الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجتياح جباليا ... تواطؤ رسمي وتبلد شعبي

حسن شاهين

2004 / 10 / 7
القضية الفلسطينية


ابتداءً من ليلة الثلاثاء/ الأربعاء (28-29/9/2004) وإلى أجل قد يطول؛ يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحه الواسع لشمال قطاع غزة، مركزاً عملياته في هذه المرحلة على مخيم جباليا للاجئين، ومخلفاً حتى تاريخ هذا المقال عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وعدد كبير من البيوت المهدمة، ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية المجرفة.
انحصر رد الفعل الدولي ببعض التصريحات التي كان أقساها مطالبة (كوفي عنان) حكومة إسرائيل "بوقف توغلاتها العسكرية في قطاع غزة التي أدت إلى مقتل العديد من الفلسطينيين بينهم الكثير من المدنيين ومنهم أطفال" مطالباً السلطة الفلسطينية "بالتحرك لمنع الناشطين الفلسطينيين من إرسال صواريخ ضد أهداف إسرائيلية" فيما أعرب (أبو الغيط) وزير الخارجية المصري عن شعور حكومة بلاده "بقلق بالغ إزاء هذا التصعيد الخطير" أما الخارجية الأمريكية فكان تعليقها يحمل موافقة ضمنية على العملية مع بعض التحفظ على ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين حيث دعا الناطق بلسان الخارجية الأمريكية إسرائيل إلى "الحفاظ على التوازن في ردود أفعالها"، رد الفعل الدولي الضعيف هذا كان بمثابة ضوء أخضر لحكومة إسرائيل لتستمر في اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني، وبالفعل فهاهي تكثف عملياتها العسكرية في مختلف الأراضي الفلسطينية، تقتل وتهدم وتعتقل وتنتهك الحرمات والمحرمات، متمادية بغطرستها ومستخفة بكل القيم الإنسانية والتشريعات الدولية وعلى رأسها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومعاهدة جنيف الرابعة، مستندة في تماديها إلى العجز الدولي المشوب بشبهة تواطؤ.
وإن كانت هناك اعتبارات سياسية تبرر الصمت الدولي _ وهي غير مقبولة بالتأكيد بكل معايير القيم والأخلاق والقانون_ فلا يوجد ما يبرر على الإطلاق الصمت والتخاذل الشعبي!.
وهنا نتساءل بمرارة: أين هو دور الأحزاب والمنظمات الشعبية والمؤسسات الأهلية المناهضة للظلم والمناصرة لنضال الشعب الفلسطيني في البلدان العربية والعالم في تحريك الجماهير الشعبية لإعلاء صوتها رفضاً واستنكاراً لصمت حكوماتها على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ألوان التنكيل والقهر على يد الاحتلال؟!!.
إن ما يحصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة يرفضه الوعي والضمير الإنساني لكل شعوب العالم، والشعوب مستعدة للتحرك لمساندة إنسانيتها أولاً والشعب الفلسطيني المظلوم، لكنها بحاجة لمن يقود هذا التحرك وينظمه.
لم يعد هذا التقاعس مقبولاً ولابد للأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية التقدمية في العالم من نفض الغبار عن أدواتها والعمل على قيادة الجماهير الشعبية للضغط على حكوماتها من أجل اتخاذ مواقف قوية إزاء الممارسات الإسرائيلية الوحشية بحق الشعب الفلسطيني.
وليركز التحرك على مجموعة من المطالب الأساسية هي:
1- وقف العدوان العسكري المستمر على الشعب الفلسطيني.
2- المطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية والتمثيلية والتجارية التي تقيمها بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني، ومن المؤسف أن تكون الفترة التي شهدت تعاظم في الهجمة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني؛ هي ذاتها التي شهدت زيادة في التبادل التجاري بين إسرائيل ودول عربية!.
3- التحرك من أجل إزالة جدار العزل العنصري استناداً للقرار الاستشاري بهذا الصدد الذي أصدرته محكمة العدل الدولية.
4- تطبيق معاهدة جنيف الرابعة المتعلقة بمعاملة المدنيين الواقعين تحت الاحتلال.
5- السعي من أجل تأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعملية إبادة جماعية وذلك عبر نشر قوة سلام دولية تتولى الأمن في الأراضي الفلسطينية التي احتلت في حزيران 1967.
6- عقد مؤتمر دولي للسلام تحت راية الأمم المتحدة.
فليقف كل أحرار العالم في مواجهة الظلم وعملية التطهير العرقي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ولتشحذ الهمم وتستنهض الطاقات لتفعيل الجماهير الشعبية وتحريكها لنصرة ومساندة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر