الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سوار الذهب مزمور كاكي هل يتجدد !؟
هادي الخزاعي
2011 / 2 / 15دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
المزمور الأول
الطغاة وعلى مر العصور مارسوا ذات الأسلوب في الأدارة ليرسموا ذات المشهد ويلونوه بألوانهم التي يريدونها ، وهي غالبا ما تكون الوان فاقعة وصارخه ، غير انهم جميعا لم يستطيعوا ان يتصورا نهاياتهم الدراماتيكية المؤدية الى مزابل التأريخ حين يستبيحوا ويدنسوا كل ماهو أخلاقي من أجل رعشة الجلوس على سدة الحكم أو سواها من الرغبات غير المشروعة .
المزمور الثاني
كان الدكتاتور محمد جعفر النميري ، الرئيس الأسبق للسودان قد أوغل بظلم الشعب السوداني ، ومصادرته الحريات العامة عبر القمع المنظم للناس بعد أن أسس لهذا الغرض مؤسسة قمعية نشطة . ولما لم يكتف بتأسيس تلك المؤسسة القمعية الشرسة التي عانا من شرورها الشعب السوداني الطيب ، أحالها الى أداة تنفيذية يراد منها أن تقنن استمرار سلطته المطلقة على السودان ، ولأبد الآبدين .
وحين عانت سلطة النميري الفردية المطلقة من الشبع والتخمة والتهدل ،وحان وقت قطافها على يد الشهيد النقيب هاشم العطا عام 1971 ، تأَخر هذا القطاف لأسباب مختلفه موضوعية وذاتية ، وكأن لوحة الدكتاتورية النميرية لم تكتمل بعد ، فتدخل عسكري مغمور دون سواه من جيش السودان ، أسمه عبد الرحمن سوار الذهب ، فأجهض حركة هاشم العطا الذي كان قريب المنال من أنقلاب مؤكد على النميري ، الذي عاد بدوره فإستلم مقاليد البلاد بعد ثلاثة أيام فقط ترك بها البلاد هاربا . كل ذلك حدث بفضل الداعية ؛ عبد الرحمن سوار الذهب .
ولأن الأرض تدور وتدور ، فقد جاء عام 1985 وهو يحمل في أحشاءه وميض انتفاضة سودانية عارمة ضد نميري قامت بها الأحزاب والنقابات والجيش في السودان ، ولأنها ميلودراما فقد قاد عبد الرحمن سوار الذهب الدولة السودانية بأعتباره اكبر قادة الجيش ، بعد نجاح الأنتفاضة التي تحولت الى إنقلاب عسكري على نميري الذي ترك السودان الى غير رجعة هو وقطته الأليفة . وحينها رقي سوار الذهب الى اعلى رتبة في الجيش السوداني وهي رتبة المشير.
غير ان لهذا الداعية الأسلامي ، المشير سوار الذهب فضيلة كان قد وعد السودانيين بها ، وهي أنه سوف لايستمر كحاكم للسودان اكثر من سنة واحدة وبعدها سيتفرغ لأمور دينه ، بعد ان يقوم بتسليم السلطة الى حكومة سودانية منتخبة !
وكان ياماكان ودال الزمان ..
بعد عام تسنم رئاسة الوزراء السيد الصادق المهدي ، ورئاسة مجلس السيادة السيد أحمد الميرغني ، وكأنك يابوزيد ما غزيت ، فولدت هذه التداعيات المدنية ، دكتاتورا جديدا قام بصناعته الأعوان ، وهو الدكتاتور عمر البشير المنسل من المؤسسة العسكرية السودانية .. البشير الذي وصلت في أخريات حكمه السودان الى حد الأنقسام ، شمال وجنوب ، بالوقت الذي نرى فيه العالم يقترب ليتحد كما في أوربا .
ومما يجدر ذكره ان من ساهم بصنع هذه اللوحة وغيرها في بلدان عديدة ، هم الأعوان من المستفيدين وشلل المطبليين وماسحي الأكتاف والإنتهازيين ، وهؤلاء هم الذين يمكن اعتبارهم مهندسوا صناعة الدكتاتوريات على مر العصور .
المزمور الثالث
الحالة المصرية الآن ..
منذ انتصار ثورة الخامس والعشرين من يناير الشبابية ، وهي محاطة بقوس قزح ، تتزاوج فيه كل ألوان الفرح ؛ بعد زوال دكتاتورية حسني مبارك وحاشيته من طبالين وماسحي أكتاف ونفعيين ، وبعد أن أقصيت سلطة الحزب الواحد . صارت كل أكف البشرية تصفق ، وكل اياديها تهتف للديمقراطية والحرية الوليدة في مصر .
المزمور الرابع
في الحالة المصرية بعد الآن ...
العسكرتارية المصرية ممثلة بما سماه الدكتاتور المخلوع مبارك ، وبتخويل منه لأدارة البلاد والعباد ؛ المجلس الأعلى للقوات المسلحة .
لقد امسك هذا المجلس بشخص رئيسه المشير حسين طنطاوي بالزمام مع وعد للمصريين منه ومن مجلسه ، بأن لا يدوم مسك الزمام هذا ، أكثر من ستة اشهر ، تطول اوتقصر قليلا ، ليس مهما ، المهم أن طنطاوي وكل مجلسه سيسلم البلاد في نهاية المطاف الى حكومة مصرية منتخبة !
المزمور الخامس
ما اشبه اليوم بالبارحة ....
فالبارحه في السودان..
كان المشيرسوار الذهب مسك الزمام بالسودان سنة كاملة ، وبعدها ومثلما وعد السودانيين بتسليم السلطة .. وقد وفى بوعده فعلا . لكن بعد حين ، انتجت تلك الحكومة المدنية المنتخبة التي وعد بها العباد ؛ المشير حسن البشير كرئيس للبلاد. ومنذ ربع قرن وهذا البشيرلا تغادره رعشة الجلوس على الكرسي .
واليوم في مصر ..
صارالمشير حسين طنطاوي يمسك بزمام الأمور في مصر ، وهو المتقلد لمنصب وزير الدفاع والأنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة ولمدة عشرون عاما من زمن حكم مبارك !؟ وقائد الحرس الرئاسي والقائد الميداني للجيش ورئيس قسم العمليات في القوات المسلحة وغير ذلك من مسؤليات كبيرة في طوال فترة حكم مبارك !؟ وهذه أمور تجعل كل فئران الأرض تلعب في العبْ ، رغم أنه قد وعد بتسليم السلطة لحكومة مدنية بعد ستة اشهر ! ترى ماذا يمكن أن يحدث في مصر طوال هذه الأشهر الستة !؟ وهل سيكون مخاض الحكومة المدنية بعد ستة اشهر متعسرا فيتشوه الوليد ؟ أم ستأتي حكومة مدنية ملبية لطموحات الناس في تحقيق مطالبهم بتغيير الدستور وأشاعة الديمقراطية وألغاء كل ما يمتهن كرامة الأنسان ، وأن لا يأتي لمصر حاكم تستهويه رعشة الجلوس على كرسي الحكم فتعود مصر الى ما قبل المربع الأول ، وكأنك يابو زيد ما غزيت . أم هل ستتساوى حسابات البيدر والحقل عند أصحاب ثورة 25 يناير !؟
المزمور السادس
بعد نصف العام من الآن سيكون المخاض في مصر ، فإذا حدث ولم يتساو حساب بيدر وحقل الثورة الشبابية التي تمخض عنها ميدان التحرير، فأن أمام مصر مشهد من أثنين ، فإما أن يأتي عسكري يشكل مشروع لدكتاتور جديد ، أو ان على الفيسبوك أن يؤسس لمليونيات جديدة تكون جاهزة لتجديد لافتتاتها ، لا فقط في ميدان التحرير، ولكن في كل ميادين مصر ، ذلك لأن كل عيون المقموعين قي بلاد العرب سترقب مصر مثلما راقبت تونس قبلها من اجل ان تحذوا حذوهم .
المزمور الأخير
الجميل في كل الأمر إن هناك قاعدة تحكم مشهدية الطغاة ، وهي أن نهاياتهم تكون مخزية حين يستحيلون الى أصنام ، وهذه القاعدة المطبوخة بإتقان شديد ، قد تكررت كثيرا ، وعلى مر العصور وبميل دراماتيكي لافت ، ولكن لم يتعض من مصائر أبطالها المأساوي ، أي ظالم او دكتاتور جديد .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة