملئ الفم ومن على منصة الهزيمة بأن عصر الرموز والحكم المؤبد قد طُعن بمحراب الصابرين ولم تتحمل اذانه دوي صرخة الثورة التي فاض من نحر كبريائها عبير اللاخضوع واللاخنوع وفتحت البوابات التي اوصدت بأقفال الطغمة الفاسدة التي كانت كالمستحيل يوماً ما ولكن الأحرار وجدوا لها مفتاح الحرية،انها صرخة الثورة التي سوف تُنهي فصلاً تراجيدياً مملاً بسيناريو كتبه الشعب بقلم سالت منه الدماء بدل الحبر ولن يبرح الورق الا ان تتدلى حبال المشانق كي تُلف على رقاب الجبروت الذي تمادى بظلمه وقسوته فأغتال الحقيقة ورقص على ذرف الدموع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغضب الساطع آت
مارا الصفار ( 2011 / 2 / 11 - 15:29 )
انها مسألة وقت فقط
واليوم .... غير الامس تماما
تسونامي بدأ في تونس
ولن ينتهي قريبا
وستكون السعودية اكثرهم دموية
لان الطغاة هناك قد مزقوا اجساد الوطن
قبل الرحيل بوقت طويل

امنياتنا بسلام يعم العالم

اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة