الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعم ثورات الشعوب واجب إنساني

قاسم محمد علي

2011 / 2 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المصدر – القناة الفضائية المصرية الحكومية (التي كانت تابعة للنظام المصري السابق) - ESC
التوقيت – عصر يوم الخميس المصادف ل 3 شباط (قبل سقوط النظام المصري بثمانية أيام)

إندلت إنتفاضة الشباب في مصر في 25 كانون الثاني ضد الإستبداد والفساد ومن أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، وسرعان ما تحولت تلك الإنتفاضة الجماهيرية الى ثورة شعبية حقيقية عمت جميع المدن المصرية وتمكنت من إحتواء الملايين والملايين من الجماهير المصرية مطالبةً بإسقاط نظام حسني مبارك الديكتاتوري وجميع ما يقف عليه النظام من المؤسسات. وكما هومعلوم إنتصرت ثورة الشباب وإرادة الشعب على نظام الفساد والإستبداد في 11 شباط.

نشرت القناة الفضائية المصرية الحكومية عصر يوم الخميس المصادف ل 3 شباط خبر إتصال الرئيس العراقي الأستاذ جلال الطالباني بالرئيس المصري حسني مبارك
” ويؤكد ثقته في قدرة الرئيس مبارك على تجاوز الأحداث “

إتصال الرئيس العراقي بالرئيس المصري ودعمه لنظام مبارك الإستبدادي، في ضراوة الثورة وأثناء هجوم الأجهزة القمعية الأمنية المصرية على المتظاهرين المسالمين العزل في ميدان التحرير وفي باقي المدن المصرية، يتطلب وقفة عندها وفي منتهى الدقة ، ويجب أن لايمر مرور الكرام!
أولاً – في ظل النظام العراقي البائد كنا نحن الشعوب العراقية ندين ونلوم باستمرار مواقف حكام العرب والأنظمة العربية التي كانت الى جانب نظام صدام حسين آنذاك وضد إرادة الشعوب العراقية ونضالها ضد ذلك النظام الإستبدادي، وضد تطلع الشعوب العراقية الى الحرية والديمقراطية. وكنا محقين في إتهاماتنا وإدانتنا الى تلك الأنظمة العربية الفاسدة، لأن الأمر كان هكذا. وما قام به الرئيس العراقي الأستاذ جلال الطالباني اليوم هو الإنزلاق في نفس المستنقع والوقوف الى جانب الديكتاتورية والطاغية، الوقوف الى جانب نظام الظلم و الإستبداد والفساد وضد إرادة الملايين من أبناء وشباب الشعب المصري الثائر.

ثانياً – إن فخامة الرئيس العراقي الأستاذ جلال الطالباني والأمين العام للإتحاد الوطني الكوردستاني كان يعتبر واحدا من مناضلي وقادة الحركة التحررية الوطنية الكوردستانية على طول التأريخ، وبالتالي كان يتوجب عليه وإنطلاقاً من القيم الإنسانية النبيلة والمفاهيم الثورية التقدمية أن يقف الى جانب الثورة، أن يقف الى جانب الشباب الثائر المليوني، أن يقف الى جانب الثورة الشعبية التي إستطاعات وخلال ساعات من إندلاعها أن تنتقل الى جميع المدن المصرية وتحشد الملايين في الشارع، كان يتوجب عليه أن يكون سنداً وداعماً لثورة الشباب من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، كان يتوجب عليه أن يكون في خندق الجماهير ومع الجماهير ضد الطغاة، كان يتوجب عليه أن يؤكد ثقته في قدرة الشباب وفي إرادة الشباب على تحطيم عرش الفساد والطغيان، لكن للأسف الشديد سرعان ما شاءت الأقدار أن يغير كرسي السلطة والمواقع الرئاسية وبنسبة مئة وثمانين درجة مواقف وقيم ومفاهيم هذا الإنسان الذي كان في يوم من الأيام يصنف من ضمن المناضلين التقدميين والمدافعين عن الحرية والعدالة والديمقراطية. إن أحد الدوافع الرئيسية وراء مثل هذه المواقف لفخامة الرئيس والقيادة السياسية الكوردستانية هو الهاجس النفسي والخوف من ملاقاة نفس المصير من قبل الجماهير الكوردستانية،لأن مطالب الشباب في تونس ومصر التي فجرت الثورة هي نفس معاناة الجماهير الكوردستانية وشبابها التي تطالب أيضاً بحرية الرأي والعدالة الإجتماعية وتحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص العمل والقضاء على مصادر الفساد داخل مؤسسات الدولة والحزب بالإضافة الى المطالبة بالتداول السلمي للسلطة وليس إحتكارها.

وقوف الرئيس العراقي والأمين العام للإتحاد الوطني الكوردستاني وأحد قادة ومناضلي الكورد الى جانب الديكتاتورية ونظام الظلم والإستبداد والطغيان وضد إرادة الشعوب وتطلعها الى الحرية والديمقراطية وتحقيق العدالة الإجتماعية لايليق لا بالعراق الذي تحرر في الأمس القريب من سلطة الديكتاتورية وأبشع الأنظمة القمعية التي عرفتها العالم في العصر الحديث، ولا يليق بالقيادة السياسية الكوردستانية لأننا نحن الكورد كنا ضحية الظلم والإضطهاد والإستبداد من قبل نظام صدام حسين الذي أرتكب الإبادة الجماعية و أبشع المجازر و الجرائم بحق الشعب الكوردي في كوردستان العراق.
إن دعم ثورات الشعوب والوقوف الى جانب إرادة الشعوب لإسقاط عرش الديكتاتورية والطغيان ومن أجل الحرية والديمقراطية التي تضمن حق الإختلاف في الرأي، هو واجب إنساني وإلتزام أخلاقي ومسؤولية كل فرد ديمقراطي وتقدمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من ثمارهم سوف تعرفونهم
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 2 / 20 - 13:14 )
مدينة السليمانية هذه الايام في مهب الريح ومام جلال في بغداد يجتمع مع عبدالمهدي ليشرح له انجازاته العظيمة اثناء زيارته لسوريا-دكتاتور- بشار عدو اكراد سوريا ابن الاسد الذي حرم ما يقارب من 160 الف كوردي سوري من ابسط الحقوق الانسانية وهي الجنسية-المكتومين- حيث الحرمان من حق الدراسة والعمل وغيرها من الحقوق الاساسية فضلا عن شن الحرب العنصرية ضدهم وضد جميع القوى الديمقراطية في سوريا

اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف