الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب الإسلامي يتراجع ... بالأرقام

ابراهيم القبطي

2011 / 2 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإرهاب الإسلامي يتراجع ... بالأرقام

منذ عام 2001 ، وبالتحديد في 11 سبتمبر ، وقع الحدث التاريخي الذي غير مسار العالم كله ، عندما ضرب الإرهابي أسامة بن لادن برجي التجارة العالميين في وسط منهاتن بنيويورك . وقتها تحولت انظار العالم كله إلى الإسلام . وتساءل الكثيرون العديد من الأسئلة
البعض تساءل هل حقا هناك علاقة بين الإسلام والإرهاب؟
وآخرون تساءلوا : ما هي طبيعة الإسلام ؟ هل هي طبيعة دموية حقا تشجع على العنف ؟ أم أن محمد عطا وأتباعه مجرد قلة من المتطرفين لا يفهمون حقيقة الدين الإسلامي؟
ومازالت هذه المناقشات تدور حتى الآن ، حيث يحتدم السجال بين المفكرين والمحللين السياسين في الغرب والشرق ، وبين المناظرين المسلمين ، وفي هذه السجالات ظهرت كثير من التبريرات التي وضعها الكثير من المسلمين ليدفعوا شبهة الإرهاب والعنف عن الإسلام ، ولكن موقفهم التبريري ازداد ضعفا مع كل تفجير أو عملية إرهابية يقوم بها مجاهدو القاعدة وغيرهم .

وزاد من الموقف الإسلامي حرجا أن شيوخ الفضائيات العربية والغربية يمارسون التكفير بمنتهى السهولة ، ويفتون في كل الامور من أول أحكام المراحيض والخراءة والغائط ، إلى أحكام السرير والفراش والمتعة والنكاح ، ومع هذا لم نجد حتى الآن أيا من هؤلاء الشيوخ يكفر إرهابيا واحدا أو يتنصل من عملا إرهابيا واحدا باعتباره من أعمال الكفر والضلال ... وحتى إن اكتفى بعض الشيوخ بالتنديد ، وخاصة إذا كانت محطاتهم تذيع من داخل أراضي الفرنجة وأهل الغرب الكافر ، مازال الأمر عسيرا عليهم أن يكفروا اسامة بن لادن أو الظواهري أو أيا من شيوخ الإرهاب .... فهم في أعماق قلوبهم مجاهدون صادقون لا يمكن تكفيرهم .

ولهذا لا نستغرب إذا قلنا أنه وبعد 10 سنوات كاملة ، بدأت تظهر مجموعات من المفكرين الغربيين الذين يعلنون صراحة دموية الدين الإسلامي دونما خوف من جرح مشاعر المسلمين ، ويربطون ربطا صريحا بين الإرهاب الديني والإسلام ، لأنهم لم يجدوا دليلا واحدا على تعارض الدين الإسلامي مع حركات الجهاد ، ولم يجدوا جدية من المعتدلين لمواجهة تيار التكفير والجهاد ... ربما لأن المعتدلين من المسلمين لا يملكون نصوصا دينية كافية تبرهن على موقفهم السلمي ، فهم يحاولون دائما الاكتفاء بالقرآن المكي ، ويتجاهلون القرآن المدني و كل الأحدايث المحمدية التي تصرح بالجهاد والحرب .

وفي خضم هذا الصراع الفكري ... حاولت أن أنظر من خارج هذا الصراع وألجأ إلى لغة الأرقام المحايدة مرة أخرى كما فعلت قبلا (1) و أن اعيد قراءة أرقام الجهاد الإسلامي وعدد العمليات الإرهابية ، ومدى تطورها على مدار 10 سنوات كاملة – من 2001 إلى 2010 (2)

لقد قام الإرهابيون الإسلاميون بعدد 14969 عملية إرهابية منذ 11 سبتمبر 2001 إلى 31 ديسمبر 2010
أكثر من ثلث هذه العمليات (5411 عملية) كانت داخل أرض العراق فقط ، وأكثر ضحاياها ليسوا من الامريكيين أو القوات الأجنبية ، بل من العراقيين أنفسهم ... وكأنما الجهاد لا يميز بين صديق أو عدو ، أو بين مسلم وغير مسلم ، فأول من يدفع ثمنه المسلمون أنفسهم ... مما يجعلنا نتعجب من تأييد الكثير من بسطاء المسلمين للجهاد وهم أول ضحاياه . وتأتي في المرتبة الثانية باكستان بعدد 2157 عملية إرهابية ، وأفغانستان هي الثالثة بعدد 1697 عملية إرهابية .

في المقابل لم تحدث إلا عمليات جهادية محدودة في الدول الأوروبية والأمريكتين ، ففي الولايات المتحدة وقعت عمليات إرهابية محدودة على مدار 10 سنوات وعددها 34 عملية بخلاف 11 سبتمبر ، وفي بريطانيا 20 عملية ، وفي أسبانيا عمليتان إرهابيتان فقط الأولى في حادثة مدريد مارس 2004 وراح ضحيتها 201 شخص ، والثانية في مدريد أبريل 2004 ، وراح ضحيتها شخص واحد فقط .

أما عدد القتلى الذين أسقطتهم الجهاد الإسلامي فكانوا 89570 شخص في جميع أنحاء العالم ، أي بمعدل ثمانية آلاف وتسعمائة شخص تقريبا في العام الواحد ، وعدد الجرحي 144601 جريح . أي أنه على مدار 3398 يوم –الفترة الفاصلة بين 11 سبتمبر 2001 و31 ديسمبر 2010 - كان القتلى بمعدل 26 قتيل في اليوم والجرحي بمعدل 43 جريح في اليوم .

وبعد عرض هذه الأرقام قد يتساءل أحدهم: ما الفائدة من عرض كل هذه الأرقام ؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول بأن الأرقام هامة لأنها لا تكذب ، فهي تمثل جرس إنذار لكل إنسان حر ، وتمثل تحذيرا قويا لكل عاقل ، فإذا كانت هذه هي حالة الجهاد الاسلامي بدون دولة خلافة إسلامية ، فكيف سيكون الأمر لو تحقق حلم بعضهم بدولة خلافة إسلامية ...؟!!
ليس هناك أدنى شك بأن هذه الأعداد سوف تتضاعف عشرات المرات ، لأن دولة الخلافة سوف تتحرك بأيدولويجية الفكر السلفي الأصولي لتنشر الدين الإسلامي عنوة ، عملا بمبدأ جهاد الطلب الذي يسعى لغزو الدول الغير مسلمة بهدف نشر الدعوة ، وسوف تستعمل الأسلحة الحديثة الفتاكة لنشر الدعوة الإسلامية .
لهذا كانت هذه الحقائق الرقمية أبلغ رد على بعض المتشددين الذين يدعون إلى إقامة دولة إسلامية في مصر أو الجزائر أو تونس ... فالدولة المدنية العلمانية هي الضمان الوحيد لكل إنسان عاقل مسلم كان او مسيحي أو بهائي أو درزي أو يهودي أو ملحد ، للخروج من شرنقة الصراع الديني والجهاد إلى عالم التحضر والحرية .

ثم يأتي السؤال الثاني وهو الأهم : هل هناك أمل في انتهاء هذه الأحداث الدموية ؟
والإجابة هي أنه هناك أمل كبير جدا في انتهاء هذه المرحلة من التاريخ الحديث ، وهذا الاستنتاج مبني على الأرقام أيضا ، فقد ظل عدد العمليات الإرهابية وعدد القتلى والجرحى في ازدياد وتصاعد من 2001 إلى 2007 (3) ثم تراجعت تراجعا حادا في الثلاث سنوات الأخيرة حتى وصل إلى تسعة آلاف قتيل و18 ألف جريح في عام 2010 أي إلى النصف تقريبا .





هذا التراجع الحاد بعد عام 2007 ، على الأرجح نتيجة لعدة عوامل منها
1- العمليات الناجحة التي قامت بها الحكومات الغربية في تحطيم الكثير من شبكات تمويل الإرهاب البترودولارية
2- تراجع الكثير من العمليات الإنتحارية نتيجة قلة المتطوعين الجدد ، حتى أن بعض العمليات الإرهابية بدأت تتحول إلى تجنيد النساء
3- انتشار الشكوك بين المنتحرين حول مصيرهم ، وهل هم من الشهداء أم من المنتحرين ؟ نتيجة اختلاف الفقهاء المسلمين فيما بينهم .(4)

أيا كانت الأسباب ، فالإرهاب يتراجع ، والثورات المدنية بدأت تنتشر بين ربوع العالم الإسلامي ، وبدأ نسيم الحرية والعدالة يتسلل لكل الشعوب التي حرمت منها ...

فمرحبا بعصر جديد من الحرية والأمل ، عصر الدولة المدنية العلمانية في الشرق الأوسط
دولة تجمع المسلم كمواطن إلى جنب المسيحي والبهائي والدرزي والملحد وكل إنسان في دولة حرة تحترم مواطنيها دون تفرقة أو ذمية أو استعباد .
---------------
الهوامش:
(1) الإرهاب الإسلامي ... بالأرقام
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=50883
(2) كل الإحصاءات التي في هذا المقال تم استنتاجها وحسابها من الأرقام المنشورة في هذا الموقع
http://www.thereligionofpeace.com/
(3) في عام 2007 سقط حوالي 20 ألف قتيل و26 ألف جريح من الإرهاب
(4) راجع المقال السابق :
الإرهاب الإسلامي [4] ... في أصول الخداع : شهداء أم منتحرون ؟
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=117171








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - و مع هذا نجد افكار التخلف تجذبنا الى اسفل
حكيم العارف ( 2011 / 2 / 16 - 15:40 )
تحيه الى الاستاذ ابراهيم

تحليل منطقى و موضوعى .. ان الارهاب بالمتفجرات ربما ينتهى ...
و لكن حضرتك نسيت ان افكار الارهاب لم و لن تنتهى .. و ذلك لان الارهاب ليس شكل واحد فقط
مثلا النص القائل -اضطروه الى اضيقه- هو ارهاب
وايضا النص -ترهبون به عدو الله و عدوكم- هو ايضا ارهاب طالما مازال مطبق بين الاسلاميين.

و تخيل ان هذه هى الشريعه التى يتمسكون بها الاسلاميون و يصرون على وضعها بالماده الثانيه من الدستور المصرى


2 - الارهاب باق مابقي الاسلام
جحا الايطالي ( 2011 / 11 / 5 - 22:12 )
الارهاب الاسلامي لم ولن ينتهي وسيستمر وسيدفع المسلمون الثمن الاعلى لهذا الارهاب ومع ذلك مع كل هذه الضريبة الباهضة التي سيدفعها المسلمون انفسهم للأرهاب الاسلامي فسيستمر التأييد للحركات الاسلامية ..لكنه بالتأكيد سيخف حجم الزخم لهذا الارهاب الاسلاموي ..لكن يمكنني ان اعطي حلولا ناجعة للتخلص من الارهاب الاسلامي الى الابد اولا يجب ايجاد مصدر بديل للطاقة بأسرع مايمكن وهذا سيساهم مساهمة فعالة في تجميد الدعم المالي للأرهاب الاسلامي الممول بالبترودولار الخليجي والايراني ثانيا تقيد حركة المؤسسات الاسلامية وحركة المسلمين الراغبين في السفر الى اوربا او امريكا كأجراء وقائي لحماية هذه البلدان من قنابل بشرية موقوتة وعدم السماح لهم بالعمل او الاقامة الدائمة في تلك المجتمعات الحرة وترحيل اللاجئين المسلمين في تلك البلدان الى اوطانهم مع تعويظهم ماديا عن ذلك بما يضمن الحصول على حقوقهم العادلة واستبدال العنصر الاسلامي في اوربا وامريكا واستراليا بالعنصر المسيحي في الشرق وبهذه الحالة سنكون كانتونات مغلقة دينيا .طبعا لاامانع من وجود ديانات اخرى عدا الاسلام طبعا ونتعاهد بعدها عهدا ابديا ان لايدخل مسلم ارضنا


3 - الارهاب باق مابقي الاسلام
جحا الايطالي ( 2011 / 11 / 5 - 22:14 )
الارهاب الاسلامي لم ولن ينتهي وسيستمر وسيدفع المسلمون الثمن الاعلى لهذا الارهاب ومع ذلك مع كل هذه الضريبة الباهضة التي سيدفعها المسلمون انفسهم للأرهاب الاسلامي فسيستمر التأييد للحركات الاسلامية ..لكنه بالتأكيد سيخف حجم الزخم لهذا الارهاب الاسلاموي ..لكن يمكنني ان اعطي حلولا ناجعة للتخلص من الارهاب الاسلامي الى الابد اولا يجب ايجاد مصدر بديل للطاقة بأسرع مايمكن وهذا سيساهم مساهمة فعالة في تجميد الدعم المالي للأرهاب الاسلامي الممول بالبترودولار الخليجي والايراني ثانيا تقيد حركة المؤسسات الاسلامية وحركة المسلمين الراغبين في السفر الى اوربا او امريكا كأجراء وقائي لحماية هذه البلدان من قنابل بشرية موقوتة وعدم السماح لهم بالعمل او الاقامة الدائمة في تلك المجتمعات الحرة وترحيل اللاجئين المسلمين في تلك البلدان الى اوطانهم مع تعويظهم ماديا عن ذلك بما يضمن الحصول على حقوقهم العادلة واستبدال العنصر الاسلامي في اوربا وامريكا واستراليا بالعنصر المسيحي في الشرق وبهذه الحالة سنكون كانتونات مغلقة دينيا .طبعا لاامانع من وجود ديانات اخرى عدا الاسلام طبعا ونتعاهد بعدها عهدا ابديا ان لايدخل مسلم ارضنا


4 - لم ارى بعيرا في حياتي
جحا الايطالي ( 2011 / 11 / 6 - 13:44 )
الحمد لله يابندر الفارس لست من قوم البعير ..كما انني لااداوي نفسي ببول البعير ..ولااشرب بول الرسول ..اما بالنسبة لكلامك عن البابا شنودة وعن ارهاب الكنيسة .المشكلة يابني ان الكنيسة لاتتكلم وهي صامتة ياليتها تكلمت ياليتها تعطي الاذن بالكفاح المسلح مثلا لكن لاحياة لمن تنادي ..أتعرف قضيت حياتي بين تجربتين ابحث فيهما تجربة جنوب السودان والوضع المسيحي هناك وتجربة مسيحي العراق ووجدت الاتي :اذا لم يرفع المسيحيون السلاح بوجه البدو واكتفوا بتلك اللغة الطوباوية ومحبة الاعداء ووووفأنهم لن يجدوا حتى في البحر مكانا ليسكنوا فيه اما بالنسبة لثقافة البعير البدوية الطاغية على المجتمعات الاسلامية فأنها لن تقبل حتى اولئك اللذين يتحدثون بتلك اللغة الطوباوية ..تخيل ان البابا شنودة في عز الازمات ودماء الاخوة الاقباط في الشوارع تسال ..يعتزل الناس جميعا ويذهب الرجل الى غرفة مغلقة ليصلي الى الذين قتلوا الاقباط ليروا نور المسيح ..والحقيقة لكم تمنيت ان يخرج الرجل في ثورة الغضب ليقول دافعوا عن انفسكم احملوا السلاح واجهوا البدو الهمج قارعوا الرصاص بالرصاص ..لكن كل هذا لم يحصل


5 - لم ارى بعيرا في حياتي
جحا الايطالي ( 2011 / 11 / 6 - 13:47 )
الحمد لله يابندر الفارس لست من قوم البعير ..كما انني لااداوي نفسي ببول البعير ..ولااشرب بول الرسول ..اما بالنسبة لكلامك عن البابا شنودة وعن ارهاب الكنيسة .المشكلة يابني ان الكنيسة لاتتكلم وهي صامتة ياليتها تكلمت ياليتها تعطي الاذن بالكفاح المسلح مثلا لكن لاحياة لمن تنادي ..أتعرف قضيت حياتي بين تجربتين ابحث فيهما تجربة جنوب السودان والوضع المسيحي هناك وتجربة مسيحي العراق ووجدت الاتي :اذا لم يرفع المسيحيون السلاح بوجه البدو واكتفوا بتلك اللغة الطوباوية ومحبة الاعداء ووووفأنهم لن يجدوا حتى في البحر مكانا ليسكنوا فيه اما بالنسبة لثقافة البعير البدوية الطاغية على المجتمعات الاسلامية فأنها لن تقبل حتى اولئك اللذين يتحدثون بتلك اللغة الطوباوية ..تخيل ان البابا شنودة في عز الازمات ودماء الاخوة الاقباط في الشوارع تسال ..يعتزل الناس جميعا ويذهب الرجل الى غرفة مغلقة ليصلي الى الذين قتلوا الاقباط ليروا نور المسيح ..والحقيقة لكم تمنيت ان يخرج الرجل في ثورة الغضب ليقول دافعوا عن انفسكم احملوا السلاح واجهوا البدو الهمج قارعوا الرصاص بالرصاص ..لكن كل هذا لم يحصل