الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين حشدين

قاسم السيد

2011 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


حشد التحرير ليس فريدا في تاريخ القاهرة فلقد مر على ميادينها العديدة ومنها ميدان التحرير الذي يتردد اسمه هذه الأيام على مدار الساعة مرت به الكثير من الحشود في مناسبات عديدة وفي تواريخ مختلفة لكن مايعنيني منها هو حشد واحد لايقل بملايينه عن الحشد الحالي لكن يختلف في الشعار الذي يرفعه .
كان ذلك مساء الجمعة المصادف 9/6/1967 حينما اطل جمال عبد الناصر على المصريين ليعلن انسحابه من الحياة السياسية محملا نفسه كل تبعات هزيمة حزيران .
وبرغم ان الهزيمة كانت مريعة وكارثية ليس لمصر وحدها بل للعرب ولقوى التحرر في العالم برمته الا ان الجماهير المصرية وجدت في انسحاب عبد الناصر من المسرح السياسي كارثة اكبر لهذا خرجت بملايينها الى شوارع القاهرة بشكل فوري وعفوي مطالبة الرئيس بالعدول عن قراره لكون عبد الناصر لم يكن قائدا سياسيا فقط بل اضحى احد رموز النضال المصري نحو التحرر والتقدم .
لماذا قبلت الجماهير من جمال هذه الهزيمة المدوية وسامحته عليها وتمسكت بقيادته رغم كل ماشاب نظامه من تضييق على الحريات السياسية والفكرية ؟
خيط النزاهة والترفع عن الطمع في المال العام وعدم إيثار المقربين وتسليطهم على رقاب الأمة هي اهم الخصال التي تمتع بها عبدالناصر لينضم كأحدى حبات ذلك العقد الذي لم تضم حباته سوى القليل من رموز هذه الأمة الذين تولوا مناصب المسؤولية فيها ومن ضمن هؤلاء الذين يشاركون جمال عبد الناصر هذا الخلق هو الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم الذي لم تكن تربطه بعبد الناصر علاقة ودية بسبب المنتفعين من الضفتين الذين عملوا على زيادة شقة الخلاف بين الرجلين وحالوا دون قيام علاقة ودية بينهما رغم المشتركات الكثيرة التي تربطهما .
لهذا تجاوز الشعب في مصر محاسبة جمال على الهزيمة رغم هولها فالقادة التاريخيون لايتكررون بإستمرار ووجودهم في حياة امة يعد في حد ذاته مصدر سعد لها والتفريط فيهم ربما يكون في تداعياته اكثر ايذاءا من أي نكسة عسكرية .
بين شعار ارحل الذي رفع بوجه حسني مبارك وشعار نرجوك ابقى توسلا لعبد الناصر لكي يعدل عن قرار تنحيه مؤشر له دلالته الكبيرة وهو يدلل على صدق الأختيار التلقائي والعفوي للشعوب ويعني فيما يعنيه حيوية وقوة واصالة تلك الشعوب وقدرتها على احداث التغيير وقوة حدسها في تأشير حجم الزلل .
ومثلما استطاعت الجماهير ان تحمل عبد الناصر عن العدول عن قراره والعودة الى مركز القيادة نجحت الجماهير في أن تحمل حسني مبارك على التنحي .
لقد اثبت الشعب المصري بثباته وصبره انه احد الشعوب التي تستطيع ان تصنع التاريخ ولاتكتفي في أن تكون خبرا من أخباره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف