الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعار بغداد لن تكون قندهار ،، هل هو شعار عنصري؟!

احمد مكطوف الوادي

2011 / 2 / 15
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


في البداية أتصور انه شعار بصبغة عنصرية ،رغم معرفتي بطيبة مطلقيه ونياتهم البيضاء .
هو يسيء إلى مدينة يقطنها أكثر من ثمانمائة ألف نسمة إضافة إلى ملايين المحبين من الأفغان والدول الأخرى المجاورة من نفس الأعراق من البلوش والبشتون والأقوام الصديقة الأخرى والشقيقة في الإنسانية على اقل تقدير .
هو إساءة وتحقير لمدينة بذاتها واستخفاف بمشاعر أهلها ومحبيها ولا يمكن لمدينة أن تخلو من محبين
وهو يسيء أيضا إلى المدينة التي يراد أن تقترن بها على سبيل المثال والمقارنة والمصير واقصد بغداد حين يراد تصويرها بالمدينة المتكبرة والمغرورة والمتعالية والعنصرية (ودون قصد طبعا) بغداد التي كانت يوما بوتقة صهرت داخل مدارسها كل الشعوب والأقوام
وقدمت نموذجا حضاريا شرقيا رائعا ومتميزا و كان لأهل قندهار والمدن القريبة منها المساهمة الفاعلة في ذلك حين قدمت الكثير من خيرة أبنائها كرواد للعلم والحضارة ، مثل أبو حنيفة النعمان والخوارزمي وابن سينا والرازي والعشرات غيرهم ....
وهو شعار يسيء إلى الإخوة الذين يستعملونه كذلك فيظهرهم بصورة المتعنصرين والمتعصبين ، فيما هم يحاولون أن يدافعوا عن قيم الحرية والوقوف بوجه كل من يحاول أن يغتصبها ويفتض بكارتها وهي لم تبلغ الحلم بعد ، و كذلك فهو شعار صار مرتبطا بمطلب معين هو
(قضية البارات والخمور ) وهي قضية ربما خلافية وجزئية وغير جامعة في هذا المقطع الزمني الحساس ، ولا يعقل أن نترك الكل ونبدأ بالجزء ، فالشعب يريد إصلاحا حقيقيا في بنية النظام وانتشال الإنسان من مستنقع الفقر والحاجة ، ويطالب بالخدمات العاجلة وقبل كل ذلك لا يريد أن تنتهك حريته التي كفلها له الدستور .
قندهار التي ابتليت بالمتطرفين العرب من كل البلدان والذين استوطنوها أجساما وأفكارا فأحالوها ظلاما وخرابا وأستباحوها واستعبدوا أهلها ولم يقدموا لها سوى الحروب والفتن والتكفير .
وهنا يأتي عرب آخرون لينتقصوا منها ويجعلون منها شعارا يصورها وكأنها مدينة الظلام في العالم ، استوطنها العرب المتطرفون فحقونها بالأفكار الظلامية ودعوات الكراهية بأسم الإسلام وهو منهم براء ، وقتلوا الحياة والابتسامة والروح فيها وطبقوا فيها جاهلية قريش وشريعة الصحراء .
لقد صدرت لنا قندهار وأفغانستان وجاراتها الفلاسفة والأطباء والعلماء والمصلحين والمفكرين وصدرنا لهم الإرهاب والتكفير والذبح والمجرمين !!!!
قندهار وأفغانستان التي قدمت لمصر المفكر الرائع جمال الدين الأفغاني كافأتها مصر العروبة على ذلك فقدمت لها الإرهابي أيمن الظواهري وجهزتها السعودية بالإرهابي أسامة ابن لادن وأنتخت الدول العربية لتشارك بما تستطيع وتتبرع ببهائم مفخخة وفكر مفخخ لتقتل أطفال قندهار كما تتبرع اليوم لقتل أطفال العراق .
أتصور إن الشعار يختزن في داخله كماً هائلا من الإساءة للأفغان البسطاء و الطيبين ولمدينتهم التي يحبونها حتما كما نحب بغدادنا
قندهار التي نحن "العرب " بتطرفنا الديني من حولها ومازلنا إلى بؤرة للظلام واستعبدنا أهلها بفهمنا القاصر والتكفيري والعنيف للدين
لا اعرف لماذا احزن لهم عندما أرى الشعار ؟
كم حزنت ومازلت أغلي وأنا أسمع وأشاهد جيراننا ودول العالم وهي تصف لحظة (سقوط الصنم) بــ (سقوط بغداد)
حتى ولو كان الوصف يحتوي على جزء يسير من الحقيقة المرة والصادمة ... وأحزن حين أسمع البعض يتندر على العراقيين وهو يصفهم بـ "علي بابا " وغيرها من الأوصاف ..
أحزن... لأنهم لا يقولون الحقيقة كاملة
أتألم وأغلي واشعر بالحزن لأنهم لم ينصفوني أنا ولم ينصفوا أهلي وأخوتي و بلدي ولم ينصفوا مدينتي واتهموني بجريرة المتعصبين والمجرمين وتجار الحروب والسلطة ، كان صداما يعني لهم العراق ، فيما اعرف الفرق جيدا بين مبارك وبين مصر وشعبها ، وبين بن علي وتونس وبين ليبيا والقذافي وبين ملا عمر وبن لادن وقندهار .
وأخيرا اتسائل ما ذنب قندهار وأبنائها ؟؟
ونحن نوصمهم بصفات وأفكار نحن من صنعها وعلبها وصدرها لهم ؟
لماذا نلصق عاهاتنا بالآخرين ولا نلجأ لإصلاح حالنا ؟
والى متى نعلق أخطائنا وكبواتنا وخيباتنا على شماعة غيرنا ؟
أتمنى أن يتغير الشعار ليصبح :
(( بنور أفكارنا ... ستكون بغدادنا جنة )) !!
او ((بغداد لن تكون مدينة للظلام))



للفائدة :
* قندهار يرجع تاريخها إلي 3120 سنة قبل الميلاد
* دخل الإسلامُ قندهار في عهد العباسيين
* كانت مركزا وعاصمة لأفغانستان في عام 1748



مدونتي الشخصية http://ahmedmagtoufalwady.blogspot.com/









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحيح ولكن
محمد الشمري ( 2011 / 3 / 24 - 02:33 )
نعم ما تقصده صحيح ولكن المسمى جاء مما يجري على الارض من احداث ماساويه بسبب الانغلاق الديني المتشدد وكونها الان تمثل الحاضنه الرئيسيه للارهاب في العالم وبما ان بغداد عصيه على هذا الفكر الظلامي اذن هي ليست قندهار القاعده ن
التخندق الطائفي القومي والاثني حدث طارىء اوجدته ضروف الاقتتال وليس له جذور

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن