الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تهنئة من الاعماق للجماهير الحرة في مصر
ينار محمد
2011 / 2 / 13مواضيع وابحاث سياسية
لأول مرة نكتب فرحــاً واحتفالاً غامــراً بانتصارات ثورية بعد عقود من كتابات القهر والاستنكار للعذاب والآلام في ظل الطغيان والابادة الجماعية والحروب المفروضة علينا وعلى جماهير المنطقة.
بعد ثلاث او اربع عقود من انواع القمع والارهاب الحكومي والدولي والاحتلالات، ومعاناة شعوب كانت وقودا لحروب اهلية ودولية وطغيان فردي وجماعي ديني او قومي؛ نشهد وللمرة الاولى تجسيد الارادة العملاقة وغير المتراجعة لجماهير أرادت الحياة وفرضت قرارها على الطاغية وعلى نظامه الذي احترف قهر الجماهير واستلاب حريتها وثرواتها.
تهنئة من الاعماق نوجهها لمن حققوا انتصارا عظيماً على طغاتهم دون طلقة واحدة، او تفجير او سحل، او مؤامرة، حيث كان سلاحكم الوحيد هو ارادة الجماهير واصرارها على تغيير واسقاط النظام ورحيل الطاغية. استطعتم وباقتدار عالٍ زج عشرة ملايين واكثر في ثورتكم السلمية والتي ارعدت بصوتها المجلجل العالم اجمع مما ارجف قلوب الطغاة وحاشيتهم في مصر والعالم العربي وفي جميع المحافل العالمية التي كانت تدعم وتقوي هؤلاء الطغاة بالضد من الجماهير. اذ اثبتم ان ارادة الجماهير بالحياة اقوى من المليارات التي سلموها الى مبارك لكي يفرض عليها القهر والفقر والخذلان.
كيف تفسر الحكومة الامريكية لجماهيرها الآن بانها سلبت اموالهم لثلاثين عام لكي تكون المصدر الأول لقوة لطاغية مصر بالضد من جماهير مصر مسحوقة. الا يخجل من يدّعون بطولة الديمقراطية الامريكية بكونهم في الحقيقة ابطال فرض الديكتاتوريات في بقاع كثيرة من العالم؛ اوَ ليس في نظام برجوازي رأسمالي وامبريالي مكان للعار والخجل، بل هي سياسية فرض القوي على الضعيف، سواء داخل بلدانهم او في بلدان حلفائهم من الدكتاتوريات. ولماذا لا تتعض جماهير الغرب الامريكي بدروس الثورة المصرية لتثور على حكامها، وتطالب برحيلها وبتغيير النظام... ام ان هذ المعادلات غير ممكنة في ما يسمى بالديمقراطية الغربية التي أوهمت العالم بان زمن الثورات قد ولّى.
الى أبطال الثورة المصرية من الشباب والنساء والعمال، نأمل من اعماق قلوبنا ان تشهد ثورتكم تحقيقا لكل مطالبها من حكومة مدنية غير عسكرية، وإلغاء كامل لقانون الطوارئ، وكذلك تغيير النظام. اذ ان الفرصة سانحة في هذه الايام العظيمة ان تعيدوا بناء نظام سياسي لا يسمح بثراء الحكام وتجويع الجماهير، بل يضمن اشتراك الجميع بثروات المجتمع وعلى قدم المساواة، وبنظام اشتراكي يضمن العيش الحر الكريم لكل فرد ومواطن، مما نحلم به لجماهير العراق والعالم اجمع. ويظل الخوف في قلوبنا تجاه ثورتكم الناصعة البياض لئلا تجد البرجوازية طريقها للابقاء على النظام بان تلجأ لتضخيم اهمية عملية تغيير الوجوه فقط. وتكون آنذاك فقط عملية تجميل سطحي لنفس النظام المهترئ القديم.
كانت فرحة العالم غامرة مع تنحي الطاغية والذي استعجل مصيره وبغباء خطاب امعن فيه بإهانة الارادة الحرة للجماهير بمقولات لم يعد لها ارضية او قبول لدى جماهير حرة وثائرة. ولم يتأخر شباب الثورة من ابداء ارائهم البليغة بآلاف الاحذية الموجهة لمبارك ولكل طاغية يفكر باستغلال وقهر واهانة الجماهير.
الى المناضلين الثوار، الى ابطال ثورة الجماهير في مصر، نستلهم منكم دروسا في تعبئة الجماهير بأكملها في ثورتها المصيرية. ونتوقع ان نسمع اخباركم العظيمة في تشكيل مجالسكم الثورية لقيادة العهد الجديد للحريات والمساواة مما لا يمكن تركه بأيدي العسكر او التكنوقراط او مدّعي "الديمقراطية".
عاشت ثورة الحادي عشر من فبراير
عاشت الجماهير الحرة في مصر
ينار محمد
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
12-2-2011
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - فجر الامل
محمد سوادي
(
2011 / 2 / 13 - 14:09
)
نحن واذ نشهد انتصار الثورة الجماهيرية في مصر وبزوغ فجر جديد نأمل ان يحمل كل انواع التغيير للحياة في هذا البلد العتيد من التغيير الاجتماعي والسياسي الى نبذ الافكار الدينية والعلائق المتخلفة من الماضي والتقدم الى امام عسى ان يستطيع هذا البلد ومن وراءه كافةشعوب المنطقة من بناء مستقبل جديد يبشر بنهاية الاستعباد والاستغلال
2 - موافقة معك
ينار محمد
(
2011 / 2 / 14 - 01:53
)
عزيزي محمد
اوافق معك على كل ما تقول، ولعل اهم ما في كلامك الامل جديد للمنطقة جمعاء
اما عن التخوف من بروز تيار ديني وسحب المجتمع الى الاسفل والى الوراء من جديد، فاصبح اقل بعد هذا التحرك الثوري
اذ ان احدى النتائج غير المباشرة لهذه الثورة، والتي لا تقل عن نتائجها المباشرة في رأيي، بانها فضحت حقيقة حجم وقوة الاخوان المسلمين في مصر، ووضحت بشكل اكيد بانهم ليسوا ذلك البعبع الذي كان مبارك يخيف به الجماهير من جهة، وحلفاءه البرجوازيين الغربيين من جهة اخرى
وفي حالة كهذه، فان اهمال وجودهم كعامل حسم او حتى تأثير، هو افضل بكثير من ايلائهم اهمية لا يمتلكونها من خلال ذكرهم في خطاباتنا الموجهة لهذا الحدث الجليل
ويسرني سماع صوتك بعد كل هذه السنين
3 - التغيير وتحديات المستقبل
محمد سوادي
(
2011 / 2 / 14 - 05:34
)
الست ينار
شكرا على الرد واتفق معك ان ما حصل يشير الى تنامي الوعي لدى الجماهير ولكن الخوف كل الخوف من التيارات الدينية المحسوبة الان على الثورة ان تبدا بمد نفوذها ومحاولة السيطرة على الثورة او على الاقل تحجيم الاصلاحات والتغيير للحريات السياسية والاقتصادية ومنع امتداد التغيير الثوري ليشمل نمط الحياة والعلاقات الاجتماعية كما وان الخوف كل الخوف من التأثيرات الخارجية اقليميا وعالميا وما حصل في العراق من تراجع وسيطرة الافكار الدينية المتخلفة على الحياة الاجتماعية قبل السيطرة على الحياة السياسية اوضح دليل اظافة فان قوى الامبريالية العالمية قد تفضل التيارات الدينية المتخلفة على ان يسيطر الفكر المتنور على عملية التغيير ليجعلها تغيير حقيقي للفرد والمجتمع
.. آلاف الوجبات تدخل القطاع يوميا.. هل تكفي؟ | الأخبار
.. أكثر 10 إعلانات ما سوت شغلها ???? | TOP 10 مع بدر صالح - الح
.. الرئيس عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئا
.. البيت الأبيض: عودة الهدوء إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل -أول
.. صور جوية حصرية لسكاي نيوز عربية لقطاع #غزة #سوشال_سكاي