الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهدائنا مع الأنبياء والشهداء والقديسين في علياء الجنان

أحمد صقر

2011 / 2 / 15
المجتمع المدني


مع الأنبياء والشهداء والقديسين في علياء الجنان
ثورة 25 يناير 2011
استيقظ الشعب المصري علي أصوات المحتجين في ميدان التحرير , ظن الكثيرين أنها مجرد غضبة سرعان ما تنفض , بل أعتقد النظام بتأثير من حوله أنهم مجرد مجموعة من الخارجين ومن السهل اسكاتهم , غير أن الأمر تطور وازدادت الأعداد وخرجوا تباعا إلي ميدان التحرير وانتشرت العدوة في باقي ميادين مصر ومحافظتها , الأمر الذي حرك أعوان النظام للتصدي لهم بالمنع من التزايد , غير أن العقد انفرطت حباته ولايمكن جمعه بيد النظام , ولكن من السهل أن يجتمع عقد الشعب بيده هو وحده بعد أن قطع النظام السابق روابط الشعب المصري بكثير من التحايل علي أخلاق ومباديء هذه الأمة حتي أصبح التسيب وسياسة (وأنا مالي – مفيش فايدة – وإن أردت أن تنجز فعليك بالونجز- أفتح درج مكتبك- أنت عارف بتكلم مين- وغيرها من العبارات التي روج لها أعوان النظام ورسخها في عقول الصغار والكبار بحيث عجز الجميع عن مخالفتها خوفا في بعض الأحيان ورغبة في أحايين كثيرة ),اللأخلاق والجبن والتبجح والسياسات الأمنية والتلويح بها لمن يتجرأ أسلوبا للتخويف .
جرف معه النظام السابق أصحاب النفوس الضعيفة من حفنة مريضة من بعض أفراد الشعب في كافة مناحي الحياة لممارسة أمراضهم حتي جاء اليوم المعلوم , ونسي أتباع هذا النظام الأغنية التي جاءت في أحدي المسلسلات المصرية حين تقول ( ولابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم أبيض علي كل مظلوم أسود علي كل ظالم ),نعم قامت الثورة ولكن هل هناك من يوقفها ؟ اندلعت الشرارة وهل منهم من ينجح في اطفائها ؟ خرجت الملايين فهل يستطيع بيان كاذب يتحايل عليهم ويلعب بعنصر الوقت أن يرجعهم إلي بيوتهم ؟ قال الشعب لا للنظام الفاسد ولا للبطانة المارقة ولا للاستخفاف بعقول وشباب هذه الأمة فهل نجحت دموع ونحيب وتحايل المعاند –الذي كان يرتب أمره لتحريك رؤوس أمواله لتختفي بين غيابات الجب-في اللعب بشباب 25 يناير؟ هل ظنت الأجهزة الأمنية أن مايحدث مجرد مظاهرة سرعان ماتفض ويتم القبض علي محركيها ؟ لا وألف لا اندلعت الثورة ولم تتوقف حتي سقط رأس النظام , لا لم ينجح من ضللوه وضلوا جميعا في اطفاء شرارة الثورة , بل جاءت معالجتهم كمن سكب الزيت علي النار فازدادت توهجا, لا لم ترجع الجموع الجامعة المتجمعة في الميدان , لا لن تقهر رغم العنف والشدة المفرطة التي مارسها بعضا من اتباع النظام أو قلها بأسلوب فيه خلق المترفعين اجبروا علي تنفيذها فقتل المصري أخيه المصري لارضاء الفرعون الأله ونسي الناس انتهاء زمن الألهة والفراعنة الظالمين وبقي عهد المصريين الطيبين المترفعين المتسامحين قوة لا ضعف رحمة لا مذلة . لا لم تنجح نبرة استعطاف الشعب حينا أو التحايل عليه في اللعب بشباب25 من يناير , كما لم ينخدع الشباب بمحاولات البعض من اللاعبين علي حبال الحياة أن ينخدعوا بكلام من تحدث إليهم من الخادعيين المضللين ,ولم يستسلم شبابنا حتي أعلن النظام تنحيه وتحققت أحلام شباب الثورة البيضاء وخلع هذا الفرعون .
لا نبتغي حقا أن نكون من المتشفين لكنها انفعالات لحظية وسرعان من عدنا إلي أخلاق المصريين المتسامحيين الأخذين من خلق الأنبياء والقديسين , حين سأل من عذبوا الرسول –صلي الله عليه وسلم -ومنعوا عنه المأكل والمشرب وحاصروه وتقولوا عليه - ماذا أنت بفاعل بنا قال أذهبوا فأنتم الطلاقاء, نعم قالها رسول الإنسانية ولكننا نعلم أن الرسول-صلي الله عليه وسلم – إذا كان بيننا لقالها ولكنه سيضيف ارحلوا واتركوا حقوق هذا الشعب اتركوا أموال الفقراء والمحتاجين والموظفين والآرامل والشيوخ والعجائز ومن يسكن القبور وسكان العشوائيات وكفي الله المؤمنيين شر قتالكم ونتركم لمن لا ينا م ولا يغفل , نعم ولكن علي كل من قتل شهيدا أو عذب مظلوما أن يعود إلي الله طالبا مغفرته , عليه أن يصوم ويخرج الدية ويستغفر ويصلي إن كان – كما يعتقد بعض الظالميين أن الصلاة تبعدهم عن كراسي السلطة – لا يصلي عسي الله أن يغفر لهم ويرحمهم وكلنا يطمع في رحمة خالقه .
واليوم أين الشهداء ؟ إنهم في جنات النعيم ينعمون بالدرجة الثانية بعد الأنبياء والقديسين إنهم من سيشفع لأربعين ممن يدفنون إلي جوارهم , فقد احتلوا مرتبة الصالحين وهم لن يحاسبوا ونحن سنحاسب فما أجملها من نهاية ,الملائكة تزفهم إلي جنات الخلد ترفرف حولهم وهم فرحون بما اتاهم الله وهم لا يظلمون , يسمعون ويشاهدون ويأكلون ويشربون ما لا أذن سمعت أو عينا رأت أو نفسا أكلت أوشربت إنهم في حضرة الرحمن خالق الجنان قدوس السماوات والأرضيين
كلي أمل أن يأتي الغد بما هو أفضل وأن نحافظ علي النجاحات التي تحققت بعد هذه التضحيات وأن لا ننسي أن دماء نزفت و أرواح صعدت إلي ربها وأن أمهات استشهد أولادهم ,فما قدم ليس بهين , لقد دفعوا أغلي ما عندهم فلا أقل من المحافظة علي ما حققوا حتي نلقاهم دون أن نعير بما فعله السفهاء منا وصدق الحق حين يقول ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ). علينا أن نسترد أخلاق المصريين وأن نعود كما كنا جيران متحابيين متصالحيين , وأن نعي جيدا أننا كنا ولا نزال محط تقدير وتوقير ممن يعلم أنها غمة حين تنجلي سنعود إلي ما كنا عليه من قبل . أقولها من كل قلبي كنا نتمني أن نعيش هذ الأيام وقد عشناها أتمني وسأفعل بأذن الله ما كنا نفعله حين كنا صغار من احترام الكبار وتوقيرهم والعطف والحب وتقدير وجهات نظرالصغار, وأن تجمعنا دائما مقولة هامة هي : متقلش ايه أدتنا مصر ح نقول ايه ح ندي لمصر ... يا حبايب مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا