الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسماء محفوظ!

مصطفي النجار

2011 / 2 / 14
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


أسماء محفوظ عبد الحليم عبد الصمد محمد أحمد إبراهيم النجار، هي أحد أوائل من دعوا لإسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك فهي كانت أحد أجنحة التيار الوطني الأصيل بحركة شباب 6 أبريل، وهو ما سبب لها حرجاً كبيراً داخل عائلتنا لكن عمي كان دائماً داعماً لها.

لم يكن أحد معترفاً أو مقتنعاً بجدية أفكار أسماء المعارضة للنظام وكان الجميع يطالبونها بأن تترك العمل في السياسة تارة بالحسني وتارة أخري بالإجبار، كان والدي يدعوها لأن تتزوج وتترك مجال "النصابين" كما كان يطلق دائماً على السياسة، أما عماتي وأعمامي فكانوا دائمي توجيه العتاب الشديد لها لأنها تسبب في عدم عودة شقيقها الأكبر لعمله في جهاز الشرطة لتوجيهها انتقادات عنيفة على موقع الفيس بوك للوزير السابق حبيب العادلي وأمن الدولة.

"معتوهة" و"مجنونة".. هاتان الكلمتان استخدمتهما العائلة في وصف أسماء كثيراً لكنها أثبتت للجميع منذ يوم 25 يناير أنها استشرقت المستقبل وامتلأت بالأمل لوضع لبنات للمستقبل بثورة شبابية تحولت إلى شعبية. عائلتي مثلها كباقي المصريين لم يدركوا أن التغيير قادم بهذه الصورة وعلى أيادي شباب شرفاء ينظمون مظاهرات أمام مكتب النائب العام لإسقاط النظام بينما غالبية الصحف ووسائل الإعلام بل وأجهزة الأمن تكاد تعتبر نطق كلمتي" ثورة" و"إسقاط النظام" من المحرمات فمنهج هؤلاء أنك من السهل أن تنطق كفراً لكنه من المستحيل نطق الكلمتين.

لم يكن المشهد عند الجامع الأزهر في جمعة الغضب مبشراً كثيراً بقدوم ثورة التحرير فقوات الأمن المركزي ضربت الأستاذ المصور محمد مسعد ومع ذلك واصل رسالته، واحتدت المواجهات رويداً رويداً حتي تساقط العشرات من الشباب بفعل قنابل الغاز المسيلة للدموع وطلقات الرصاص المطاطية التي كانت توجه بشكل مباشر صوب المتظاهرين ومساكن الحي، وعلى الرغم من ذلك قمت بمساعدة الأهالي بعمل سندوتشات لعساكر الأمن المركزي لأنهم أنهكوا، وكأن المصري طيب بطبعه فالمجندين يضربونه ويكسرون المحال وأنا على ذلك شهيد، في حين أنه يقدم له الماء والطعام، وما كان سيحول دون وصلهما للمجندين ضباط أمن الدولة والأمن المركزي خوفاً منهم أن يهبط مستوي المجندين. كثير من التجاوزات إرتكبها رجال الشرطة وفي نهاية المطاف يدعون أنهم تم الإعتداء عليها من الشعب وأنهم مجرد ملائكة أبرياء وأنه لم يوجد أى بلطجية في مصر في ظل سلطتهم الطاغية ، وعندما هربوا جماعاً وفرادي بأمر أو بدون أمر فإن كانوا يريدون أن يذوق المصريين مرارة الخوف وعدم الأمان وهو ما اعتبره أخرين إحراجاً للجيش إلا أن الله نصر مصر على جبن رجال الشرطة وعلمهم الشعب درساً لن ينسوه ولعلهم يتعلمون وينسون مهازل التقارير الأمنية التي كانوا يعتمدون عليها، والدليل على كفرهم بالمبادئ الإنسانية أن الغاضبين الذين قلبوا الثورة إلى لاسلمية حطموا مباني جهاز أمن الدولة الذي وجه لهم إهانات متكررة وبث شائعات وقت الأزمة وأطلق البلطجية للتحرش والسرقات والنهب والإفساد، وصدق الله العظيم حين قال "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

عندما دقت الساعة الثانية عشر مساءاً ضحكت بعد جولتي ميدان في التحرير يوم الإثنين أخر أيام يناير الدموي، فقد احتفلت مع أسماء بعيد ميلادها السادس والعشرين ونحن نسير في شوارع المطرية متجهين نحو بيتي في حلمية الزيتون لخوفي من أن نذهب إلى منزلها في عين شمس، فبينما أضحك كانت هي مشغولة بمكالماتها الهاتفية لترتيب رفع سقف مطالب الشباب في الميدان وفي عدة محافظات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإيطالية تعتدي على متظاهرين مؤيدين لفلسطين


.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب




.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا